الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

زينب المصرية "مقصوفة الرقبة " عشيقة نابليون بقلم:أشرف مصطفى توفيق

تاريخ النشر : 2019-11-08
زينب المصرية "مقصوفة الرقبة " عشيقة نابليون
عن كتاب (المرأة في حياة نابليون) لكريستوفر هيبرت
بقلم:أشرف مصطفى توفيق

تقدم لنا المكتبة البيوغرافية الحالية في زمن التأويل والهويات المتعددة ألف وجه وألف قناع، ومن هذه الأوجه والأقنعة الجديدة نجد، على سبيل المثال، (المرأة في حياة نابليون)، وهي سيرة تاريخية حديثة صدرت بقلم المؤرخ وكاتب السير الإنجليزي كريستوفر هيبرت (1924 - 2008)،الذي ألف في هذا المجال أزيد من أربعين رواية وسيرة وتميز هيبرت عن مؤلفي عصره بكتابته لسير المدن، حيث ألف سيرة لندن وسيرة روما وسيرة فلورنسا وسيرة البندقية، فضلاً عن تخصصه في كتابة بيوغرافيات عديدة لشخصيات ملكية شهيرة أمثال: إليزابيت الأولى، والملكة فيكتوريا.

يأتي كتاب المرأة في حياة نابليون في سياق عودة الاهتمام ببيوغرافية الأفراد، فقد ظلت البيوغرافيا والسير الفردية دائماً ذات قيمة عند قسم كبير من الجمهور القارئ في مختلف بقاع العالم،فهذه الكتابة استطاعت أن تفرض نفسها بمفاهيم ورؤى جديدة ومغايرة،وحققت بذلك نجاحاً باهراً فذوق الجمهور يتجه بطبعه شطر سير الحياة المتميزة بحثاً عن الرومانسية والمعرفة. ومن الجدير بالذكر الإشارة الى أهمية السير التي تناولت شخصية نابليون بونابرت بالتحديد، لأهميتها في التاريخ الفرنسي خصوصاً،والتاريخ الأوربي عموماً،حيث نتوقف مع زخم تأليفي مهم فبيوغرافية نابليون التي كتبها المؤرخ الجامعي جون تولار سنة 1977م، كانت بطلب من مديرة منشورات فيارد Fayard ، التي اقترحت عليه أن يكتب بيوغرافيا تاريخية شاملة عن نابليون بونابرت بسبب تزايد الطلب الجماهيري.وهو ما يفسر اهتمام "والتر سكوت"، الملقب بـ (أب الرواية التاريخية الحديثة)،والذي يعد من أكثر كتاب السير شعبية في ألمانيا وإنجلترا، بهذه الشخصية، إذ خط سيرة حياة الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت،بكثير من التشويق وفيها تتبع لحظات الصعود والسقوط في حياة الإمبراطور بونابرت ما بين سنة توليه السلطة بعد الفوضى التي أعقبت الثورة الفرنسية وإلى غاية استسلامه للإنجليز بعد انهزامه في معركة واترلو سنة 1814م.جاعلا المرأة في حياة نابليون صورة مغايرة لبونابرت،فهي لا تظهره بمظهر القائد العسكري الفذ،أوالإمبراطور المظفر بالانتصارات العسكرية،أو حتى في صورة البطل المهزوم،وإنما يكشف لنا الرجل في علاقاته المتشعبة مع عدد من النساء اللواتي أحطن به وأثرن في مسيرة حياته الحافلة بالأحداث والوقائع، زوجاته:جوزفين دي بوهارنيه وماري لويز،وعشيقاته الكثيرات بالبلاط،وأمه: ماريا ليتيزيا رامولينو، وشقيقاته، وبالخصوص: بولين المدللة والعنيدة.وتتداخل في هذه السيرة المناورات والمكائد والعداوات النسائية والعلاقات الغرامية المتعددة كما يسلط المؤلف الضوء أيضاً على حياة نابليون الخاصة في زمن السلم والحرب كما في زمن المنفى. ويرصد في نفس الوقت اعترافات نابليون بأبنائه غير الشرعيين: وهم إلكسندر ،ولوفسكي من "عشيقته الكونتيسة ماري ولوفسكا"،وشارل ليون ابن إليونز دينويل، وطفل من ألبين دي مونثولون،وطفل من مدام دي بلابرا. وفي ختام هذه البيوغرافية يقتحم الكاتب بكثير من الجرأة الغموض الذي حام حول سبب وفاة نابليون بجزيرة القديسة هيلانة، ففي ملحق خاص ناقش هذه القضية استناداً إلى وثائق وشهادات تثبت وفاته مسموماً بالزرنيخ، بالنظر إلى عوارض التسمم العديدة التي ظهرت على نابليون في الأشهر الأخيرة قبل وفاته. وقد اتفق كاتبان حديثان ممن تناولا حياة نابليون بالدراسة والتحليل، وهما فرانك ماكلين وألن شوم، على أن هذا الأخير توفي نتيجة دس السم له في الطعام على فترات طويلة وبجرعات منخفضة، وذلك من طرف دي مونثولون رفيق نابليون في المنفى .

نابليون بونابرت المحارب الاسطوري كانت كل احلامه هو ان ينتصر في ساحة المعركة وفي لهاثه مع امرأة ولكنه في اي مراجعة للسيرة الذاتية له ستجد ان لديه شيئا من الأسى مع شهوة الليل؟! ولا ادري عندما كان في مصر التي احتلها غازيا،وانهى حكم المماليك فيها إن كان قد فكر ان يمارس متعته المفضلة مع سمراء فاتنة من الشرق رغم أن جنوده كانوا يتخيلون وهم على ظهر سفن اسطوله البحري متوجهين الى بر مصر، أن هذه البلاد هي بلاد كليوباترا،وسحر الفرعونيات المدهونة اجسادهن بشعاع شمس الاهرامات، فيما كان البعض يفضل النوبيات المشعات بالسمرة الافريقية الداكنة أو تلك الجواري المختبئات وراء النقاب وهي يظهرن بفتنة العين الواحدة شيء من الشهية كانت تؤدي بالجنود الى حتفهن يوم تصبح هذه العيون مصيدة لأغراء الجنود المحتلين وجذبهم الى الازقة ثم قتلهم من قبل المقاومين المصريين.

انشغل نابليون بأحتلال مصرفلم يلتفت كثيرا الى انوثة المكان، لكن الجنرال كليبر والذي خلفه في حكم مصر بعد عودة مستعجلة لبونابرت الى باريس قد اقترن بواحدة من بنات اشراف مصر،والقائد الثالث للحملة بعد مقتل كليبر تزوج من فتاة من رشيد واعلن إسلامه .أما نابليون فقد ابقى عاطفته لعشيقاته الفرنسيات،بعضهن يخلصن له فلا يتعلق بهن والبعض تخونه مع جنرالات آخرين في جيشه فيتعلق بهن

واعتقد ان نابليون عاش هاجسا ايروتيكيا خفيا قد سكنه ولم يحصل على متعة الجسد الكاملة،فعوض تلك الايروتيكيا المخفية بمتعة ما كانت تسكنه من صور تعوض عن عدم نيله لمتعة السرير عندما اسس لرغباته طموحا آخر تحقق في الكثير من مفاصله وهو ماكان يحرزه من انتصارات في ساحات المعارك عبر حروب وغزوات وقيادة اساطيل بحريه ليذهب الى الشرق الذي كان يحلم من خلاله امساك رقبة انكلترا عدوه اللدود

وجأت فتاة مصرية مراهقة هائجة متمردة جعلت صوتها أكثر رقّة وتمرنت على فنون الإيحاء بالهمس،واكساب صوتها بحّة جذابة والتحدث بصوت خفيض وبطريقة بطيئة وهو أمر تحوّل الى احد جوانب جاذبيتها.كما تعلمت إخفاء فمها بالمنديل عند الضحك وذلك لإخفاءأسنانها التي تضرّرت من كثرة تناول السكريات أثناء طفولتها وقد أنقصت وزنها واكتشفت كيفية ابراز ما لديها من مفاتن عن طريق الملابس الضيقة واخفاء عيوبها باستخدام الشالات وحدث التحول الكبير فى حياة نابليون "بزينب" تلك المصرية المسكونة بالرغبة والتوابل والبخور بعلاقتها الشخصية معه ولبداية هذه العلاقة روايتان:

- فى التاريخ، الأولى:” أن زينب ذهبت إلى بونابرت خلسة فى غرفته بمنزل والدها وطلبت منه مضاجعتها وكان هذا بعلم والدها الذى طمع فيما هو أكثر من لقب نقيب الأشراف، فقد أراد أن يكون صهرا لوالى مصر،معتقدا أن نابليون سيطلب يد ابنته للزواج، وبعدها بدأت العلاقة بينهما وصارت عشيقته”
- بينما تقول رواية أخرى للمؤرخ الكبيرعبد الرحمن الجبرتى فى كتابه «غرائب الآثار فى التراجم والأخبار» إن الشيخ خليل البكرى قدم زينب بصحبة خمس فتيات مصريات أخريات لنابليون ليختار منهن عشيقة، فاختار بونابرت زينب،لأنها كانت أطولهم قامة وأكثرهم جمالا وكانت ممشوقة القوام، والأهم من ذلك أنها كانت تشبه "جوزفين زوجة نابليون التى رفضت القدوم معه إلى مصر" فلما وجد الشبه بين زينب وجوزفين- اختار زينب - وكان هذا أيضا بعلم والدها ومباركته،

ونهاية الروايتين كانت واحدة فبعد فترة شعر نابليون بالملل من علاقته بزينب وأدرك أنها ليست محبوبته جوزفين، فقرر تقديمها لجنوده كهدية منه وتركها بين أحضانهم، ولم ينتفض والدها لذلك أو يحاول ردها عن هذا السلوك ولا حتى حمايتها من شرور البشر،وشرورنفسها.وقصة هذا الفتور أنه وصلت له أشاعة عن خيانة زوجته جوزفين،؟!مع عشيق لها فى فرنسا
كان نابليون قد تزوجها قبل سنة من الحملة ليترك الحملة بعدها بسنة ل “كليبر” متعللا بتحطيم الاسطول الفرنسى من الانجليز فى ابو قير..ترك مصر والحملة بسبب تحطم قلبه.وإن اعلن أن السبب تحطيم اسطوله.
وفى كتاب الحياة السرية “لجوزفين” فيها : أنها أرملة الجنرال “دوبو هارنيه” - ثيب لعوب ذات تجربة فى الحب-قررت في التاسع من آذار عام 1797، وفي ساعة متأخرة من الليل أن تعقد قرانها على الجنرال والقائد العام للجيش الفرنسى، الكورسيكي نابليون بونابرت وعلى قدر ما كان نابليون بونابرت عاشقًا متيمًا بحب جوزفين الجميلة لم يكن لديها أي ميل نحوه،ولولا جهود المدير“باراس”– وهو أحد أعضاء حكومة المدراء في فرنسا – لما تمت الزيجة من أصله..
في الوقت الذي اشتعل فيه قلب بونابرت حبًا في جوزفين، كان المدير“باراس”هو العشيق الفعلي لجوزفين!وإذا عرف السبب لما ثار العجب من أن يعمل العشيق على تزويج عشيقته الحسناء لرجل آخر،ويبذل قصارى جهده في إقناعها بجدوى هذه الزيجة،بل ويمعن في تصويرها فرصة عظيمة مواتية للاقتران برجل ليس في سبيله لإحراز العظمة على مستواه الشخصي فحسب وإنما لتحقيق عظمة فرنسا ذاتها.. وما ينتظر جوزفين العشيقة في كنف هذا الزوج العظيم!..فقد كان في واقع الأمر عشق “باراس” لجوزفين قد تحلل وصار عبئًا عليه وربما على مستقبله السياسي ومن ثم كانت تلك فرصته المواتية للتخلص من العشيقة الملازمة والحفاظ على سمعته دون شائبة على الساحة السياسية!..

وغداة زواجه توجه بونابرت إلى إيطاليا سعيًا وراء المجد العظيم الذي ينتظره، وما كان ذلك بالأمر الهين على رجل يهيم عشقًا بزوجته ويكن لها حبًا لا مثيل له، فوق أنه لم تتح له بعد فرصة إظهار هذا الحب،مع ضيق الوقت؛فسافر نابليون بعواطف مضطرمة في صدره وحنين معذب لحبيبته ما كانت لتكفيه ليلة زواج واحدة بطبيعة الحال!
أما عن جوزفين الزوجة الحسناء، فلم تجد سببًا يلزمها الوفاء لزوجها وقد بقيت من بعده بمفردها!.فبعد أيام قلائل من سفر نابليون رمت شباكها على واحد من أشهر الفرسان وسامة وأكثرهم مرحًا،وهو الملازم أول الخيال “شارل هيبوليت”وبينما كان نابليون يضيف نصرًا إلى نصر في إيطاليا.كانت جوزفين تحقق من جانبها نصرًا خاصًا،فتدحر وتغيظ أشهر حسناوات باريس وأكثرهن أناقة باختطافها لـ “شارل هيبوليت” منهن، والذي راح يتردد عليها يوميًا للقائها في قصرها الصغير بشارع شانترين، ويمضي في صحبتها أعذب الساعات.وإضافةلما يتمتع به شارل هيبوليت من وسامة وشكل حسن،وقوام متميزمن حيث الطول والعضلات المفتولة استطاع منذ لقائهما الأول،وبواسطة روحه المرحة، أن يضحك جوزفين حتى تسيل دموعها،بل واستمر في وضع النكات والطرائف التي تستهدف التهكم على ذلك الجنرال القصير الذي تزوجته جوزفين؟!
أما هي فقد نشر العشق غشاوة على عينيها حتى لتضحك إلى درجة الإغماء من نكات قد يحمر خجلاً من إسفافها رجال من عامة الشعب غافلة أو متناسية أنها سليلة طبقة أرستقراطية!

وكان من الطبيعي أن تنسى جوزفين الغارقة في حب “شارل هيبوليت” طلب زوجها المتحرق شوقًا إليها، باللحاق به في إيطاليا، فالرجل الزواج مازال لم يفز منها حتى تلك اللحظة سوى ليلة واحدة كفيلة باضطرام نار الشوق في كيان رجل محب مهما تملكته العزيمة والصبر،بينما تقبع جوزفين الزوجة في قصرها بفرنسا، تفرط في كيانها النسوي بإرواء الغريزة فيه من عشق ووله رجل آخر?!.
ولما سئم نابليون الوحدة جدد طلبه إلى جوزفين بأن بعث إليها برسالة أخرى مع مساعده الخاص وقائد اللواء ”مورا”،يحثها فيها على أن تستقل عربة فى أقصر مدة، وأن تسلك طريق إيطاليا بأقصى سرعة،إذ أن صبره أوشك أن ينفد عندئذ وجدت جوزفين نفسها مرغمة على إعادة النظر في المسألة (..غير أنها ليست راغبة على الإطلاق في مغادرة باريس، وقد استبد بها عشقها لـ “شارل هيبوليت” فلم تعد قادرة على أن تخلف وراءها العشيق لتسافر من أجل مجرد زوج، بل عادت ترى ذلك من الصعوبة على كيانها المدله، بحيث يجعله مستحيلاً!! وعليه فقد راحت تبحث في حيلة تمنعها السفر ومفارقة العشيق شارل..فقد وجهت جوزفين الدعوة إلى “مورا” رسول زوجها وحامل رسالته إليها، كي يتناول معها العشاء وعلى انفراد، ليتسنى لها – على حد زعمها – أن تتحدث عن الجنرال بونابرت بكل راحة! ولم يكن أسلوب الدعوة يحتاج إلى تورية،فالعشاء الذي امتد حتى ساعة متأخرة من الليل، لم يكن مخصصًا للتحدث عن نابليون، فإن جوزفين قد وجدت الوسيلة السهلة والممتعة لاستقطاب رسول زوجها إلى صفها! لقد أغدقت عليه وجادت بما عرف عنها من سخاء عاطفي، فضمنت أن يعمل قائد اللواء “مورا” وفق ما توجهه وما تريد أن تدخله على قائده الأعلى بونابرت من أكاذيب بواسطته؛ فحملته رسالة إلى زوجها تقول فيها:
“قل لنابليون أنه ما من شيء يعادل سعادتي في الالتحاق به، لكني لا أقوى على السفر، فأنا ملتزمة بمداواة صحتي لأني أنتظر مولودًا”

وكم كانت الفكرة ألمعية أثرت على نابليون تأثيرًا رائعًا. إذ بكى من الفرح وأمسك بريشته مجددًا ليكتب إليها: “سوف أبقى إذن لشهور عديدة بعيدًا عن كل ما أحبه؟..أيمكن ألا أسعد برؤيتك ورؤية بطنك الصغير؟..كم اتمنى أن اكون بجانبك؟” وكادت تحدث أزمة؛ فالجنرال بونابرت المقيم في إيطاليا يتحرق شوقًا لرؤية حبيبته جوزفين، حتى بات يفكر جديًا في استقالة تعيده إلى فرنسا ليرتمي في أحضان زوجته،ومن ثم ينتهي سبب افتراقه عنها! وتفاديًا لتفاقم الأزمة،خاصة وأن حكاية الحمل المزعوم كانت قد شاعت في باريس كلها.. اتفقت حكومة المديرين على تكليف المدير “باراس”بمهمة إعادة الاتزان للزوجة المشاكسة التي تهوى الرجال والاستقرار في آن معًا..ولا غرابة في اختيار“باراس” بالتحديد للقيام بهذه المهمة؛ فمعطيات ترشيحه لها واضحة..وعندما قام “باراس” العشيق القديم بزيارة جوزفين في بيتها أوضح لها دون غموض بأن أوان الهزل قد ولى،وأنه لا يمكن إفساد حملة عسكرية فريدة من أجل نزوة امرأة..وعلى الرغم من حدة الحديث وعنفه، إلا أن جوزفين أدركت أنه يعبر عن الحقيقة، فهي تغدق بالمال من رصيد لا ينضب بوصفها زوجة نابليون..
أما في حال الطلاق فإنها ستدخل السجن فورًا!.وأذعنت جوزفين لأوامر حكومة المدراء،ولكنها اشترطت مقابل الذهاب إلى إيطاليا أن يذهب الملازم الأول”شارل هيبوليت” أيضًا للالتحاق بالجيش في إيطاليا! وقد ذهل “باراس” من هذا الشرط الجريء وحاول أن يحذرها من الخطر الذي سوف تتعرض له إذا علم الجنرال بالاتصالات التي تربطها بذلك الشاب،ولكن دون جدوى،ولا عجب في موقف حكومة المدراء..فطالما كان ذلك هو أسلوب الساسة في معالجة ما يعن من مشكلات..ليس في فرنسا وحدها، بل في العالم كله، قديمه وحديثه.. فمن غير المقبول لدى الحكوميين أن تتعارض المصلحة الشخصية لإنسان، أيًا كان قدره مع المصلحة العليا للبلاد..وإن وجبت التضحية فلا تقع على غير عاتق الإنسان الفرد،فمهما كانت عبقرية نابليون، فلا يهم الحكوميين في فرنسا سوى تسخيرها إلى أقصى حد لخدمة المصلحة العليا للبلاد دون نقصان أما ماذا يجني نابليون الإنسان من خسارة على مستواه الشخصي فهذا شانه الذي يخصه وحده!..فلا مانع إذن من أن يعالجوا أشواقه بان يدفعوا إليه بزوجته التي رصدوا خيانتها مادام ذلك يمده بالقدرة على الصمود وإحراز النصر لفرنسا!.وفي صبيحة يوم 23 حزيران صعدت جوزفين إلى العربة، وقد استولى عليها حزن عميق لمغادرة باريس،ولم يكن السفر رحلة يقوم بها عاشقان؛ فالعربة ملأى بالمسافرين،وبعد وصولها إلى مدينة ليون أدهشها الاستقبال الذي حظيت به وكأنها ملكة،الأمر الذي خفف من حدة حزنها على فراق باريس..إذ قدمت إليها باقات الورود واستقبلت بخطابات الترحيب وكلما تقدم الموكب من إيطاليا أصبح السفر أكثر متعة..وقد بلغت الرحلة أوجها بالوصول إلى ميلانو، حيث وجدت زوجها وقد استقر كالملوك في قصر”سربللوني” الفاخر، ووجدت نفسها محمولة في دوامة من النشوة؛ فهي الملكة التي ترأس كل تلك الاحتفالات
وهل نست جوزفين – إزاء ذلك – حبيبها “شارل هيبوليت”؟!.. أبدًا؛ ففي الوقت الذي كان فيه نابليون يطير من نصر إلى نصر، كانت زوجته تحرص على انتزاع فارسها الجميل ما وسعها من ساعات، لتنعم فيها بصحبته، وليس من شك في أن حب نابليون لها كان أصم بقدر ما كان أعمى..فلقد كانت جوزفين بارعة في سيطرتها على زوجها الشهير الذي كان يشده إليها حب جنوني،ولكنها في نفس الوقت على استعداد للتخلي عن كافة الفاتحين في العالم من اجل أن تنصرف بكليتها إلى “شارل هيبوليت”!!.
مضى عام ونصف لتبدأ رحلة العودة إلى فرنسا، وفيما كان نابليون يتوجه إلى حكومة المدراء برايات الانتصار، كانت جوزفين تقام على شرفها الاستقبالات والحفلات، وتنعم بكل مباهج رحلة عسل مع شارل، الذي كان قد ارتبط بعشق مع الفاتنة “بوليس بونابرت” شقيقة نابليون المتزوجة حديثًا بالماريشال لوكليرك، ويمنحها أوقات فراغه من جوزفين؟!
وعلى ما يبدو أن العلاقة بين شارل هيبوليت وبوليس بونابرت لم تستمر طويلاً حتى هجرها شارل فانتقمت لنفسها بإخبار أخيها الذي أمر بعودة ذلك الشاب المشاغب فورًا، فنفذ الأمر.
في ذلك الوقت عاد نابليون إلى باريس.ليستعد للحملة الفرنسية على مصر [ 1798_ 1801] لتفاجأ جوزفين باستقبال بارد من جانبه لكنها كانت تعرف كيف تعالج ذلك في زوجها، فحسبها تقضي معه بضع ساعات في غرفة حبهما لتعود إليه ابتسامته!وقد دفعتها سعادتها بالعودة إلى باريس لأن تغدق على زوجها مزيدًا من الحب.
ويسافر نابليون فى حملته لمصر، وعندما أبحر بونابرت قاصدًا مصر، امتلأ قلب جوزفين نشوة،إذا اعتقدت أنها قد استعادت حريتها، فأطلقت لهواها العنان حتى أوشكت الفضيحة أن تثور، بينما استقر شارل في شارع ضاحية سانت أونوريه وأخذت جوزفين تتخفى بعناية لتزوره يوميًا، غير أن تلك الزيارات لم تدم سرية لفترة طويلة، إذ كان هناك من يراقبها؛ فجوزيف بونابرت لم يكف عن مراقبة زوجة أخيه منذ أن كانت في إيطاليا؛ فهو يكرهها ويتمنى لو تخلص أخوه منها،لذلك قرر تجميع الأدلة على خيانتها وقدمها إلى أخيه.
ووصلت أخبارها عن طريقه إلى نابليون الذي ثار غضبه وقرر العودة من مصر ليقوم بطرد تلك الخائنة..وتهلل أفراد عائلته بالخبر حتى دب الذعر قلب جوزفين وباتت متأكدة من أنها لن تعثر مطلقًا على نابليون الذى تعرفه ولكن عندما قام نابليون بمواجهتها قالت له:”إني لا أفقه شيئًا من هذا السيل المتلاحق من الاتهامات الذي ترميني به، وهذه مؤامرة حاكها جوزيف، وإذا كنت واضعًا طلاقي نصب عينيك فالأجدر بك أن تقوله لي”.وأصدر من فوره أوامر بالغة القسوة، وحاولت جوزفين جاهدة أن تستدر عطفه من جديد حتى التقيا: زوج امتقع لونه وامرأة غرقت بالدموع وجنتاها،فكان الطلاق واعلن الامبراطور بشىء تعلمه من الشرق أنه يريد ولد يخلفه على عرش فرنسا.وبينما كان هناك طلاق فى فرنسا..
وكان هناك ماهو ابشع فى مصىر؟! فرق المكان والدين والتقاليد، إنه نفس الفرق بينن مدافع نابليون وسيوف المماليك؟!
” اقتلوا الزانية..اقطعوا رأس الفساد أحرقوا جسدها المدنس قطعوا أوصالها وفرقوها فى البلاد.. حتى تأكلها الوحوش الضارية.. مزقوا جسدها ولا تجعلوا له شكلا ولا كيانا اقتلوها اذبحوها..اسلخوها.. أحرقوها.. مزقوها ”
كانت النداءات تتصاعد، تتداخل الأصوات، تمتزج اللعنات، كل كلمة تنزل عليها وكأنها سيف، كأنها بصقة من نار،كأنها حجر من جهنم،تتصاعد الصيحات وتتداخل حتى لا تفهم «زينب» ما يقال، يشرد ذهنها فتتذكر تلك الأيام الخوالى، أيام كان النبيذ فيها يسيل كالأنهار وكانت الضحكات تجرى على الوجوه كالسيل فما الذى بدل النعيم بالجحيم، ومن الذى قلب حياتها رأسا على عقب؟
أهو الحظ أم هى اللعنة؟ تغمض عينيها محاولة التأمل واستيعاب الموقف ومعرفة أسبابه فيسبقها السيف على رقبتها،يقطعون رأسهاويفرقونه عن جسدهاويعلقونه على باب القلعة لتصبح عبرة لكل من خان وباع وفسق «هكذا ظنوا»، قصفوا رقبتها وسالت الدماء على الأرض ارتاحت القلوب ورفعوا الرؤوس بعد أن غسلوا العار عن رجولتهم ووطنيتهم،وصارت مثلا لكل فتاة غير طيعة يصفوها ب"مقصوفة الرقبة"،أعدموا"زينب البكرى" حليفة المحتل الفرنسى وعشيقة نابليون بونابرت التى ارتمت فى أحضانه وباعت الشرف والعرض والأرض لم يكن المشهد غريبا على "زينب" فقد عاشت مشهدا مماثلا له قبل ثلاث سنوات وتحديدا عام 1798 عام دخول الحملة الفرنسية إلى مصر حيث كانت تقف فى نفس المنزل «بيت والدها الشيخ خليل البكرى» وشاهدت نفس الجمع من البشر بل وأكثر منهم يصيحون بصيحات مماثلة،يهتفون ضد نابليون بونابرت والاحتلال ولم تفهم المراهقة،الطويلة،السمراء،الشهية،التى يقولون عنها زرع بدرى صاحبة الأربعة عشرعاما وقتها ما هو المحتل ولا طبيعة الثورة الشعبية التى ثارت ضده بقيادة شيوخ الأزهر،لم تعرف معنى المقاومة ودارت فى ذهنها الأسئلة،من هو نابليون؟ما الذى أتى به مع جيشه العظيم إلى مصر،ولماذا يغضب منه المصريون ويقاومونه ويثورون ضده وما هى الثورة أساسا؟
مات مايتمناه القائد الفرنسي في مطارحة الإناث عندما تصيبه خيبة المعارك بهزيمة قاسية جراء الصقيع الروسي او من بارجات مدافع السفن الانكليزية،ولا أدري أن كان الامبراطور الذي خسر معركة واترلو ونفي الى جزيرة البا النائية في المحيط قد حصل في منفاه على امرأة يمارس معها ما كان يتمناه في نرجسية الوضع الغرامي.
ولم تكتف لندن بنفى نابليون - هذا الهاجس القلق والمتعب والخطر على هيبة الامبراطورية البريطانية - وضعوا له مادة الزرنيج في طعامه وقتلوه؟! قتلوا اسير ضد كل قواعد الحرب وربما فعلوا ذلك لشعورهم أن بعض سيدات المجتمع الانكليزي المخملي من زوجات قادة ووزراء واغنياء كن يفكرن بالذهاب الى الجزيرة التي نفي اليها القائد الفرنسي وممارسة الغرام معه، فقد كانت الكثير من نساء بلاطات اوربا يعتقدن أن فراش القائد الكورسيكي هو اجمل والذ واشهى فراش للمتعة الجنسية في هذا العالم.
فقد كانت روحه تلاصق النساء،فىكل زمان ومكان كن يتأملن هندامه وبنطاله العسكري الضيق الملتصق على جسده،ووجهه الصارم وحزنه وكبرياؤه وهو يتأمل نظرات جنوده في ذات المرايا التي كان يتخيل بها لحظات السرير الدافئ .
قتل نابليون بجرعة من سم الزرنيخ، وتلك نهاية مأساوية ارادها اعداءه لتكون خاتمة لقلقهم منه. وكان الاكثر انصافا له ولتاريخه المجيد أن يموت القائد الفرنسي في ساحة المعركة بين جنوده أو في أحضان امرأة يعشقها وتعشقه.
أشرف مصطفى توفيق
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف