الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إنه يخترق كل الشارات الحمراء بقلم : حمدي فراج

تاريخ النشر : 2019-10-18
إنه يخترق كل الشارات الحمراء بقلم : حمدي فراج
إنه يخترق كل الشارات الحمراء 18-10-2019
بقلم : حمدي فراج
اختلف الناس بين مؤيد لضرب الاولاد في المدرسة كما حصل مؤخرا في احدى مدارس الخليل ، وبين معارض ، بمعنى انهم اختلفوا ان كانت "العصا من الجنة" ام لا . وعندما جاءت اللجنة التحقيقية المكلفة من وزارة التربية والتعليم لتنظر في القضية ، ازداد اختلاف الناس ، لأنها قررت بعد أن اوقفت المدرس عن العمل يوم او يومين ، عادت وقررت ارجاعه الى عمله وكأن شيئا لم يكن . فأدركت ان المشكلة المعضلة تكمن اولا وأخيرا في اننا ما زلنا لا نعرف التعاطي مع القوانين والانظمة ، فبدلا من تأييد الضرب في المدارس من عدمه ، كان يجب ان نسأل إن كان هذا مسموحا ام محظورا ، وكما يقال في الفقه : لا إجتهاد في نص .
شاهدت شريط فيدو بعث لي به أحد المعارف عن عملية الضرب المزعومة التي استغرقت حوالي دقيقتين ، استخدم فيها المدرس يديه ثم عصا "خشبة" تبلغ حوالي مترا في طولها وخمسة الى عشرة سم في عرضها ، وعندما حضر شخص آخر كأنه مدرس زميل لكي "يحجز" لجأ الى البصق في وجه التلميذ .
تكمن المشكلة المعضلة الثانية في بلادنا أن الذين يتكلفوا ويتكفلوا بتطبيق القوانين والانظمة انهم اول من يقوم بخرقها ، فمثلا يتقرر حصر شارع كطريق باتجاه واحد ، فترى من يخرقه سيارة الامن التابعة للجيش او للشرطة او لسيارة ذات لوحة تسجيل حمراء . لكم من شخص قتل في التحقيق رغم ان التعذيب ممنوع . قال لي عقيد متقاعد انه لا يملك لسيارته ترخيصا ولا تأمينا ، فسألته لماذا : فأجاب ان دوريات الشرطة تعرفه ولا تسأله عن ترخيصه وتأمينه . فقلت له انك اذن تستطيع ان تخترق الشارة الحمراء بسهولة .
ومنذ ان حل هذا العقيد مسؤولا في بلادنا ، واصبح يخترق كل الشارات الحمراء في الوطن ، اصبح المعلم في المدرسة مدرسا لا معلما ، وهذا هو جوهر المسألة ، عندما كان معلما "كاد يكون رسولا" كما قال احمد شوقي ، حتى لو لجأ الى الضرب أحيانا ، ولكن عندما تحول الى مجرد موظف فإنه كما عارض ابراهيم طوقان امير الشعراء : "لو جرب التعليم شوقي مرة ، لوجدته بين الصفوف قتيلا" حتى ولو إلتزم بإجراءات منع الضرب ، فقد سأل مدرس رياضة لطالب في الثانوية العامة لم يحضر "شورت" الرياضة ، لماذا لم يحضره ؟ فأجابه الطالب انه كان ما يزال مبلولا ، فقال له المدرس : لماذا لم تحضر بدلا منه كلسون امك . الحط من كرامة الطالب لا تقتصر على الضرب واستخدام العصا ، ولا على الصراخ والزعيق حيث لا تتحفظ مديرة المدرسة ان تتوعد تلميذاتها الوسخات المليئة رؤوسهن بالقمل عبر مكبرات الصوت ، الحط من الكرامة لا ينحصر في التلميذ المضروب او المعنف ، بل يطول كل الطلاب في الصف والمدرسة والناس بشكل عام في المجتمع .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف