الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا نقدس الأشياء؟ بقلم:محمود الجاف

تاريخ النشر : 2019-11-18
لماذا نقدس الأشياء؟ بقلم:محمود الجاف
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا نقدس الاشياء ؟
محمود الجاف
بعد ان رُفعَ عيسى عليه السلام إلى السماء انطفأ نور رِسالتِه وعمَّ الظلام وَهَوَتْ ريحُ الجَّهلِ بالناسْ الى وادٍ سَحيقْ . عُبِدَت الأصنامْ والأشجــارْ والكواكب . تغيَّرت القيم ومُجِّدَت الوحشية وشاع الزِّنا وكَثُرَ القتل . في تلك المرحلة المُخيفة بُعِثَ النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم فتَحَوَّلت الأمة العربية المُقادة الى قائده . تباركوا بشعره , رِيقه ,عَرَقِهْ وماء وُضوئه . فهَل يصِحُّ الان أن نَقيس عَلَيه شَيخاً خاملاً في متاهاتِ التاريخ بحجة الصلاح فيُدَّعى ان في ريقهِ ما يُشَرَّعْ فعله مع النبي صلى الله عليه وسلم؟! . مدينة طوبى في السنغال يعتبرون تُربتها مُبارَكَة تَشفِي المرضى وعلى ضفاف الأطلسي جزيرةٌ فيها قبر يعتقدون ان النساء تحملُ ببركته وفي البوسنة رجلٌ يَمْسحُ على أجسادِ الرجال والنساء...! داخل ثيابهُم وثيابَهُنَّ بِحُجَّة أن يَدَهُ باركتْها السماء . بخور ورقص مُختلَط . يأكلون ما بقِي من طعامِه وإذا مات بَنوا صَرحاً على قبره وتناقلوا قِصَصَهُ . تقال فيه القصائد وفي مَولِدَه تُقام الموائد وتقِف أمامهُ العوانسُ والبائس الفقير يرجونَ أن ينالوا بركاته ! صورة مُؤلمة تدلّ عن مدى الضلال .على غزارة النصوص الشرعية الدالَّة عليه!

ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم مُباركٌ مُنزهٌ عن كُل عيبٍ لكننا لا نعلم ان أحداً أطلَقَ عليه صفة المُقدس او ورد ذلك في أي من النصوص الشرعية فهذا يُخالف هديهُ وهو القائل ( لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ) لكننا بتنا نرى الان مُؤسسات دينية تُؤكد قُدسية بعض الاشخاص والاماكن وتنسب لهُم القُدرات الالهية والتبرك بهم وتقبيل شبابيك قبورهم وجُدرانها وارضها . ويُكَّفِّرونْ مَن ينتَقِدَهُم رغم عَدَم وجود نصاً قرآنياً او حديثاً نبوياً يُثبت قُدسيتها ولايريدون ان يُصَّدِّقوا ان الحكومات والأفراد المُتَعَّلِمون والجَّهلة كبيرهُم وصغيرهُم يُمكن أن يُخطِئوا . او يَظلموا . ولهُم أهواء . ولهذا لابُد من العودة إلى قوله تعالى (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) إنما أن يحكُم كُلاً على هواه فهذا ليسَ من الإسلام في شيء . لان الله هو مصدر الخير والبركة . قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) الأعراف : 96 ...

ان المُؤمن يُدرك أن الله جعل اشخاصا وأزمانا وأماكن وأحوالا مُباركة . فقد اهبط نوحاً ببركته ( قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ... الآية ) هود: 48. وجعل عيسى مباركاً فقال ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ ) مريم :31 . والموضع الذي كلَّم فيه موسى . قال ( فِي الْبُقْعَةِ الْـمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ ) القصص : 30 . وشجرةَ الزيتون ( يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ ) النور : 35 . وسمَّى المطر مباركاً ؟ ( وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكا ) ق : 9 . وامر بتعظيم الأشهر الحُرُم ورمضان لقوله ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ . الآية ) و( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ . الآية ) والجُمُعة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ . الآية ) ومن الليالي ليلة القدر . قال تعالى ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ القَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ * لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ ) القدر . والليالي العشر من ذي الحجة . قال تعالى ( وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) الفجر ...

ومن الاماكن تُعَظَّم الكعبة . قال تعالى ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا... الآية ) والقُدس . قال تعالى ( سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ ... الآية ) ولكن ومن اجل تشويه صورة الاسلام سعى الغرب الى تطبيق نظرياته على شعوبنا بزعمهم انهُم يُريدون تَحريرنا ونشر الديمُقراطية فجاءوا بالخُميني الذي إدَّعى ان حُكمهُ يستند إلى التفويض الإلهي ونجح أتباعَهُ في شطر الدين وتحريفهُ ونشر افكاره السادية . كما فعل ( الإكليروس ) الذين اتخذوا القصور وادّخروا التبرعات وصَنعوا صكوك الغُفران . ولهذا عرَّضوا شُعوبنا الى ذات الظُروف التي ادت الى اندلاع الثورة الفرنسيّة مابين (1789- 1799) م . فاحتلّ الشعب سِجْن (الباستيل) وأعدموا الملك وزوجتهُ . فقد كان يَفرِض الضرائب ويُبرِم الاتّفاقيّات ويملك الحُرِّية المُطلَقة بالتصرُّف في الاموال بالاشتراك مع رجال الدِّين والإقطاعيّين الذين كان لهُم أثرا كبيرا في إرباك الاقتصاد فاخذوا الضرائب على العِقارات والرؤوس والعِبءُ يقع في النهاية على الفَلّاح والعَامِل . كانت الكنيسة مُؤسَّسة مالية ضَخمة تمتلك نحو 10% من الأراضي وتُدير المدارس . عاشوا حياة الرفاهيّة والمُتعة فعمّ الفساد . ورغم ذلك لا يستوعب الكثيرون أن هناك فرقاً بين الدين في نصوصِه الثابتة والفهم البشري . فالنص مُقَّدَّس أما التفسير فهُو اجتهاد وليس وَحياً يُجرَّمُ من يُحاول الاختلاف معهُ لان البعض يعتقد أنها حقيقة مُطلقة لا يحق لك أن تُسائلهُ عنها ! فالمُقدس هو الشيء الذي ارتبط بالله والاحترام والتنزيه يتأتى من كونهُ تابعاً له .

في اليهودية عملت النصوص على البُعد عن المَعبودات المُجسدة كما جاء في سفر الخُروج ( لا تَصْنعْ لك تمثَالاً منحُوتاً ولا صورة ممَّا في السَّماء من فوق وما في الأرضِ من تحت وما في الماء من تحت الأَرض ) ومع ذلك صَنَعوا العجل . وتمثال الحية الذي لم يكن مُقدساً لكنهُم مع مرور الوقت عَبَدوه . والكروبييم فالهيكل كان فيه صور مطلية بالذهب تشبه تماثيل أبي الهول في مصر والثيران المُجنحة في بابل وأشور . اما في المسيحية فالأعتِقاد السائد هو أن اقنوم (الآب) لا يتم تجسيدَهُ ولكن يُسمح ان يكون (الابن والروح القدس) والعذراء والرُسُل والقديسين والرُهبان والشُهداء . بينما اكد الاسلام على الأبتِعاد عن تصوير كل ما فيه روح من البداية . ولكن مع إنضمام العديد من الشعوب إلى ثقافته رَسموا كُّل ما اعتقدوا انهُ مُقَّدَّس . واتَّسَعَ الامر الى بِناء مراقد ليس لها أي خَلفّيِّه تاريخِّيّة . فَمَن وما الذي جَعَلَ هؤلاء الاشخاص وتلك المُدن مُقدسة ؟ ... مثلا . عُلماء المُسلمين اختلفوا في تحديد الموضع الذي دُفن فيه سيدنا علي رضي الله عنه . قال ابن خلكان ومحمد بن سعد بأن قبره في قصر الإمارة وقال أبي نعيم أن ابنه الحسن نقله إلى المدينة والقول المرجّح أنه في الكوفة لكن مكانه غير مُحَدَّد والمرقَد الموجود حاليا هو للصحابي المُغيرة بن شعبة . وقيل ان قبر الحُسين رضي الله عنهُ في الطّف وقال ابن جرير أُزيلَت آثاره حتى لا يستدل عليه وأنكر أبو نعيم الفضل على من يَدَّعي معرِفَة قبره .

لقد اكتشف المُجتمع العربي بعد 2003 ان رجال الدين الصفويين الذين كانوا يصورون انفسهم ملائكة ما هم الا لصوص وشياطين . ولم تعد لُغَة الحلال والحرام تُؤثر فيهِم بعد ان أدركوا حقيقة أصحابها خصوصا بعد ثورة تشرين وظهور الوجه الحقيقي لِما يُسَّمّى المرجَعّية التي كانت تَتَفَّرج عليهم وهُم يموتون جوعاً منذ الأحتِلال والان وهُم يُذبَحون . وهنا تنطبق عليهم كلمة الدكتور علي شريعتي ( ليعلم تجار الدين هؤلاء . سوف يأتي يوم وتثور الناس عليهم وأنا أخشى أن يذهب الدين ضحية لتلك الثورة ) لقد تم تصفية المُتظاهرين جسديا في كربلاء . المدينة التي يَدَّعون قُدسيتها . قتلوا وسرقوا وانتهكوا الأعراض من اجل تمرير هذه الكذبة التي تحولت الى مافيا ومحطات مُخابرات عالمية وُظِّفَت جميعها من اجل حماية أمن وسلامة ايران ونظامها الذي اتخذ من الإسلام ستاراً اختَبَأوا خلفهُ لتشويهه وتدمير الشعوب العربية . فهُم غارقون في العَمالة وكانوا ولازالوا مع كل من يُريد بالأُمَّتَين العربية والإسلامية سوء .

عَلَّموا الناس من هُو الله . وما هُو الاسلام ومن هُم آل البيت ( رضي الله عنهُم ) دعوهُم يرونَ الدين في سلوككُم وانشروا العلم والمعرفة فالطقوس والافلام الهندية التي يرونها يرفضها العقل البشري وتكرهها الارواح التي ملَّت اللطم والسواد فمهما كان مُستوى جهلهُم يُمكنهُم التمييز بين الحق والباطل . وبعد كل ما تَقَّدَّم.. السؤال هو : لماذا تُعتبر النَجَّفْ وغيرها مُقدسة ؟ وهل هناك نص قرآنيٌ او حديث ؟ ام انها قُدسية المافيا المُصطنعة التي تَتَّخذ من التخويف والإرعاب وسيلة لفرض الزعامة . ومن هو مُقتدى او السيستاني والحائري او الخامنئي وغيرهم حتى يُقدسوا ؟ . رغم كُّلْ جرائمهُم التي يندى لها جَبين الانسانية والتي رأيناها بأعيُنِنا ...

لن ترى شعوبَنا الخير الا اذا تَخَّلَّصَت منهم ولهذا لابد ان تنتهي هذه الاكذوبة التي صارت دين ؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف