الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

للصبر حدود..لبنان نموذجاً؟ بقلم:د. فوزي علي السمهوري

تاريخ النشر : 2019-10-21
للصبر حدود ....... لبنان نموذجا ؟ 

        د فوزي علي السمهوري 

  ما يشهده لبنان من إنتفاضة شعبية سلمية على مدار الأيام السابقة له دلالات وعبر كما أنه يرسل رسائل متعددة الاتجاهات تتطلب قراءتها بعمق. 

  دلالات وعبر :  

  أولا : البطالة والفقر تولد الشجاعة وتحرر الإنسان من الخوف الداخلي والخارجي على حد سواء تترجم إلى فعل قوي وحركة تلقائية  جماهيرية دون حدود.  

  ثانيا : الفساد بأشكاله يعزز ويعمق الشعور بالظلم مما يعد عاملا يزرع الحقد والكراهية لدى شرائح واسعة من المجتمع إتجاه القوى المتنفذة والحاكمة تجعل منه قنبلة موقوتة غير معلومة أو محددة التفجير في وجه الفاسدين ومن يسهل لهم ويحميهم. 

  ثالثا : غياب المواطنة وغياب سيادة القانون ينشئ شريحة مستأثرة ونافذة سياسيا واقتصاديا يحيط بها دوائر منتفعة ومستفيدة متخذين من الإرتباط المذهبي والطائفي والديني والجهوي والشللي والحزبي وغيرها من الاشكال وسيلة لتحقيق مصالح ذاتية ضيقة على حساب المصلحة العامة. 

  رابعا : توظيف شعارات الديمقراطية من اجل إدامة الإستمرار في هيمنة الفئة أو الفئات أو الشخصيات على مفاصل الحياة السياسية والإقتصادية والاجتماعية دون مراعاة لحقوق ومصالح غالبية الشعب. 

  خامسا : قوة الجماهير المقهورة " القوة الصامتة او المصمتة " أقوى من أي حزب أو تنظيم أو طائفة او مذهب أو عرق مهما بلغت أو ظن قادتها أنهم فرضوا أو تقاسموا سلطة لا راد لها عبر سطوة مؤسساتها وأجهزتها أو عبر توزيع بعضا قليلا من الأموال. 

  سادسا :  إستحالة القدرة بالرهان على استمرار التذرع باستهداف المذهب او الطائفة أو العرق أو غيرها من المبررات كمظلة حماية جمعية بينما تتخذ كوسيلة للحفاظ على سدة المواقع السياسية والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية سواء تحت مظلة نظام ديمقراطي شكلي أو شبه ديمقراطي. 

  سابعا : التعبير عن الغضب على جميع القوى السياسية التي ساهمت أو أغمضت العين على  تهميش القوى المجتمعية " التي تشكل غالبية المواطنين " وإقصاءها عن المشاركة الحقيقية بالحياة السياسية وصنع القرار وما الإلتزام برفع العلم اللبناني الذي يشكل المظلة التي يستظل تحت لواءها جميع شرائح المجتمع بعيدا عن الحزبية إلا دليل على ذلك.

كما حملت الانتفاضة رسائل ملؤها حكمة ونصائح لأنظمة ترى في نفسهاأنها محصنة بل عصية على إختراق جدارها لاعتبارات : 

  ● داخلية. 

  ● خارجية. 

  الاعتبارات الداخلية : ---

تتمثل في 

• الإعتماد على تخدير الجبهة الداخلية واستسلامها أمام سطوة سياسة تكميم الأفواه والقمع. 

•  إتباع سياسة التفرقة بين مكونات المجتمع متعدد القوميات والمذاهب والطوائف والرهان على إستحالة القفز عن التشرذم وصولا الى  الإتفاق والتوافق. 

•  سياسة التجويع واشغال غالبية الشعب باللهاث نحو تأمين لقمة العيش وبالتالي الإنصراف عن متابعة سياسات وأعمال الفئة المتنفذة غير القانونية. 

  هذه الاعتبارات تحطمت أمام فقدان الصبر على تغول الطبقة الحاكمة والمتنفذة وما آلت إليه من ارتفاع المديونية ونسبة العجز وارتفاع نسب الضرائب مما ادت الى ارتفاع نسب الفقر والبطالة وانخفاض نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي وما لبنان ومن قبل السودان والجزائر إلا أمثلة على طريق  انتصار إرادة الشعب على إرادة الاقصاء والاستئثار بالسلطة والثروة .

  الاعتبارات الخارجية : ---

  أما  الاعتبارات  الخارجية فتتمثل في : 

•  الرهان على الإعتماد على قوى خارجية اقليمية او دولية لتأمين أمن واستقرار الأنظمة وسقوط هذا  الرهان امام قوة حق الشعب بالحرية والحياة الحرة الكريمة والتمتع بالحقوق الأساسية التي كفلتها المواثيق الدولية كما كفلها العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم. 

• هزيمة وانسحاب القوى الخارجية أمام إرادة الشعب المنتفض والثائر ونضالها ضد الفساد والفقر والاستبداد وهذا ما تؤكده الوقائع وخاصة خلال السنوات الأخيرة .

أما النصيحة التي لا تقدر بثمن  تتمثل بالدعوة الى ضرورة وأهمية  الإعتماد على الجبهة الداخلية دون غيرها كعامل امن واستقرار مستدام وما يتطلب ذلك من العمل على : 

▪ بناء وتعزيز الثقة بين الحاكم والمحكوم. 

▪اجتثاث الفساد.

▪ إعمال مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان. 

▪ترسيخ وإعلاء قيم المواطنةوسيادة القانون. 

  ما يمكن استخلاصه استحالة قتل إرادة المظلوم فما هو الحال إن كان غالبية الشعب يعاني من الظلم ؟  

  إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. ...

فهل من متعظ..... ؟ !للصبر حدود. ....لبنان نموذجا. ؟ 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف