كَبُرَ الصِّغارُ وَما نَسوا- شعر: محمود مرعي
" في ذكرى مجزرة كفر قاسم والشَّهيد إسماعيل يوسف- شناعة- عيسى"
1) بَعْضُ التَّذَكُرِ عِبْرَةٌ وَتَفَكُّرُ.. يا أَيُّها النَّيْرونُ هَلْ تَتَذَكَّرُ
2) أَيَّامَ تَرْفَعُ بِالجَماجِمِ مِنْبَرًا.. لِخِطابِ عَرْشِكَ، وَالعُروشُ تُؤَزِّرُ
3) وَصَداكَ يَهْدُرُ في الجِهاتِ مُعَرْبِدًا.. وَلَظى صَدانا في الصُّدورِ مُسَعَّرُ
4) وِرْدُ الرَّدى الـمَوْرودِ مُنْقَطَعُ الصَّدى.. وَصَداكَ فَوْقَ الوِرْدِ فاضَ يُنَظِّرُ
5) أَيَّامَ تُطْلِقُها "يَموتُ كِبارُهُمْ.. وَصِغارُهُمْ يَنْسَوْنَ" لَنْ يَتَذَكَّروا
6) وَمَلَأْتَ بِالقاني الكُؤوسَ لِسَكْرَةٍ.. وَهَتَفْتَ: إِنْ هٰذا لَخَمْرٌ أَحْمَرُ
7) وَتَعُبُّ مَزْهُوًّا وَتَصْرُخُ سادِرًا:.. نِعْمَ السُّلافَةُ مِنْ جَماجِمَ تُعْصَرُ
8) وَالشَّرْبُ حَوْلَكَ قَهْقَهوا وَتَمايَلوا.. طَرَبًا، وَأَنْتَ الشَّارِبُ الـمُتَكَثِّرُ
9) وَوَلَغْتَ لَمْ تَتْرُكْ بِكَأْسٍ قَطْرَةً.. وَسَقَطْتَ مِنْ بَعْدِ النُّهوضِ تُشَخِّرُ
10) لَمْ تَصْحُ مِنْ خَمْرِ الدِّما إِلَّا وَقَدْ.. فاجاكَ مَخْبوءُ الغُيوبِ الـمُسْكِرُ
11) وَأَتاكَ مِنْ قَحْفِ الجَماجِمِ صاعِقٌ.. قَدْ خِبْتَ في الـمَسْعى وَخابَ العَسْكَرُ
12) إِنَّ الأُلى جَنْدَلْتَهُمْ، فَصِغارُهُمْ.. كَبُروا، وَقَدْ سَرَجوا الصَّباحَ وَأَسْفروا
13) رَكَضوا الحَياةَ فَأَقْبَلَتْ في طاعَةٍ.. وَانْجابَ عَنْها القاتِمُ الـمُتَكَدِّرُ
14) جاءَتْ مُلَبِّيَةً تُسابِقُ خَطْوَها.. وَخُضوعُها أَعْيى العُيونَ تُسَتِّرُ
15) وَقَفَتْ لَدَيْهِمْ في صَغارٍ ناطِقٍ.. إِقْبالُكُمْ إِدْبارُ مَنْ قَدْ دَبَّروا
16) وَصَدًى يُجاوِبُهُ صَدًى مُتَحَفِّزٌ.. اللهُ أَكْبَرُ، فَاذْكُروا، لا تَغْفِروا
17) كَبُرَ الصِّغارُ وَأَكْبَروا مَنْ كَبَّروا.. وَالـمَوْتُ فَوْقَ رُؤوسِهِمْ مُسْتَنْفَرُ
18) مِنْ صَفْحَةِ الغَيْبِ الـمُغَيَّبِ وَمْضُهُ.. عَنْ لَـمْحِهِ الطَّرفُ الـمُطيفُ يُقَصِّرُ
19) صَرَخوا وَنادَوْا عابِرًا وَتَرَقَّبوا.. وَاللَّيْلُ أَخْمَدَ صَوْتَهُمْ، وَالحُضَّرُ
20) حَفَلَ الـمَكانُ بِجَمْعِهِمْ فِي ساعَةٍ.. لا سامِعٌ، لا مُسْعِفٌ، لا عَنْتَرُ
21) عَزَّ الصَّريخُ لِجَمْعِهِمْ وَصَريخِهِمْ.. وَالجُنْدُ حَوْلَ الجَمْعِ وَالـمُتَجَبِّرُ
22) هَرْجٌ تَشَجَّرَ، أَيْنَعَتْ أَثْمارُهُ.. وَمَضَيْتَ تَجْني اليَنْعَ يا مُسْتَكْبِرُ
23) وَاسْتَصْرَخوا رَبًّا أَحاطَ بِغادِرٍ.. حَتَّى البَهائِمُ بَطْشَهُ تَسْتَنْكِرُ
24) كادَ الفَراعِنُ ثُمَّ كِيدوا وَانْقَضوا.. وَيَكيدُ، لٰكِنْ كَيْدُ رَبِّي أَكْبَرُ
25) ما كانَ فِرْعونُ القَديمُ حِكايَةً.. فَبِكُلِّ عَصْرٍ نُسْخَةٌ تَتَكَرَّرُ
26) وَلَفَظْتَ حِقْدَكَ "اُحْصُدوهُمْ" جُمْلَةً.. وَالأَمْرُ نُفِّذَ، وَالكَتيبَةُ تَسْخَرُ
27) وَالكُلُّ صارَ حَديثُهُ بِزِنادِهِ.. لا صَوْتَ، إِنْ نَطَقَ الرَّصاصُ، مُوَقَّرُ
28) وَغَدا الكَلامُ مُحَرَّمًا، وَيَحِلُّ إِنْ.. كانَ الـمَقولُ الآهَ، خَرًّا تَصْدُرُ
29) فَالآهُ حِلٌّ إِنْ تَلَتْها سَقْطَةٌ.. وَخُمودُ أَنْفاسٍ وَدَمٌّ يَنْعَرُ
30) وَغَدا الأَنينُ مِنَ الجَريحِ جَريمَةً.. وَالحُكْمُ فيها بِالرَّصاصِ يُقَدَّرُ
31) إِنْ صاحَ مِنْ أَلَمٍ وَأَعْقَبَ زَفْرَةً.. أَرْداهُ قَبْلَ شَهيقِهِ "يِسَّخَّرُ"
32) فَالصَّمْتُ سَيِّدُ مَوْقِفٍ مَنْ يَخْتَرِقْ.. حَظْرَ الكَلامِ عَنِ الحَياةِ سَيُحْظَرُ
33) لا مَتْنَ عَنْ مَتْنِ الرَّصاصِ مُقَدَّمٌ.. لا هامِشٌ مَتْنَ الرَّصاصِ يُفَسِّرُ
34) فِقْهُ الرَّصاصِ شَريعَةٌ في مَحْفَلٍ.. فيهِ الرَّصاصُ، إِذا اشْتَكَيْتَ، يُقَرِّرُ
35) مَنْ كانَ "مالينْكي وَشَدْمي" جُنْدَهُ.. حُكْمُ الجَريمَةِ بِالبَراءَةِ يَمْهُرُ
36) وَإِذا الإِدانَةُ حُوِّلَتْ لِبَراءَةٍ.. عَزُّواالعَدالَةَ، إِذْ أُقيلَتْ، تُؤْجَروا
37) كَبُرَ الصِّغارُ وَما نَسُوا، يا أَبْتَرُ.. تَدْوينَ ما أَمْلى الدَّمُ الـمُتَفَجِّرُ
38) ما كُنْتَ تَدْري ما سَيَأْتي أَوْ تَرى.. ما يَحْتَويهِ الغَيْبُ أَوْ ما يُضْمِرُ
39) لَوْ كُنْتَ تَدْري ما تَرَكْتَ لِرُضَّعٍ.. وَمَراضِعٍ، وَعَجِلْتَ تَحْفُرُ تَقْبِرُ
40) كَبُروا وَما فُطِموا عَنِ الوَعْدِ الَّذي.. قَطَعوا لِشُهْبٍ بِالسَّماءِ تَدَثَّروا
41) وَالوَعْدُ عَهْدٌ ثابِتٌ لا يَنْقَضي.. أَمَّا الـمَكانُ فَثاكِلٌ يَسْتَنْصِرُ
42) أَصْغوا لِـما رَوَتِ الدِّماءُ وَدَوَّنوا.. هَبَّ الـمَكانُ يُضيفُ ما يَتَذَكَّرُ
43) وَأَتى الزَّمانُ بِحِمْلِهِ يَعْدو عَلى.. عَصْرٍ تَزَيَّفَ وَاحْتَواهُ مُزَوِّرُ
44) أَلْقى حُمولَتَهُ وَأَعْمَلَ فَأْسَهُ.. وَأَعَدَّ قَبْرًا لِلْمُزَوَّرِ يُطْمَرُ
45) فَإِذا الرِّوايَةُ مَسْرَحٌ وَشُخوصُها.. وَمَشاهِدٌ تَدَعُ البَلاغَةَ تَهْذِرُ
46) وَإِذا الـمَشاهِدُ دُوِّنَتْ وَتَرَسَّخَتْ.. في وَعْيِ شَعْبٍ لَمْ يَخُنْهُ تَذَكُّرُ
47) وَمَضَتْ تُحيلُ الطَّارِئاتِ عَواقِرًا.. قَدْ زَوَّجُوها عاقِرًا، قَدْ أَسْطَروا
48) وَأَتَتْ عَلى الـمُسْتَحْدَثاتِ وَبَعْثَرَتْ.. زيفًا تَكادُ الجِنُّ عَنْهُ تُقَصِّرُ
49) مَسَحَتْ غُبارَ العُقْرِ عَنْ مَرْوِيِّها.. وَأَتَتْ عَلى ما شِدْتَ أَوْ ما تَسْطُرُ
50) فَإِذا مَشيدُكَ دُمْيَةٌ يَلْهو بِها.. أَطْفالُ حَيٍّ في الأَزِقَّةِ نُفَّرُ
51) أَوْ مَرْكَبٌ وَالـمَوْجُ فاغِرُ شِدْقِهِ..جاءَتْهُ أَرْواحٌ تَقُدُّ وَتَشْطُرُ
52) كَبُرَ الصِّغارُ وَأَصَّلُوا ما قَدْ رُووا.. وَتَعاهَدوا الـمَرْوِيَّ فَهْوَ مُخَبِّرُ
53) مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقْضي الكِبارُ وَيَرْحَلوا.. وَيَزولَ عَنْ يَدِكَ الدَّمُ الـمُتَقَطِّرُ
54) وَلَدى الكِبارِ اسْتَظْهَروا ما حُفِّظُوا.. فَإِذا الرِّوايَةُ فَوْقَ ما نَتَصَوَّرُ
55) عَهْدُ الرِّوايَةِ بِاليَراعَةِ سَطْرُها.. لٰكِنْ لَدَيْنا بِالدِّماءِ تُسَطَّرُ
56) وَدِماؤُنا زَيْتٌ أَضاءَ حَوالِكًا.. لا يَعْتَريهِ تَجَمُّدٌ وَتَخَثُّرُ
57) وَإِذا الدِّماءُ تَكَفَّلَتْ بِرِوايَةٍ.. فَهْيَ الحَقيقَةُ وَالصَّباحُ الـمُسْفِرُ
58) وَرِوايَةُ الدَّمِ لَيْسَ يَكْذِبُ حَرْفُها.. وَالكِذْبُ فيكَ مُحَكَّمٌ وَمُسَيْطِرُ
59) جَيْشُ الكَلامِ أَثيرُهُ آثارُهُ.. فَوْقَ الهَباءِ وَبِالهَباءِ تُفَسَّرُ
60) وَجُيوشُ مَنْطوقِ الرِّوايَةِ حُضَّرٌ.. وَسُطورُهُمْ جَيْشُ اليَقينِ يُحَبِّرُ
61) يا كَفْرَ قاسِمَ وَالـمِلاحُ كَثيرَةٌ.. وَمُهورُهُنَّ التِّبْرُ ثُمَّ الجَوْهَرُ
62) لٰكِنَّنا لَمْ نَدْرِ أَيَّ مَليحَةٍ.. مُهِرَتْ دِماءً، بَلْ مُحالٌ يَخْطُرُ
63) نُبِّئْتُ مَهْرَكِ فاقَ كُلَّ مَليحَةٍ.. وَمُقَدَّمًا، ما كانَ فيهِ مُؤَخَّرُ
64) بَذَلوهُ يَلْمَعُ مِنْ دِماءِ نُحورِهِمْ.. يا نِعْمَ مَهْرٌ لِلْأَصيلَةِ يُمْهَرُ
65) اَلأَرْبَعونَ وَتِسْعَةٌ لَمْ يَبْخَلُوا.. أَوْ يَبْخَسوكِ وَيَنْكِصوا وَيُقَصِّروا
66) قَدْ لُحْتِ مُفْرَدَةَ الجَمالِ وَحُرَّةً.. أَنَّى يَمَسُّ الحُرَّةَ الـمُتَصَعِّرُ؟
67) لَوْ جازَ ما عاشَتْ بِأَرْضٍ حُرَّةٌ.. إِلَّا وَكانَتْ لِلْأَصاغِرِ تُقْصَرُ
68) وَلَكانَ كُلُّ رِغالَةٍ مُتَهَتِّكٍ.. غَصْبًا تُساقُ لُهُ النِّساءُ وَتُؤْسَرُ
69) في عُرْفِهِ قِيَمُ الكَمالِ تَخَلُّفٌ.. هَتْكُ الحَرائِرِ، ما اسْتَطاعَ، تَحَرُّرُ
70) رَكَضوا إِلَيْكِ حَمِيَّةً وَبَسالَةً.. يا كَفْرَ قاسِمَ فَاحْضُنيهِمْ، قَدْ شَرُوا
71) رَغَدَ الحَياةِ، بَلِ الحَياةَ وَأَقْبَلوا.. خُطَباءَ في الثَّقَلَيْنِ أَنْ يَتَفَكَّروا
72) هَلْ يَسْتَوي طَعْمُ الرَّدى في عِزَّةٍ.. مَعَ طَعْمِ عَيْشِ بِالـمَذَلَّةِ يَقْطُرُ؟
73) طَعْمُ الرَّدى في عَزَّةٍ، أَنْعِمْ بِهِ.. طَعْمُ الحَيا بِالذُّلِّ ذُلٌّ مُنْكَرُ
74) أَلْقوا الخِطابَ عَلى الدُّنى وَتَقَدَّموا.. وَهُتافُهُمْ في الخافِقَيْنِ يُحَذِّرُ
75) يا مُسْرِجًا دُنْياهُ فَيْضَ دِمائِنا.. كَمْ في الدِّماءِ رِسالَةٌ أَوْ مُنْذِرُ
76) شُلَّتْ يَداكَ مُسَدِّدًا وَمُعَدِّدًا.. جُرْحُ الشَّهيدِ إِلى القِيامَةِ يَنْغَرُ
77) شُلَّتْ يَداكَ وَكُلُّ مُؤْتَمِرٍ عَدا.. طَوْعَ الإِشارَةِ ما أَمَرْتَ وَتَأْمُرُ
78) أَظَنَنْتَ نارَكَ مَدْخَلًا لِخُروجِنا.. وَوَهِمْتَ أَنَّكَ في الـمَمالِكِ قَيْصَرُ؟
79) تَقْضي وَتَأْمُرُ في العِبادِ تَفَرْعُنًا.. وَنَسيتَ أَنَّكَ في الفَراعِنِ الَاخْسَرُ
80) لَمْ نَنْسَ أَنَّكَ طارِئٌ مُسْتَحْدَثٌ.. أَعْلاكَ فَوْقَ جِراحِنا الـمُسْتَعْمِرُ
81) وَرَفَعْتَ نَسْجَ العَنْكَبوتِ عِمارَةً.. وَالعَنْكَبوتُ نَسيجُها مُسْتَحْقَرُ
82) هارٍ بِلا حَيْلٍ إِذا عايَنْتَهُ.. مُتَفَحِّصًا، مِنْ لَـمْسَةٍ يَتَهَوَّرُ
83) أَوْكَتْ يَداكَ، فَلا تَلُمْ أَحَدًا غَدًا.. فَاللَّوْمُ زَرْعٌ بِالعَداوَةِ يُثْمِرُ
84) كَبُرَ الصِّغارُ وَخابَ فَأْلُكَ بِالَّذي.. أَمَّلْتَ يَوْمَ "حَصادِهِمْ" إِذْ قُنْطِروا
85) عَنْ صَهْوَةِ الأَعْمارِ دونَ جَريرَةٍ.. إِلَّا اعْتِناقَ العَيْشِ، لا ما تَنْشُرُ
86) أَغْراكَ بَأْسُكَ في عَراءِ زُنودِهِمْ.. وَصُدورِهِمْ فَوَثَبْتَ ثَمَّ تُزَمْجِرُ
87) أَحْصَيْتَهُمْ عَدَدًا وَصِحْتَ،فَجُنْدِلوا.. وَضَحِكْتَ مِلْءَ الشِّدْقِ ثَمَّ وَتَسْخَرُ
88) وَعَلَتْ جَبينَكَ وَصْمَةٌ مِنْ شُؤْمِها.. حَتَّى الأَفاعي مِنْ لِقائِكَ تَنْفِرُ
89) نَظَروا الـمَنِيَّةَ أَقْبَلَتْ فَاسْتَقْبَلوا (م) النِّيرانَ مُنْتَصِبِينَ، لَمْ يَتَقَهْقَروا
90) سَقَطوا أُباةً صابِرينَ عَلى الثَّرى.. سَقَطوا كِرامًا صامِدينَ وَما دَروا
91) ذَنْبًا أَتَوْهُ سِوى اطِّلابِ مَعيشَةٍ.. فَالعَيْشُ مُرٌّ وَالرَّغيفُ يُمَرْمِرُ
92) سَقَطوا لِأَعْلى شامِخينَ بِفَوْزِهِمْ.. أَمَّا ارْتِفاعُكَ بِالسُّقوطِ مُؤَطَّرُ
93) وَدِماؤُهُمْ كانَتْ حِبالَ وُصولِهِمْ.. أَعْلى الـمَراتِبِ، لَوْ طَلَبْتَ سَتُدْحَرُ
94) حازوا الَّذي ما حُزْتَهُ، وَأَقَلُّهُ.. حِسُّ لَدَيْكَ مِنَ الكَرامَةِ مُقْفِرُ
95) سَقَطوا بِجَنَّتِهِمْ قُبَيْلَ تَساقَطوا.. فَرِحينَ، مِنْ مِسْكِ الدِّماءِ تَعَطَّروا
96) حَفَّتْ بِهِمْ وَسْطَ الظَّلامِ مَلائِكٌ.. وَحَنَتْ عَلَيْهِمْ بِالرِّضى فَاسْتَبْشَروا
97) قَدْ أُزْلِفَتْ غُرَفُ الجِنانِ وَفُتِّحَتْ.. وَالحورُ تَهْتِفُ وَالشَّرابُ الكَوْثَرُ
98) وَمَلائِكُ الرَّحمٰنِ في اسْتِقْبالِهِمْ.. طَيْرُ الجِنانِ بِخَيْرِ لَحْنٍ تَسْحَرُ
99) سَقَطوا وَقَدْ بَلَغوا الرِّضى مِنْ رَبِّهِمْ.. لَـمَّا أُديرَتْ لِلْحَياةِ الأَظْهُرُ
100) وَعَلى الثُّغورِ قَدَ ٱشْرَقَتْ بَسَماتُهُمْ.. وَعَلى الجِباهِ النُّورُ أَنَّى تَنْظُرُ
101) وَاسْتَخْلَفوا فَوْقَ الصَّعيدِ دِماءَهُمْ.. فَهْيَ الأَمينَةُ لا تَضِلُّ وَتَخْفُرُ
102) وَهْيَ الخَليقَةُ بِالبَلاغِ عَنِ الَّذي.. قَدْ عايَشَتْ، وَالعِلْجُ عَدْوًا يَنْحَرُ
103) وَنَمَوْا سَنابِلَ نِعْمَةٍ وَتَسامَقَتْ.. وَتَهَدَّلَتْ بِجِنانِها تَتَنَضَّرُ
104) كَبُرَ الصِّغارُ مَعَ الحِكايَةِ كُلِّها.. ما فاتَهُمْ سَطْرٌ وَلا هُمْ قَصَّروا
105) تِلْكَ السَّنابِلُ ضوعِفَتْ حَبَّاتُها.. فَإِذا الغِلالُ قَناطِرٌ تَتَبَيْدَرُ
106) وَبِكُلِّ سُنْبُلَةٍ أُلوفُ سَنابِلٍ.. وَاللهُ يُرْبي ما تُغِلُّ وَيُكْثِرُ
107) فَإِذا "حَصادُكَ" في الحَصادِ مَعَرَّةٌ.. تَحْيا إِلى الأَبَدِ الأَبيدِ تُشَهِّرُ
108) وَحَصادُنا البَرَكاتُ عَمَّرَ غَرْسُها.. وَرَبَتْ وَآتَتْ أُكْلَها، وَتُعَمِّرُ
109) وَإِذا غِلالُكَ في الغِلالِ جَريمَةٌ.. وَغِلالُنا خَيْرٌ، وَشَعْبٌ خَيِّرُ
110) وَإِذا عَواقِبُ ما اجْتَرَحْتَ عُقوبَةٌ.. وَوَبالُها لِوَبيلِها يَسْتَمْطِرُ
111) حَلَّتْ عَلَيْكَ، وَلَعْنَةٌ أَبَدِيَّةٌ.. لَيْسَتْ تَحولُ وَلا تَزولُ وَتُنْكَرُ
112) تِلْكَ السَّنابِلُ لِلْقِيامَةِ حَيَّةٌ.. ما لِلْفَناءِ يَدٌ عَلَيْها تَقْدِرُ
113) وَكَرامَةُ الشُّهَداءِ لا تُمْحى وَكَمْ.. نَهَضَتْ قَواعِدُ هِمَّةٍ تَتَجَرْجَرُ
114) تَرْجو فَناءَ الطَّيِّباتِ كَراهَةً.. زَأَرَ الزَّمانُ فَغودِرَتْ تَتَحَسَّرُ
115) أَلْقى عَلَيْها مِنْ خَبيءٍ مُنْكَرٍ.. وَنَكيرُهُ فَوْقَ الـمَناكِرِ مُنْكَرُ
116) عادَتْ لَقًى، وَدَمُ الشَّهيدِ مَنارَةٌ.. تَهْدي السُّراةَ إِلى الصَّباحِ وَتَنْصُرُ
117) للهِ دَرُّ شَهيدِنا مِنْ أَزْهَرٍ.. فَجْرٍ يُغالِبُهُ الظَّلامُ فَيَقْهَرُ
118) وَيُراوِغُ اللَّيْلُ النَّهارَ مُكابِرًا.. يُعْشيهِ ما يَرْمي النَّهارُ الأَزْهَرُ
119) فَيَفِرُّ، يَلْقَفُهُ غُبارُ سَديمِهِ.. وَيَضِلُّ دَرْبَ رُجوعِهِ وَيُبَعْثَرُ
120) وَيَظَلُّ في سَكَراتِهِ مُتَقَلِّبًا.. وَتَظَلُّ أَضْواءُ الشَّهيدِ تُنَوِّرُ
121) يا أَيُّها الطَّاعونُ يا وَبَأَ الدُّنى.. ما كُلُّ عَدْوى في الـمُصابِ تُؤَثِّرُ
122) ريحُ البِلادِ وَطيبُها مَصْلٌ، وَلَنْ.. تُؤْتيكَ عَدْواكَ الَّذي تَسْتَنْظِرُ
123) فَامْطِرْ عَلى الثَّقَلَيْنِ كُلَّ أَذِيَّةٍ.. وَارْسِلْ زَمانَكَ، فَالزَّمانُ سَيَعْقِرُ
124) وَدَعِ الحَواضِرَ بِالـمَآتِمِ تَنْتَظِمْ.. فَلِسانُ دَمْعِ الأَرْضِ سَيْفٌ مُشْهَرُ
125) وَكَوامِنُ الخَطَراتِ بَعْدَ خَفائِها.. سَتَعودُ ناطِقَةً بِجُرْمِكَ تَجْهَرُ
126) وَخِتامُ أَمْرِكَ تَصْطَلي بِجِمارِها.. إِنَّ الخِتامَ لِـما نَشَرْتَ مُسَطَّرُ
127) يا كَفْرَ قاسِمَ قَدْ أَتَيْتُ أُسَطِّرُ.. ما سَطَّرَ الشُّهَداءُ فيكِ وَأَنْشُرُ
128) وَأَتَيْتُ أَقْبِسُ مِنْ مَشاعِلِ خُلْدِهِمْ.. قَبَسًا يُسافِرُ في الزَّمانِ يُثَوِّرُ
129) وَأَتَيْتُ أُشْرِبُ حاضِري بِحُضورِهِمْ.. وَأُشَرِّبُ الآتي الحَثيثَ وَأَشْعُرُ
130) يا كَفْرَ قاسِمَ وَالبَيانُ عَوالِمٌ.. تَمْضي بِهِ الأُمَمُ العَوالِمَ تَعْمُرُ
131) وَمِنَ القَصيدِ رِسالَةٌ نَرْقى بِها.. في حُسْنِ تَأْدِيَةٍ وَسَبْكٍ يُؤْثَرُ
132) "مَنْ حَقَّها بِالحَقِّ" حُقَّ لِصَوْتِهِ.. سَبْقُ الزَّمانِ وَما تُجِنُّ الأَعْصُرُ
133) وَرِسالَةُ الأَشْعارِ نورٌ في الدُّجى.. لِلْمُدْلِجينَ مَتى أَضاءَتْ أَبْصَروا
134) وَالشِّعْرُ بَوَّابُ البَلاغَةِ حارِسٌ.. يَحْمي البَلاغَةَ أَنْ يَحُطَّ الـمُهْذِرُ
135) وَالشِّعْرُ ما بَيْنَ البَرِيَّةِ كائِنٌ.. حَيُّ الخِطابِ، وَما يَبُثُّ مُجَوْهَرُ
136) بادي الـمَهابَةِ حازِمٌ في حُكْمِهِ.. يُقْري الـمَجازَ جَنى الـمُجازِ فَيَنْضُرُ
137) وَيَرُدُّ كُلَّ عَقيمَةٍ سَرَّابَةٍ.. صَوْبَ السَّرابِ، وَما يَرُدُّ مُتَبَّرُ
138) طَلْقُ الـمُحَيَّا ما سَرَتْ في قَوْمِهِ.. روحُ السَّعادَةِ قامَ يَرْقُصُ، يَخْطُرُ
139) وَإِذا بَدَتْ لِلْحُزْنِ بَعْضُ مَلامِحٍ.. في جانِبٍ فَهْوَ الكَئيبُ الأَكْدَرُ
140) وَإِذا مَشى غَضَبٌ عَلى أَشْرافِهِمْ.. أَوْ نابَهُمْ، فَهْوَ الرِّياحُ تُزَمْجِرُ
141) وَالشِّعْرُ نَسْرٌ وَالكَلامُ حَمائِمٌ.. وَالنَّسْرُ قَنَّاصُ الحَمامِ الأَمْهَرُ
142) مَلِكُ البَيانِ سِوى الكِتابِ وَإِنَّهُ.. إِنْ غُمَّ مَعْنًى في الكِتابِ مُفَسِّرُ
143) وَالحَقُّ في عُرْفِ القَصيدِ مُقَدَّسٌ.. إِحْقاقُهُ لا يَعْتَريهِ تَغَيُّرُ
144) وَمِنَ الحُقوقِ مَآثِرٌ وَمَكارِمٌ.. سَلَفَتْ وَقامَ لَها الزَّمانُ يُؤَسْطِرُ
145) حَتَّى تَظَلَّ مَدى الدُّهورِ شَوارِدًا.. تَرْوي كَراماتِ الكِرامِ فَتُزْهِرُ
146) وَتُعيدُ جيلًا مِنْ صَحائِفِ غَيْبِهِ.. نَحْيا مَتى نُحْييهِ، وَهْوَ الـمَصْدَرُ
147) يا كَفْرَ قاسِمَ جِئْتُ أَمْدَحُ خالِدًا.. أَعْيى الفَناءَ خُلودُهُ الـمُتَجَذِّرُ
148) مَدْحُ الشَّهيدِ شَهادَةٌ أَسْمو بِها.. وَالشِّعْرُ في ذِكْرِ الشَّهادَةِ يَفْخَرُ
149) يا أُمَّ إِسْماعيلَ قومي وَانْشُري.. عَبَقَ الشَّهيدِ فَعِطْرُهُ لا يُسْتَرُ
150) أَقْصى أَماني الـمُؤْمِنينَ شَهادَةٌ.. مَنْ نالَها مِنْهُمْ بِعَدْنٍ يُحْبَرُ
151) إِنَّ الشَّهيدَ لَخَيْرُنا في مَطْمَحٍ.. خَيْرُ الـمَطامِحِ في الشَّهادَةِ تُحْصَرُ
152) ما كانَ إِسْماعيلُ فَرْدَ حَمولَةٍ.. كُلُّ الحَمائِلِ رَبْعُهُ وَالـمَعْشَرُ
153) يا كَفْرَ قاسِمَ سَطِّري تاريخَهُ.. وَاهْدي إِلى الآتينَ ما يُسْتَأْثَرُ
154) فَكَثيرُهُ زادُ الرِّجالِ وَماؤُهُمْ.. وَقَليلُهُ عِنْدَ الكَثيرِ الأَكْثَرُ
155) وَدَعي القُرونَ الـمُقْبِلاتِ ذَواكِرًا.. ما كانَ يَزْرَعُ في السَّما وَيُغَمِّرُ
156) يا كَفْرَ قاسِمَ حَدِّثي أَخْبارَهُ.. نِعْمَ الـمُخَبَّرُ عَنْهُ، نِعْمَ الـمُخْبِرُ
157) ما كانَ يُحْيي لَيْلَهُ وَنَهارَهُ.. ما كانَ يُعْطي باسِمًا، بَلْ يَشْكُرُ
158) ما كانَ يَطْلُبُ وَالحَياةُ ضَنينَةٌ.. لٰكِنَّ راجي الخُلْدِ لا يَتَقَهْقَرُ
159) وَمُديمُ قَرْعِ البابِ يُدْرِكُ أَنَّهُ.. لا بُدَّ يَحْظى بِالدُّخولِ وَيَظْفَرُ
160) ما كانَ يَصْبو في الحَياةِ لِنَيْلِهِ.. رَغْمَ العَوائِقِ لا يَكِلُّ وَيَهْجُرُ
161) وَثَقافَةً بَلَغَ العَنانَ بِكَسْبِها.. وَسَماحَةً في بَذْلِها يَتَصَدَّرُ
162) أَيَّامَ مَكْتَبَةٍ سَلوا رُوَّادَها.. عَمَّا حَوَتْهُ رُفوفُها أَوْ تَنْشُرُ
163) عَنْ رَبِّ عائِلَةٍ فَقيرٍ مُعْسِرٍ.. يَقْضي حَوائِجَهُ وَيُثْني الـمُعْسِرُ
164) ماذا نُعَدِّدُ مِنْ كَريمِ خِصالِهِ؟.. بَعْضُ الخِصالِ تَشيعُ حينَ تُسَتَّرُ
165) مِنْجادُ مُعْوِزَةٍ سَليمُ طَوِيَّةٍ.. وَطَويلُ باعِ الجودِ لَيْسَ يُعَذِّرُ
166) سَمْحٌ تَغَشَّتْهُ الـمَكارِمُ وَاسْتَوى.. وَبِذِكْرِهِ كُلُّ الـمَآثِرِ تَحْضُرُ
167) جابَ الـمَدائِنَ عالِـمًا مُتَعَلِّمًا.. قَطَعَ الحَياةَ جَنى الحَياةِ يُثَمِّرُ
168) حَمَلَ البِلادَ وَما تَحامَلَ قَلْبُهُ.. وَمَضى يُؤَلِّفُ لِلْقُلوبِ، يُبَصِّرُ
169) يُقْصي الخِلافَ تَمَسُّكًا بِخِلافِهِ.. وَيُقَدِّمُ التَّقْريبَ فَهْوَ الـمُثْمِرُ
170) كُلُّ النَّوائِبِ لَوْ طَغَتْ لَمْ تَثْنِهِ.. فَلِأَجْلِ مَوْطِنِهِ يَجوعُ وَيَسْهَرُ
171) وَسَلوا البِلادَ وَأَهْلَها عَنْ حالِهِ.. إِمَّا دَعا الوَطَنُ البَنينَ لِيَنْصُروا
172) إِمَّا دَعا الوَطَنُ الحَبيبُ حَبيبَهُ.. لَبَّاهُ حُبًّا وَاسْتَجابَ الحَيْدَرُ
173) فَهْوَ الـمُتَيَّمُ في هَوى أَوْطانِهِ.. في صَوْنِهِ قَطَعَ الحَيا لا يَفْتُرُ
174) طَيَّ الضُّلوعِ فَلا سَبيلَ لِنَزْعِهِ.. وَالرُّوحُ أَهْوَنُ أَنْ تُزالَ وَأَيْسَرُ
175) وَحُماتُهُ نَفْسٌ تَوَزَّعَ نَبْضُها.. وَغَدَتْ نُفوسًا بِالنَّفائِسِ تَزْخَرُ
176) قَدْ كانَ شاغِلُهُ البِلادَ وَأَهْلَها.. وَالنَّصْرَ، لَمْ يَشْغَلْهُ أَيْمَنُ أَيْسَرُ
177) وَمُناهُ عَوْدُ اللَّاجِئينَ لِأَرْضِهِمْ.. فَدِيارُهُمْ لِفِراقِهِمْ لا تَصْبِرُ
178) وَهَواهُ جَمْعُ الشَّمْلِ بَعْدَ تَشَتُّتٍ.. وَيَرى فِلَسْطينَ الهَوى تَتَحَرَّرُ
179) لٰكِنَّ رَبَّكَ قَدْ قَضى وَقَضاؤُهُ.. فَوْقَ الخَليقَةِ نافِذٌ وَمُقَدَّرُ
180) وَمَشيئَةُ الرَّحمٰنِ لَيْسَ يَرُدُّها.. حَذَرٌ وَلَوْ بَلَغَ السَّما وَمُحَذِّرُ
181) "وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ" بَعْدَهُ.. وَاللهُ يَقْضي ما يَشا وَيُقَدِّرُ
182) تَبْدو النُّفوسُ بِحُزْنِها وَسُرورِها.. اَلحُزْنُ يَضْحَكُ وَالسُّرورُ يُغَرْغِرُ
183) فَتَرى النَّقيضَ مُجَسَّدًا بِنَقيضِهِ.. وَتَرى التَّوافُقَ في النُّفورِ يُعَسْكِرُ
184) وَالعَقْلُ مَحْدودٌ وَيَجْهَلُ حِكْمَةً.. وَالخَلْقُ فيهِ مُحَيَّرٌ،وَمُحَيِّرُ
185) وَاللهُ قَدْ خَلَقَ الوُجودَ كَما يَشا.. وَالعَجْزُ عَنْ إِدْراكِهِ لا يُحْصَرُ
186) روحُ التَّفاؤُلِ وَالعَطاءِ تَكَوْكَبَتْ.. وَالعِلْجُ يَرْصُدُ وَالفُؤادُ مُسَعَّرُ
187) وَمَضى بِإِسْماعيلَ عُمْرٌ لَمْ يَكُنْ.. يَدْري بِخاتِمَةِ الـمَطافِ وَيَشْعُرُ
188) نَطَقَ الظَّلامُ بِلَحْظَةٍ يا وَيْلَهُ.. فَخَبا الضِّياءُ، فَيا لِحِقْدٍ سَعَّروا؟
189) جَنَباتُ تلِّ أَبيبَ كادَ يُزيلُها.. عَنْها دَوِيٌّ قاصِفٌ مُتَفَجِّرُ
190) وَتَناثَرَ الجَسَدُ الطَّهورُ عَلى الثَّرى.. وَدِماهُ مِنْ أَشْلائِهِ تَتَقَطَّرُ
191) وَالـمِسْكُ فاحَ عَلى الجَوانِبِ حَوْلَهُ.. وَمَلائِكُ الرَّحمٰنِ ثَمَّ تُبَشِّرُ
192) بِشَهادَةِ اسْماعيلَ ثُمَّ بِجَنَّةٍ.. وَرِضى الـمَليكِ، وَقَدْ أَتى الـمُتَعَفِّرُ
193) بِدَمِ الشَّهادَةِ لا دِماءِ جَريمَةٍ.. وَلَنِعْمَ مَكْرُمَةُ الكَريمِ وَمَظْهَرُ
194) وَمَضى الشَّهيدُ مُخلِّفًا آثارَهُ.. فَوْقَ الحَياةِ لِكُلِّ قَلْبٍ يُبْصِرُ
195) وَثَوى بِفِرْدَوْسِ الإِلٰهِ مُنَعَّمًا.. وَرِضى الإِلٰهِ عَنِ الشَّهيدِ مُكَفِّرُ
196) ما أَسْلَفَ الشُّهَداءُ قَبْلَ وُرودِهِمْ.. حَوْضَ النَّبِيِّ وَكَوْثَرًا يُتَخَيَّرُ
197) يا كَفْرَ قاسِمَ وَالحِكايَةُ لَمْ تَزَلْ.. فيها فُصولٌ لَمْ يَصِلْها الـمِسْبَرُ
198) أَلَقٌ عَلَيْكِ مِنَ الشَّهيدِ وَثُلَّةٍ.. سَبَقَتْهُ في دَرْبِ الشَّهادَةِ تُذْكَرُ
199) قَدْ أَلْبَسوكِ التَّاجَ، تاجَ بُطولَةٍ.. بِجِوارِها كُلُّ البُطولَةِ تَصْغُرُ
200) فَتَزَيَّني وَتَشامَخي وَتَأَلَّقي.. وَاسْتَعْصِمي بِالحَقِّ لا مَنْ يَعْقِرُ
201) وَامْشي عَلى هامِ الوُجودِ أَميرَةً.. عُشَّاقُها حَوْلَ الوُجودِ تَجَمْهَروا
" في ذكرى مجزرة كفر قاسم والشَّهيد إسماعيل يوسف- شناعة- عيسى"
1) بَعْضُ التَّذَكُرِ عِبْرَةٌ وَتَفَكُّرُ.. يا أَيُّها النَّيْرونُ هَلْ تَتَذَكَّرُ
2) أَيَّامَ تَرْفَعُ بِالجَماجِمِ مِنْبَرًا.. لِخِطابِ عَرْشِكَ، وَالعُروشُ تُؤَزِّرُ
3) وَصَداكَ يَهْدُرُ في الجِهاتِ مُعَرْبِدًا.. وَلَظى صَدانا في الصُّدورِ مُسَعَّرُ
4) وِرْدُ الرَّدى الـمَوْرودِ مُنْقَطَعُ الصَّدى.. وَصَداكَ فَوْقَ الوِرْدِ فاضَ يُنَظِّرُ
5) أَيَّامَ تُطْلِقُها "يَموتُ كِبارُهُمْ.. وَصِغارُهُمْ يَنْسَوْنَ" لَنْ يَتَذَكَّروا
6) وَمَلَأْتَ بِالقاني الكُؤوسَ لِسَكْرَةٍ.. وَهَتَفْتَ: إِنْ هٰذا لَخَمْرٌ أَحْمَرُ
7) وَتَعُبُّ مَزْهُوًّا وَتَصْرُخُ سادِرًا:.. نِعْمَ السُّلافَةُ مِنْ جَماجِمَ تُعْصَرُ
8) وَالشَّرْبُ حَوْلَكَ قَهْقَهوا وَتَمايَلوا.. طَرَبًا، وَأَنْتَ الشَّارِبُ الـمُتَكَثِّرُ
9) وَوَلَغْتَ لَمْ تَتْرُكْ بِكَأْسٍ قَطْرَةً.. وَسَقَطْتَ مِنْ بَعْدِ النُّهوضِ تُشَخِّرُ
10) لَمْ تَصْحُ مِنْ خَمْرِ الدِّما إِلَّا وَقَدْ.. فاجاكَ مَخْبوءُ الغُيوبِ الـمُسْكِرُ
11) وَأَتاكَ مِنْ قَحْفِ الجَماجِمِ صاعِقٌ.. قَدْ خِبْتَ في الـمَسْعى وَخابَ العَسْكَرُ
12) إِنَّ الأُلى جَنْدَلْتَهُمْ، فَصِغارُهُمْ.. كَبُروا، وَقَدْ سَرَجوا الصَّباحَ وَأَسْفروا
13) رَكَضوا الحَياةَ فَأَقْبَلَتْ في طاعَةٍ.. وَانْجابَ عَنْها القاتِمُ الـمُتَكَدِّرُ
14) جاءَتْ مُلَبِّيَةً تُسابِقُ خَطْوَها.. وَخُضوعُها أَعْيى العُيونَ تُسَتِّرُ
15) وَقَفَتْ لَدَيْهِمْ في صَغارٍ ناطِقٍ.. إِقْبالُكُمْ إِدْبارُ مَنْ قَدْ دَبَّروا
16) وَصَدًى يُجاوِبُهُ صَدًى مُتَحَفِّزٌ.. اللهُ أَكْبَرُ، فَاذْكُروا، لا تَغْفِروا
17) كَبُرَ الصِّغارُ وَأَكْبَروا مَنْ كَبَّروا.. وَالـمَوْتُ فَوْقَ رُؤوسِهِمْ مُسْتَنْفَرُ
18) مِنْ صَفْحَةِ الغَيْبِ الـمُغَيَّبِ وَمْضُهُ.. عَنْ لَـمْحِهِ الطَّرفُ الـمُطيفُ يُقَصِّرُ
19) صَرَخوا وَنادَوْا عابِرًا وَتَرَقَّبوا.. وَاللَّيْلُ أَخْمَدَ صَوْتَهُمْ، وَالحُضَّرُ
20) حَفَلَ الـمَكانُ بِجَمْعِهِمْ فِي ساعَةٍ.. لا سامِعٌ، لا مُسْعِفٌ، لا عَنْتَرُ
21) عَزَّ الصَّريخُ لِجَمْعِهِمْ وَصَريخِهِمْ.. وَالجُنْدُ حَوْلَ الجَمْعِ وَالـمُتَجَبِّرُ
22) هَرْجٌ تَشَجَّرَ، أَيْنَعَتْ أَثْمارُهُ.. وَمَضَيْتَ تَجْني اليَنْعَ يا مُسْتَكْبِرُ
23) وَاسْتَصْرَخوا رَبًّا أَحاطَ بِغادِرٍ.. حَتَّى البَهائِمُ بَطْشَهُ تَسْتَنْكِرُ
24) كادَ الفَراعِنُ ثُمَّ كِيدوا وَانْقَضوا.. وَيَكيدُ، لٰكِنْ كَيْدُ رَبِّي أَكْبَرُ
25) ما كانَ فِرْعونُ القَديمُ حِكايَةً.. فَبِكُلِّ عَصْرٍ نُسْخَةٌ تَتَكَرَّرُ
26) وَلَفَظْتَ حِقْدَكَ "اُحْصُدوهُمْ" جُمْلَةً.. وَالأَمْرُ نُفِّذَ، وَالكَتيبَةُ تَسْخَرُ
27) وَالكُلُّ صارَ حَديثُهُ بِزِنادِهِ.. لا صَوْتَ، إِنْ نَطَقَ الرَّصاصُ، مُوَقَّرُ
28) وَغَدا الكَلامُ مُحَرَّمًا، وَيَحِلُّ إِنْ.. كانَ الـمَقولُ الآهَ، خَرًّا تَصْدُرُ
29) فَالآهُ حِلٌّ إِنْ تَلَتْها سَقْطَةٌ.. وَخُمودُ أَنْفاسٍ وَدَمٌّ يَنْعَرُ
30) وَغَدا الأَنينُ مِنَ الجَريحِ جَريمَةً.. وَالحُكْمُ فيها بِالرَّصاصِ يُقَدَّرُ
31) إِنْ صاحَ مِنْ أَلَمٍ وَأَعْقَبَ زَفْرَةً.. أَرْداهُ قَبْلَ شَهيقِهِ "يِسَّخَّرُ"
32) فَالصَّمْتُ سَيِّدُ مَوْقِفٍ مَنْ يَخْتَرِقْ.. حَظْرَ الكَلامِ عَنِ الحَياةِ سَيُحْظَرُ
33) لا مَتْنَ عَنْ مَتْنِ الرَّصاصِ مُقَدَّمٌ.. لا هامِشٌ مَتْنَ الرَّصاصِ يُفَسِّرُ
34) فِقْهُ الرَّصاصِ شَريعَةٌ في مَحْفَلٍ.. فيهِ الرَّصاصُ، إِذا اشْتَكَيْتَ، يُقَرِّرُ
35) مَنْ كانَ "مالينْكي وَشَدْمي" جُنْدَهُ.. حُكْمُ الجَريمَةِ بِالبَراءَةِ يَمْهُرُ
36) وَإِذا الإِدانَةُ حُوِّلَتْ لِبَراءَةٍ.. عَزُّواالعَدالَةَ، إِذْ أُقيلَتْ، تُؤْجَروا
37) كَبُرَ الصِّغارُ وَما نَسُوا، يا أَبْتَرُ.. تَدْوينَ ما أَمْلى الدَّمُ الـمُتَفَجِّرُ
38) ما كُنْتَ تَدْري ما سَيَأْتي أَوْ تَرى.. ما يَحْتَويهِ الغَيْبُ أَوْ ما يُضْمِرُ
39) لَوْ كُنْتَ تَدْري ما تَرَكْتَ لِرُضَّعٍ.. وَمَراضِعٍ، وَعَجِلْتَ تَحْفُرُ تَقْبِرُ
40) كَبُروا وَما فُطِموا عَنِ الوَعْدِ الَّذي.. قَطَعوا لِشُهْبٍ بِالسَّماءِ تَدَثَّروا
41) وَالوَعْدُ عَهْدٌ ثابِتٌ لا يَنْقَضي.. أَمَّا الـمَكانُ فَثاكِلٌ يَسْتَنْصِرُ
42) أَصْغوا لِـما رَوَتِ الدِّماءُ وَدَوَّنوا.. هَبَّ الـمَكانُ يُضيفُ ما يَتَذَكَّرُ
43) وَأَتى الزَّمانُ بِحِمْلِهِ يَعْدو عَلى.. عَصْرٍ تَزَيَّفَ وَاحْتَواهُ مُزَوِّرُ
44) أَلْقى حُمولَتَهُ وَأَعْمَلَ فَأْسَهُ.. وَأَعَدَّ قَبْرًا لِلْمُزَوَّرِ يُطْمَرُ
45) فَإِذا الرِّوايَةُ مَسْرَحٌ وَشُخوصُها.. وَمَشاهِدٌ تَدَعُ البَلاغَةَ تَهْذِرُ
46) وَإِذا الـمَشاهِدُ دُوِّنَتْ وَتَرَسَّخَتْ.. في وَعْيِ شَعْبٍ لَمْ يَخُنْهُ تَذَكُّرُ
47) وَمَضَتْ تُحيلُ الطَّارِئاتِ عَواقِرًا.. قَدْ زَوَّجُوها عاقِرًا، قَدْ أَسْطَروا
48) وَأَتَتْ عَلى الـمُسْتَحْدَثاتِ وَبَعْثَرَتْ.. زيفًا تَكادُ الجِنُّ عَنْهُ تُقَصِّرُ
49) مَسَحَتْ غُبارَ العُقْرِ عَنْ مَرْوِيِّها.. وَأَتَتْ عَلى ما شِدْتَ أَوْ ما تَسْطُرُ
50) فَإِذا مَشيدُكَ دُمْيَةٌ يَلْهو بِها.. أَطْفالُ حَيٍّ في الأَزِقَّةِ نُفَّرُ
51) أَوْ مَرْكَبٌ وَالـمَوْجُ فاغِرُ شِدْقِهِ..جاءَتْهُ أَرْواحٌ تَقُدُّ وَتَشْطُرُ
52) كَبُرَ الصِّغارُ وَأَصَّلُوا ما قَدْ رُووا.. وَتَعاهَدوا الـمَرْوِيَّ فَهْوَ مُخَبِّرُ
53) مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقْضي الكِبارُ وَيَرْحَلوا.. وَيَزولَ عَنْ يَدِكَ الدَّمُ الـمُتَقَطِّرُ
54) وَلَدى الكِبارِ اسْتَظْهَروا ما حُفِّظُوا.. فَإِذا الرِّوايَةُ فَوْقَ ما نَتَصَوَّرُ
55) عَهْدُ الرِّوايَةِ بِاليَراعَةِ سَطْرُها.. لٰكِنْ لَدَيْنا بِالدِّماءِ تُسَطَّرُ
56) وَدِماؤُنا زَيْتٌ أَضاءَ حَوالِكًا.. لا يَعْتَريهِ تَجَمُّدٌ وَتَخَثُّرُ
57) وَإِذا الدِّماءُ تَكَفَّلَتْ بِرِوايَةٍ.. فَهْيَ الحَقيقَةُ وَالصَّباحُ الـمُسْفِرُ
58) وَرِوايَةُ الدَّمِ لَيْسَ يَكْذِبُ حَرْفُها.. وَالكِذْبُ فيكَ مُحَكَّمٌ وَمُسَيْطِرُ
59) جَيْشُ الكَلامِ أَثيرُهُ آثارُهُ.. فَوْقَ الهَباءِ وَبِالهَباءِ تُفَسَّرُ
60) وَجُيوشُ مَنْطوقِ الرِّوايَةِ حُضَّرٌ.. وَسُطورُهُمْ جَيْشُ اليَقينِ يُحَبِّرُ
61) يا كَفْرَ قاسِمَ وَالـمِلاحُ كَثيرَةٌ.. وَمُهورُهُنَّ التِّبْرُ ثُمَّ الجَوْهَرُ
62) لٰكِنَّنا لَمْ نَدْرِ أَيَّ مَليحَةٍ.. مُهِرَتْ دِماءً، بَلْ مُحالٌ يَخْطُرُ
63) نُبِّئْتُ مَهْرَكِ فاقَ كُلَّ مَليحَةٍ.. وَمُقَدَّمًا، ما كانَ فيهِ مُؤَخَّرُ
64) بَذَلوهُ يَلْمَعُ مِنْ دِماءِ نُحورِهِمْ.. يا نِعْمَ مَهْرٌ لِلْأَصيلَةِ يُمْهَرُ
65) اَلأَرْبَعونَ وَتِسْعَةٌ لَمْ يَبْخَلُوا.. أَوْ يَبْخَسوكِ وَيَنْكِصوا وَيُقَصِّروا
66) قَدْ لُحْتِ مُفْرَدَةَ الجَمالِ وَحُرَّةً.. أَنَّى يَمَسُّ الحُرَّةَ الـمُتَصَعِّرُ؟
67) لَوْ جازَ ما عاشَتْ بِأَرْضٍ حُرَّةٌ.. إِلَّا وَكانَتْ لِلْأَصاغِرِ تُقْصَرُ
68) وَلَكانَ كُلُّ رِغالَةٍ مُتَهَتِّكٍ.. غَصْبًا تُساقُ لُهُ النِّساءُ وَتُؤْسَرُ
69) في عُرْفِهِ قِيَمُ الكَمالِ تَخَلُّفٌ.. هَتْكُ الحَرائِرِ، ما اسْتَطاعَ، تَحَرُّرُ
70) رَكَضوا إِلَيْكِ حَمِيَّةً وَبَسالَةً.. يا كَفْرَ قاسِمَ فَاحْضُنيهِمْ، قَدْ شَرُوا
71) رَغَدَ الحَياةِ، بَلِ الحَياةَ وَأَقْبَلوا.. خُطَباءَ في الثَّقَلَيْنِ أَنْ يَتَفَكَّروا
72) هَلْ يَسْتَوي طَعْمُ الرَّدى في عِزَّةٍ.. مَعَ طَعْمِ عَيْشِ بِالـمَذَلَّةِ يَقْطُرُ؟
73) طَعْمُ الرَّدى في عَزَّةٍ، أَنْعِمْ بِهِ.. طَعْمُ الحَيا بِالذُّلِّ ذُلٌّ مُنْكَرُ
74) أَلْقوا الخِطابَ عَلى الدُّنى وَتَقَدَّموا.. وَهُتافُهُمْ في الخافِقَيْنِ يُحَذِّرُ
75) يا مُسْرِجًا دُنْياهُ فَيْضَ دِمائِنا.. كَمْ في الدِّماءِ رِسالَةٌ أَوْ مُنْذِرُ
76) شُلَّتْ يَداكَ مُسَدِّدًا وَمُعَدِّدًا.. جُرْحُ الشَّهيدِ إِلى القِيامَةِ يَنْغَرُ
77) شُلَّتْ يَداكَ وَكُلُّ مُؤْتَمِرٍ عَدا.. طَوْعَ الإِشارَةِ ما أَمَرْتَ وَتَأْمُرُ
78) أَظَنَنْتَ نارَكَ مَدْخَلًا لِخُروجِنا.. وَوَهِمْتَ أَنَّكَ في الـمَمالِكِ قَيْصَرُ؟
79) تَقْضي وَتَأْمُرُ في العِبادِ تَفَرْعُنًا.. وَنَسيتَ أَنَّكَ في الفَراعِنِ الَاخْسَرُ
80) لَمْ نَنْسَ أَنَّكَ طارِئٌ مُسْتَحْدَثٌ.. أَعْلاكَ فَوْقَ جِراحِنا الـمُسْتَعْمِرُ
81) وَرَفَعْتَ نَسْجَ العَنْكَبوتِ عِمارَةً.. وَالعَنْكَبوتُ نَسيجُها مُسْتَحْقَرُ
82) هارٍ بِلا حَيْلٍ إِذا عايَنْتَهُ.. مُتَفَحِّصًا، مِنْ لَـمْسَةٍ يَتَهَوَّرُ
83) أَوْكَتْ يَداكَ، فَلا تَلُمْ أَحَدًا غَدًا.. فَاللَّوْمُ زَرْعٌ بِالعَداوَةِ يُثْمِرُ
84) كَبُرَ الصِّغارُ وَخابَ فَأْلُكَ بِالَّذي.. أَمَّلْتَ يَوْمَ "حَصادِهِمْ" إِذْ قُنْطِروا
85) عَنْ صَهْوَةِ الأَعْمارِ دونَ جَريرَةٍ.. إِلَّا اعْتِناقَ العَيْشِ، لا ما تَنْشُرُ
86) أَغْراكَ بَأْسُكَ في عَراءِ زُنودِهِمْ.. وَصُدورِهِمْ فَوَثَبْتَ ثَمَّ تُزَمْجِرُ
87) أَحْصَيْتَهُمْ عَدَدًا وَصِحْتَ،فَجُنْدِلوا.. وَضَحِكْتَ مِلْءَ الشِّدْقِ ثَمَّ وَتَسْخَرُ
88) وَعَلَتْ جَبينَكَ وَصْمَةٌ مِنْ شُؤْمِها.. حَتَّى الأَفاعي مِنْ لِقائِكَ تَنْفِرُ
89) نَظَروا الـمَنِيَّةَ أَقْبَلَتْ فَاسْتَقْبَلوا (م) النِّيرانَ مُنْتَصِبِينَ، لَمْ يَتَقَهْقَروا
90) سَقَطوا أُباةً صابِرينَ عَلى الثَّرى.. سَقَطوا كِرامًا صامِدينَ وَما دَروا
91) ذَنْبًا أَتَوْهُ سِوى اطِّلابِ مَعيشَةٍ.. فَالعَيْشُ مُرٌّ وَالرَّغيفُ يُمَرْمِرُ
92) سَقَطوا لِأَعْلى شامِخينَ بِفَوْزِهِمْ.. أَمَّا ارْتِفاعُكَ بِالسُّقوطِ مُؤَطَّرُ
93) وَدِماؤُهُمْ كانَتْ حِبالَ وُصولِهِمْ.. أَعْلى الـمَراتِبِ، لَوْ طَلَبْتَ سَتُدْحَرُ
94) حازوا الَّذي ما حُزْتَهُ، وَأَقَلُّهُ.. حِسُّ لَدَيْكَ مِنَ الكَرامَةِ مُقْفِرُ
95) سَقَطوا بِجَنَّتِهِمْ قُبَيْلَ تَساقَطوا.. فَرِحينَ، مِنْ مِسْكِ الدِّماءِ تَعَطَّروا
96) حَفَّتْ بِهِمْ وَسْطَ الظَّلامِ مَلائِكٌ.. وَحَنَتْ عَلَيْهِمْ بِالرِّضى فَاسْتَبْشَروا
97) قَدْ أُزْلِفَتْ غُرَفُ الجِنانِ وَفُتِّحَتْ.. وَالحورُ تَهْتِفُ وَالشَّرابُ الكَوْثَرُ
98) وَمَلائِكُ الرَّحمٰنِ في اسْتِقْبالِهِمْ.. طَيْرُ الجِنانِ بِخَيْرِ لَحْنٍ تَسْحَرُ
99) سَقَطوا وَقَدْ بَلَغوا الرِّضى مِنْ رَبِّهِمْ.. لَـمَّا أُديرَتْ لِلْحَياةِ الأَظْهُرُ
100) وَعَلى الثُّغورِ قَدَ ٱشْرَقَتْ بَسَماتُهُمْ.. وَعَلى الجِباهِ النُّورُ أَنَّى تَنْظُرُ
101) وَاسْتَخْلَفوا فَوْقَ الصَّعيدِ دِماءَهُمْ.. فَهْيَ الأَمينَةُ لا تَضِلُّ وَتَخْفُرُ
102) وَهْيَ الخَليقَةُ بِالبَلاغِ عَنِ الَّذي.. قَدْ عايَشَتْ، وَالعِلْجُ عَدْوًا يَنْحَرُ
103) وَنَمَوْا سَنابِلَ نِعْمَةٍ وَتَسامَقَتْ.. وَتَهَدَّلَتْ بِجِنانِها تَتَنَضَّرُ
104) كَبُرَ الصِّغارُ مَعَ الحِكايَةِ كُلِّها.. ما فاتَهُمْ سَطْرٌ وَلا هُمْ قَصَّروا
105) تِلْكَ السَّنابِلُ ضوعِفَتْ حَبَّاتُها.. فَإِذا الغِلالُ قَناطِرٌ تَتَبَيْدَرُ
106) وَبِكُلِّ سُنْبُلَةٍ أُلوفُ سَنابِلٍ.. وَاللهُ يُرْبي ما تُغِلُّ وَيُكْثِرُ
107) فَإِذا "حَصادُكَ" في الحَصادِ مَعَرَّةٌ.. تَحْيا إِلى الأَبَدِ الأَبيدِ تُشَهِّرُ
108) وَحَصادُنا البَرَكاتُ عَمَّرَ غَرْسُها.. وَرَبَتْ وَآتَتْ أُكْلَها، وَتُعَمِّرُ
109) وَإِذا غِلالُكَ في الغِلالِ جَريمَةٌ.. وَغِلالُنا خَيْرٌ، وَشَعْبٌ خَيِّرُ
110) وَإِذا عَواقِبُ ما اجْتَرَحْتَ عُقوبَةٌ.. وَوَبالُها لِوَبيلِها يَسْتَمْطِرُ
111) حَلَّتْ عَلَيْكَ، وَلَعْنَةٌ أَبَدِيَّةٌ.. لَيْسَتْ تَحولُ وَلا تَزولُ وَتُنْكَرُ
112) تِلْكَ السَّنابِلُ لِلْقِيامَةِ حَيَّةٌ.. ما لِلْفَناءِ يَدٌ عَلَيْها تَقْدِرُ
113) وَكَرامَةُ الشُّهَداءِ لا تُمْحى وَكَمْ.. نَهَضَتْ قَواعِدُ هِمَّةٍ تَتَجَرْجَرُ
114) تَرْجو فَناءَ الطَّيِّباتِ كَراهَةً.. زَأَرَ الزَّمانُ فَغودِرَتْ تَتَحَسَّرُ
115) أَلْقى عَلَيْها مِنْ خَبيءٍ مُنْكَرٍ.. وَنَكيرُهُ فَوْقَ الـمَناكِرِ مُنْكَرُ
116) عادَتْ لَقًى، وَدَمُ الشَّهيدِ مَنارَةٌ.. تَهْدي السُّراةَ إِلى الصَّباحِ وَتَنْصُرُ
117) للهِ دَرُّ شَهيدِنا مِنْ أَزْهَرٍ.. فَجْرٍ يُغالِبُهُ الظَّلامُ فَيَقْهَرُ
118) وَيُراوِغُ اللَّيْلُ النَّهارَ مُكابِرًا.. يُعْشيهِ ما يَرْمي النَّهارُ الأَزْهَرُ
119) فَيَفِرُّ، يَلْقَفُهُ غُبارُ سَديمِهِ.. وَيَضِلُّ دَرْبَ رُجوعِهِ وَيُبَعْثَرُ
120) وَيَظَلُّ في سَكَراتِهِ مُتَقَلِّبًا.. وَتَظَلُّ أَضْواءُ الشَّهيدِ تُنَوِّرُ
121) يا أَيُّها الطَّاعونُ يا وَبَأَ الدُّنى.. ما كُلُّ عَدْوى في الـمُصابِ تُؤَثِّرُ
122) ريحُ البِلادِ وَطيبُها مَصْلٌ، وَلَنْ.. تُؤْتيكَ عَدْواكَ الَّذي تَسْتَنْظِرُ
123) فَامْطِرْ عَلى الثَّقَلَيْنِ كُلَّ أَذِيَّةٍ.. وَارْسِلْ زَمانَكَ، فَالزَّمانُ سَيَعْقِرُ
124) وَدَعِ الحَواضِرَ بِالـمَآتِمِ تَنْتَظِمْ.. فَلِسانُ دَمْعِ الأَرْضِ سَيْفٌ مُشْهَرُ
125) وَكَوامِنُ الخَطَراتِ بَعْدَ خَفائِها.. سَتَعودُ ناطِقَةً بِجُرْمِكَ تَجْهَرُ
126) وَخِتامُ أَمْرِكَ تَصْطَلي بِجِمارِها.. إِنَّ الخِتامَ لِـما نَشَرْتَ مُسَطَّرُ
127) يا كَفْرَ قاسِمَ قَدْ أَتَيْتُ أُسَطِّرُ.. ما سَطَّرَ الشُّهَداءُ فيكِ وَأَنْشُرُ
128) وَأَتَيْتُ أَقْبِسُ مِنْ مَشاعِلِ خُلْدِهِمْ.. قَبَسًا يُسافِرُ في الزَّمانِ يُثَوِّرُ
129) وَأَتَيْتُ أُشْرِبُ حاضِري بِحُضورِهِمْ.. وَأُشَرِّبُ الآتي الحَثيثَ وَأَشْعُرُ
130) يا كَفْرَ قاسِمَ وَالبَيانُ عَوالِمٌ.. تَمْضي بِهِ الأُمَمُ العَوالِمَ تَعْمُرُ
131) وَمِنَ القَصيدِ رِسالَةٌ نَرْقى بِها.. في حُسْنِ تَأْدِيَةٍ وَسَبْكٍ يُؤْثَرُ
132) "مَنْ حَقَّها بِالحَقِّ" حُقَّ لِصَوْتِهِ.. سَبْقُ الزَّمانِ وَما تُجِنُّ الأَعْصُرُ
133) وَرِسالَةُ الأَشْعارِ نورٌ في الدُّجى.. لِلْمُدْلِجينَ مَتى أَضاءَتْ أَبْصَروا
134) وَالشِّعْرُ بَوَّابُ البَلاغَةِ حارِسٌ.. يَحْمي البَلاغَةَ أَنْ يَحُطَّ الـمُهْذِرُ
135) وَالشِّعْرُ ما بَيْنَ البَرِيَّةِ كائِنٌ.. حَيُّ الخِطابِ، وَما يَبُثُّ مُجَوْهَرُ
136) بادي الـمَهابَةِ حازِمٌ في حُكْمِهِ.. يُقْري الـمَجازَ جَنى الـمُجازِ فَيَنْضُرُ
137) وَيَرُدُّ كُلَّ عَقيمَةٍ سَرَّابَةٍ.. صَوْبَ السَّرابِ، وَما يَرُدُّ مُتَبَّرُ
138) طَلْقُ الـمُحَيَّا ما سَرَتْ في قَوْمِهِ.. روحُ السَّعادَةِ قامَ يَرْقُصُ، يَخْطُرُ
139) وَإِذا بَدَتْ لِلْحُزْنِ بَعْضُ مَلامِحٍ.. في جانِبٍ فَهْوَ الكَئيبُ الأَكْدَرُ
140) وَإِذا مَشى غَضَبٌ عَلى أَشْرافِهِمْ.. أَوْ نابَهُمْ، فَهْوَ الرِّياحُ تُزَمْجِرُ
141) وَالشِّعْرُ نَسْرٌ وَالكَلامُ حَمائِمٌ.. وَالنَّسْرُ قَنَّاصُ الحَمامِ الأَمْهَرُ
142) مَلِكُ البَيانِ سِوى الكِتابِ وَإِنَّهُ.. إِنْ غُمَّ مَعْنًى في الكِتابِ مُفَسِّرُ
143) وَالحَقُّ في عُرْفِ القَصيدِ مُقَدَّسٌ.. إِحْقاقُهُ لا يَعْتَريهِ تَغَيُّرُ
144) وَمِنَ الحُقوقِ مَآثِرٌ وَمَكارِمٌ.. سَلَفَتْ وَقامَ لَها الزَّمانُ يُؤَسْطِرُ
145) حَتَّى تَظَلَّ مَدى الدُّهورِ شَوارِدًا.. تَرْوي كَراماتِ الكِرامِ فَتُزْهِرُ
146) وَتُعيدُ جيلًا مِنْ صَحائِفِ غَيْبِهِ.. نَحْيا مَتى نُحْييهِ، وَهْوَ الـمَصْدَرُ
147) يا كَفْرَ قاسِمَ جِئْتُ أَمْدَحُ خالِدًا.. أَعْيى الفَناءَ خُلودُهُ الـمُتَجَذِّرُ
148) مَدْحُ الشَّهيدِ شَهادَةٌ أَسْمو بِها.. وَالشِّعْرُ في ذِكْرِ الشَّهادَةِ يَفْخَرُ
149) يا أُمَّ إِسْماعيلَ قومي وَانْشُري.. عَبَقَ الشَّهيدِ فَعِطْرُهُ لا يُسْتَرُ
150) أَقْصى أَماني الـمُؤْمِنينَ شَهادَةٌ.. مَنْ نالَها مِنْهُمْ بِعَدْنٍ يُحْبَرُ
151) إِنَّ الشَّهيدَ لَخَيْرُنا في مَطْمَحٍ.. خَيْرُ الـمَطامِحِ في الشَّهادَةِ تُحْصَرُ
152) ما كانَ إِسْماعيلُ فَرْدَ حَمولَةٍ.. كُلُّ الحَمائِلِ رَبْعُهُ وَالـمَعْشَرُ
153) يا كَفْرَ قاسِمَ سَطِّري تاريخَهُ.. وَاهْدي إِلى الآتينَ ما يُسْتَأْثَرُ
154) فَكَثيرُهُ زادُ الرِّجالِ وَماؤُهُمْ.. وَقَليلُهُ عِنْدَ الكَثيرِ الأَكْثَرُ
155) وَدَعي القُرونَ الـمُقْبِلاتِ ذَواكِرًا.. ما كانَ يَزْرَعُ في السَّما وَيُغَمِّرُ
156) يا كَفْرَ قاسِمَ حَدِّثي أَخْبارَهُ.. نِعْمَ الـمُخَبَّرُ عَنْهُ، نِعْمَ الـمُخْبِرُ
157) ما كانَ يُحْيي لَيْلَهُ وَنَهارَهُ.. ما كانَ يُعْطي باسِمًا، بَلْ يَشْكُرُ
158) ما كانَ يَطْلُبُ وَالحَياةُ ضَنينَةٌ.. لٰكِنَّ راجي الخُلْدِ لا يَتَقَهْقَرُ
159) وَمُديمُ قَرْعِ البابِ يُدْرِكُ أَنَّهُ.. لا بُدَّ يَحْظى بِالدُّخولِ وَيَظْفَرُ
160) ما كانَ يَصْبو في الحَياةِ لِنَيْلِهِ.. رَغْمَ العَوائِقِ لا يَكِلُّ وَيَهْجُرُ
161) وَثَقافَةً بَلَغَ العَنانَ بِكَسْبِها.. وَسَماحَةً في بَذْلِها يَتَصَدَّرُ
162) أَيَّامَ مَكْتَبَةٍ سَلوا رُوَّادَها.. عَمَّا حَوَتْهُ رُفوفُها أَوْ تَنْشُرُ
163) عَنْ رَبِّ عائِلَةٍ فَقيرٍ مُعْسِرٍ.. يَقْضي حَوائِجَهُ وَيُثْني الـمُعْسِرُ
164) ماذا نُعَدِّدُ مِنْ كَريمِ خِصالِهِ؟.. بَعْضُ الخِصالِ تَشيعُ حينَ تُسَتَّرُ
165) مِنْجادُ مُعْوِزَةٍ سَليمُ طَوِيَّةٍ.. وَطَويلُ باعِ الجودِ لَيْسَ يُعَذِّرُ
166) سَمْحٌ تَغَشَّتْهُ الـمَكارِمُ وَاسْتَوى.. وَبِذِكْرِهِ كُلُّ الـمَآثِرِ تَحْضُرُ
167) جابَ الـمَدائِنَ عالِـمًا مُتَعَلِّمًا.. قَطَعَ الحَياةَ جَنى الحَياةِ يُثَمِّرُ
168) حَمَلَ البِلادَ وَما تَحامَلَ قَلْبُهُ.. وَمَضى يُؤَلِّفُ لِلْقُلوبِ، يُبَصِّرُ
169) يُقْصي الخِلافَ تَمَسُّكًا بِخِلافِهِ.. وَيُقَدِّمُ التَّقْريبَ فَهْوَ الـمُثْمِرُ
170) كُلُّ النَّوائِبِ لَوْ طَغَتْ لَمْ تَثْنِهِ.. فَلِأَجْلِ مَوْطِنِهِ يَجوعُ وَيَسْهَرُ
171) وَسَلوا البِلادَ وَأَهْلَها عَنْ حالِهِ.. إِمَّا دَعا الوَطَنُ البَنينَ لِيَنْصُروا
172) إِمَّا دَعا الوَطَنُ الحَبيبُ حَبيبَهُ.. لَبَّاهُ حُبًّا وَاسْتَجابَ الحَيْدَرُ
173) فَهْوَ الـمُتَيَّمُ في هَوى أَوْطانِهِ.. في صَوْنِهِ قَطَعَ الحَيا لا يَفْتُرُ
174) طَيَّ الضُّلوعِ فَلا سَبيلَ لِنَزْعِهِ.. وَالرُّوحُ أَهْوَنُ أَنْ تُزالَ وَأَيْسَرُ
175) وَحُماتُهُ نَفْسٌ تَوَزَّعَ نَبْضُها.. وَغَدَتْ نُفوسًا بِالنَّفائِسِ تَزْخَرُ
176) قَدْ كانَ شاغِلُهُ البِلادَ وَأَهْلَها.. وَالنَّصْرَ، لَمْ يَشْغَلْهُ أَيْمَنُ أَيْسَرُ
177) وَمُناهُ عَوْدُ اللَّاجِئينَ لِأَرْضِهِمْ.. فَدِيارُهُمْ لِفِراقِهِمْ لا تَصْبِرُ
178) وَهَواهُ جَمْعُ الشَّمْلِ بَعْدَ تَشَتُّتٍ.. وَيَرى فِلَسْطينَ الهَوى تَتَحَرَّرُ
179) لٰكِنَّ رَبَّكَ قَدْ قَضى وَقَضاؤُهُ.. فَوْقَ الخَليقَةِ نافِذٌ وَمُقَدَّرُ
180) وَمَشيئَةُ الرَّحمٰنِ لَيْسَ يَرُدُّها.. حَذَرٌ وَلَوْ بَلَغَ السَّما وَمُحَذِّرُ
181) "وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ" بَعْدَهُ.. وَاللهُ يَقْضي ما يَشا وَيُقَدِّرُ
182) تَبْدو النُّفوسُ بِحُزْنِها وَسُرورِها.. اَلحُزْنُ يَضْحَكُ وَالسُّرورُ يُغَرْغِرُ
183) فَتَرى النَّقيضَ مُجَسَّدًا بِنَقيضِهِ.. وَتَرى التَّوافُقَ في النُّفورِ يُعَسْكِرُ
184) وَالعَقْلُ مَحْدودٌ وَيَجْهَلُ حِكْمَةً.. وَالخَلْقُ فيهِ مُحَيَّرٌ،وَمُحَيِّرُ
185) وَاللهُ قَدْ خَلَقَ الوُجودَ كَما يَشا.. وَالعَجْزُ عَنْ إِدْراكِهِ لا يُحْصَرُ
186) روحُ التَّفاؤُلِ وَالعَطاءِ تَكَوْكَبَتْ.. وَالعِلْجُ يَرْصُدُ وَالفُؤادُ مُسَعَّرُ
187) وَمَضى بِإِسْماعيلَ عُمْرٌ لَمْ يَكُنْ.. يَدْري بِخاتِمَةِ الـمَطافِ وَيَشْعُرُ
188) نَطَقَ الظَّلامُ بِلَحْظَةٍ يا وَيْلَهُ.. فَخَبا الضِّياءُ، فَيا لِحِقْدٍ سَعَّروا؟
189) جَنَباتُ تلِّ أَبيبَ كادَ يُزيلُها.. عَنْها دَوِيٌّ قاصِفٌ مُتَفَجِّرُ
190) وَتَناثَرَ الجَسَدُ الطَّهورُ عَلى الثَّرى.. وَدِماهُ مِنْ أَشْلائِهِ تَتَقَطَّرُ
191) وَالـمِسْكُ فاحَ عَلى الجَوانِبِ حَوْلَهُ.. وَمَلائِكُ الرَّحمٰنِ ثَمَّ تُبَشِّرُ
192) بِشَهادَةِ اسْماعيلَ ثُمَّ بِجَنَّةٍ.. وَرِضى الـمَليكِ، وَقَدْ أَتى الـمُتَعَفِّرُ
193) بِدَمِ الشَّهادَةِ لا دِماءِ جَريمَةٍ.. وَلَنِعْمَ مَكْرُمَةُ الكَريمِ وَمَظْهَرُ
194) وَمَضى الشَّهيدُ مُخلِّفًا آثارَهُ.. فَوْقَ الحَياةِ لِكُلِّ قَلْبٍ يُبْصِرُ
195) وَثَوى بِفِرْدَوْسِ الإِلٰهِ مُنَعَّمًا.. وَرِضى الإِلٰهِ عَنِ الشَّهيدِ مُكَفِّرُ
196) ما أَسْلَفَ الشُّهَداءُ قَبْلَ وُرودِهِمْ.. حَوْضَ النَّبِيِّ وَكَوْثَرًا يُتَخَيَّرُ
197) يا كَفْرَ قاسِمَ وَالحِكايَةُ لَمْ تَزَلْ.. فيها فُصولٌ لَمْ يَصِلْها الـمِسْبَرُ
198) أَلَقٌ عَلَيْكِ مِنَ الشَّهيدِ وَثُلَّةٍ.. سَبَقَتْهُ في دَرْبِ الشَّهادَةِ تُذْكَرُ
199) قَدْ أَلْبَسوكِ التَّاجَ، تاجَ بُطولَةٍ.. بِجِوارِها كُلُّ البُطولَةِ تَصْغُرُ
200) فَتَزَيَّني وَتَشامَخي وَتَأَلَّقي.. وَاسْتَعْصِمي بِالحَقِّ لا مَنْ يَعْقِرُ
201) وَامْشي عَلى هامِ الوُجودِ أَميرَةً.. عُشَّاقُها حَوْلَ الوُجودِ تَجَمْهَروا
