الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

زياد عبد الفتاح في صاقل الماس يفتح السيرة على كوامنها

تاريخ النشر : 2019-11-16
زياد عبد الفتاح في صاقل الماس يفتح السيرة على كوامنها
زياد عبد الفتاح في صاقل الماس يفتح السيرة على كوامنها
بقلم : سليم النفار
زياد عبدالفتاح الكاتب الجميل ، و الاعلامي  الكبير الذي كان على مدار عقود ، قريباً من مستودع أسرار القائد ياسر عرفات ، والصديق الحميمي لايقونة فلسطين : الشاعر الراحل محمود درويش ، لم يكتفِ بما كتبَ من رواياتٍ شيقة ، وسيرة الرحلة الاعلامية والنضالية داخل أروقة وكالة الأنباء الفلسطينيية " وفا "  وتفاصيل أخرى داخل بيروت أثناء الاجتياح وفي عواصم عربية وعالمية ، حيث كان يجوبها في مهامٍ متعددة ، ثقافية و اعلامية أو برفقة صديقه الكبير درويش ... نعم لم يكتفِ بنقل عوالم التشرد والقهر ، التي تطارد الفلسطيني في البلدان والمطارات المختلفة ، فجاء اليوم بكتابه الجديد " صاقل الماس " ليفتح أعيننا على مشاهد متعددة من رحلة درويش ، في تفاصيل و تدابير حياة لا أحد يعرفها غيره ، وبلغة  شيقة يعرض زياد تفاصيل الحياة اليومية ، والمواقف الثقافية والسياسية والانسانية ، للراحل محمود درويش .

صاقل الماس جزء من سيرة محمود درويش ، المرتبطة بالحراك الثقافي والسياسي ، لدرويش والتي لم تكن بعيدة عن مجهر زياد عبد الفتاح ، فكيف تكون كذلك ، وهو الصديق الصدوق الذي رافقه في كافة المواقف ، من بيروت تحت القصف ، وفي أزقتها المشتعلة آنذاك بنار الحقد الاسرائيلي ، حيث كان زياد مع محمود ومعين بسيسو وآخرين من الكتاب الفلسطينيين واللبنانيين ، يتدبرون اصدار صحيفة المعركة ، التي لم تكن لتصدر لولا دأب زياد وجهده المتواصل ، سواء مع السياسيين أو المثقفين هناك ، وفي جحيم الحصار هناك يروي زياد تفاصيل ومواقف من حياته أو حياتهم مع محمود والمواقف المختلفة هناك ، في لحظات الموت الذي كان ينشر غلالته على كل البلاد .

ليس هذا وحسب ... وهناك في البعيد البعيد في تونس وفي اليمن وفيينا ، كان زياد ومحمود رفقة عمر لا تتوقف عن البحث نحو الأجمل ، في اضاءة الأمل على المستوى الوطني ، من خلال متابعة شؤونٍ خاصة باتحاد الكتاب ووحدته ، وتفاصيل أخرى ذات صلة بصحة محمود وانتكاساتها المريرة ، أو بحث الاثنين معاً عن معنىً جديد في الحياة .

صاقل الماس يتعرض لتفاصيل التفاصيل اليومية ، في حياة الشاعر درويش بعد خروجه من الوطن ، وعلاقاته المختلفة مع السياسي والمثقف ، ورؤيته للشعر ودور الشاعر في خضم العملية الكفاحية الممتدة ، ولا ينسى زياد في هذه المساقات أن يضع جمهور القراء  في تفاصيل المعيش اليومي لدرويش : ما يحب وما لا يحب ... وكيف يُدير حياته اليومية ، وعلاقاته المختلفة من صناعة قهوته الى صناعة النص الأجمل الذي بقي حريصاً على ايصاله للمتلقي ، محمولاً على ثقافته ورؤاه الحياتية والوطنية .

وربما ما يثيرنا في هذه السيرة – ليست التفاصيل السياسية والثقافية وحسب – بل طريقة التفكير بالآخر عند درويش وتحسسه لهموم وشجون زملائه ، من نخبة الكتاب والمشتغلين في حقل الثقافة .

يُطلعنا زياد في صاقل الماس على مكنونات الداخل الدرويشي ، والبسيط اليومي في حياة قامة كبيرة في عالم الأدب والابداع .

حكايات متعددة تتناول سلوك الشاعر ، المُرهف تجاه المرأة والأطفال ، وهو الذي كان عازفاً عن الارتباط بالمرأة  كزوجة ، لأن أحاسيسه لم تستطع احتمال التخيل ، لأي فقدٍ ينعكس سلباً على حياة المرأة التي قد يرتبط بها ، أو الاولاد الذين سيكونون له ... حساسية الشاعر الذي ينخرط في لهيب تفاصيل الفلسطيني المُعذب ، الذي لا يقرُّ ولا يستقرُّ على حالٍ ، في اشتعالات المواقف والاتجاهات السياسية التي تحيط به .

ضجر الشاعر من تفاصيل اليومي الذي لا يوافق هواه ، وهروبه الى النرد يُحاور جولة حظٍّ ، مع صديقه زياد ، لعلها تُخرجهُ من حالة ما ، وأحياناً يكون النرد تزجيةً لوقتٍ لابد منه .

و في كل تلك التفاصيل التي ، يُلامسها الشاعر بارادته أو مصادفة ، تُظهر حساسيته وانسانيته العالية تجاه الأصدقاء وعموم المحيطين به ، أو المُطلُّ على حيواتهم ، فلم يدخر جهداً في هذا الاتجاه ، لتقديم العون للكتاب الفلسطينيين والعرب ، من خلال المؤسسات الثقافية والوطنية ، وكان زياد بوابته في ذاك الاتجاه .

صاقل الماس الذي يستعرض كلَّ ما ذكرت ، يلج الى نصوص من شعر درويش ، مُسشهداً فيها على مراحلٍ معينة ، ويُحاور لغة درويش بلغةٍ تؤكد وعي زياد النقدي ، وحساسيته تجاه الشعر وفهمه العالي له ، اضافة الى دخوله الى نص درويش السردي في القهوة ، الذي يستبطن فيه المعاني الفريدة ، تلك التي يحاول درويش عرضها بثوبٍ جديد ، ومفاهيم جديدة عن القهوة على قارىء العربية ، وهنا يفي زياد بوعده للصديق درويش ، من خلال عرض نصه في الحجر ، مع نص درويش في القهوة في هذا الكتاب ، وهي رغبة مشتركة كانت ، بين الصديقين ، كما يُخبرنا زياد في سياق سرده ، في هذا الكتاب  الجامع تفاصيل حياة مشتركة عاشها الصديقان ، وعلى ضفاف تلك الحياة المشتركة أصدقاءٌ كثر ، تحتفل السيرة بهم : أحمد  دحبور الشاعر والمثقف الموسوعي ، ومعين بسيسو الشاعر المكافح الثائر ، المؤمن بدور الكلمة حتى النخاع ، وجليل حيدر الشاعر العراقي المقاتل والمُحب في آن واحد ، و آخرون مرَّ عليهم مروراً سريعاً أو تلميحاً دون ذكر الأسماء ، راصداً المواقف المختلفة للمثقف والحالة الثقافية في تلك المراحل المهمة ، في تاريخ الصراع والكفاح الوطني .

نص في الحجر الذي كتبه زياد عبد الفتاح إبان الانتفاضة الأولى في مجلة اليوم السابع ، والذي يُدرجه اليوم في هذا الكتاب ، هو نصٌ متميز حقاً ، حيث يستعرض فيه المعاني المتعددة للمفردة ، التي تحمل القداسة التاريخية حيناً ،  و أحياناً أخرى معاني الاستخدام المتعدّدة في الحياة واللغة ، وقد أجاد زياد العزف على ذلك التعدد وصولاً الى استخدامه كأداة مقاومة للمحتل ، بيد الشباب الفلسطيني .

ربما بقي أن نقول : بأن صاقل الماس لزياد عبد الفتاح كتاب جدير بالقراءة لما يحمله من تفاصيل عن درويش الشاعر والانسان وللغة الجميلة التي يبدع فيها الكاتب صياغة تلك السيرة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف