الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سعادة أبو عراق قصيدة هو السيل بقلم: رائد الحواري

تاريخ النشر : 2019-11-20
سعادة أبو عراق
قصيدة هو السيل
عندما تأتي القصيدة كتناص لقول ديني/تراثي فهذا أمر ليس بالسهل، فعلى الكاتب/الشاعر أن يتشرب النص الديني التراثي أولا، ثم يخرج لنا الثمر، الشاعر "سعادة أبو عراق" يقدم حديث نبوي شريف بقصيدة شعرية، والحديث المقصود هو: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت" إذا ما توقفنا عند المعاني والألفاظ التي تتلاقي في الحديث وفي القصيدة نجدها في "السيل، غثاء، الوهن" ومن يقرأ القصيدة، سيتقدم مباشرة من الحديث النبوي الشريف، الذي تتمحور فكرته حول تقاعس الأمة والذل الذي سيلبسها، والجميل في الحديث أنه استخدم ظاهرة صحراوية "السيل" الذي يُثار ويأتي بسرعة وينتهي بسرعة أكبر، والشاعر يركز في قصيدته على السيل الذي يحذرنا منه بثلاثة مواقع، في البداية:
"هو السيل الذي يجرف الغثاء"
وهو هنا يحثنا على التقدم من الحديث النبوي، والتوقف على ما جاء فيه، فهناك لفظ "السيل وغثاء" اللذان بالتأكيد سيوجهان القارئ للحذر من حالة الذل وفقدان الكرامة.
بعد أن يتأكد الشاعر ابصال فكرة "التناص مع الحديث النبوي" يبدأ بمحادثتنا بلغة عادية، بعيدا عن تلك التي يستخدمها الخطباء، محذرنا مما هو آت:
"هو السيل الذي تدفق فجأة"
الجميل في هذا المقطع أن السيل سريع، ويجري بسرعة ويأتي فجأة، وفي القصيدة تتماثل الألفاظ "السيل، تدفق، فجأة" مع فكرة الحذر من السيل التي يريد تقديمها الشاعر.
ويختم بقوله: "هو السيل/سوف تمضون مع القواقع أن شئتم" ولافت للنظر أن خاتمة/نهاية القصيدة تتماثل في تحذيرها مع ما جاء في الحديث "تتداعى الأمم/ لا بواكي...لا شجن" فالنهاية واحدة في الحديث وفي القصيدة.
قد يقول قائل: ما لنا وهذا الشؤم، إلا يكفينا ما نحن فيه من ألم، ليأتي "سعادة أبو عراق" ويثقل علينا بهذه القصيدة؟، سؤال مبرر ومن حق المتلقي أن يسأل، لكن الشاعر من خلال القصيدة يرد على هذا التساؤل من خلال طريقة تقديم القصيدة، فهو يتجنب الخطاب المباشر، من خلال حديثة العام، بحيث لا يحدد الجهة المخاطبة:
"هو السيلُ الذي يجرفُ الغثاءَ
والخبثَ الذي تعفّنَ في الزمن
هو السيلُ الذي تدفّقَ فجأةً
مٍن حيثُ لا يعلمُ الفَطِن"
بهذا يكون الشاعر قد ابتعد عن الخطاب/النصح المباشر، بحيث لا يشعر القارئ/المتلقي من الحرج أو الضيق إذا ما قرأ/استمع لهذه القصيدة، فهي عامة وغير موجهة له، والجميل في هذه العمومية، الواقعية والعقلانية التي جاءت بها، فهي تتحدث عن ظاهرة طبيعية، وغير متعلقة بالإنسان، كل هذا يخفف ثقل القصيدة على المتلقي.
"فيا أيّها الحاصدون أعشابَ الرعاةِ
والحاطِبونَ في الظَّهيرَةِ
والمُستسلمون للوَهَن
خذوا حظَّكَم العاثِرَ واذهبوا
وخذوا خشبَ التابوتِ والكَفَن
وما سطَّرَ التاريخُ للأغبياءِ
وما قالَهُ المرجفونَ
والصحافةُ
والهتافاتُ
وما لوَّث العينَ والأُذُن"
بعد أن يجذب الشاعر القارئ/المتلقي للقصيدة، يتقدم به خطوة إلى موضوعها، فيخاطب "الحصادون، الحطابون، المستسلمون" وهذا الترتيب أيضا اسهم في تقدم/قبول القارئ/المستمع للقصيدة، فقد بدأ مخاطبة أشخاص طيبين "الحصادون" فبدا وكأنه يتعامل مع الاصحاء وليس المرضى، بعدها يتقدم من السلبيين/الحطابين، ويتوغل أكثر عندما يخاطب المستسلمين" ويخاطبهم بشكل مباشرة "خذوا حظكم، خذوا خشب" وهذا الخطاب المباشر أيضا لا يمس المتلقي، فهو ليس حصاد ولا حطاب" لكن الشاعر يوصل الفكرة بأقل الأضرار للقارئ، فهو ما زال لا يوجه كلامه للقارئ.
وما يحسب للشاعر أنه استخدم إيقاع سريع من خلال "للوهن، الكفن، العين، الأذن" فرغم السواد والقسوة التي جاءت به الفاظ "الظهيرة، المستسلمون، للوهن، العاثر، التابوت، الكفن، للأغبياء، المرجفون، لوث" فهو من خلال الإيقاع السريع استطاع أن(يخفف) شيئا من وطأة الألفاظ والمعنى على القارئ مراعيا مشاعر مستمعيه/قراءه.
"هو السيلُ
سوفَ تمضونَ مع القواقعِ إن شِئتُم
أو مَعَ الطَّميِ
ولا بواكيَ لَكُم
ولا شَجَنْ"
يستمر الشاعر في التخفي وراء عدم المباشرة، فهو ما زال يحاطب جموع عامة، لكن فكرته تصل إلى القارئ، بهذا يكون الشاعر قد قدم لنا نصيحة/تحذير، لكن بطريقة حديثة/عصرية، بعيدة عن الخطاب المباشر والصوت العالي.
وهناك تناص مع قصيدة محمود درويش "عابرون في كلام عابر" "خذوا حظكم، خذوا خشب، ورغم اختلاف الجهة المخاطبة إلا أن هذا أسهم في أضفاء جمالية على القصيدة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف