الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سأقتُلكِ كما قُتلتْ بقلم:بتول عدنان عمر

تاريخ النشر : 2019-11-17
سأقتُلكِ كما قُتلتْ بقلم:بتول عدنان عمر
سأقتُلكِ كما قُتلتْ
حان الآن موعِد إقفال الأبواب، لن يرحمني، لن يشفق على جسدي المنهك كعادتِه، و لن أتوسل ثانيةً.
محاكمتي اليومية، تأتيني من بين السواد المزروع داخل الغرفة، على ما أظن هي غرفتي العفنة و المليئة ببيوت العناكب و شقق الفئران.

عاد مرةً أخرى ليسلخ جسدي البريء ، و أنا أنظر إلى سقف الغرفة و أناجي البشرية.
هل من أحدِ ينقذني؟
هل من أحدٍ ينجيني؟
أرجوكم ساعدوني، لكن ليس للكلام جدوى، أم علي القول لم أنطق المساعدة بالجهر.
أهذه نعمةُ من اللّه، أن سلالم الغرفة كثيرة.
أم أن عذابي يتأخر قليلًا؟
أتذكر علامات الضرب المبرح على أجزاء جسدي و أنظر لها بشفقة و يأس، تلمستُها، ما زالت تؤلمني، أشفق عليّ أيها الوغد، لعنةُ اللّه عليك.
صوتُه ينادي من الطابق السفلي، ها هو عذابكِ آتٍ عزيزتي، مع قهقهات و ضحكات صعبةُ الوصف، صوت طقطقات حذاءه تقترب، أوشك على الوصول، أرجوكِ أيتها الدموع السخيفة توقفي ولا تستسلمي و تنهاري، يوجد وجع أشد من هذا الخوف في الطريق إلينا، ألن تنتهي هذه الساعة بسرعة البرق و نُنهي؟
سيفتح الباب في أي لحظة، جسدي ينتظرُ الحرب منذ عدة دقائق، أم عليّ القول أنه ينتظر منذ انتهاء آخر ساعة من حربي السابقة؟
قبضة الباب، حاربي، اصمدي، أرجوكِ قاومي و كوني لأجلي قوية حتى و لو لمرة، لا تكوني سلسة عزيزتي.
زقزقةُ الباب أرجوكِ اصمتي للحظة آلا تلاحظين حجم الانهيار الذي أصابني؟
أيها الكائن الأسود اللعين، صاحب الفم الكبير، ذو الشعر الطويل، صاحب أضخم جسدًا في التاريخ، بقدمين و يدين مسلوختين الجلد، اتركني و شأني، على الأقل اترك يداي لأدافع عن نفسي، أرجوك لا تقسى عليّ كثيرًا فآلام البارحة للآن تؤلمني، لن يسمع بالكاد تتحرك شفاهي، جبانة يا أنا، اذهبي للجحيم.

سأغمض عيناي و استعد، أول ضربة و تليها الضربات، أستنشق سمًا و ليس هواء، تسيل دموعي دمًا ليس ماء، جف جسدي من دمائه و تقطع أملي و وصالي في الحياة، نظرة النجدة إلى السماء فليسقط ما هو أعظم المساعدات.
و نظرة أخرى لوجهِك اللعين، بإشمئزاز و حقدٌ كبير هل أنت بشري ؟

- عجبًا بكونك غريب الأطوار، تكره الضوء و تعشق الظلمة، تُضعف في النهار و ترجع قواك في الليل، لا أسمع صوتك في ضوء الشمس، و عندما تغيب يمتلئ المكان بصوتك القذر، رائحتُك النتنة أفقدتني حاسة الشم، عيناك السوداوتين تقتل كل قوتي التي حضّرتُها قبل ليلة.
من أنت؟
سلبت بيتي و قتلت أفراد عائلتي، أبقيتني في العلية لليوم، استحوذت على قواي و قدراتي و أهلكتني و أسقط جسدي في الهاوية.
لماذا أنا؟
لون بشرتي السمراء؟
أم شعري الأسود الطويل؟
أم روحي المجروحة؟
ما الذي أتى بك الي هنا؟
تعلم من أنا، فتاة مبتورة اليدين، عاجزة، مقتولة الفؤاد و أعلم من أنت، يومي الموعود أليس كذلك، لإبقاء روحك ستسلب روحي مني.

- ( بصوتٍ يتردد في كل زوايا الغرفة ) : غدًا عزيزتي.

هذه آخر ورقة من مذكراتي الكئيبة، سأكتبها لمن ستأتي من بعدي، و أتمنى أن أكون الاخيرة، أرجوكِ ارفعي الوسادة و اقرأي هذه المذكرات .
اهربي ...
اهربي ....
اهربي .....
لاا تنتظري نجدة من أحد، فلن تجدي من ينجيكِ من العالم السُفلي، فأنا مِتُّ فوق هذا السرير، و أصبحتُ واحدةً منهم، و في العام المقبٍل لحماية روحي سيكون عليَّ سلبكِ روحك أيتٌها الغبية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف