الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وصية الكاهن سرو_رع !!بقلم: ياسر رافع

تاريخ النشر : 2019-11-11
بقلم / ياسر رافع
خادم المعبد يجرى مسرعا يلهث ممسكا بأوراق البردى التى طلبها منه الكاهن سرو-رع ، خائفا مرتعبا من الفوضى التى تعم أخيتاتون مدينة إله الشمس آتون بعد وفاة الفرعون " إخناتون " ، القتل والدماء فى كل مكان والحرائق تلتهم أرجاء المدينه والناس مرتعبه تجرى فى كل إتجاه لا أحد يعرف إلى أين يتجه وسط تلك الفوض العظيمه التى تحل بالمدينه على يد كهنة آمون الذين يركبون الخيول ممسكين بالسيوف والمشاعل ليقتلوا ويحرقوا كل ما تطاله أيديهم إنتقاما من المؤمنين الموحدين أنصار الفرعون أخناتون الذى على يديه تم تهميشهم وجعل من عبادة الإله آمون كما مهملا . وفى لحظة وجد الخادم نفسه وقد حوصر من رجال كهنة معبد آمون المتحفزين للقتل فأختبأ وراء أحد أبواب البيوت المفتوحه أمامه حتى يمر القتله ، ولكنه ما أن جمع بعض أنفاسه حتى تنامى إلى مسامعه صوت بكاء ونحيب فنظر وراءه فوجد فتاة تختبأ وراء أحد الأسرة مكومه ينتفض جسدها رعبا وزاد فزعها وراحت تصرخ " لا تقتلنى .. لا تقتلنى " عندما رأت الخادم يقترب منها ، ولكنه هدأ من روعها فراحت تأنس له وأتفقا بعد حديثا قصيراعلى الخروج من هذا البيت ويواصلا المسير ناحية معبد الإله آتون لأنه المكان الوحيد الأمن وسط تلك الفوضى ( هكذا خيل لهما ) .
لما حل الظلام وبدا أن وتيرة القتل والفوضى قد خفتا قليلا حتى خرج الخادم والفتاة متسللين إلى خارج الدار وصارا فى شوارع آخيتاتون المظلمه على أضواء الحرائق المشتعله فى جنباتها محاولين الوصول إلى المعبد ، وما أن وصلا بعد عناء شديد حتى وجدوا المعبد وقد حاصرة كهنة آمون يقذفونه بالحجاره والمشاعل الحارقه ولكن يبدوا أنه صامد فى وجوههم . هنا أيقنت الفتاة أن الموت واقع لا محاله وأنها والخادم قد شارفا على النهايه وهى على ذلك الحال أمسك بيدها الخادم وجذبها بعيدا وسار بها وسط الزراعات التى تحيط بالمعبد وعلى مسافه ليست بالبعيدة دخلا كوخا من البوص وطلب الخادم من الفتاة أن تمسك بأوراق البردى التى معه ثم إنحنى على أرضية الكوخ مزيلا الأتربه حتى ظهر بابا خشبيا سرعان ما فتحه وطلب من الفتاة أن تنزل إلى الأسفل بعدما أشعل مشعلا من النار ثم نزل بعدها ، وما أن نزلا درجات السلم حتى سارا فى سرداب طويل سرعان ما إنتهى إلى باب يؤدى إلى داخل المعبد فدخلاه وأقفل الخادم الباب بإحكام وراءه ، وما أن صعدا سويا درجات السلم إلى الأعلى حتى وجدا فوضى كبيرة وخوف وهلع من كهنة معبد آتون الذين ينتظرهم الموت خارج اسوار المعبد ، فأمسك بيد الفتاة وواصل الخادم المسير تجاه غرفة الكاهن الأعظم سرو-رع التى ما أن وصل إليها حتى طرق الباب طرقا خفيفا ففتح له الباب ودخل هو والفتاه وأغلق الباب وراءهما من قبل خادم آخر .
الكاهن سرو-رع بدا هادئا غير عابئ بما يحدث داخل وخارج المعبد وهو يجلس على أريكته ولكنه أشار ناحية الخادم فتقدم هو والفتاة
الكاهن سرو-رع : لماذا تأخرت يا نفر-كا ؟ ومن هى تلك الفتاة التى معك ؟
نفر-كا : أعذرنى يا سيدى الكاهن الأعظم فالمدينه صارت ميدانا للحرب والقتل والدماء ! وقد وجدت تلك الفتاة المسكينه فأنقذتها من تلك الفوضى وجئت بها معى إلى المعبد !
الكاهن سرو-رع : ما أسمك أيتها الفتاة ؟
الفتاة : سيدى الكاهن إسمى " نيبت " من وصيفات قصر الفرعون الإله إخناتون قبل أن يقتحمه كهنة معبد أمون ويستبيحون كل ما فيه
الكاهن سرو-رع : يا نفر-كا تعال إجلس بجانبى أنت وتلك الوصيفه الجميله " نيبت " ، وأفتح أوراق البردى وأستعد لكتابة وصيتى الأخيرة
نفر-كا : وصيتك الآخيرة يا سيدى !!
الكاهن سرو-رع : ألم ترى بعينيك ما يحدث فى المدينه ؟ وحاله الهلع التى تعم أرجاء المعبد ؟ وراء باب الغرفه ينتظرنا الموت ليحصد أرواحنا ، ولهذا لا تتكلم كثيرا وأكتب
نفر-كا : أمرك سيدى _ ثم أمسك بالريشه وغمسها فى الحبر متأهبا للكتابه على البردى _
الكاهن سرو-رع : بسم الإله الواحد الذى يظهر فى أفق السماء أعلن أنا الكاهن الأعظم لمعبد الإله آتون أننى وكهنة المعبد أمنا بإله واحد وبذلنا كل الجهد فى سبيل إعلاء كلمة الإله الواحد والعمل على محو ظلمات الألهه المتعددة فى مصر تحت قيادة الفرعون العظيم إخناتون الذى عانى كثيرا فى سبيل إعلاء كلمة التوحيد أمام كهنة معبد الإله آمون الذين غيبوا وعى الناس وأستباحوا حرماتهم وممتلكاتهم تحت زعم عبادة آمون ، ولكن ما أن ظهرت عبادة آتون حتى جن جنونهم وأشاعوا عنا كل خبيث ولكن سطوة الفرعون إخناتون منعتهم عنا نحن الموحدين ، لكن بوفاة الفرعون وتحالف كهنة آمون مع الفرعون الجديد الذين يرفضون عبادة آتون أصبحت حياتنا مهدده وهاهم كهنة معبد آمون والجنود الخونه يستبيحون مدينة الموحدين قتلا وتخريبا إنتقاما وحقدا ، ولكننى قمت بكتابة وحفظ ترانيم الصلاة لآتون العظيم كمحاوله آخيره لإنقاذ تلك الترانيم حتى لا تقع فى الأيدى المدنسه لكهنة آمون إلى أن يأتى اليوم الذى ينتصر فيه نور شمس آتون على ظلمات معبد آمون ، وحتى يعود فرعون مصر القادم إلى حضن معبد آتون مرة أخرى وأوصى من يقرأ وصيتى من الموحدين أن يعمل على نشر ترانيم آتون حتى تعود شمس التوحيد للسطوع على مصرنا
نفر-كا : ومال الفرعون والصراع بين المعبدين يا سيدى الكاهن الأعظم ؟
الكاهن سرو-رع : الفرعون أيها القليل الخبرة هو ما يرجح كفة أى عبادة تسود وهو ما يحدد أى الكهنة يسكنون إلى جواره
نفر-كا : فهمت يا سيدى ! أنكتب شيئا آخر ؟
الكاهن سرو-رع : لا وقم بختم الورقه بخاتمى ! ثم إفتح هذا الصندوق بجانبى وخذ منه برديات الترانيم
نفر-كا : أمرك سيدى _ وقام يفعل ما أمر به _
الكاهن سرو-رع : وأنت يا أيتها الوصيفه " نيبت " ستأخذى نفر-كا وتذهبى به إلى قصر الفرعون الجديد ومعكما الأوراق وتحفظاها هناك
الوصيفه نيبت : كيف يا سيدى أرجع إليهم ؟ وما بالك بحفظ الأوراق هناك ؟
الكاهن سرو-رع : من السهل أن تقولى أنك وصيفه سابقه مع زوجك لدى الفرعون المتوفى إخناتون وساعتها سترجعين مرة أخرى إلى القصر ، وهناك تخبئين الصلوات والترانيم
نفر-كا : ولماذا نخبأها هناك ؟!
الكاهن سرو-رع : الترانيم والصلوات لا يكون لها فائده بعيدا عن القصور الملكيه فالعامه ليس لهم قوة يحمونها ، وأن الفرعون إذا تغير الحال وأعاد إكتشاف الترانيم بين جنبات قصره ساعتها من الممكن أن يعيد مجد عبادة الأله آتون .
طرقات قويه وصرخات عاليه خلف باب الغرفه تريد إقتحامها ، هنا ظهر الإضطراب والخوف على كل من بالغرفه
الكاهن سرو-رع : أسرع يا نفر-كا أنت ونيبت وإحملا الأوراق والترانيم وأخرجا من هذا الباب السرى بسرعه – وأشار إلى باب خلف جدارأحد الستائر – ولا تنسيا وصيتى الترانيم يجب أن تخبأ وتحفظ فى قصر الفرعون دون أن يسمع بها أحد حتى يحين الوقت ويقرأها فرعون يقدر قيمتها وساعتها تشرق شمس آتون مرة آخرى ويملأ الموحدين ربوع مصر كلها ، الترانيم بدون قوة لن يلتفت لها العامه ! هيا أخرجا !!
فى هذه اللحظة يقتحم كهنة آمون وجنود الفرعون الجديد الغرفه شاهرين سيوفهم صائحين بعزة فرعون وبعزة أمون سنقضى على الهراطقه ، وتنهال السيوف على جسد الكاهن سرو-رع وبينما تنسال روحه من جسده ظل يردد ترانيم آتون ، وبينما هو سابح فى شمس ترانيم آتون خمد نور عينيه بعدما غادرته الروح إلى الأبد تحمل أمنيات كاهن عجوز بأن يأتى فرعون جديد يعيد مجد عبادة آتون الموحد .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف