الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشاعرة زبيدة بشير سابقة عصرها وأوانها بقلم:فوزية بن حورية

تاريخ النشر : 2019-11-15
الشاعرة زبيدة بشير سابقة عصرها واوانها
زبيدة بشير اول شاعرة وروائية ومنشطة إذاعية تونسية ولدت سنة 1938 و توفيت في 21 أوت 2011، متحصلة على العديد من الجوائز الوطنية و الدولية.
هذه الشاعرة الفذة هي رائدة الشعر النسائي في تونس وصوتها الشعري ظل متميزا على مر الزمن
في الحقيقة هي امراة حديدية ذات ارادة قوية ضربت بجميع الحواجز الذكورية وتخطت العادات والتقاليد و حدود الاعراف المتفق عليها في ذاك الزمن المظلم، زمن المجتمع المكبل بالعادات والتقاليد البالية وكبت صوت المرأة واعتبارها كسقط المتاع او سلعة كالحيوانات تباع وتشترى في زمن الجهل والامية المستفحلة، لم تزاول تعليمها في مدرسة أو كلية بل كانت عصامية التكوين و قد حرص والدها عند صغر سنها على تعليمها القرآن الكريم. تلقت توجيهات شعرية من الشاعر مصطفى خريف. تقول في قصيدة في بدايات ميولاتها الشعرية وعمرها لم يتجاوز 13 سنة اذا هي ابنة بيئتها:
عيروني نكرات الجهل والحمق بحزني وشجوني
فاتركوني لا أنا منكم ولا فيكم خليق حنيني
لي ديني غير أديان الورى في ثورتي أوفي سكوني
دينكم حقد وبغض
وأنا الإخلاص ديني

وليس هذا وحسب بل هي أول امرأة تونسية تتمكن من نشر ديوان شعري سنة 1968 تحت عنوان " حنين " .
ولدت الشاعرة زبيدة بشير في ساقية سيدي يوسف يوم 8 فيفري 1938 واسمها الكامل زبيدة بنت البشير بن محمد السوفي: وهو أصيل الجزائر وينحدر أساسا من وادي سوف المدينة التي لا تبعد عن توزر إلا 100 كلم ومن وادي سوف بالجنوب الشرقي الجزائري انتقل إلى مدينة سوق أهراس بالجزائر ومنها تحول إلى ساقية سيدي يوسف تلك المدينة التونسية الحدودية التي اشترك فيها كفاح التونسيين والجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي. وهناك استقر البشير بن محمد السوفي وتزوج من التونسية عائشة بنت عمار الشابي التي أنجبت له البنين والبنات وكانت زبيدة هي ابنتهما البكر.
ولما كان هذا الرجل مثقفا وحافظا للقرآن وللشعر الجاهلي وللمدائح والأذكار والفنون الشعبية فقد حرص على تعليم ابنته القراءة والكتابة فعلى يديه حفظت القرآن الكريم والكثير من الشعر ذلك أن المجتمع الغارق خلال الثلاثينات والأربعينات في الجهل والتخلف لم يكن يسمح بتعليم البنت في المدرسة. لذلك يمكن اعتبار الشاعرة زبيدة بشير عصامية ولكنها طوّرت معارفها من خلال الاستماع خاصة إلى البرامج الإذاعية لمختلف المحطات حيث لعبت الإذاعة آنذاك دورا مهما في نشر الوعي والثقافة في صفوف المستمعين.
وقد شاءت الصدف والظروف أن تلتحق زبيدة بشير بالإذاعة الوطنية لتعمل فيها مذيعة ومنشطة برامج مدة عشرين عاما من 1960 إلى 1980 وهناك من يعتبرها قد عملت في الإذاعة من 1959 إلى 1981 أي طيلة 22 عاما حيث كانت لها الكثير من البرامج الأدبية على غرار «مرادفات» و»لقاء الأحبة» بالإضافة إلى برنامج أسبوعي بإذاعة (صوت أمريكا) الذي كان تسجيله يتم في المركز الثقافي الأمريكي. كما شاركت زبيدة بشير في البرنامج الشهير «هواة الأدب» مع الشاعرين عبد المجيد بن جدو ومصطفى خريف وهذا الأخير رعاها منذ دخولها إلى الإذاعة وكتب مقدمة ديوانها الأول (حنين) ويبدو أنها قبل أن تعرف كشاعرة كتبت زبيدة بشير القصة ذلك أنها فازت سنة 1958 بالجائزة الأولى في مسابقة أدبية نظمتها إذاعة باريس عن قصة لها بعنوان (النغم الحزين) وقد تحولت إلى هناك لتسلم جائزتها حيث أقيم لها حفل بالمناسبة أما في العام الموالي 1959 فقد كانت الجائزة أيضا من نصيبها في مجال الشعر من خلال قصيدة لها بعنوان "الحب الضائع".
ويُقال أنها كتبت إضافة إلى الشعر والقصة، العديد من المسرحيات التي تولت فرقة الإذاعة للتمثيل تقديمها كما كانت زبيدة بشير تحضر المؤتمرات الأدبية وخاصة تلك التي كانت تقام ببغداد في العراق وقد اُدرجت مجلة الإذاعة صورا لها مع عبد الرحمان الشرقاوي ويوسف السباعي ومع الشاعر المصري الكبير أحمد رامي.
وفي رحاب الإذاعة الوطنية أمكن لزبيدة بشير أن تتعرف من قريب عن عديد الأسماء الشعرية والأدبية في تونس مثل نور الدين صمود وجعفر ماجد وعبد العزيز قاسم ومنور صمادح ونور الدين بن محمود بالإضافة إلى مصطفى الفارسي وأحمد اللغماني وفرج شوشان وغيرهم ولئن تميزت زبيدة بشير بقريحة لا تنضب فقد جاء في حوار أجري معها سنة 2010 ما يلي: «لم يساعدني على طباعة ونشر ديواني الأول «حنين» سوى «هنري سمادجة» مؤسس جريدة «لابريس» الذي كان معجبا بأشعاري» ويبدو أنها لم تجد المساندة من الشعراء الرجال الذين عاصرتهم حتى أنها انسحبت فجأة وظلت معتكفة في بيت بالمنزه السادس، كان أحد أصدقائها يتولى دفع إيجاره وهو حمادي الجلازي ولم تظهر زبيدة بشير إلا سنة 2001 أي بعد عشرين عاما من العزلة والاعتكاف وكان «الكريديف» قد تولى سنة 1995 بعث جائزة أدبية تحمل اسم هذه الشاعرة وهي جائزة مازالت إلى الآن لم يقع حجبها مثل جائزة أبي القاسم الشابي التي كان يسندها احد البنوك في تونس.
هذا الظهور أنهى لغز اختفائها وكان حافزا لظهور قصائدها من جديد وصورها على صفحات الجرائد وقد تولى الكريديف طباعة ديوانها الثاني (آلاء) سنة 2002 ثم صدر ديوانها الثالث (طائر الفينيق) سنة 2011 لتصدر دار محمد علي للنشر دواوينها الثلاثة مجمعة في كتاب واحد بعنوان "الأعمال الكاملة".
عن هذه الشاعرة التونسية الرائدة والمبدعة كتبت الدكتورة عائشة عبد الرحمان (بنت الشاطئ) في جريدة الأهرام ما يلي: «لولا نبرة الحزن والأسى التي تطغى على معظم قصائدها لقلت أن زبيدة بشير هي أميرة الشعر العربي» وقال عنها أحمد العموري هي «شاعرة العاطفة والابتهال ورفعة الخصال» ويبدو أن علاقة صداقة متينة أصبحت تربطها بهذا الأخير بعد ظهورها المفاجئ في 2001 فمع أحمد العموري حضرت زبيدة بشير يومي 28 و29 ماي 2011 ملتقى أدبيا في الكاف. حيث تم تكريمها وتدشين مكتبة عمومية تحمل اسمها وكأنها كانت زيارة الوداع للجهة التي انطلقت منها.
زبيدة بشير التي قال آخرون عنها: «هي شاعرة الزمن الصعب» و»هي شاعرة المسافات البعيدة» فلقد كان في شعرها إفصاح دقيق عن كوامن النفس وعن صدق الأحاسيس والمشاعر فمجموعاتها الثلاث تزخر بجمال المعاني وحلاوة المباني وكل قصيدة من قصائدها هي صفحة من حياتها التي انتهت يوم الأحد 21 أوت 2011 حيث غيّبها الموت عن سن تناهز 73 عاما. وذلك بعد وعكة صحية مفاجئة حيث تم نقلها إلى المستشفى العسكري بتونس أين سلّمت الروح لخالقها وقد أوصت رئاسة الحكومة الانتقالية آنذاك بضرورة رعايتها وفي مقبرة سيدي يحي بتونس تمت مواراة جثمانها التراب وقد نعتها كل من وزارة المرأة ووزارة الثقافة وعمل الكريديف على إصدار مجموعتها الثالثة بعد رحيلها كما أصدر عنها كتابا توثيقيا مهما بعنوان "زبيدة بشير قمرية الخضراء".
وهكذا جاء البلاغ عن وفاتها رحمها الله (( فقدت الساحة الثقافية التونسية الشاعرة الكبيرة ورائدة الشعر النسائي في تونس زبيدة بشير التي لبت داعي ربها يوم الاحد 21 اوت 2011 عن سن تناهز 73 عاما بعد مسيرة طويلة من العطاء )).
واضاف البلاغ انها صاحبة اول مجموعة شعرية نسائية في تونس بعنوان "حنين" . واطلق اسمها على اول جائزة ابداعية نسائية وهي جائزة زبيدة بشير للكتابات النسائية . واردف المصدر ذاته ان الفقيدة حققت المزيد من الشهرة بعد صدور مجموعتها الثانية "الاء" . وكانت تنوي اصدار مجموعة شعرية ثالثة غير ان المنية فاجأتها.
وذكرت وزارة الثقافة في بلاغ لها صدر يوم الاثنين ان الفقيدة تعتبر من ابرز شعراء الخمسينات حيث لمع اسمها في الإذاعة من خلال برامجها الثقافية ثم عرفت بابداعها الشعري الذي نشر انذاك في مختلف المجلات.
وهكذا كانت زبيدة بشير السوفي صاحبة تجربة متميزة في الشعر وفي الحياة طيلة 73 عاما شابتها الكثير من الصعوبات والعراقيل.
إصداراتها:
• حنين (شعر) الدار التونسية للنشر 1968.
• آلاء (شعر)، نشر الكريديف تونس 2002.
• طائر الفينيق (شعر)، نشر الكريديف تونس 2012.
• الأعمال الكاملة، دار محمد علي الحامي صفاقس/ تونس 2014.
وللشاعرة الخالدة زبيدة بشير قصيدة بعنوان (( قمرية الخضراء )) RADIO SFAX مسجلة بصوتها العذب على اليوتيوب وهنا نكتشف انها ليست شاعرة فذة وحسب بل هي بارعة ومفعمة بالأحاسيس ومتمكنة من اللغة العربية...لها طريقة القاء رائعة جدا ومميزة للغاية لم اسمعها لدى أي شاعر او شاعرة. لقد ذكرتني حقا بالشاعر الكبير الراحل (( جعفر ماجد)).
لقد سنت وزارة الثقافة سنة حميدة ودأبت عليها، الا وهي إحياء تظاهرة ثقافية تحتفي بالشاعرة زبيدة بشير بكامل تراب الجمهورية حيث تنظم إدارة المطالعة العمومية تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وبالتعاون مع مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة (الكريديف) يوم حول الشاعرة زبيدة بشير بكافة ولايات الجمهورية من خلال العمل على تنفيذ البرنامج في فضاءات المكتبات الجهوية والذي يشمل:
– معرض وثائقي حول مجلة الأحوال الشخصية : حكاية تونسية: لفائدة كل الشرائح العمرية،
– محاضرة تحت عنوان “أميرة الشعر العربي التي لا تنسى”: لفائدة الشباب والكهول،
– عرض فيلم حول حياة زبيدة بشير: لفائدة الشباب والكهول،
– Bib-Talk : قانون 58 لفائدة الشباب والكهول ،
ملاحظـــــة: الـBib-Talk هي خدمة جديدة تقترحها إدارة المطالعة العمومية في إطار تظاهر “نقرأ… من أجل غد أفضل” لمناقشة موضوع ما في علاقة بالشخصيات المعنية بالتظاهرة.
– معرض صور للشاعرة زبيدة بشير: لفائدة كل الشرائح العمرية،
– ورشة تثقيفية للأطفال حول الشاعرة زبيدة بشير.
ويندرج هذا اليوم، الذي يحمل عنوان “الرموز الثقافية الوطنية: رافدا من روافد بناء الشخصية التونسية”، ضمن إحدى أهم المحطات الكبرى لتظاهرة “نقرأ.. من أجل غد أفضل”.
وتسهم هذه المحطة في نقل الرموز الوطنية من طور النسيان إلى طور التألق والتجدد والانتشار. ولقد تم اختيار شخصيات متنوعة في مجال الانتاج الفكري والأدبي، وسيتم الترويج للكتاب ولكتاباتهم داخل المكتبات وخارجها وفي وسائل النقل.
كما احدث مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة "الكريديف" « جائزة زبيدة بشير للكتابات النسائية التونسية » ويعلن فتح باب الترشحات للمشاركة في مسابقة جائزة « زبيدة بشير للكتابات النسائية التونسية في كل سنة وذلك في اطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الموافق لـ8 مارس من كل سنة. وفي سنة 2018 بمناسبة مرور 25 سنة على احداث الجائزة المذكورة آنفا. احتفى الكريديف بجائزة زبيدة بشير للكتابات النسائية التونسية.
بحث بقلم الاديبة والشاعرة والكاتبة الناقدة فوزية بن حورية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف