صباح الخير يا بيروت!
خالد عيسى
" هاي ، كيفك ، سافا " .. يا بيروت ... ومن غيرها بيروت تقول لك كلمة واحدة بثلاث لغات ...
هذه الـ بيروت حين تجتمع التناقضات وتختارها عاصمة لها، وترسمها مدينة .. تمدّ رأسها من شرفة بحرية في رأس بيروت كعلامة تعجب " ! " .. بين جبلها والبحر مرمى حجر ، تشعل سيجارتك في عرمون ، وتنفث دخانها في عين المريسة ، ويرن هاتفك الجوال في عاليه وتنهي المكالمة وقد وصلت خلدة .. بيروت مدينة في متناول اليد ، لها تهذيب كرسون يقول لك : " حبيب قلبي " حين تدخلها ، ويشتمك " كزعران " ساحة رياض الصلح ان دفعت الحساب بدون " بخشيش ..
عاصمة التناقضات بيروت .. هي سويسرا الشرق وهانوي العرب ، انطوان لحد .. وحسن نصرالله ، وقار فيروز و " دلع " الصبوحة ، مارسيل خليفة وراغب علامة ، عمليات تجميل وعمليات انتحارية ، مذيعة محجبة في قناة المنار ، ومذيعة شبه لابسة في قناة " البسي " ! حسينية في الضاحية الجنوبية .. وجامع في البسطة ، شيعي في حارة حريك وشيوعي في شارع الحمرا ، قسيس في بكركي ، ومقامر في كازينو لبنان بجونية ..
فلسطيني في برج البراجنة ، وأرمني في برج حمود ، لاجئ سوري في الاشرفية وشغالة سيريلانكية في سن الفيل ..
هذه الخلطة تجدها فقط في بيروت التي تأكل " عرايس " وتتزوج " قشطة " .. تنفخ الصدور.. وتفخخ السيارات ، تطوف في شوارعها الطوائف ان ارتفع منسوب الأمطار التي تحملها غيوم الشرق والغرب ، تبوس الواوا ويموت المرضى على أبواب مشافيها ان لم تدفع الفاتورة في غرفة الطوارئ ، وتأكل لحمك مع الكبة النية ان لم تدفع فاتورة مطاعمها بالدولار الأخضر التي تفرمه في جيوبها كصحن تبولة ..
في بيروت أنت كل شيء ولا شيء في وقت واحد ، خواجة حين تمد يدك لمحفظتك و " شرشوح " وأنت طفران ، مناضل تارة وعميل تارة حسب مزاج وليد جنبلاط ، المتقلب بين لحية حسن نصرالله وسكسوسة سعد الحريري ...
وبيروت الحائرة المحيرة تقرأ كل صباح جريدة النهار وجريدة السفير ، وهي لم تحسم أمرها بين سويسرا الشرق وهانوي العرب، وتقول لك : " بنجور ..
صباح الخير يا بيروت وقد نفد صبرها على ملوك الطوائف الذين يسرقون جيوبها " كلن يعني كلن " !
خالد عيسى
" هاي ، كيفك ، سافا " .. يا بيروت ... ومن غيرها بيروت تقول لك كلمة واحدة بثلاث لغات ...
هذه الـ بيروت حين تجتمع التناقضات وتختارها عاصمة لها، وترسمها مدينة .. تمدّ رأسها من شرفة بحرية في رأس بيروت كعلامة تعجب " ! " .. بين جبلها والبحر مرمى حجر ، تشعل سيجارتك في عرمون ، وتنفث دخانها في عين المريسة ، ويرن هاتفك الجوال في عاليه وتنهي المكالمة وقد وصلت خلدة .. بيروت مدينة في متناول اليد ، لها تهذيب كرسون يقول لك : " حبيب قلبي " حين تدخلها ، ويشتمك " كزعران " ساحة رياض الصلح ان دفعت الحساب بدون " بخشيش ..
عاصمة التناقضات بيروت .. هي سويسرا الشرق وهانوي العرب ، انطوان لحد .. وحسن نصرالله ، وقار فيروز و " دلع " الصبوحة ، مارسيل خليفة وراغب علامة ، عمليات تجميل وعمليات انتحارية ، مذيعة محجبة في قناة المنار ، ومذيعة شبه لابسة في قناة " البسي " ! حسينية في الضاحية الجنوبية .. وجامع في البسطة ، شيعي في حارة حريك وشيوعي في شارع الحمرا ، قسيس في بكركي ، ومقامر في كازينو لبنان بجونية ..
فلسطيني في برج البراجنة ، وأرمني في برج حمود ، لاجئ سوري في الاشرفية وشغالة سيريلانكية في سن الفيل ..
هذه الخلطة تجدها فقط في بيروت التي تأكل " عرايس " وتتزوج " قشطة " .. تنفخ الصدور.. وتفخخ السيارات ، تطوف في شوارعها الطوائف ان ارتفع منسوب الأمطار التي تحملها غيوم الشرق والغرب ، تبوس الواوا ويموت المرضى على أبواب مشافيها ان لم تدفع الفاتورة في غرفة الطوارئ ، وتأكل لحمك مع الكبة النية ان لم تدفع فاتورة مطاعمها بالدولار الأخضر التي تفرمه في جيوبها كصحن تبولة ..
في بيروت أنت كل شيء ولا شيء في وقت واحد ، خواجة حين تمد يدك لمحفظتك و " شرشوح " وأنت طفران ، مناضل تارة وعميل تارة حسب مزاج وليد جنبلاط ، المتقلب بين لحية حسن نصرالله وسكسوسة سعد الحريري ...
وبيروت الحائرة المحيرة تقرأ كل صباح جريدة النهار وجريدة السفير ، وهي لم تحسم أمرها بين سويسرا الشرق وهانوي العرب، وتقول لك : " بنجور ..
صباح الخير يا بيروت وقد نفد صبرها على ملوك الطوائف الذين يسرقون جيوبها " كلن يعني كلن " !