الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قصة قصيرة بقلم :آمنة بريري

تاريخ النشر : 2019-10-21
قصة قصيرة بقلم :آمنة بريري
الثريّ و الحمّال


يُروى أنّ رجلا فقيرا اعتاد أن يقف في مطلع كلّ شهر أمام باب تاجر ثريّ.
فيعطيه بعض المال وحملا من الحبوب أو دنّا من الزّيت . فيستعين به ذلك الرّجل على توفير القوت لنفسه ولأسرته بقيّة الشّهر ، إلى جانب ما يكتسبه من أجر زهيد لقاء عمله حمّالا في سوق المدينة.

وذات يوم رأى الحمّال على منزل التّاجر مظاهر الزّينة وعلامات الاحتفال. فسأل عن سرّ ذلك . فعلم أنّ التّاجر مقبل على الزّواج. فدعا له بالتوفيق والبركة جزاء ما قدّم إليه من إحسان. غير أنّ الحمّال ما كان يعلم أنّ زواج التّاجر سيعود بالخسران عليه.

فقد قصد باب التّاجر كما تعوّد في مطلع الشّهر الموالي ، فقابله هذا كعادته باشّا له مترفّقا به. وأعطاه مائة دينار وكيسا من القمح . فغادر المنزل شاكرا راضيا.

لكن شاءت الصّدفة أن تكون الزّوجة شاهدة على ما حدث من نافذة غرفتها. ولمّا أقبل زوجها نحوها سألته عن ذلك. فقال:

- هو حمّال فقير اِعتدت أن أعطيه في مطلع كلّ شهر ما يستعين به على مواجهة أعباء الحياة.

فقالت منزعجة:

- أهكذا تبذّر أموالك على عامّة النّاس.

فقال مبتسما:

- لا بأس من التصدّق على الفقراء ما دام هناك فائض من المال.

وقام منهيا المناقشة . لكنّ الزّوجة أكنّت الأمر في نفسها .وقرّرت أن تفاتحه به في يوم آخر.

وفي مطلع الشّهر الموالي أقبل الحمّال في موعده المعتاد إلى منزل التّاجر .
فاستقبله هذا بعطيّته المعتادة. وما إن انصرف الحمّال حتّى أقبلت الزّوجة نحو زوجها متجهّمة وقالت:

- ألست قد أعطيته مالا منذ أيّام ؟ فلم عاد؟

فقال مبتسما:

- هو فقير. وقلت لك أنّي تعوّدت مساعدته في مطلع كلّ شهر.

- أما كان الأولى أن تخبّئ هذه الأموال لأولادك.

- الخير كثير يا عزيزتي.

- نعم. لكن أجدادنا قالوا: " خذ ولا تردّ، جبال تهدّ ". وقريبا يكون لنا أولاد فيحتاجون مصاريف . ولو واصلت إعطاء مالك كما أرى لمن هبّ ودبّ لما بقي لهم منه شيء.

وظلّت طوال الشّهر تردّد على مسامعه كلاما كهذا، حتّى استمالته إلى رأيها.
فقرّر ألاّ يجود على الحمّال بعد اليوم بشيء.

وعندما أقبل ذلك الرّجل الفقير في الموعد الموالي لم يجد لدى التّاجر إلاّ اعتذارا، فغادر المنزل أسفا.

لكنّه لم ييأس فقرّر أن يعود في الشّهر المقبل . وهكذا كان. وكان التّاجر وزوجته آنذاك في شرفة المنزل. ولمّا شاهدت الزّوجة الحمّال مقبلا، قالت لزوجها:

- هاهو قد جاء ثانية. كنت متأكّدة من ذلك. فمعاملتك اللّطيفة له جعلته يطمع فيك. اُخرج إليه وانهره واشتمه وحذّره من المجيء إلى هنا ثانية.

فما كان من التّاجر إلاّ أن أطاع أمر زوجته . وعاد الحمّال في هذه المرّة أسفا حزينا.

وصادف بعد ذلك بأيّام أن كان الحمّال في السّوق يجرّ حمولة لأحد الزّبائن ، عندما لمح التّاجر مقبلا من بعيد في اِتّجاهه. فأسرع يغيّر طريقه ليتجنّب لقاءه. ولم يكن التّاجر قد رآه. ومن فرط تعجّله كاد يصطدم بصديق له يحمل هو الآخر حملا. فابتدره ذاك الصّديق صائحا:

- ما هذه العجلة؟ تمهّل يا أخي.

و لمّا رآه مضطربا سأله:

- ما بك؟

- التّاجر هنا. لقد خفت أن يراني.

- أتقصد ذاك الذي أطردك وأهانك. ولمَ تخاف منه؟

- لست خائفا منه، ولكنّي أخشى أن يراني فيشعر بالضّيق والحرج إذا ما تذكّر ما كان بيننا.

لقد أردت أن أجنّبه الحرج. فأنا ما نسيت أفضاله السّابقة عليّ طوال كلّ تلك الأعوام الماضية.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف