نبض الحياة
أخطار تهدد الحراك
عمر حلمي الغول
فاجأ زخم الحراك الشعبي اللبناني يومي الخميس والجمعة الماضيين (17و18 إكتوبر الحالي 2019) المستويين السياسي والأمني والحزبي والمراجع الدينية والطائفية والمذهبية، وأوقعهم في حالة من التعثر والأرباك، والخشية على الذات، حتى ذهب جميع الرموز الرئاسية والحكومية والبرلمانية إلى حد التبرؤ والتنصل من الأزمة وأسبابها، وتداعياتها، وتحميلها للمجهول، وللإرث التاريخي لواقع نركيبة النظام السياسي اللبناني. ورغم أهمية ما تقدم، إلآ ان رموز اليوم، هم الأمتداد الطبيعي وورثة سلف رموز الأمس من اساطين النظام، والأهم انهم جميعا شركاء فيما وصل اليه الوضع الإجتماعي والإقتصادي من تعفن، وفساد مستشر، وأزمة عميقة لم تبق ولا تذر، وألقت بالعقد الإجتماعي في محرقة الثورة الشعبية العابرة للطوائف والدين والأحزاب وامراء الحروب والفتن. الأمر الذي دفع كل الرموز إلى إلتقاط الأنفاس، وبدأوا بالإتصالات مع أنصارهم ومحازبيهم ورجالاتهم للحؤول دون إنفلات الشارع اللبناني إلى ما لا تحمد عقباه، ويدمر ما صنعوه طيلة عقود من عمر النظام اللبناني الطائفي والهش.
ويمكن لنا ملاحظة التالي في الثلث الأخير من اليوم الثاني ( الجمعة) للثورة، واليوم الثالث السبت (19/10/2019) حيث برزت عدة عوامل وندوب في جسم الحراك الشجاع والنبيل، ألقت عليه ظلال سلبية، وزادت من الخشية على فقدان الجماهير بوصلتها، وضياع وتبديد نتائج حراكها الرائع: أولا إفتقاد الحراك لقيادة وطنية لبنانية تنظم العلاقات، وتحدد اليات الحراك وشعاراته، وأهدافه السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية؛ ثانيا كما اشرت إستيقاظ وصحوة رموز النظام على الحلم المزعج والثقيل، والخشية من المجهول، مما دعاهم إلى التالي: 1- التبرؤ من الأزمة واسبابها؛ 2- تحميلها للآخرين، اي قوى أخرى؛ 3- المبادرة لإستدعاء أنصارهم ومحازبيهم وتوزيع التعاميم الحزبية عليهم، ودعوتهم إلى رفع مقولات زعمائهم، ورموزهم، ورفع صورهم في المناطق الجهوية، التي يتواجدون فيها، وعزل تلك المناطق والأحياء والبلدات عن جسم الحراك الشعبي العام. وهو ما يعني تفتيت وتمزيق صوت الشعب الواحد، واعادته إلى سابق عهده؛ ثالثا حتى بعض القوى، التي ادعت الموضوعية، وحملت نفسها جزءا من المسؤولية، طرحت ما طرحته لاكثر من اعتبار، 1- التميز عن الآخرين؛ 2- لاقناع الجماهير، أنها لا تخشى الاعتراف بالخطأ، ومستعدة للاصلاح مع الآخرين؛ 3- لاعفاء نفسها مما تشير له بعض القوى الاخرى، بأنها تتحمل المسؤولية في تعطيل كل عمليات الاصلاح؛ رابعا انتشار الرعاع واللصوص وقطاع الطرق في اوساط الجماهير الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير، وارتكاب عمليات نهب وحرق وتدمير للمؤسسات العامة والخاصة، وتهديد أمن الوطن والمواطن؛ خامسا حرق السجون واطلاق سراح المعتلقين التكفيريين والقتلة والحشاشين وعملاء دولة اسرائيل الاستعمارية، الذين إندسوا ايضا بين المتظاهرين، وشكلوا، وسيشكلوا خطرا على الحراك الجماهير؛ سادسا لجوء عناصر المؤسسة الأمنية إلى سياسة العصا الغليظة، والإعتداء على المواطنين مساء الجمعة، غير ان قائد الجيش تدارك أخطار ذلك، وعلى إثره اصدرت قيادة الجيش بيانا وضحت فيه، انها مع مطالب الجماهير لتفادي تأزيم الوضع، ولقطع الطريق على تهدئة الخواطر، وتنفيس الإحتقان والسخط الشعبي. لا سيما وان ابناء الشعب اللبناني حرصوا على تحييد الجيش والمؤسسة الأمنية من البداية؛ سابعا قيام بعض المندسين بإطلاق الرصاص الحي على المواطنين، بهدف تعميم الفوضى والفلتان الأمني؛ ثامنا قيام بعض السفارات النافذة، التي لها اياد طويلة في البلد بدس عملاءها ومرتزقتها في اوساط الشارع اللبناني لتحقيق اكثر من غاية، 1- جمع المعلومات عن طبيعة القوى المحركة للثورة؛ 2- نشر الأخبار المدسوسة والكاذبة لتشويه طابع الحراك،3- تعميق مظاهر الفتنة في اوساط الشارع اللبناني.
هذة العوامل وغيرها تلازم اي ثورة، في اي بلد، ولكن قدرتها على إجهاض قوى الثورة من عدمه مرهون بقدرة المواطنين على فرز الغث من السمين، والتمكن من رصد تلك الظواهر، والسعي في الحالة اللبنانية لإستقطاب أنصار أمراء الطوائف والحروب والأحزاب والكتل لصالح الثورة، وتذكيرهم ان الجميع من اهل البناء الفوقي متورط في الأزمة الراهنة، ولا خلاص منها إلا بالثورة على كل المتورطين فيها، والأمر لا يقتصر على حكومة سعد الحريري، بل يطال كل اصحاب الصلة بالأزمات المتوالدة والمتفشية في الجسد اللبناني كالسرطان غير الحميد. مازال من المبكر التنبؤ بما سيؤول إليه الحال في لبنان. لكن المؤكد ان ضريبة الواتساب سقطت، اما الإصلاحات الأخرى فمن الصعب الإفتراض حصول الشعب عليها، إن لم تنظم الجماهير صفوفها وتنتج قيادتها من صفوفها.
[email protected]
[email protected]
أخطار تهدد الحراك
عمر حلمي الغول
فاجأ زخم الحراك الشعبي اللبناني يومي الخميس والجمعة الماضيين (17و18 إكتوبر الحالي 2019) المستويين السياسي والأمني والحزبي والمراجع الدينية والطائفية والمذهبية، وأوقعهم في حالة من التعثر والأرباك، والخشية على الذات، حتى ذهب جميع الرموز الرئاسية والحكومية والبرلمانية إلى حد التبرؤ والتنصل من الأزمة وأسبابها، وتداعياتها، وتحميلها للمجهول، وللإرث التاريخي لواقع نركيبة النظام السياسي اللبناني. ورغم أهمية ما تقدم، إلآ ان رموز اليوم، هم الأمتداد الطبيعي وورثة سلف رموز الأمس من اساطين النظام، والأهم انهم جميعا شركاء فيما وصل اليه الوضع الإجتماعي والإقتصادي من تعفن، وفساد مستشر، وأزمة عميقة لم تبق ولا تذر، وألقت بالعقد الإجتماعي في محرقة الثورة الشعبية العابرة للطوائف والدين والأحزاب وامراء الحروب والفتن. الأمر الذي دفع كل الرموز إلى إلتقاط الأنفاس، وبدأوا بالإتصالات مع أنصارهم ومحازبيهم ورجالاتهم للحؤول دون إنفلات الشارع اللبناني إلى ما لا تحمد عقباه، ويدمر ما صنعوه طيلة عقود من عمر النظام اللبناني الطائفي والهش.
ويمكن لنا ملاحظة التالي في الثلث الأخير من اليوم الثاني ( الجمعة) للثورة، واليوم الثالث السبت (19/10/2019) حيث برزت عدة عوامل وندوب في جسم الحراك الشجاع والنبيل، ألقت عليه ظلال سلبية، وزادت من الخشية على فقدان الجماهير بوصلتها، وضياع وتبديد نتائج حراكها الرائع: أولا إفتقاد الحراك لقيادة وطنية لبنانية تنظم العلاقات، وتحدد اليات الحراك وشعاراته، وأهدافه السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية؛ ثانيا كما اشرت إستيقاظ وصحوة رموز النظام على الحلم المزعج والثقيل، والخشية من المجهول، مما دعاهم إلى التالي: 1- التبرؤ من الأزمة واسبابها؛ 2- تحميلها للآخرين، اي قوى أخرى؛ 3- المبادرة لإستدعاء أنصارهم ومحازبيهم وتوزيع التعاميم الحزبية عليهم، ودعوتهم إلى رفع مقولات زعمائهم، ورموزهم، ورفع صورهم في المناطق الجهوية، التي يتواجدون فيها، وعزل تلك المناطق والأحياء والبلدات عن جسم الحراك الشعبي العام. وهو ما يعني تفتيت وتمزيق صوت الشعب الواحد، واعادته إلى سابق عهده؛ ثالثا حتى بعض القوى، التي ادعت الموضوعية، وحملت نفسها جزءا من المسؤولية، طرحت ما طرحته لاكثر من اعتبار، 1- التميز عن الآخرين؛ 2- لاقناع الجماهير، أنها لا تخشى الاعتراف بالخطأ، ومستعدة للاصلاح مع الآخرين؛ 3- لاعفاء نفسها مما تشير له بعض القوى الاخرى، بأنها تتحمل المسؤولية في تعطيل كل عمليات الاصلاح؛ رابعا انتشار الرعاع واللصوص وقطاع الطرق في اوساط الجماهير الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير، وارتكاب عمليات نهب وحرق وتدمير للمؤسسات العامة والخاصة، وتهديد أمن الوطن والمواطن؛ خامسا حرق السجون واطلاق سراح المعتلقين التكفيريين والقتلة والحشاشين وعملاء دولة اسرائيل الاستعمارية، الذين إندسوا ايضا بين المتظاهرين، وشكلوا، وسيشكلوا خطرا على الحراك الجماهير؛ سادسا لجوء عناصر المؤسسة الأمنية إلى سياسة العصا الغليظة، والإعتداء على المواطنين مساء الجمعة، غير ان قائد الجيش تدارك أخطار ذلك، وعلى إثره اصدرت قيادة الجيش بيانا وضحت فيه، انها مع مطالب الجماهير لتفادي تأزيم الوضع، ولقطع الطريق على تهدئة الخواطر، وتنفيس الإحتقان والسخط الشعبي. لا سيما وان ابناء الشعب اللبناني حرصوا على تحييد الجيش والمؤسسة الأمنية من البداية؛ سابعا قيام بعض المندسين بإطلاق الرصاص الحي على المواطنين، بهدف تعميم الفوضى والفلتان الأمني؛ ثامنا قيام بعض السفارات النافذة، التي لها اياد طويلة في البلد بدس عملاءها ومرتزقتها في اوساط الشارع اللبناني لتحقيق اكثر من غاية، 1- جمع المعلومات عن طبيعة القوى المحركة للثورة؛ 2- نشر الأخبار المدسوسة والكاذبة لتشويه طابع الحراك،3- تعميق مظاهر الفتنة في اوساط الشارع اللبناني.
هذة العوامل وغيرها تلازم اي ثورة، في اي بلد، ولكن قدرتها على إجهاض قوى الثورة من عدمه مرهون بقدرة المواطنين على فرز الغث من السمين، والتمكن من رصد تلك الظواهر، والسعي في الحالة اللبنانية لإستقطاب أنصار أمراء الطوائف والحروب والأحزاب والكتل لصالح الثورة، وتذكيرهم ان الجميع من اهل البناء الفوقي متورط في الأزمة الراهنة، ولا خلاص منها إلا بالثورة على كل المتورطين فيها، والأمر لا يقتصر على حكومة سعد الحريري، بل يطال كل اصحاب الصلة بالأزمات المتوالدة والمتفشية في الجسد اللبناني كالسرطان غير الحميد. مازال من المبكر التنبؤ بما سيؤول إليه الحال في لبنان. لكن المؤكد ان ضريبة الواتساب سقطت، اما الإصلاحات الأخرى فمن الصعب الإفتراض حصول الشعب عليها، إن لم تنظم الجماهير صفوفها وتنتج قيادتها من صفوفها.
[email protected]
[email protected]