الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رواية الأزهري والجماعة (1) بقلم:سيد سليم

تاريخ النشر : 2019-11-20
رواية الأزهري والجماعة (1) بقلم:سيد سليم
وكانت البداية في رحاب الأزهر

في عام 1979م التحق الرواي بالسنة الأولى الثانوية الأزهرية، وكان تيار الجماعة الإسلامية قد توغل في المدارس والجماعات ليجذب إليه كثرة من الشباب الغض إلا أن الأزهر الشريف بمعاهده وجامعاته كان مصدا لهم؛ فلم يستطع هذا التيار اختراقه اللهم إلا من قلة نادرة ورثت هذا الفكر عن طريق معايشتهم لبعض أهلهم وجيرانهم المنتمين للجماعة الإسلامية، وكان من هؤلاء القلة زميلان له التقى بهما، وبعد التعارف عرضا عليه بعض المطبوعات الخاصة بالجماعة الإسلامية وهى عبارة عن كتيبات صادرة عن رعاية شباب اتحاد طلاب جامعة القاهرة في سلسلة تحمل عنوانا ثابتاً (صوت الحق ـ الجماعة الإسلامية) اشترى منها كتابا اسمه (نظام الحكم في الإسلام)

ودارت بينه وبينهم حوارات ومناقشات حول الجماعة وأسلوبها ومنهجها والهدف من وجودها.

كان من الطبيعي أن يجد إلحاحا من زميليه للانضمام إلي الجماعة، إلا أنه كان يقابل ذلك بالرفض التام وكان قوى الحجة محصن الفكر في مناقشاته وردوده وكان يرى التبرم والضيق علي وجهيهما بسبب ما كان يثيره من تساؤلات محرجة لهما وكان من بين هذه الأسئلة التي كان يسوقها بانفعال، ولم يجد جوابها لها:

* لماذا تطلقون علي أنفسكم اسم (الجماعة الإسلامية)؟!

*ولماذا تجعلون الإسلام حكرا عليكم وحدكم؟!

*وهل كل من لا ينتمي إليكم يعتبر من غير الجماعة الإسلامية!

وكان يجيب موبخا لهما:

إن أساس التسمية لديكم خطأ وفيه مدح وتزكية لأنفسكم وفيه اتهام لغيركم وكأنكم وحدكم مسلمون وسواكم غير مسلمين وانقطع الحوار بينه وبينهم؛ بسبب عدم جدوى حوارهما، وبعد عامين سمع باعتقالهما بتهمة أحداث عيد الأضحى واغتيال الرئيس السادات ـ رحمة الله ـ ولم يلتق يهما بعد ذلك والله أعلم أين هما الآن.

** 2

غزو قريتنا

قرية ـ عرب مطير ـ إحدى القرى التي تحتضنها صحراء أسيوط الشرقية وهى أصل قبيلة مطير في مصر ولها فروع في أسيوط كعرب مطير المطمر مركز الساحل، وعرب مطير البداري، وفي أكثر من محافظة كالشرقية والصف والفيوم والمنيا وقنا.

ويشتهر أهل القرى بالكرم والمروءة والتدين الطبيعي، وللقرية نظامها الاجتماعي الذي يسوده نظام العائلات كما يرتبط أغلب أهل القرية بصلة القرابة أو المصاهرة فيما بينهم ويأخذ أهل القرية أحكام دينهم عن الفقهاء وقراء القرآن الكريم.

بدأ أمراء الجماعة الإسلامية في مركزي أبنوب والفتح غزو القرية عن طريق استقطاب أحد الأفراد المحتكين بهم والذي أطلق لحيته وتم تعيينه أميرا للقرية ـ وهو شباب موظف في الصحة وكان والده أحد معلمي أهل القرية أحكام الفقه في الدين فقيها نابها معتدلا في فكره لم يكمل تعليمه الأزهري؛ لظروف اجتماعية، إلا أن ابنه هذا لم يستفد من علمه؛ فقد قد توفي الوالد قل نضج هذا الابن الذي جاء على كبر ـ وبدوره استقطب الأمير الشاب مجموعة من الشباب الذين كانوا يذهبون بصحبته إلي أمراء الجماعة في المركز الرئيس (أبنوب) لتلقى الفكر الجماعاتي على أيديهم.

بدأ هؤلاء الشباب بقيادة الأمير يعرضون فكرهم علي الناس في المساجد وعن طريق انتداب الأمراء الكبار في المركز وقد اتخذوا أكثر من مسجد كمنابر لدعوتهم وبث فكرهم الجديد الغريب على أهل القرية وبدأ الناس يتسامعون عن حماس هؤلاء الشباب وما لهم من نشاط دعوى في أكثر من مكان وصار الناس ما بين مادح لهم وقادح فيهم إلي أن حدثت أكثر من مفاجأة تستدعى المواجهة.

3

الأمير يهدد بهدم ضريح وقبة

أسس شباب القرية ومثقفوها جمعية خيرية إسلامية لخدمة أهل القرية ونشر الوعي الديني الصحيح وتحصين الشباب ضد الفكر المنحرف، وكان الأزهري مشرفا علي أنشطة الجمعية الدينية والثقافية ومتحدثا باسمها في الندوات والمحافل الدينية والثقافية المختلفة.

شكا إليه بعض الأهالي بأن أمير الجماعة في القرية يريد هدم مقام الشيخ حسن (أحد الصالحين أصحاب المزارات) وذلك بحجة أن المزار صنم والزائرين مشركون فاستغرب؛ هذا الخبر وأراد أن يتأكد من الأمير نفسه فقابله واصطحبه إلي رئيس مجلس إدارة الجمعية ـ وهو مهندس زراعي مثقف دينيا وله جهوده الخيرية ـ وحاورا الأمير وقالا له:

إن الاقتراب من هذا الأمر سيمثل فتنه في القرية لأن أغلب الناس يحبون الصالحين بعمق وفيهم أهل طريق صوفية. ثم ماذا سيضرك من وجود مقام ولي من أولياء الله وأخذا عليه العهد والميثاق ألا يثير هذا الموضوع ووعد بذلك والتزم بالوعد.

4

تزايد تبادل الزيارات بين أمراء المركز وشباب القرية وصار للجماعة ثلاثة مساجد ثابتة غير المساجد التي كانوا يحلون عليها بدعوة من بعض الشباب أتباعهم وصاروا يثيرون خلافات مع جمهور المصلين البسطاء في أمور بسيطة لا تستدعي خلافا مثل الصلاة علي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الأذان وختم الصلاة جهرا وكان الناس قد اعتادوا علي هذين الأمرين فقابل الناس اعتراضاتهم بغضب وحدثت أكثر من مشادة بل ومعركة في أكثر من مسجد.

ونظراً لأن الجمعية كانت نقوم بعقد ندوة أسبوعية تطوف كل مساجد القرية الثلاثة والثلاثين ـ وقتها ـ يحاضر فيها أحد أهم علماء أسيوط وهو إمام وخطيب مسجد سيدي جلال الدين السيوطي شيخنا الشيخ محمد سالم شحات وواعظ المركز الشيخ أحمد لافي فضلا عن علماء أفاضل نستدعيهم في المناسبات الدينية المتنوعة وكان الأزهري يدير ويحاضر في هذه الندوات ويشاركه بعض الأعضاء وكانوا يرون ويسمعون مدى تألم الناس من سلوك وأسلوب هؤلاء الجماعاتيين وكانوا ينصحونهم بعدم إثارة خلافات حول هذه الأمور التي لا تضر الدين شيئا فلما لم يقبلوا نصائح العلماء تركوهم وشأنهم بعد أن اتهموهم بأنهم يحبون السيطرة علي الدعوة وحدهم في القرية والاستئثار بها دونهم.

5

وجاء شيخ الخفراء شاكيا

كثر ضجيج الناس في القرية وزاد استياؤهم من تصرفات هؤلاء الشباب وصارت حديث الجميع وعلي جميع المستويات.

وبينما كان الأزهري جالسا أمام الجمعية الخيرية في عصر يوم، إذ جاءه شيخ خفراء القرية وبعد أن سلم عليه، سأله قائلا:

* ألست المسئول عن الدين في البلد؟

ـ ضحك لسؤاله وقال له: المسؤول عن الدين رب الدين، الفعال لما يريد، وإني من خدام ديننا، وقال له: ماذا حدث بالضبط؟ فظل يسرد على سمعه ما حدث منهم ويبدى شفقته عليهم مما سيحدث لهم وما سيجرونه علي القرية الآمنة؛ بسبب ما يرتكبونه من حماقات وتصرفات غريبة ومريبة، وقال: إن العرب والعمدة وكلنا نثق في الجمعية وأعضائها وفي شخصك ونشاطك في الندوات الدينية الرسمية وأحاديثك وخطبك وأنت شيخ أزهري؛ فأرجوك التدخل لحل هذا الموضوع وبأقصى سرعة.

بدأ الأزهري يهدئ من روعة ووعده بأنهم سيسعون في حل هذه المشكلة ـ إن شاء الله تعالي ـ وأقسم شيخ الخفراء عند انصرافه قائلا: إن لم تقنعهم بالبعد عن هذا الطريق فسأبلغ عنهم المركز، كما أقسم أنه تم تأجيل الإبلاغ عنهم من أجل أن يجد الأزهري وإخوانه المعتدلون حلا معهم وكاد الرجل أن يبكي أكثر من مرة لأنه يعرف مدى خطورة القبض عليهم أو اعتقالهم والقلق والاضطراب الذي سيعم القرية.

الكاتب والداعية الأزهري
سيد سليم
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف