الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اليتيمان ترجمة : حماد صبح

تاريخ النشر : 2019-10-26
قصة قصيرة / اليتيمان ترجمة : حماد صبح
مات رب أسرة ، وترك ابنا اسمه داودا ، وابنة اسمها آيساتا ، وكانت هذه بديعة الحسن حتى إن شقيقها خاف عليها من خطف الملك لها ، فعمد إلى بناء كوخ ، وأسكنها فيه ، وهجر القرية وأقام قرب آيساتا لحمايتها من الخطف إن دعت الحاجة للحماية . وقدم _ في اليوم الذي كان فيه داودا يحاول صيد فيل _ راعي بقر إلى الكوخ ، وطلب شربة ماء ، فقدمتها له آيساتا ، وقال بعد أن شرب : ما أحلاك ! سأتزوجك إن رضيت بي ، وسأدفع مائة ثور مهرا لك .
فردت : انصرف مسرعا ! لن يتأخر أخي ، وستموت إن لقيك هنا .
فحمل تهديدها محمل الجدية ، وفر من لحظته دون أن يأبه بقطيع أبقاره الذي كان يرعى على مَدناة من الحقل الذي توجد فيه مزرعة ذرة لليتيمين .ولما رجع إلى القرية بادر بالذهاب إلى الملك ، وقال : مولاي ! أعلم المكان الذي تعيش فيه شابة لا نظير لها في حسنها ، وأنا قادر على الإتيان بها إليك على شرط أن تزودني برجال لخطفها ؛ لأن لها أخاً يحميها حماية تامة ، وهو عاتي القسوة . فزوده الملك بثلاثين فارسا ، مضوا إلى كوخ داودا ، وحين صارت قوتهم الصغيرة على مبعدة يسيرة منه تذكر البقار التهديد بالانتقام الذي أنذرته به آيساتا ، فخاف على حياته ، وتوقف
وخاطب الفرسان : طوقوا هذا الكوخ ! ستجدون فيه الحسناء التي يجب أن نعود بها إلى الملك ، أما أنا فسأمضي للبحث عن قطيعي الذي شرد صباح اليوم .
وتقدم الفرسان إلى الكوخ ، ورأتهم آيساتا من بعد ، فصاحت بشقيقها : أولئك فرسان قادمون لخطفي !
فتوقف من فوره عن العمل ، ورجع إلى الكوخ ، وأخذ سلاحه ، وخرج موترا قوسه ، ومدليا كنانة سهامه من كتفه ، وقال لأخته : سأقتلهم كلهم إلا واحدا حتى يذهب وينعى رفاقه لمن أرسلهم إلينا .
وكان الفرسان تلك اللحظةَ دنوا من الكوخ ، وأطلقوا صيحات داوية حادة لإرهاب داودا حامي آيساتا إلا أنه كان بدأ يرشقهم بسهامه فيخترق السهم الواحد من ثلاثة إلى أربعة ، وبهذا قتل تسعة وعشرين ، ولم يُبقِ إلا واحدا ، هرب وأخبر الملك بالمصيبة التي نزلت بجنوده ، فحنق حنقا عظيما ، وأمر مائة فارس ومائة محارب راجل بالذهاب وخطف آيساتا الحسناء ، فلم يعد منهم إلى القرية سوى واحد بعد أن قتل داودا الآخرين . وأتبع الملك الكارثة الثانية بإرسال مزيد من أرتال الجنود ، فقتلهم داودا رتلا رتلا . وفي يوم ، قدمت إلى الملك عجوز ، وقالت : إنك تهلك محاربيك دون فائدة ، وإذا وعدتني بجائزة قيمة سيكون في قدرتك من الغد أن تحوز الغادة الحسناء أخت الذي قتل نصف محاربيك .
فقال : هاتي وسيلة تجلبها إلي ، وسأزوج ولدك بإحدى بناتي !
فحيته ورجعت إلى منزلها ، وهناك غلت بعض أوراق النبات المخدرة ، ثم أخرجتها ، وأضافت إليها دقيق ذرة ، وصنعت من العجين اللدن فطائر ، ومضت إلى حقل اليتيمين مرددة خلال سيرها : فطائر ! فطائر ! من يشري فطائر لذيذة ؟
فنادها داودا الذي لم يذق هذه الفطائر منذ أن بارح القرية ، وشرى منها قطعتين التهمهما ملتذا لهما ، وما أن التهم آخر لقمة حتى هوى في سبات عميق . ولم تُضِع العجوز وقتها ، وأسرعت تخبر الملك بأن في وسعه الآن دون خوف إرسال فارسين لخطف آيساتا ؛ لأن شقيقها الذي يحميها لن يصحو إلا في الغد .
فأرسل الملك فارسين لهذه المهمة ، رأتهما آيساتا ، فحركت شقيقها قائلة : اصحُ ! فارسان يريدان خطفي !
فغمغم : ناوليني كنانتي وقوسي !
دون أن تنبعث منه أي حركة لاستغراقه في النوم . وأخذ الفارسان آيساتا ، وعادا بها إلى الملك الذي تزوجها . وحين استعاد داودا وعيه ، وعلم باختطاف شقيقته صار شبه مجنون من الغضب ، وغاص في الغابة لا يريد أن يرى أحدا من الناس ، وعاش فيها يصيد الحيوانات مع جنها ، ويأكل وينام في صحبتهم ، وتوحش تماما حتى نمت النباتات فوق رأسه ! وفي يوم ، بعد أن أعياه السير ، انطرح في ظل شجرة ، فرآه بعض الحطابين ، وانقضوا عليه وقيدوه وساروا به إلى القرية حيث سلموه إلى الملك ، فقطع النباتات التي نمت فوق رأسه ، وحلقوا شعره حلقا خالصا ، وسلموه إلى آيساتا ليرعى الطفل الذي نسلته للملك . ولم تعرف أن الأسير هو شقيقها بينما عرف هو من فوره أنها شقيقته ، فحمل الطفل بين ذراعيه ، وراح يغني له : يا بن أختي ! افرح ! افرح ! يا بن التي تغذيت معها بحليب بقرة أبينا ، افرح !
فصرخت آيساتا حين سمعت غناءه ، وجرى إليها الملك فزعا جزعا .
قالت : أيها الملك ! أسرت شقيقي ، وجعلته راعيا لابني !
فسأل الملك داودا إن كانت آيساتا تقول الصدق ، فحكى له كل قصته ، ولما ختمها وهبه ثروة كبيرة من الذهب والمال : جواهر وخيل وبقر ، ووهبه سلطانا على نصف القرية ، وسلمه قيادة الجيش لما برهنه ضد الملك نفسه من شجاعة وبراعة فذة في الرمي بالقوس .
*موقع " قصص وأساطير قصيرة " الفرنسي .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف