الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العراق- الوعي الثوري من وثبة كانون الأول 1948 إلى وثبة تشرين 2019

تاريخ النشر : 2019-11-13
 العراق -  الوعي  الثوري  من  وثبة كانون الأول  1948 إلى وثبة تشرين  2019

بقلم:جاسم  محمد كاظم

  يدون  التاريخ عبر  مسيرته  الخالدة   بان  أول  الثورات الحقيقة في العراق   انفجرت    في  عام 1948  حيث  قاد  الحزب  الشيوعي  العراقي   أول انتفاضاته مدروسة ومنظمة   ضد السلطة الملكية كرد فعل  ثوري   ضد   توقيع   اتفاقية  بورت سموث  بين  رئيس الوزراء  الشيعي    صالح  جبر   وارنست  بيفن وزير الخارجية البريطاني  .

  ومن دراسة الواقع  العراقي  آنذاك     من كل نواحيه   الطبقية  الاقتصادية والسياسية   ونمط توزيع  السكان .

   يتكون  المجتمع  العراقي  من 5  خمسة ملاين نسمة    وتتشكل الدولة الناشئة   من المدن  البسيطة  التي  تضم  بوادر  البرجوازية   وطلاب  الاعداديات  والكليات  البسيطة   والعمال والكسبة .

 يقع  نفوذ   الأسرة  المالكة  في حكم  المدن  التي  تضم  25%  من السكان  في  العاصمة  والألوية والمتصرفيات  والاقضية   وتحكم  بقوة  الجيش  والبوليس بينما يقع  السواد  الأعظم  من السكان في القرى والأرياف التي تحكم من قبل الإقطاعيين  بنسبة 75% من السكان  يعانون الجوع  والمرض والفقر والحرمان   .

  تقدر ميزانية  الدولة  آنذاك ب  90مليون دولار   تتوزع  على حفنة  من  الأسر    يتربع في قمتها  أسرة الملك  المقدسة   تليها بقية  الأسر  المتحكمة  برئاسة الوزارات  والوزارات  وكبار ضباط الجيش     نزولا نحو  الأسر الإقطاعية التي  تتحكم باقتصاد  البلد  الزراعي وحياة السكان  .

   وتأخذ  بغداد    مركز  السيطرة   لأنها العاصمة  السياسية والمدينة التي  تقع فيها  كل الوزارات ومؤسسات  السلطة والهيئات  التنظيمية والمعاهد التعليمية    ومقرات الأحزاب  وتعتبر مركز  الوعي  الأول   بينما   يسيطر   الفقر  وغياب الوعي  التنظيمي  وانتشار الأفكار  الخرافية  للمذاهب  الدينية  على بقية  مدن العراق   الأخرى  . 

  شكلت  انتفاضة 1948  مظهرا اقلق  النظام الملكي وهدد  كيانه  بالزوال  وتجاوز المتظاهرين  الخط الأحمر  لإسقاط الملكية  التي  استعانت بقوات الجيش  لقتل المتظاهرين حين هتفوا  للجمهورية  العراقية .

احتقنت بغداد    بكتل  الحشود   على  الدعوات التحريضية التي أطلقها  الشيوعيين   مابين  صفوف  السكان  في المقاهي  والساحات العامة  والطلبة  .

وسرعان  ما تشكلت  القيادة  الواعية  التي  تحمل   النفس  الثوري   والفكر التنظيمي  والتخطيط   للمواجهة  ومعرفة  ساعة الحسم  في مواجهة  عدو مدجج بالسلاح .

   انقسمت  بغداد إلى  ساحة قتال   مابين  شعب اعزل  لو قدر  له الزمن  من اكتساح  خطوط  الدفاع  لألقى  بعفن  الملكية في مياه دجلة ولسحل  العملاء  في  شوارع  وأزقة بغداد  مثلما  سحقت  هراوات  المتظاهرين   عظام الشرطة التي وقفت بينهم وبين عبور الجسر   .

 لكن  الشي  الذي افشل  وثبة كانون المجيدة هو  عدم انحياز الجيش  للمتظاهرين  بل  أن  رشاشات  ومدافع  مدرعات  كتيبة الهاشمي  بدأت بحصد   الحشود التي  عبرت  جسر المأمون   بموقعة فريدة  في  تاريخ  الثورات  سميت  بموقعة  الجسر    .

  وصل  إلى  سمع عملاء  التاج  البريطاني   هتاف الحشود  وصياح  الثورة   وتهديد السحل  لنوري العيد  وصالح جبر   وبهجت العطية  .

  خلت   أجواء    وثبة كانون من   فتاوي  الدجال  المخدر  لأعصاب الجمع   ولم تحتمي  سلطة المليك   بلصوص  الدين  الباثين  سمومهم وسط الحشود   وأدركت   كل شرائح  المجتمع  العراقي   بان   عائلة فيصل  الأول  الفاسدة أخلاقيا   يجب أن  ترمى  في مياه دجلة   مهما  ادعت  من ارتباطها المقدس   بالدين  والأنبياء   .

     واحد وسبعين  سنة 71 عاد  تاريخ بغداد   من جديد  بكتل الحشود   بعد أن تغير الزمن كثيرا  في عراق  اليوم  وفقد التاريخ  عصر الوعي  الثوري   وانتشرت  خفافيش  الظلام مع   انتشار   البث الفضائي  وألنت الفائق  السرعة وجيل  الفيس بوك بصورة معاكسة لزمن الوثبة الأولى  حين كان الراديو  سيد الموقف  ولا وجود  للتلفزيون  بعد  ولم يستطيع الكل  شراء  الجريدة  البخسة الثمن   حيث  يتجمع الثوار    على صوت  النداء    والهتافات المدوية .

  ما  ينقص  ثوار  تشرين  غياب القطب المدافع عن  مصالح الفقراء  ويقف  في وجه رأس المال العالمي  المنفلت   كما كانت موسكو  المطرقة والمنجل  من قبل   حيث  أصبح عالم  اليوم  عبارة عن خاتم بيد سيد البيت الأبيض عندما   عاد   العملاء  واللصوص   بشكل  جديد  في  زمن  بيعت مناصب  السلطة  في المزاد العلني  على  المتنفذين  وكبار السراق    وأحكمت  خمسة عوائل  قذرة  في عراق اليوم  سيطرتها  على   أموال  النفط والثروة و قطعت أوصال الدولة العراقية  ومحت كل   منجزات  الجمهورية   التي   كانت حصيلة   جهود  أجيال  كاملة من  العمل  المستمر  للقضاء  على اللصوص  في الداخل  والخارج  بدئا  بتأميم  الأملاك  الخاصة  إلى تأميم  النفط .

   ستة  عشر  سنة من  الخرافة  الشيعية  والسرقات  المنظمة  للثروة العامة  أفرزت في نهاية المطاف  وعيا معاكسا لوعي  السلطة   وكما يقول المثل  بان الجوع  أشهى المقبلات    بداء الفقر المدقع   في العراق   محرك  الثورات لجيل  قادم   استشعر  الضياع التام  عندما   وجد   أن  الثروة الوطنية     مهما  زاد  كمها  من دفق النفط  فأنة لن يحصل منها  على   دينار  واحد  لأنها مقسمة سلفا بين العوائل الخمسة الحاكمة في ظل ميزانية انفجارية  بلغت  160مليار دولار  .

  أفرزت  الوثبة  الأولى  اهتزاز السلطة الملكية واستشعارها  الزوال  وهروب  العميل  الشيعي صالح جبر  إلى  بريطانيا ونقض  معاهدة بورت  سموث بعد أن  فقدت الثورة     400  من أبطالها   في  موقعة الجسر الخالدة  ليتكامل الوعي  الثوري   بعد ذلك  بعشر سنوات  بانتصار الزعيم عبد  الكريم قاسم   حين حول  الثوار هتاف الوثبة  إلى حقيقة وسحلوا  عملاء الملكية في شوارع بغداد الحارقة   .

  فمن  ينتصر  لثوار وثبة تشرين اليوم  وهل يعيد الزمن  نفسه ونرى ثوار بغداد  البواسل  يسحلون  اللصوص  والعملاء الجدد المحتمين برصاص   مليشيات  الأجرام والموت  الإيرانية  ..............؟.

///////////////////////////
جاسم محمد كاظم 
دكتوراه  ادارة  اعمال
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف