لن يستطيع البحر بعد اليوم ابتلاعها 15-11-2019
بقلم : حمدي فراج
يسوق نتنياهو وجماعته (سياسيين وامنيين وعسكريين) انهم يستطيعوا ان يطولوا كل من يعتدي عليهم حتى لو كان نائما في فراشه ، يقصدون قائد السرايا بهاء ابو العطا ، لكنهم لم يقولوا انهم طالوا معه زوجته ، اما عن القيادي العجوري في دمشق فلم يقولوا اي كلمة ، ذلك انهم لم يطولوه ، بل طالوا ابنه ومرافقه ، وبالنسبة لهم ، فالزوجة والابن والمرافق ، كلهم فلسطينيون ، بمن في ذلك الاطفال الذين قتلوا نياما في غارة دير البلح ، من ضمن 34 فلسطينيا حرمتهم الطائرات حياتهم .
يسوق نتنياهو ايضا ان صواريخ الجهاد لم تجرح اسرائيليا واحدا ، لكنه لم يسق شيئا عن فشل القبة الحديدية في اعتراضها ، و لم يذكر شيئا عن مسارعته وجاهزيته لوقف اطلاق النار "التهدئة" .
يسوق الفلسطينيون انهم اجبروا حوالي مليوني اسرائيلي النزول الى الملاجيء على مدار يومين او بالقرب منها ، تعطيل المدارس والاعمال ما تسبب في خسائر وصلت الى نحو ربع مليار شيكل .
قبل وقت ليس ببعيد ، كان ضابط اسرائيلي مكلف ، يستطيع ان يجوب قطاع غزة من بيت لاهيا شمالا الى رفح جنوبا في ليلة واحدة ، يعدم مطلوبا في بيت حانون ويعتقل في الشجاعية ، يمنع التجول على جباليا ويهدم منزلا في الشاطيء ويتوغل في النصيرات ويصادر قوارب صيد في خانيونس ، ويشق شوارع في رفح لتسهيل حركة آلياته .
قبل وقت ليس ببعيد ، اغتالت اسرائيل رغم السلام مؤسس حركة حماس الشيخ القعيد احمد ياسين ، الدكتور الرنتيسي ، يحيى عياش ، ابو شنب ، صلاح شحادة ، سعيد صيام ، الجعبري وعشرات قيادات الصف الاول ، بل لقد اغتالت امين عام الجهاد فتحي الشقاقي في مالطا و تونس ودبي وماليزيا ، فكيف تغير الوضع على ما نراه اليوم بهذه الوتيرة الغريبة والسريعة ، فيصبح اغتيال قيادي واحد ، يتطلب اطلاق مئات الصواريخ دون ان تعير الحركة ادنى اهتمام بالليل من النهار و لا بالصبح من المساء .
عندما قال اسحق رابين مطلع التسعينيات ، انه يتمنى ان يصحو من النوم ليجد البحر قد ابتلع غزة ، لم نكن نفهم من ذلك الا كراهيته لهذه البقعة الصغيرة الفقيرة التي تعد الاكثر اكتظاظا في العالم قاطبة ، فهل كان يقرأ اكثر مما قرأنا ، ام انه كان يستشرف انها ستصبح مهلكته ، ووفق ما قاله احد محلليهم : حركة واحدة جعلت دولة تقف على قدم واحدة ، فما بالكم لو شاركت كل الحركات ، في حين ان امين عام هذه الحركة زياد النخالة قال بوضوح وتواضع الواثق ان مستوى الصواريخ المستخدمة كان في حدوده الدنيا او العادية ، في حين قال آخر ان وضع المقاومة في غزة اليوم اقوى مما كانت عليه قوة حزب الله عام 2006 .
كأني بالذي قال عنها ذات مرة انها مواسير وحدايد ، يتدارك قائلا : كنت مخطئا . وكأني بالبحر ، لا قدرة له على ابتلاعها ، ذلك ان لا سجان ينتصر على السجين ولا احتلال ينتصر على مقاوميه .
بقلم : حمدي فراج
يسوق نتنياهو وجماعته (سياسيين وامنيين وعسكريين) انهم يستطيعوا ان يطولوا كل من يعتدي عليهم حتى لو كان نائما في فراشه ، يقصدون قائد السرايا بهاء ابو العطا ، لكنهم لم يقولوا انهم طالوا معه زوجته ، اما عن القيادي العجوري في دمشق فلم يقولوا اي كلمة ، ذلك انهم لم يطولوه ، بل طالوا ابنه ومرافقه ، وبالنسبة لهم ، فالزوجة والابن والمرافق ، كلهم فلسطينيون ، بمن في ذلك الاطفال الذين قتلوا نياما في غارة دير البلح ، من ضمن 34 فلسطينيا حرمتهم الطائرات حياتهم .
يسوق نتنياهو ايضا ان صواريخ الجهاد لم تجرح اسرائيليا واحدا ، لكنه لم يسق شيئا عن فشل القبة الحديدية في اعتراضها ، و لم يذكر شيئا عن مسارعته وجاهزيته لوقف اطلاق النار "التهدئة" .
يسوق الفلسطينيون انهم اجبروا حوالي مليوني اسرائيلي النزول الى الملاجيء على مدار يومين او بالقرب منها ، تعطيل المدارس والاعمال ما تسبب في خسائر وصلت الى نحو ربع مليار شيكل .
قبل وقت ليس ببعيد ، كان ضابط اسرائيلي مكلف ، يستطيع ان يجوب قطاع غزة من بيت لاهيا شمالا الى رفح جنوبا في ليلة واحدة ، يعدم مطلوبا في بيت حانون ويعتقل في الشجاعية ، يمنع التجول على جباليا ويهدم منزلا في الشاطيء ويتوغل في النصيرات ويصادر قوارب صيد في خانيونس ، ويشق شوارع في رفح لتسهيل حركة آلياته .
قبل وقت ليس ببعيد ، اغتالت اسرائيل رغم السلام مؤسس حركة حماس الشيخ القعيد احمد ياسين ، الدكتور الرنتيسي ، يحيى عياش ، ابو شنب ، صلاح شحادة ، سعيد صيام ، الجعبري وعشرات قيادات الصف الاول ، بل لقد اغتالت امين عام الجهاد فتحي الشقاقي في مالطا و تونس ودبي وماليزيا ، فكيف تغير الوضع على ما نراه اليوم بهذه الوتيرة الغريبة والسريعة ، فيصبح اغتيال قيادي واحد ، يتطلب اطلاق مئات الصواريخ دون ان تعير الحركة ادنى اهتمام بالليل من النهار و لا بالصبح من المساء .
عندما قال اسحق رابين مطلع التسعينيات ، انه يتمنى ان يصحو من النوم ليجد البحر قد ابتلع غزة ، لم نكن نفهم من ذلك الا كراهيته لهذه البقعة الصغيرة الفقيرة التي تعد الاكثر اكتظاظا في العالم قاطبة ، فهل كان يقرأ اكثر مما قرأنا ، ام انه كان يستشرف انها ستصبح مهلكته ، ووفق ما قاله احد محلليهم : حركة واحدة جعلت دولة تقف على قدم واحدة ، فما بالكم لو شاركت كل الحركات ، في حين ان امين عام هذه الحركة زياد النخالة قال بوضوح وتواضع الواثق ان مستوى الصواريخ المستخدمة كان في حدوده الدنيا او العادية ، في حين قال آخر ان وضع المقاومة في غزة اليوم اقوى مما كانت عليه قوة حزب الله عام 2006 .
كأني بالذي قال عنها ذات مرة انها مواسير وحدايد ، يتدارك قائلا : كنت مخطئا . وكأني بالبحر ، لا قدرة له على ابتلاعها ، ذلك ان لا سجان ينتصر على السجين ولا احتلال ينتصر على مقاوميه .