أهازيج الغرام ديوان "شعري يخرج عن المألوف"
بقلم: أ. رنيم موسى شعبان - مؤسسة عيون على التراث.
لايزال الشعر العربي يحظى بأهمية كبيرة في الأدب، وما يزال الكُتّاب يخوضون في غماره، فتجود قريحتهم بأجود ما لديهم، ليخرج لنا على هيئة ديوان يتناقله القُرّاء والدارسون، ليُخرجوا ما فيه من كنوز خفيه.
وديوان أهازيج الغرام، للشاعر الدكتور خالد صافي، بما يتضمنه من قصائد شعرية يأتي ليخالف ما هو متعرف عليه في نشر الدواوين الشعرية، فقد قام الدكتور خالد بنشر عشرين قصيدة شعرية، وعلى تخوم تلك القصائد دراسة أدبية قامت بها الأستاذة روان شقورة.
إن ما قام به الدكتور خالد في إرفاق تلك الدراسة مع قصائد الديوان يُعد عملية غير مألوفة في النشر العربي، فعادة ما يقوم الكاتب أو الشاعر بنشر عمله الأديب، ويترك للدارسين والنقاد المجال لينقبوا عن ما فيه من كنوز أدبية لتكون مجالًا لدراستهم.
لكنه هنا قد أخرج الديوان، وكنوز ذلك الديوان، من خلال نشره لتلك الدراسة على تخومه.
ويذكر دكتور خالد في مقدمة ديوانه بأن سبب نشره للديوان على هذا الشكل، وخروجه عن المألوف في عملية النشر، بأنه كان بصدد نشر ديوان شعري جديد له، ولكنه فوجئ حين أخبرته روان بأنها اختارت عشرين قصيدة من قصائده المنشور على صفحته الخاصة على موقع التواصل فيس بوك، وأنها قامت بعمل دراسة أدبية على تلك القصائد المختارة، فكان هذا الديوان تقديرًا وشكرًا لها على جهدها الذي بذلته في دراسة القصائد، فخرج (ديوان أهازيج الغرام) وعلى (تخوم أهازيج الغرام).
وقد تضمن الكتاب القصائد ودراسة لكل قصيدة على حدة وفق مناهج النقد الأدبي، المتعارف عليها.
وتوضح "روان شقورة" في مقدمتها أن هذه التجربة تُعد تجربة استثنائية، وتعتبر نوعًا من التمرد والمجازفة في محاولة منها بأن تخرج عن المتعارف عليه في نشر الدواوين الشعرية.
و قادم الأستاذ الدكتور/ عبد الفتاح أبو زايدة، لهذا الديوان، وقد وضح من خلال حديثه عن الديوان بأن دراسة "روان" كانت دراسة ذاتية لم تعتمد فيها على المراجع النقدية أو البلاغية، لهذا كانت دراستها انطباعية قائمة على علاقة الدارسة بالنص، مشيرًا إلى أن التحليل الأدبي ليس بالأمر السهل، ولا اليسير، وأن الكثير من الدارسين لا يمتلكون أدوات النقد التي يمتلكها كبار النقاد، ويكفي على الباحث أن يجيد استعمال هذه الأدوات.
ويوضح د. أبو زايدة بأن "روان" أعادت تقديم أشعار الشاعر "خالد صافي" من خلال رأيها واجتهادها، وأن هذا النوع من الاجتهاد مطلوب؛ ليقرب المسافة بين النص الشعري، والأدبي بشكل عام والدراسة الأدبية، وأن ما أسهمت به روان من خلال هذه الدراسة يعتبر نوعًا من لفت الأنظار ، وزيادة الاهتمام بالأدب الفلسطيني، وكذلك تؤدي إلى تطور المشهد الثقافي الفلسطيني.
موضحًا بأن الأدب الفلسطيني يحتاج المزيد من الاهتمام, فما جدوى أن يكتب الأديب دون أن يحظى أدبه بالدراسة؟
عرض الديوان:
كما أشرت في البداية بأن الديوان يحتوي على عشرين قصيدة، جلها قصائد غزلية، يتراوح حجمها بين القصائد القصيرة إلى المتوسطة.
وقد افتتح د. خالد ديوانه بقصيدة عنوانها: "أنثى تتمرد على أوراق الخريف" والتي مطلعها:
يا أنثى
كلما غفى شوقي
أيقظه بريق عينيكِ
كلما خبت لهفتي
أشعلها شعاع ثغركِ
ثم يلحق بالقصيدة تحليل "روان"، وقد قامت بتحليل القصائد وفق ترتيب خاص بها، حيث تبدأ عملية التحليل بمقدمة خاصة بها، ثم تحليل العنوان, كونه العتبة الأولى من عتبات النص.
و لتنتقل إلى عملية التحليل الفني،تتناول الفاقدة القصيدة في ثلاث مستويات وهي : المستوى النحوي والمستوى الصرفي، والمستوى الأسلوبي.
ثم تحللها من خلال التحليل البلاغي, وتتناول فيها الصور الكلية والجزئية في القصيدة، ثم لغة القصيدة تدرسها من خلال المستوى الصوتي والمستوى الدلالي.
وتتناول تحليل القصيدة وفق الجانب النفسي والموسيقي والتحليل الموضوعي للقصيدة.
إن الدراسة النقدية التي قادمتها "روان" يظهر فيها جهدها الشخصي، ومدى معرفتها في علوم التحليل الأدبي، إلا أنها لا تمتلك تلك الأدوات التي تقوي عملية التحليل لديها, فأنا اتفق مع ما قاله د. أبو زايدة بأن نقدها يعتبر نقداً انطباعياً، يعتمد على رؤيتها الخاصة، دون الاستعانة بالأدوات النقدية.
ثم أن المستوى النحوي والمستوى الصرفي هما جزء من البلاغة الأسلوبية، التي قامت بوضعها ضمن بنود التحليل الفني, ثم نجدها قد اختصرت البلاغة في الصور الكلية والجزئية فقط.
وعلى العموم فإن ما قدمته "روان شقورة" في تحليلها ودراستها لقصائد الديوان جهد لا يمكن إنكاره، حتى وإن شابه بعض النقص.
بقلم: أ. رنيم موسى شعبان - مؤسسة عيون على التراث.
لايزال الشعر العربي يحظى بأهمية كبيرة في الأدب، وما يزال الكُتّاب يخوضون في غماره، فتجود قريحتهم بأجود ما لديهم، ليخرج لنا على هيئة ديوان يتناقله القُرّاء والدارسون، ليُخرجوا ما فيه من كنوز خفيه.
وديوان أهازيج الغرام، للشاعر الدكتور خالد صافي، بما يتضمنه من قصائد شعرية يأتي ليخالف ما هو متعرف عليه في نشر الدواوين الشعرية، فقد قام الدكتور خالد بنشر عشرين قصيدة شعرية، وعلى تخوم تلك القصائد دراسة أدبية قامت بها الأستاذة روان شقورة.
إن ما قام به الدكتور خالد في إرفاق تلك الدراسة مع قصائد الديوان يُعد عملية غير مألوفة في النشر العربي، فعادة ما يقوم الكاتب أو الشاعر بنشر عمله الأديب، ويترك للدارسين والنقاد المجال لينقبوا عن ما فيه من كنوز أدبية لتكون مجالًا لدراستهم.
لكنه هنا قد أخرج الديوان، وكنوز ذلك الديوان، من خلال نشره لتلك الدراسة على تخومه.
ويذكر دكتور خالد في مقدمة ديوانه بأن سبب نشره للديوان على هذا الشكل، وخروجه عن المألوف في عملية النشر، بأنه كان بصدد نشر ديوان شعري جديد له، ولكنه فوجئ حين أخبرته روان بأنها اختارت عشرين قصيدة من قصائده المنشور على صفحته الخاصة على موقع التواصل فيس بوك، وأنها قامت بعمل دراسة أدبية على تلك القصائد المختارة، فكان هذا الديوان تقديرًا وشكرًا لها على جهدها الذي بذلته في دراسة القصائد، فخرج (ديوان أهازيج الغرام) وعلى (تخوم أهازيج الغرام).
وقد تضمن الكتاب القصائد ودراسة لكل قصيدة على حدة وفق مناهج النقد الأدبي، المتعارف عليها.
وتوضح "روان شقورة" في مقدمتها أن هذه التجربة تُعد تجربة استثنائية، وتعتبر نوعًا من التمرد والمجازفة في محاولة منها بأن تخرج عن المتعارف عليه في نشر الدواوين الشعرية.
و قادم الأستاذ الدكتور/ عبد الفتاح أبو زايدة، لهذا الديوان، وقد وضح من خلال حديثه عن الديوان بأن دراسة "روان" كانت دراسة ذاتية لم تعتمد فيها على المراجع النقدية أو البلاغية، لهذا كانت دراستها انطباعية قائمة على علاقة الدارسة بالنص، مشيرًا إلى أن التحليل الأدبي ليس بالأمر السهل، ولا اليسير، وأن الكثير من الدارسين لا يمتلكون أدوات النقد التي يمتلكها كبار النقاد، ويكفي على الباحث أن يجيد استعمال هذه الأدوات.
ويوضح د. أبو زايدة بأن "روان" أعادت تقديم أشعار الشاعر "خالد صافي" من خلال رأيها واجتهادها، وأن هذا النوع من الاجتهاد مطلوب؛ ليقرب المسافة بين النص الشعري، والأدبي بشكل عام والدراسة الأدبية، وأن ما أسهمت به روان من خلال هذه الدراسة يعتبر نوعًا من لفت الأنظار ، وزيادة الاهتمام بالأدب الفلسطيني، وكذلك تؤدي إلى تطور المشهد الثقافي الفلسطيني.
موضحًا بأن الأدب الفلسطيني يحتاج المزيد من الاهتمام, فما جدوى أن يكتب الأديب دون أن يحظى أدبه بالدراسة؟
عرض الديوان:
كما أشرت في البداية بأن الديوان يحتوي على عشرين قصيدة، جلها قصائد غزلية، يتراوح حجمها بين القصائد القصيرة إلى المتوسطة.
وقد افتتح د. خالد ديوانه بقصيدة عنوانها: "أنثى تتمرد على أوراق الخريف" والتي مطلعها:
يا أنثى
كلما غفى شوقي
أيقظه بريق عينيكِ
كلما خبت لهفتي
أشعلها شعاع ثغركِ
ثم يلحق بالقصيدة تحليل "روان"، وقد قامت بتحليل القصائد وفق ترتيب خاص بها، حيث تبدأ عملية التحليل بمقدمة خاصة بها، ثم تحليل العنوان, كونه العتبة الأولى من عتبات النص.
و لتنتقل إلى عملية التحليل الفني،تتناول الفاقدة القصيدة في ثلاث مستويات وهي : المستوى النحوي والمستوى الصرفي، والمستوى الأسلوبي.
ثم تحللها من خلال التحليل البلاغي, وتتناول فيها الصور الكلية والجزئية في القصيدة، ثم لغة القصيدة تدرسها من خلال المستوى الصوتي والمستوى الدلالي.
وتتناول تحليل القصيدة وفق الجانب النفسي والموسيقي والتحليل الموضوعي للقصيدة.
إن الدراسة النقدية التي قادمتها "روان" يظهر فيها جهدها الشخصي، ومدى معرفتها في علوم التحليل الأدبي، إلا أنها لا تمتلك تلك الأدوات التي تقوي عملية التحليل لديها, فأنا اتفق مع ما قاله د. أبو زايدة بأن نقدها يعتبر نقداً انطباعياً، يعتمد على رؤيتها الخاصة، دون الاستعانة بالأدوات النقدية.
ثم أن المستوى النحوي والمستوى الصرفي هما جزء من البلاغة الأسلوبية، التي قامت بوضعها ضمن بنود التحليل الفني, ثم نجدها قد اختصرت البلاغة في الصور الكلية والجزئية فقط.
وعلى العموم فإن ما قدمته "روان شقورة" في تحليلها ودراستها لقصائد الديوان جهد لا يمكن إنكاره، حتى وإن شابه بعض النقص.