الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حاشية ثورية على الانتخابات التونسية بقلم:د. زهير الخويلدي

تاريخ النشر : 2019-10-21
حاشية ثورية على الانتخابات التونسية
د زهير الخويلدي
"الثوري هو الشخص الذي يشارك أو يدافع عن الثورة ويناضل ضد الامبريالية العالمية والاستعمار والرجعية والصهيونية ويؤمن بالتغيير الجذري للأوضاع في بلاده"
أسدلت الانتخابات التونسية بمراحلها الثلاث ستارها وباحت صناديق الاقتراع بأسرارها ومنح الناخبون ثقتهم لمن اختاروهم لسبب أو لآخر وأعلنت الأحزاب والقائمات والشخصيات المتأهلة فوزها وعبورها وبدأت المشاورات لتشكيل الحكومة وأعلنت الهيئة العليا والمستقلة للانتخابات النتائج الكاملة والرسمية.
لقد أجمع المراقبون أنها لحظة الفرصة الأخيرة للحاكمين من اجل يتداركوا أمورهم ويتبنوا سياسة شفافة تقاوم الفساد وتتبنى مشروعا في الحكم يركز على التنمية والعدل والمساواة ويحترم قيم السيادة والمواطنة.
صحيح أن النتائج سجلت صعود المحافظين إلى البرلمان وانتصار اليمين الدستوري والديني والقومي ولكن المنافسة الرئاسية عرفت مفاجأة من العيار الثقيل وتمثلت في عبور الأستاذ قيس سعيد إلى قصر الرئاسة وهو الشخصية المحسوبة على التيار الثوري والذي دعمته الفئة الشابة وقام المتطوعون بحملته.
لقد مارس الشعب الانتخاب العقابي في سبيل التصدي للفاسدين من المهربين والمحتكرين ولكن التصويت المفيد مكن بعض القوى البرغماتية من البقاء في الساحة السياسية وتصدر المشهد الانتخابي والمحافظة على مكانتهم في البرلمان وساعد احتساب أكبر البقايا من حصول بعض الأحزاب على عدد من المقاعد.
غير أن اللافت هو انتصار مرشح الفايسبوك ونجم الفضاء الافتراضي على مرشح القناة التلفزية الخاصة والمدعوم من اللوبيات المالية التي دأبت على شراء الذمم وتوزيع المال الفاسد والمتاجرة بمعاناة الفقراء. لكن بلوغه إلى كرسي الرئاسة لا ينفي صعوبة المهمة وعسر الموقع وتعقد الوضعية في ظل حساسية الموقف وغياب الأرضية المشتركة وغموض الرؤية وضبابية المشهد وكثرة المناوئين وعناد المتربصين.
لهذا يجب توفير المناخ الطيب وتهيئة الأجواء السياسية وتوفير الاستعداد الاجتماعي لكي يقوم الرئيس الثوري بمهامه على أحسن وجه ويتفادى التصادم مع برلمان باردو ومع الحكومة الجديدة في القصبة.
لقد مثلت الانتخابات في تونس فرصة جديدة لكي يستأنف الشعب ملحمته الثورية المبهرة ولكي يصفي حسابه بالمعنى الرمزي مع المنظومة القديمة ويجدد العزم على التخلص من الاستبداد وكنس المنقلبين.
لقد وجد الكثير من المشككين في الثورة وانجازاتها على الصعيد الوطني والصعيد الإقليمي أنفسهم في التسلل وتم تحميلهم مسؤولية الفشل والتعثر الذي عرفه الانتقال الديمقراطي وموجة التعطيل والعرقلة التي تزايدت ضد إمكانية إمساك القوى الثورية للحكم ومبادرتها بالإصلاح والتغيير والإقلاع بالبلد نحو التقدم.
مسؤولية القوى الثورية سواء كانت مجرد شخصيات أو مجموعات شبابية غير منتظمة تبدو كبيرة جدا للحيلولة دون تنصيب حكومة ورثاء سياسيين للنظام الشمولي ومن تحالف معهم من البراغماتيين الجدد.
لقد ترددت مقترحات حول حكومة الرئيس أو حكومة البرلمان أو حكومة تكنوقراط أو حكومة مستقلين ولكن الأهم من كل ذلك هو المحافظة على التنوع والتعددية والإبقاء على التنافس بين القوى الديمقراطية والتوجه نحو تمثيلية عالية للجهات والمناطق الداخلية التي ظلت لعقود غير ممثلة في الحكم المركزي.
من المفروض أن تشارك وجوه ثورية محسوبة على المناضل زمن الجمر والتي ضحت بالغالي والنفيس وتعرضت للهرسلة والاستبعاد من طرف منظومة الاستبداد في إدارة الشأن العام وتحصل على مناصب مهمة في الدولة الديمقراطية وأن يتم استشارتها والتعويل عليها في المحافظة على سلامة المسار الثوري.
المفارقة التي تستحق الدراسة أننا نعيش زمنا ثوريا صنعته قوى محافظة وتخلت عنه قوى محسوبة على الحداثة وأن الإرادة الشعبية هي التي اختارت المرشح الثوري وترجمت بذلك الثورة الثقافية التي تعرفها وأن القوى الجديدة القديمة التي منحها الشعب فرصة أخرى للحكم مطالبة بالتعجيل بالإصلاحات الكبرى والاهتمام بالتنمية العادلة والمتوازنة ودولة الرعاية وصناعة الأمل للشباب ومعالجة آفة البطالة والهجرة، فمتى نرى حكومة ثورية تشتغل جنبا إلى جنب مع الرئيس الثوري للمصلحة المشتركة للشعب والوطن؟
كاتب فلسفي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف