الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المسجد الأقصى بين الفتاوى العجيبة والصحيحة!بقلم: د.عبدالوهاب القرش

تاريخ النشر : 2019-11-13
المسجد الأقصى بين الفتاوى العجيبة والصحيحة!بقلم: د.عبدالوهاب القرش
المسجد الأقصى بين الفتاوى العجيبة والصحيحة!

المسجد الأقصى أول القبلتين في حال الابتداء، وثاني الحرمين في حال البناء ..معهد أنبياء الله داود ، وسليمان ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى ، ومحمد- عليهم الصلاة والسلام - ، ضُمخت بدماء وزكريا ويحيى - عليهما السلام - ترابه . وهؤلاء الأنبياء هم من جعلوا تاريخ القدس مرتبطـًا بالسماء أكثر من ارتباطه بالأرض..واتخذ الأمر شكلاً عمليًا عندما أم المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك  المسجد النبيين عليهم السلام أجمعين في ليلة مباركة ، صعد فيها منه إلى أعلى عليين في رحلة المعراج {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الإسراء:1)، فقد دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربه عز وجل مقامًا لم يبلغه الخليل ولا الكليم ، ولا وصل إليه ملك مقرب ، ولا نبي مكرم .. ومن بيت المقدس يكون المحشر والمنشر، فقد قيل للنبى، صلى الله عليه وسلم، أفتنا فى بيت المقدس، فقال: «أرض المحشر والمنشر»،  وقد توافرت النصوص ، وتعاضدت الأخبار والآثار على فضله..لا يتسع المقام لذكرها. 

اليوم المسجد الأقصى يدنس بأيدي الصهاينة ، وليس هناك ظلم أكبر من منع المساجد من أن تؤدي وظيفتها التي بنيت من أجلها يقول تعالى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(البقرة:114).

ومن المقرر شرعًا أن الجهاد لدفع المعتدين على عباد الله والبلاد المقدسة ليأمن الناس على أنفسهم ، وليعبدوا ربهم في بيوته المباركة ، في حماية المجاهدين العاملين على إعلاء كلمة الله ، وإقرار مبادئ دينه بين الناس قال تعال:{... وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}(الحج:40).

والتخاذل يناقض ما سلف، قال تعالى:{ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا . الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}(النساء:57-76).

ورغم نصوص الشرع الحنيف تقرر بضرورة جهاد المعتدين إلا أنه لما سئل الشيخ الألباني -غفر الله ذلته - عن أهل الضفة الغربية في فلسطين: هل يجوز أن يخرجوا من الأرض، ويهاجروا إلى بلدة ثانية؟

أجاب قائلاً: يجب أن يخرجوا منها، لأنهم لم يتمكنوا من طرد الكافر منها، إلى أرضٍ يتمكنون فيها من القيام بشعائرهم الإسلامية!

  وهذه الفتوى منقولة عن الشيخ الألباني غفر الله له، ومُسجَّلةً بصوته، وقد كان لها صدى واسع، ودوي هائل في الأوساط العلمية والدينية والسياسية.

وأرى ويرى كثيرون أن هذه فتوى في غاية الخطيرة، وقد أُسست على تصور وفهم غير صحيحٍ للواقع ، وهي فتوى تخدم المحتل الإسرائيلي لفلسطين ، بل تساعد الكيان الصهيوني في تحقيق أغلى أمانيه قيامة دولة إسرائيل الكبرى ، وتدعو العرب إلى الهجرة و ترك بلادهم لليهود!..ولن أدخل في نقد فتوى الألباني - غفر الله له - فقد وفاها حقها فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه(الفتاوى الشاذة).

يا أقصى يا قدسنا سيحميك الله إن تقاعس الخلق جميعاً عن نصرتك.

يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟ فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا

إن الجهاد في الإسلام من أجل حماية الأماكن المقدسة والمباركة من عبس العابثين وإفساد المفسدين ، وقد أمر الله المؤمنين بقتال الذين يفسدون في الأرض ، ويثيرون الفتن ويحاولون القضاء على دينه ، وفتنة متبعي هذا الدين، وجعل الله هذا القتال لازمًا وواجبًا حتى تستقر الأمور والأدلة كثيرة على وجوب الجهاد منها قول الله تعالى:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ}(البقرة:193).

وقد بين الله سبحانه وتعالى أن الدليل على صدق الإيمان هو التضحية بكل شيء في سبيل الله وإرضائه، والجهاد في سبيله ومن يفعل ذلك فهو يستحق لعذاب الله، قال تعالى:{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}(التوبة:24).

والمسجد الأقصى من المقدسات التي يجب الجهاد في سبيل استرداده والمحافظة عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" رِباطٌ يَوْمٍ فِي سَبيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَمَا عَلَيْها، ومَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَمَا عَلَيْها"(رواه أبو داود).

هذه شذرات من الأدلة على ضرورة المرابطة والجهاد دفاعًا عن المسجد الأقصى والقدس الأسيرة ، تذكرة وتوصية لذاكرة الأجيال ، لاستعادته والأرض المحتلة بشتى السبل، السلمية والجهادية ، بالبدن والمال والدعاء ، يقول نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم :"جاهِدُوا المُشرِكينَ بِأَموالِكُمْ وأَنْفُسِكُم وأَلسِنَتِكُم".

سيظل المسجد  الأقصى قدسنا :في القلب في العقل في الذاكرة ..بين أحداق العيون ..في شرايين الدماء الثائرة ..في تلاوة الذكر الحكيم ..في مدار الهدي النبوي الكريم..، سيظل الأقصى شغلنا الشاغل حتى العودة المظفرة إلى حضن أمة الإسلام .. إلى بلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم معلمًا إسلاميًا لا يزول بصدق نيات الصالحين المصلحين.. بجهاد المرابطين الفاتحين، أحفاد عمر وأبي عبيدة ، وخالد ، وصلاح الدين، والظاهر بيبرس رضي الله عنهم أجمعين..

 د.عبدالوهاب القرش
  مصر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف