الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دوافع و ارتدادات اغتيال اسرائيل بهاء أبو العطا بقلم: هالة أبو عبدو

تاريخ النشر : 2019-11-16
دوافع و ارتدادات اغتيال اسرائيل بهاء أبو العطا بقلم: هالة أبو عبدو
دوافع و ارتدادات اغتيال اسرائيل بهاء أبو العطا
بقلم/ هالة أبو عبدو

سياسة الاغتيالات المباشرة هي سياسة اسرائيلية معروفة مسبقا, فتحاول اسرائيل تنفيذ جولات سابقة على أبرز القيادات في المقاومة الفلسطينية بشكل مفاجئ وتخالف شروط التهدئة التي قد وافقت عليها مسبقا.

ودائما تبرر دولة الاحتلال عمليات الاغتيال أو استهدافها للمدنيين العزل أمام وسائل الاعلام من مكان المجني عليه أمامهم، ومن باب عمليات مكافحة الإرهاب الاستباقية, ناهيك عن محصلة قوة الردع التي تراكمه لملفها.

ومن الجدير بالذكر أن هذه العملية كانت مخططة ومدروسة بشكل مسبق, وتمت الموافقة عليها من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع نفتالي بينيت , حيث ذكرت عدة وسائل اعلام عبرية في وقت سابق بأن بهاء أبو العطا هو المسؤول عن اطلاق الصواريخ في شهر مايو /2019 الماضي وهو الذي أهان نتنياهو عندما نزل من المنصة أثناء خطابه بسبب اطلاق الصواريخ وأنه المسؤول عن قنص عدد من الجنود الإسرائيليين واسقاط عدد من الطائرات المسيرة حيث وصفوه بالقنبلة الموقوتة وبأنه صانع المشاكل , فاعتبروا عملية اغتياله ضرورة ملحة لحماية أمن اسرائيل.

دوافع اغتيال أبو العطا

فكرة اغتيال بهاء أبو العطا ليست جديدة , فقد وردت مرارا وتكرار في أوقات سابقة ولكن من المرجح بأنه لم يكون الوقت المناسب لتنفيذ ذلك وخاصة أن هناك مخاوف اسرائيلية بأن تعيد كرة حرب 2014 مرة أخرى ولربما تفتح على نفسها أبواب جهنم كون أن حماس والجهاد وباقي الفصائل سوف يتصدوا لعمليات الاغتيال بجسد واحد حسب تقديراتهم  , فحاول نتنياهو أن يستثمر ما عرض عليه مسبقا في هذا الوقت بالذات لدوافع مصالحه الحزبية والسياسية أولا قبل تحقيق الأمن لإسرائيل , فنتنياهو في هذا الوقت يحاول أن يكون أكثر ذكاء وحنكة وحذرا حتى لا ينقلب رأسا على عقب حسب تخطيطاته , فقد أعطى الاشارة باغتيال القائد الميداني في حركة الجهاد الاسلامي بمبررات كثيرة زعم من خلالها بأن أبو العطا على اتصال مباشر مع أقرانه الايرانيين ويأخذ الأوامر منهم مباشرة دون الرجوع الى قيادته كونه الابن العاق حسب وصفهم وبالتالي قد شارك في قصف اسرائيل بالصواريخ ومسؤول عن وحدة الصواريخ في سرايا القدس وهو المسؤول المباشر عن عمليات قنص للجنود على حدود قطاع غزة وعن اسقاط طائرات اسرائيلية مسيرة , فاتهم بأنه ارهابي يشكل خطر كبير على أمن اسرائيل ولا بد من تصفيته فورا واعتبروا أن هذه العملية هي حالة خاصة جدا وليسوا معنيين في عمليات اغتيال مباشرة ولا يريدون تصعيد جولات عدوانية على قطاع غزة.

انعكاسات اغتيال أبو العطا على الفلسطينيين 

في الحقيقة إن عملية اغتيال أبو العطا أحدثت ضجة في الشارع الفلسطيني ولا سيما الشارع الغزي , فنجد أن سرايا القدس ردت بشكل مباشر وسريع بإطلاق رشقات صاروخية قبل اجتماع الغرفة المشتركة للمقاومة الفلسطينية وهذا كان بمثابة رد فعل طبيعي من الحركة , فاجتماع الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية لم يصدر عنه تطبيقات عملية أثناء التصعيد , فحركة الجهاد الاسلامي كانت بمثابة المتصدر الوحيد في مواجهة التصعيد على غزة , فأعلنت حركة حماس بيان في الثالث عشر من نوفمبر/ 2019 تصرح فيه على لسان حازم قاسم وهو الناطق باسم حركة المقاومة الاسلامية حماس " ترسم المقاومة في هذه المعركة لوحة وحدة ميدانية وسياسية وإعلامية فريدة، تعكس طبيعة العمل المشترك الذي يواصل تطوره وتجذره، وتؤكد قدرتها على صد الهجمة الصهيونية، وإرباك حسابات العدو."  فهذا كان تصريح صادر عنهم ولكن لم نشهد دورا لهم كما شهدناه في حرب 2014 والدليل الاكبر على ذلك أن اسرائيل لم تستهدف أي مقاوم تابع لحركة حماس ولم تضرب أي موقع للقسام حتى يوم الخميس فكانت تتبع منهجية واستراتيجية دقيقة تدفع  حماس أن لا تخوض المعركة مع الجهاد وأن لا تشن عليهم هجمات من اتجاهين , فنجحت اسرائيل في تراجع التنسيق ما بين حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي , اضافة الى أنها أيضا تمكنت من أن تجعل بعض من أفراد حركة الجهاد الاسلامي على خلاف مع القيادة وهذا ظهر جليا بأنه بعد أن وافقت الجهاد واسرائيل على اتفاق التهدئة بجهود مصرية صباح يوم الخميس الموافق 14نوفمبر 2019 دخل حيز التنفيذ الساعة الخامسة والنصف صباحا فيما سمع اطلاق صواريخ بعد ساعات قليلة من اتفاق التهدئة واستمر اطلاق الصواريخ من قبل أفراد من حركة الجهاد الاسلامي الذي أبدوا استنكارهم لما حدث وعدم موافقتهم على التهدئة وخاصة بعد خروج مسيرات في شوارع قطاع غزة تطالب بعدم ايقاف اطلاق الصواريخ وعدم تأييدها للتهدئة حيث أن اسرائيل لا تلتزم بأي اتفاق وصرحت عدة وسائل بان اسرائيل لن تلتزم بشروط التهدئة مع الجهاد وأنهم سيطلقون الرصاص على المشاركين في مسيرات العودة أي أنها 

لن تلتزم بأي شرط من شروط التهدئة  وكأنها تهدئة شكلية  , وما زاد الطين بلة هو ارتكاب اسرائيل مجزرة بحق عائلة أبو ملحوس في دير البلح قبل التهدئة بساعات , هذا أدى الى عدم تأييد  أهالي  قطاع غزة وبعض عناصر من الجهاد  وتراجع في ثقة الجماهير في المقاومة وأساليبها على التهدئة المشوشة والغير مطبقة فعليا .

فمن المتوقع بأن اسرائيل سوف تستمر في سياسة الاغتيالات والذي بدوره ربما يدفع المقاومة الفلسطينية ولا سيما حركة الجهاد الاسلامي الى تغيير في استراتيجية المقاومة فبدل من الصواريخ  ربما تكون هناك عمليات نوعية تنتهج فيها نهج حزب الله و كسب وقوف ايران بجانبها في الرد على اسرائيل وتجعل الغرفة المشتركة تعمل على خلق آليات جديدة وباستراتيجيات وتكتيكات نوعية تساعد في توحيد الصفوف وأن تكون قادرة  على مواجهة أي عدوان اسرائيلي مهما كان حجمه ووقته وتستطيع أن تصمد تجاه أي مخطط صهيوني أمريكي بأقل خسائر ممكنة وكسب تأييد الدول لها .

حركة الجهاد الاسلامي ومزامنة الاغتيال في غزة وسوريا

اغتيال بهاء أبو العطا في غزة  بالتزامن مع محاولة اغتيال أـكرم العجوري في مدينة المزة بسوريا هو لإيصال رسالة لإيران بأن اسرائيل قادرة على تقليم أظافر إيران في أي مكان، وهي لن تسمح بتمدد إيراني يؤثر على أمنها من منطقة الجنوب.  على اعتبار أن ايران هي الممول الوحيد لحركة الجهاد الاسلامي على غرار حركة حماس التي كانت على نفس الوتيرة ولكنها شقت مسارا مختلفا لتبني علاقات مع قطر ومصر فهذا لم تسعى اليه حركة الجهاد الاسلامي وبقيت معتمدة بشكل اساسي على الدعم الايراني الذي لم يكن مثلما كان قبل أن تنشب الخلافات بين الجهاد وايران فيما يتعلق بالساحة اليمنية وعدم تدخل الجهاد بذلك , فهذا كله أثر على حركة الجهاد الاسلامي في معركة صيحة فجر , والتي جعل حركة الجهاد مرتبكة بوصف الصحف العبرية على الرغم من أن سرايا القدس وهي الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي منذ أن تم الاعلان عن استشهاد القائد بهاء أبو العطا قامت بإطلاق رشقات صاروخية وصلت الأراضي المحتلة وأربكت أمن اسرائيل وشلت الحركة في المدن المتاخمة لقطاع غزة ,ولكن  القبة الحديدية أبدت دورا تكنولوجيا مطورا حيث تصدت لصواريخ بنسبة 90% ولم تكن هناك خسائر بشرية غير اصابات طفيفة وتدمير جزئي لعدد قليل من المنازل في حين أن اسرائيل قصفت عدد كبير من مواقع عسكرية تابعة للجهاد الاسلامي واستشهد 34 فلسطينيا وعدد كبير من الاصابات وتدمير العديد من المباني السكنية .

هل حقق نتنياهو مخاسر أم مكاسب من اغتيال أبو العطا؟؟؟

يذكر أن نتنياهو قد رفض عرضا قدم له باغتيال بهاء أبو العطا في شهر حزيران لعام 2018, في حين أنه وافق على اغتياله في هذا الوقت حيث وصفه البعض أنه لتحقيق مصالحه السياسية وليس كما يزعم لحماية أمن اسرائيل وذلك لأن الوقت غير مناسب وأنه يعرقل تشكيل حكومة اسرائيلية مصغرة برئاسة غانتس, فنتنياهو يسعى جادا الى احتواء المقاومة في غزة لكسب مصالحه الحزبية لانتظار اجراء انتخابات ثالثة وليبرز لإسرائيل  بأنه الأجدر بحمايتهم وتحقيق الأمن والسلم لهم .

ولكن عندما ننظر من زاوية أخرى نجد أن نتنياهو سارع منذ بداية التصعيد الى الوصول الى اتفاق تهدئة وذلك لأن المقاومة شلت حركة المدن الاسرائيلية المتاخمة لغزة لثلاثة أيام متتالية.

فالحقيقة نتنياهو فشل في تشكيل حكومة وحدة برئاسته والشراكة مع حزب أبيض-أزرق ولكن يمكنه أن يغامر مرة أخرى عند الاعلان عن تشكيل انتخابات ثالثة في شهر فبراير/2020 وكسب وجود وزير جيش الدفاع الجديد نفتالي بينيت بجانبه لمصالح شخصية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف