الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الضحية الوحيدة بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2019-10-21
قصة قصيرة / الضحية الوحيدة بقلم : حماد صبح
تعالى دخان سيجارتيهما ، والتحم في ظل الخروبة ، ورنا عساف صوب الشرق ،
وتنهد وقال : تظن يا راشد أنني هاجرت من العراق بخاطري ؟
فسأله راشد متهكما مستخفا بكلامه : من غصبك ؟
_ من غصبني ؟ نحن ضحايا مثلكم .
_ لا ، لستم ضحايا . نحن الضحايا الوحيدون . أخذتم بلادنا بالقوة ، وطردتمونا ، كيف تكونون مثلنا ؟!
_ المؤامرة كانت كبيرة ، علينا نحن اليهود العرب ، وعليكم يا شعب فلسطين . صدقني يا أخي ، أنا أكلمكم بما في ضميري وفي ضمير يهود عراقيين كثيرين نادمين على الهجرة إلى هذه البلاد .
_ بلادنا .
_ بلادكم .
وأشرق وجه راشد ، هاهو يسمع إقرارا من يهودي بأن فلسطين بلاد الفلسطينيين ، ومنع نفسه من تفجير سر في صدره ، تصيد سانحة مناسبة لتفجيره منذ أن بدأ يشتغل عند عساف في جني الخضراوات قبل ثلاثة أسابيع ، وأوقد سيجارة وقدمها إليه بعد أن رمى بقية سيجارته الأولى .
ورنا عساف إلى الشرق ، وقال : سأحكي لك حكاية تشرح موقف اليهود العراقيين الذين هاجروا إلى هذه البلاد . لي خال اسمه إبراهيم . إبراهيم أبو داود . كان لخالي _ رحمه الله _ أربعة محلات تجارية كبيرة في بغداد ، يشتغل فيها أكثر من ثلاثين عاملا ، وفي مساء يوم ، جاءنا يبكي ، وقال لأخته ، أمي ، إنه نوى الهجرة إلى إسرائيل . السنة كانت 1951 .
سأله أبي عندما بكت أمي : لماذا يا إبراهيم ؟!
فانصرف دون إجابة ، وعرفنا بعد هجرته بيومين أن جهة غامضة اتصلت به ، وأمرته بالهحرة وإلا فإنها ستنسف محلاته . وهاجرنا بعده بشهر . كانوا يستقبلون المهاجرين في أماكن اسمها المعابر ، يقيمون فيها ويأكلون على حساب الدولة إلى أن تهيء لهم سكنا دائما . وفي يوم ، وقت الغداء ، صف خالي مع الناس لاستلام وجبة طعام عائلته . الملل والضيق على الوجوه ، والتأففات واللعنات شرر يتطاير من الأفواه . كان بيني وبين خالي في الصف اثنان . قفز في الهواء ، ولطم خديه بكفيه ، وصرخ : يا رب !
وسقط على وجهه . أسرعوا به إلى عيادة ، وطلعت روحه عند بابها . قتله الحزن والهم . غني كبير يصير شحاذا بائسا ! ما رأيك في هذه الحكاية يا راشد ؟!
_ محزنة .
_ وتبين أننا هُجٍرنا ، ولم نهاجر .
_ لكن يا عساف نحن الضحايا الوحيدون لتهجيركم . لا أعرف عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الحزن بعد طردهم من بلادهم ، وأعرف وتعرف أنكم قتلتم منا الآلاف ، وتحتلون الآن الضفة وغزة . لا حقتمونا في لجوئنا .
_ أتمنى ويتمنى يهود كثيرون العودة إلى بلادهم الأولى ، وترك بلادكم لكم .
وشعر راشد بحينونة تفجير السر ، فقال : هل تعلم يا عساف لمن هذه الخروبة والأرض التي تزرعها مستأجرا من حكومتكم ؟!
وظهر في وجه عساف أنه حدس الجواب ، فسأل : لعائلتك ؟
_ لعائلتي . كنت ابن خمس سنين عندما طردتمونا منها . قعدنا في ظلها ، ولعبت مع أولاد عمي تحتها ، وأكلنا من خروبها ، والآن أعمل أجيرا عندك في أرضنا . من الضحية ؟!
لن نموت مثلما مات خالك . سيأتي يوم نعود فيه إلى هذه الأرض ، إن لم يعد جيلي سيعود جيل أولادي . لم أتزوج حتى الآن .
_ أتمنى أن أعود إلى العراق . لو عدت إليه سأحمل عظام خالي إلى بغداد .
_ متى تعطيني أجري ؟
_ غدا .
_ حاول اليوم !
_ مستعجل ؟!
_ هذا آخر يوم لعملي أجيرا في أرضي .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف