الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المدخل لرواية (الأزهري والجماعة) بقلم:سيد سليم

تاريخ النشر : 2019-11-18
المدخل لرواية (الأزهري والجماعة) بقلم:سيد سليم
رواية (الأزهري والجماعة) مأخوذة عن كتاب: (الجماعات المتطرفة معايشة وحوارات) ط. دار النيل للنشر والتوزيع عام 2005م.

أحب الأزهري اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية وفروعها بالفطرة، رشحه بعض أساتذته في الشهادة الإعدادية أن يلتحق بالتعليم الثانوي الأزهري، وقد كان.

ولندع الأزهري يقص علينا موضوع ومضمون كتابه وروايته:

يمثل هذا الكتاب معايشةً حية ورواية واقعية وتجربة حقيقية لما دار بيني وبين تيارات الجماعات الإسلامية من حوارات حدثت على أرض الواقع اتخذ بعضها طابع الهدوء أحيانا واتسم بعضها بالمجادلة العنيفة في أحايين أخرى.

وقد بدأت هذه الحوارات منذ كنت طالبا في التعليم الثانوي الأزهري، فالجامعي ثم من خلال عملي في التدريس والدعوة. كل هذا أتاح لي أن أعيش تلك التجربة الحية علي أرض الواقع وأتعامل مع أصحاب الفكر المتطرف في شتى مواقعهم ومختلف مراحلهم العمرية التي يغلب عليها طابع الشباب، وأستطيع القول بأن تلك الظاهرة يمثل الشباب فيها أكثر من تسعين في المائة، خاصة في المرحلة العمرية المنحصرة بين الخامسة عشرة والأربعين. وهؤلاء الشباب وقعوا فريسة لجبابرة الفكر المتطرف الذين تحركهم دوافع الزعامة وتيجان الإمارة والأحلام الواهمة التي لا تجد لها مكاناً علي أرض الواقع إلا في تصوراتهم الخاطئة وأوهامهم الكاذبة وأفكارهم الزائفة التي غلفوها بغلاف الدين لتحريك العواطف وشحذ الهمم؛ للخروج عن صحيح الدين والمروق من سبيل الجماعة، علموا بذلك أم جهلوا.

أما فكرة الكتابة فإنها إلحاحٌ داخلي منذ كنت طالبا في السنة الثالثة من الجامعة وهي من أخصب سنوات العمر في العطاء الروحي والفيض الإلهي والمدد الرباني ولازلت أتذكر هذا العام 1987م وما أيدني الله فيه من انتصارات علي هؤلاء المتطرفين الخارجين علي الجماعة.

وتمضى الأيام والشهور والسنوات التي انهمكت فيها في تقويم ومقاومة التيار المتطرف علي صورة أوسع ومساحات مكانية وفكرية أكبر لدرجة جعلتني متخصصاً في هذا المجال مما حفزني أن يكون الرد علي هذا التيار المتطرف شاغلي الأول؛ لأنه يمثل أكثر التيارات خطورة، وقد زاد وطغى في تلك الحقبة.

وظلت تلك الحوارات والمعايشات مجرد ذكريات تروى في أكثر من منتدى ثقافي وحوار فكرى أو مجابهة مشابهة تستجد بعد اعتقال غالبية هذا التيار.

ـ حكاية تجربتي الحية في اللقاء القمي

أثناء حضوري اللقاء القمي للشعراء الشبان عام 1994م ممثلا لمحافظتي أسيوط ـ حيث تم تكريمنا بصفتنا من الفائزين في مسابقة القصيدة الشعرية ـ التقيت بشابين أحببتها كثيراً هما: الأستاذ خالد حمدان، والأستاذ حسن شهاب الدين، وقد جمعتنا جلسة في شرفة النزل المطل علي النيل، ودار بيننا حوار عن الشباب وهموم الشباب وتطرق بنا الحديث إلى مروق بعض الشباب وخروجهم عن الجادة ووصولهم إلي مهاوي المعتقلات؛ بسبب تطرفهم الممقوت وتدينهم المغالى فيه. وكان من الطبيعي أن نتدارس أسباب الظاهرة وروافدها الفكرية وما أسفرت عنه من فكر وصل بعضه إلى اتهام الناس في عقائدهم، مع تكفير المجتمع والخروج عليه، بل ظنوا أنهم وحدهم أهل الدين الصحيح المتحدثون باسمه المفتون بهدية القائمون بحقه؛ ولذلك فهم أولى بالتقدم لإمامة الناس وقيادتهم إلي كل فضيلة دينية في زعمهم رغم حداثة السن وعدم نضجهم وتعلمهم لفترة كافية.

وهنا قلت للزميلين: إن كثيرا من الذين تناولوا هذه الظاهرة في كتاباتهم إنما تناولوها من خلال أجهزة الإعلام محاضر البوليس أو تحقيقات أحهزة القضاء، ولكنَّ أخاكم سيد قد عاش ذلك على أرض الواقع ومارسه من خلال معارك حية بيني وبين هؤلاء الشباب تارة وبيني وبين أُمرائهم تارات أخرى وقد استمر عمر هذه الحوارات والمواجهات ستة عشر عاما(1987: 1993) تمت في شتى المواسم والأماكن في المحافظة والقرية وفي كل مكان كنت أسافر إليه بل وفي وسائل المواصلات أحيانا وفي كل تجمع يثيرون فيه آراءهم المتطرفة، وقد سجلت كثرة من تلك المواقف كتابيا كمذكرات لي وبعضها عالقٌ في الذهن. ثم قلت للزميلين فأنا إذن المعني بقول الأبله البغدادي في هذا المجال:

لا يعرف الشوق إلا من يكابده = ولا الصبابة إلا من يعانيها

فأنا صاحب التجربة الحية والمعاناة القاسية في هذا المجال المرهق.

ـ طلب الطباعة والتوقف في المقدمة

بعد هذا النقاش طلب مني الأستاذ خالد ـ بصفته صحفي وصاحب دار نشر ـ أن أجهز هذا الكتاب ليقوم بنشره، كان ذلك في ديسمبر 1994 ووعدته أن تكون تلك المذكرات جاهزة بين يديه بعد ستة أشهر، وانتهى المؤتمر بعد أربعة أيام حافلة بالعطاء الأدبي والفكري في جو من الحب والصفاء.

عدت من اللقاء إلى قريتي وكلي إصرار علي إخراج هذا الكتاب من المذكرات والذاكرة تنفيذا للوعد والموعد المتفق عليه بيني وبين الأستاذ خالد لتسليمه النسخة المخطوطة في يناير1995 وبدأت الإعداد والكتابة، وفي أول صفحة من المقدمة وجدت نفسي في حوار داخلي دفعني إلي التوقف عن نشر الكتاب بدافع المروءة وقلت في نفسي: "كنت أحاربهم وهم طلقاء أقوياء وهم اليوم ضعفاء أسرى ومن طبعي أن أعف عن محاربة الضعفاء أو الأسرى". وصار هذا الموقف وتلك العبارة حديثا بيني وبين الكثيرين بعد ذلك ـ وكان قد مر على اعتقالهم جمعيا ما يقرب من عامين ـ وانتهى الأمر بالنسبة لي عند هذا الموقف.

كنت قد أخبرت البعض بعزمي على تأليف هذا الكتاب وبموعد تسليمه للناشر فجاءني أحد الذين شجعوا وباركوا تأليف الكتاب وسألني: إلي أين وصلت في الكتاب؟ فقلت: في المقدمة توقفت؛ فسأل: لماذا؟ فقلت له: كنت أحاربهم وهم أقوياء طلقاء أما وقد أصبحوا ضعفاء أسرى فإنني أعف عن منازلة الأسرى.

فضحك فرحا علي بلاغة العبارة وقال: رغم جمال التعبير إلا أنى أختلف معك في المضمون فقلت هات ما عندك، فقال: يا أخ سيد أ أنت تحارب الأشخاصَ أم الأفكار؟ فقلت: أحارب فكرا يحمله أشخاص غير موجودين الآن فقال: إن من الواجب عليك وقد عشت تجارب حقيقية مع هؤلاء الشباب أن تبين للناس مدى ما هم عليه من فكر منحرف، ثم قلت لهذا المحب لي الكاره لهم: أعلم أن الفكر لا يموت بموت أصحابة أو تغييبهم، ولكن أعشم في تقديرك لموقفي الذي فرضته المروءة.

الكاتب والداعية الأزهري
سيد سليم
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف