الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ما الحل؟!بقلم:احمد العطيات ابو المنذر

تاريخ النشر : 2019-10-21
ما الحل؟!ا/"1"
احمد العطيات ابو المنذر
.......
سؤال يطرحه المسلمون على بعضهم ويطرحه الواحد على نفسه كل يوم بل كل ساعة،وتطرحه وسائل الإعلام عبر الفضائيات والبرامج .. ولو ذهبنا نستقصي الحلول المطروحة لوجدنا أنها لا تعد ولا تحصى، والبعض يطرح الحل معتقداً أنه الحل الأمثل، والبعض يطرحه لأنه تلقى الأمر بطرحه والدعاية والترويج له مقابل منفعة أو لدفع مضرة .
إن الحال الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية على سوئه وشدة سواده .. ليس الحال الذي تمر به لأول مرة في التاريخ،بل هو وضع سبق للأمة أن مرت به مرات عديدة على مدى تاريخها،فقد مرت بمثل هذا الحال بعد احتلال هولاكو لبغداد وإسقاط دولة الخلافة وزاد الطين بله والوضع سوء، تزامن ذلك مع الحملات الصليبية في الشرق مصر وبلاد الشام وفي الغرب "الأندلس وشمال أفريقيا" ففي تلك الفترة سقطت الخلافة العباسية وتشرذمت الأمة على أثر ذلك فنشأت العديد من الدويلات الهزيلة التي يظن كل حاكم لها أنه السلطان الأعظم وخليفة المسلمين بمجرد امتلاكه لحارة من الحارات وبضع ملايين من الليرات وخمسون من العسس والجلاوزة، فصار في المدينة الواحدة دولتان متصارعتان على الحدود – ولم يكن هناك آبار نفط – وكل من الحاكمين يستعين بالتتار أو الصليبيين على أخيه وابن عمه.. كما هو الحال اليوم .. وكان الحاكم القزم يجد من علماء السلاطين،بل الموظفين للإفتاء من يفصل له فتاوى تجيز الاستعانة بالكفار على المسلمين مخالفاً بذلك إجماع العقلاء والمسلمين .
وكان كل حاكم من أولئك الحكام يدّعي الإسلام وينادي بالقومية ويقدّس الوطنية .. فهو مسلم ما لم يترتب على ذلك غير الفخر والتبجح وهو قومي إذا لم يكلفه الإدعاء سل سيف أو دفع دينار .. وهو وطني ضد كل الوطنيات الأخرى.. وحدود حارته مقدسة محرمة على كل مسلم حلال للأنجاس والأرجاس من كل جنس .. فدخول مملكة ذلك القزم التافه كانت تحتاج إلى ما يشبه "الفيزا" اليوم، إذا كان اللاجئ أو الزائر مسلماً ولا يحتاج لذلك إذا كان من الكفار الموالي لهم .. فسبحان الله ما أشبه اليوم بالأمس .. وتطول المقارنة لو ذهبنا نستقصي أوجه الشبه وهذا ليس هدفنا ولا مجال للإفاضة فيه .. فالتشابه الشديد بين الحالين لا يخفى على من له إلمام بالتاريخ ..
والحال الذي عاشته الأمة في تلك الدويلات،هو كالحال الذي يعيشه المسلمون هذه الأيام . "وطريق الخلاص" الذي اتبعوه في تلك الأيام هو نفسه طريق الخلاص الذي يلزمنا هذه الأيام ..فالمرض نفس المرض وبالتالي المشكلة نفس المشكلة .. فالحل هو الحل ؟
فما هو الحل ؟!ا

ما الحل؟!ا/"2"
ما أشبه الأمس ....باليوم!!!!!ا
..........
بالأمس القريب وقبيل أقل من قرن من الزمان 1924 سقطت دولة الخلافة الإسلامية،وكان لابد أن تسقط ..لأن المريض الذي لا يعالج جيداً مصيره إلى الموت.وكان مصطفى كمال أتاتورك اليهودي الدونمي الماسوني السكير العربيد شيخ اردوغان وقوته وجده،هو دابة الأرض التي أكلت منسأة الخلافة فخرت – كما خر سليمان صلى الله عليه وسلم – على الأرض ميتة وإلا فإنها لو لم تكن ميتة، لما استطاع لا أتاتورك ولا الافا أمثاله أن يصنعوا بها شيئاً .
وقبل ذلك سقطت دولة الخلافة في بغداد بعد أن اكتسحها تيمور لنك والتتار عام 1256م .. وكانت أيضاً مريضة وعلى رأسها خليفة مريض فاسد حوله بطانة فاسدة ومجموعة من الخونة الذينتآمروا على الإسلام وعلى الخلافة .
وحصل بعد ذلك نفس الأمر في الأندلس إذ سقطت الخلافة عام 421هـ بعد أن خلع الخليفة الأموي الأخير "المعتز بالله" الذي كان في قرطبة .
والملاحظ أن الأسباب التي أدت إلى سقوط الخلافات الثلاثة كانت متشابهة .. وأن النتائج التي ترتبت على ذلك متشابهة ..
وأن العلاج لذلك الواقع الفاسد كان متشابهاً في المرتين العباسية والأموية
افلا يكون العلاج نفسه هو ما يلزمنا الان ؟!

ما الحل؟!ا/"3"
العاقل من اتعظ بغيره وتعلم من دروس وعبر التاريخ
..........
إن التاريخ هو سياسة الماضي كما أن السياسة هي تاريخ الحاضر .. والسياسي الذي يريد صنع تاريخ الحاضر دون أن يعي دروس السياسة الماضية، هو بلا شك غير عاقل، لأن العاقل من اتعظ بغيره، فهتلر عندما لم يتعظ بتجربة نابليون في محاولة احتلال روسيا ،لاقى نفس الهزيمة على أبوابها، وعاد يجر أذيال الخيبة .. والحكام الذين يتصدون لحملة ال إلى الإسلام قوم لا يعقلون لأنهم لم يتعظوا من دروس التاريخ .. فال الإسلامية ستنتصر لا محالة آجلاً أم عاجلاً .. لأن هذا من سنن الله في كونه .. ولأن الله نص على ذلك في قرآنه بآيات قطعية الدلالة قطعية الثبوت وكذلك بشرت أحاديث الرسول "صلى الله عليه وسلم" .
ولما كان الحكام غالباً لا يؤمنون بالله ولا رسوله وإلا لحكموا شرع الله .. فإننا لا نطالبهم بالانسحاب من المعركة مع دعاة الله بناء على الأدلة القرآنية ولكننا نطالبهم أن يقرأوا التاريخ .. ليعلموا أن كل من عادى أولياء الله – وحملة ال منهم – باء بالخسران في الدنيا والآخرة .. أما في الدنيا فتلاحقه لعنات الناس بعد أن يلقى به في مزابل التاريخ هذا إن مات قبل أن يلقى جزاءه في الدنيا .. كما حصل مع فرعون وهامان وجنودهما .. وحصل مع نمرود قبل ذلك وما حصل مع الفراعنة والنماريد الذين لا يعلم عدوهم إلا الله والراسخون في العلم .
أما على صعيد المحكومين وأعني الأمة، فقراءة التاريخ تدل بما لا يقبل الجدل على أنه لا يصلح أمر هذه الأمة حالياً إلا بما صلح به سابقها .. فالمرض الواحد يحتاج لنفس العلاج.. ولا داعي للتجارب المضيعة للمال والوقت والجهد .
إن أحوالنا حالياً .. أشبه ما تكون بحال المسلمين أثناء الغزوات التترية والمغولية والصليبية في المشرق والمغرب .. ففي تلك الفترة كان يحكم المسلمون شرذمة من الحكام الذين لا يرقبون قي مؤمن إلاً ولا ذمة .. ويتعاونون مع أعداء الله .. من الدول الكافرة .. فيتحالف أحدهم مع القادة والحكام الكفرة ضد حاكم أو شعب مسلم آخر .. ويجدون من علماء السلاطين من يبيع دينه بثمن بخس هو إبعاد الأذى عن نفسه أو الحصول على بعض الدراهم التي سيكوى بها في جهنم وبئس المصير .
كان حكام تلك الدويلات في المشرق العربي بلاد الشام ومصر أو في المغرب العربي شمال أفريقيا والأندلس .. يحكم كل منهم حارة تشبه حارات سايكس بيكو الحالية ويتخيل أو يسمي نفسه أميراً للمؤمنين .. مع أنه لا يصلح أن يكون خادماً لأمير المؤمنين .. وصدق فيهم قول الشاعر :
مما يزهدني في أرض الأندلس أسـماء معتضـد فيها ومعتمـد
ألقاب مملكة في غير موضعها كالمهر يحكي انتفاخاً صوته الأسد
كان الحكام في تلك الفترة عملاء للمالك النصرانية في الشرق والغرب وكان قسماً منهم يدفع الجزية والأتاوة وضرائب الذل لمن حرم الله على المسلمين أن يخضعوا لهم "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً" .. فكان الحاكم العميل يقول للملك أو القائد الكافر انصرني على جاري أو ابن عمي ،وأعطك قلعة في بلادي – "كانوا كالحاليين يعتبرون البلاد والعباد ملكاً لهم" – فيقول جاره أو ابن عمه – وهو مثله في الخيانة – أنا أعطك قلعتين .. والقلاع في ذلك الزمن كالقواعد الجوية والبرية في هذا الزمان والفرق أن حكام هذا الزمان يقدمون القواعد مؤثثة مفروشة كما حصل من قطر والكويت وأمثالها لأمريكا .. وكانت تلك القلاع – القواعد – المراكز التي ينطلق منها أعداء الله للاعتداء على المسلمين واحتلال بلادهم ونهب أموالهم وسبي ذراريهم وانتهاك أعراضهم .. كما فعلت أمريكا في العراق .. وصور سجن الفلوجة لا تحتاج لأي شرح .
وهكذا نجد الأحداث والظروف في تلك الفترة تشبه إلى حد كبير الظروف والأوضاع في عصرنا .. فكيف كان الحل ؟!
أما في المشرق .. فقد استطاع صلاح الدين الأيوبي- بفضل التفاف الأمة التي كانت متعطشة للخلاص من الدويلات الكرتونية، وخياناتها وظلمها وانحطاطها،-حوله أن يزيل الحكام العملاء الخونة، ويوحد الأمة تحت راية لا إله إلا الله ،ويقهر الصليبيين ويحرر الأراضي المحتلة منهم ..
وهل كان بإمكانه أن يفعل ذلك أي يطرد الصليبيين والحكام الخونة على عروشهم ؟!!!!ا
ما الحل؟!ا/"4"
........
طرحنا في نهاية الحلقة 3..سؤالا: " هو هل كان بامكان صلاح الدين ان يحرر القدس والحكام الخونة المتامرين مع الصليبيين على عروشهم "؟!ا.
والجواب:قطعاً لا والآن أيضاً يستحيل تحرير شبر من أراضي المسلمين في فلسطين،أو غيرها ما دام الحكام الظلمة أعوان الكفر متربعين على عروشهم.
ونفس الحال ينطبق على المغرب الإسلامي والاندلس، فحكام تلك المناطق كانوا منقسمين على أنفسهم، متآمرين على أمتهم، متحالفين مع أعداء الله .. حتى قيض الله للأمة يوسف بن تاشفين، الذي استطاع إزالة الحكام الفاسدين وتوحيد الأمة خلفه تحت راية الإسلام، راية العقاب، فاستطاع حفظ الأمة والبلاد لعدة قرون.. من عدوان المعتدين .
وفي كلا الحالتين ،ومع كلا اليوسفين كان الحل واحداً، ويقوم على خطوتين الأولى.. إزالة الكيانات الهشة والدويلات الكرتونية وتوحيدها في دولة واحدة، والخطوة الثانية الانطلاق لمواجهة أعداء الله .
هذه هي الطريقة،وهذا هو الحل، ولا حل سواه لا عقلاً ولا شرعاً!!!!ا ..
أما تمني الاماني، بأن يتغير الواقع بغير هذه الطريقة. . فلا يعدو أن يكون أضغاث أحلام وسعي وراء السراب ؟!!!!ا
وكفانا تضييعاً للوقت وللجهد وكفانا عبثاً وأحلاماً خيالية وترهات وسفاسف.فلا الاستنكار ولا التنديد.. ولا هيئة الأمم ومجلس الأمن .. ولا المشاركة في وزارات الحكم، ولا الكتب ولا المؤلفات .. ولا حتى الجهاد الفردي والعمليات الإستشهادية تحقق شيئاً،.
وعليه فالمطلوب توحيد جهود كل العاملين المخلصين، للاقتداء بما عمله صلاح الدين وابن تاشفين، إن كنا عن الحق باحثين وللخلاص العزيز طالبين .
هل هذا الأمر صعب ؟! الجواب صعب طبعاً .. ولكن الصعب – في النهاية – ما صعبه الله والسهل ما سهله ومن توكل على الله فهو حسبه .
إن الأمر صعب وشاق ولكنه غير مستحيل ،فالأمر الذي يحصل مرة يمكن حصوله ثانية وثالثة ، إذا توفرت له الشروط العملية ..
فهل الشروط العملية متوفرة اليوم ؟! أم أن أمريكا والكفر لنا بالمرصاد ؟
نعم إن أمريكا وأعوانها وعملائها لنا بالمرصاد ولكن هل هذا يجعل مما نريد مستحيلاً ونحن نؤمن "بأن ربك لأمريكا وأعوانها بالمرصاد" . فأي المرصادين أقوى .. وأي الركنين أشد؟!
........

ما الحل؟!ا/"5"
........
قلنا في الحلقة السابقة ان لا حل لاخراج الامة من المستنقع الذي نجح الغرب واعوانه في اسقاطها فيه،الا باتباع نفس طريقة صلاح الدين في توحيد الامة، ضمن دولة واحدة تبدا بقطر اواكثر، ثم تضم ما حولها،وتنطلق بعد ذلك لتحرير سائر البشر من العبودية للبشر الى العبودية لله واعترفنا ان الامر صعب وعسير،وتساءلنا عن مدى قدرة امريكا على احباط هذا المشروع،ونستكمل في هذه الحلقة محاولة الاجابة على هذا السؤال.
دودة الأرض .. ومنسأة سليمان "صلى الله عليه وسلم "
من الثابت للمدقق في واقع الامور ،ان لله عز وجل سنن ثابتة في حياة البشر،من التزمها حقق ما يريد – مسلماً كان أو كافراً – ومن خالفها، خاب وخسر ولا علاقة للكفر والايمان، بسنن الله التي لاتجامل احدا، ومن تلك السنن أن لكل شيء سبباً.. وقد كان السبب في اكتشاف الجن لموت سليمان صلى الله عليه وسلم ، هو أكل "دابة الأرض" لمنسأته، ولولا ذلك لظل الجن في العذاب المهين .. لأنهم لم يكونوا يعلمون الغيب، فلم يعرفوا أنه صلى الله عليه وسلم قد مات إلا بعد أن أكلت دابة الأرض منسأته "عصاه" ،فخر على وجهه إلى الأرض .والحال نفسه ينطبق على المبادئ والنظم والدول،فكم من نظام حكم في العالم هو في حكم الميت ،لكن لا دابة أرض تأكل منسأته، ولا من يقرع الجرس إعلاناً عن موته .
والرأسمالية التي لم تقف منذ البداية على أساس ثابت، كانت تحمل في تكوينها عوامل ضعفها وموتها، ولكن عدم وجود "من يركلها" حتى الآن هو العامل الأساس في بقائها واقفة على قدميها .
إن الراسمالية عقيدة ونظام حياة.. مبدأ فاسد ويكفي للتأكد من ذلك،إعمال العقل ولو قليلاً.. فالرأسمالية كالاشتراكية، كلاهما مخالف لعقل الإنسان وغير موافق لفطرته..وإذا كان الإنسان بطبيعته لا يقبل أو يعتقد ما يخالف عقله أو فطرته.. فإنه لا يسكت على ذلك إلا عن عدم وجود البديل أو عند الإكراه .. وكلا الأمرين توفرا للرأسمالية،مما اعطاها الفرصة لتظل واقفة على قدميها إلى اليوم. .. فالرأسمالية لم تجد من يعترض عليها سوى الاشتراكية "ومنها الشيوعية" .. التي ثبت لكل ذي عقل، ان الفرار من الراسمالية اليها اشبه ما يكون كالمستجير من الرمضاء "الرأسمالية" بالنار "الاشتراكية" .
ولأن الاشتراكية مبدأ صدامي وليس كالرأسمالية – مبدأ متلوناً – فسرعان ما سقطت..لأن الاشتراكية بعكس الرأسمالية، صدمت الناس حتى في علاقاتهم بالخالق ،ولم تترك لهم أي حيز من التنفس،فكان الضغط الهائل والمستمر سبباً للانفجار الشديد والسريع،ومن هنا سقطت الاشتراكية بسرعة- اقل من قرن- ولم يجد أهلها – حتى الآن – بديلاً ،سوى الردة إلى الرأسمالية، رغم عدم إيمانهم بها، وما كان ذلك إلا لعدم البديل .. فهل الحقيقة أنه ليس أمام الناس بديل إلا الرأسمالية بديلاً ؟!ا
إن المبادئ ليست حبراً على ورق، ولا كتباً على رفوف المكتبات، ولا فلسفات نظرية ممتعة..إن المبادئ نظم حياة ، ولا يمكن أن يظهر خيرها من شرها إلا بعد التطبيق. فالتطبيق هو المحك ،ومن يطبقونه هم الذين يجعلونه حياً أو يقتلونه .
ما الحل؟!ا/"6"
...........
لقد مضى على العالم زمن كانت السيادة فيه للحضارة اليونانية والرومانية .. ثم جاء زمن كانت السيادة فيه للحضارة الإسلامية.. حتى كانت الحضارة الأولى في العالم.. وكانت سيطرتها وسيادتها وانتشارها مرتبطاً أعظم الارتباط لا بصحة مفاهيمها وصحة مصدرها بمقدار ما كان بصحة تطبيقها .. فشهور معدودة من إحسان التطبيق في عهد عمر بن عبد العزيز،حقق انتشاراً وسيادة للحضارة الإسلامية وثقة بها عند الناس،ربما كان أكبر مما تحقق في العصر الأموي كله..ولكن إساءة التطبيق.. أدت في نهاية الأمر.. إلى نجاح الكفر في غزو المسلمين غزواًَ عسكرياً وفكرياً .. ظهر بأجلى مظاهره عسكرياً في عهد أخر الخلفاء العباسيين،عندما احتلت جحافل المغول بقيادة تيمور لنك بغداد وداست رقاب وجماجم وجثث المسلمين،وأذلتهم أعظم اذلال عسكري في تاريخهم وكانت آخر هزيمة قاسية للمسلمين– وليس للإسلام – في الغزو التتري أو المغولي الأخير في نيسان 2003م عندما نجح هولاكو المعاصر بوش، زعيم التتار الجدد في احتلال بغداد عاصمة الطاغية، زعيم آخر الانقلابات العسكرية على ظهور الدبابات ووالبطش بالناس في السجون والإعدامات .أما ابتداء الغزو الفكري فقد بدأ منذ ايام من يدعى عبدالله بن سبا – ان صحت الروايات- ثم خالد بن يزيد بن معاوية .. وبعد ذلك المأمون .. أما الأول فكان فعله نابعاً عن حقده على الإسلام .. وأما الثاني .. فربما فعل ذلك تعويضاً عن حرمانه من الحكم والخلافة نتيجة البطالة التي كان يعيشها. وأما الثالث فنتيجة جنون العظمة وقلة الوعي الفكري.. والله أعلم .. وإلا ما كانت حاجتنا إلى الفلسفة الوثنية!!ا وهل كان المسلمون بحاجة إلى غثاء الأمم ونفاياتهم ،بعد أن كرمنا الله بالمبدأ الإسلامي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟
ثم استمر الغزو الفكري لعقول المسلمين عن طريق ما يسمى "بالفلاسفة المسلمين" والإسلام منهم بريء .
إذا كان للأمم كما للأفراد أعمار، كما جاء في القرآن الكريم وكما بلوره ابن خلدون .. فإن انتهاء الأعمار يكون على الغالب خاضعاً للأسباب الكونية أي السنن الإلهية.. فكان سوء تطبيق الإسلام الناتج عن عدم الوعي على الإسلام أو عدم الإيمان بالإسلام.. السبب الأساس في سقوط دولة الإسلام،وغياب المبدأ الإسلامي عن معترك الحياة على يد مصطفى كمال أتاتورك عام 1924 وإلغاء الخلافة التي تمثل المبدأ . والتي لا يكون للمبدأ الإسلامي وجود حقيقي بدونها فإسلام بلا خلافة.. هو كالجسم بلا روح ،والمسلمون بلا خلافة.. هم أعراب أو عبيد للأمم الأخرى .
والآن.. وبعد سقوط الاشتراكية والشيوعية،هل حقاً يتوجب على الناس البحث من جديد عن مبدأ يخلصهم من ويلات تطبيق الرأسمالية ونظامها العالمي الجديد القديم ؟!ا
إن سقوط الرأسمالية وتدهورها بالرغم من انتشارها وهيمنتها على العالم أمر ليس بالمستحيل.. بل هو من وجهة نظر الكثير من المفكرين حتى الغربيين أمر قادم لا محالة..وهم وإن حاولوا إطالة عمرها بالترقيع والخداع .. إلا أن مصير الثوب الذي يرقع كثيراً أن يتمزق، لأن كثرة الترقيع سبب حتمي في جعل الثوب يبلى.. والمطلوب الآن "دابة أرض" تأكل منسأة النظام الرأسمالي المتعفن الذي نخر السوس فيه.. فالمبدأ الرأسمالي وجد ضعيفا هزيلاً، لأنه فاسد أصلاً وقد عاش واستمر من قلة الموت ،لأن المبدأ الوحيد الذي قاومه أو تظاهر بذلك هو الاشتراكية، وهو أفسد من الرأسمالية من ناحية ،ومن ناحية أخرى لم يكد يقارع أو يقاوم الرأسمالية .. حتى تخلى عن ذلك بعد زمن قليل، فيما سمي "بسياسة التعايش السلمي" ،فالرأسمالية عاشت كفرعون لأنها لم تجد من يردعها عن فرعنتها ،مثلها في ذلك مثل كل أنظمة الحكم الفاسدة – ولا سيما في العالم الثالث – فهي تظهر حية لا لقوتها بل لضعف خصومها .
نحن لا نقول إن المبدأ الإسلامي هو البديل للرأسمالية،إلا إذا أحسن تطبيقه..أما مجرد الإدعاء بوجود الإسلام مع إساءة التطبيق.. فقد تكون أسوأ من الرأسمالية أو غيرها.. لأن قولنا أن المبدأ الرأسمالي أو الشيوعي مبدآن فاسدان،لا يعني أن كل ما فيهما فاسد،بل فيهما بعض الشيء الخيّر.. كما هو الحال مع الخمر والميسر"يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع".لكننا لا نريد الإثم الكبير من أجل بعض المنافع.. فالمطلوب تطبيق الإسلام كاملاً مع إحسان التطبيق..أما تطبيق شيء من الإسلام دون باقي الأشياء..فهو كفر"أو تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون" .
.............
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف