حرق الأحياء
بقلم نسرين موسى
في إحدى ليالي أيام شهر تموز من عام 2015، تسللت عصابة من المستوطنين إلى قريةِ دوما إحدى القرى الفلسطينية في مدينة نابلس، التي يبلغ عدد سكانها 2674 نسمة، بعد دقائق قليلة من خروج العصابة من القريةِ بدأ الدخانُ يتصاعد بكثافة ليملأ سماء القرية المضيئة بالقمر والنجوم لتتحول إلى ظلام حالك في دقائق معدودة هذه القرية التي اعتاد أهلها النوم بأمان فيها لكن لا يعلم أحد من أين سيأتي الأمان بعد هذه الليلة. وإذا بسكانِ القريةَ يتراكضون للبحث عن مصدر هذا الدخان لا أحد يعلم أن هناك جريمة وقعت بعد تخطيط من قبل العصابة الصهيونية. كلما تقدم سكان القرية خطوة نحو الدخان يتلاشى ظلام الليل وكأن الفجر بدأ بالخروج، ولكن بعد خطوات من المشي يرى السكان لهيباً يتصاعد إلى أعلى يشبه هذا اللهيب بسرعة الفهد يطارد فريسته، والنار كأنها حيوان مفترس يلتهم البيت بما فيه لا يرحم طفل ولا قلب أم حرق ولا وجع أب ينظر إلى أطفاله يحترقون. البيت الذي يعود لسعد دوابشة الذي نام هو وعائلته على أمل أن غداً يوم أجمل لا يعلمون ما يخبئ لهم القدر.
بدأت الشمس تنسج خيوطها الممزوجة بالألم والأمل سوياً، ألم على فراق علي الذي يبلغ من العمر عاماً ونص العام ،هذا الطفل الذي لا يعلم أن حياته عبارة عن شهور معدودة بين أحضان عائلته لم يعش ليكبر ويحقق الاحلام التي رسمها له والداه قبل قدومه على الحياة، وأملٌ بعيش باقي عائلته بعد فقدانهم قطعاً غالي من هذه العائلة الصغيرة قطعاً يتذكرونها كل عام و ساعة ودقيقة، بعد أسبوع من التعب ولمعاناه التي عاشتها عائلة دوابشة وسكان دوما جميعا اسبوعاً على فراق علي لم يستطع والداه تركه وحيداً صغيراً وإنما رافقوه إلى السماء.
لم يبقَ من العائلة سوى أحمد البالغ من العمرِ 4 أعوام ، الذي كان ينتظر أخاه علي حتى يكبر ويشاركه اللعب ويذهبوا سوياً إلى الروضة، لكن شاء القدر أن يفرقهما في طفولتهما ليكبر أحمد وحيداً دون عائلته
فالحياة جرعته كأس الألم والقسوة منذ نعوم أظافره، هذا الطفل الذي كل ما في عقله عن الحياة لعبٌ ولهو مع الأطفال. ليبدأ رحلت العلاج من الحروق التي لم تميز بين صغير وكبير التي التهمت جسده الصغير، ثم تبدأ معاناته عندما يبدأ بالسؤال عن عائلته متسائلاً :( هما ليش حرقونا؟) عندما يجب عليه أن يتأقلم ويعتاد على فقدناهم والعيش وحيداً كمان كتب له القدر.
بقلم نسرين موسى
في إحدى ليالي أيام شهر تموز من عام 2015، تسللت عصابة من المستوطنين إلى قريةِ دوما إحدى القرى الفلسطينية في مدينة نابلس، التي يبلغ عدد سكانها 2674 نسمة، بعد دقائق قليلة من خروج العصابة من القريةِ بدأ الدخانُ يتصاعد بكثافة ليملأ سماء القرية المضيئة بالقمر والنجوم لتتحول إلى ظلام حالك في دقائق معدودة هذه القرية التي اعتاد أهلها النوم بأمان فيها لكن لا يعلم أحد من أين سيأتي الأمان بعد هذه الليلة. وإذا بسكانِ القريةَ يتراكضون للبحث عن مصدر هذا الدخان لا أحد يعلم أن هناك جريمة وقعت بعد تخطيط من قبل العصابة الصهيونية. كلما تقدم سكان القرية خطوة نحو الدخان يتلاشى ظلام الليل وكأن الفجر بدأ بالخروج، ولكن بعد خطوات من المشي يرى السكان لهيباً يتصاعد إلى أعلى يشبه هذا اللهيب بسرعة الفهد يطارد فريسته، والنار كأنها حيوان مفترس يلتهم البيت بما فيه لا يرحم طفل ولا قلب أم حرق ولا وجع أب ينظر إلى أطفاله يحترقون. البيت الذي يعود لسعد دوابشة الذي نام هو وعائلته على أمل أن غداً يوم أجمل لا يعلمون ما يخبئ لهم القدر.
بدأت الشمس تنسج خيوطها الممزوجة بالألم والأمل سوياً، ألم على فراق علي الذي يبلغ من العمر عاماً ونص العام ،هذا الطفل الذي لا يعلم أن حياته عبارة عن شهور معدودة بين أحضان عائلته لم يعش ليكبر ويحقق الاحلام التي رسمها له والداه قبل قدومه على الحياة، وأملٌ بعيش باقي عائلته بعد فقدانهم قطعاً غالي من هذه العائلة الصغيرة قطعاً يتذكرونها كل عام و ساعة ودقيقة، بعد أسبوع من التعب ولمعاناه التي عاشتها عائلة دوابشة وسكان دوما جميعا اسبوعاً على فراق علي لم يستطع والداه تركه وحيداً صغيراً وإنما رافقوه إلى السماء.
لم يبقَ من العائلة سوى أحمد البالغ من العمرِ 4 أعوام ، الذي كان ينتظر أخاه علي حتى يكبر ويشاركه اللعب ويذهبوا سوياً إلى الروضة، لكن شاء القدر أن يفرقهما في طفولتهما ليكبر أحمد وحيداً دون عائلته
فالحياة جرعته كأس الألم والقسوة منذ نعوم أظافره، هذا الطفل الذي كل ما في عقله عن الحياة لعبٌ ولهو مع الأطفال. ليبدأ رحلت العلاج من الحروق التي لم تميز بين صغير وكبير التي التهمت جسده الصغير، ثم تبدأ معاناته عندما يبدأ بالسؤال عن عائلته متسائلاً :( هما ليش حرقونا؟) عندما يجب عليه أن يتأقلم ويعتاد على فقدناهم والعيش وحيداً كمان كتب له القدر.