الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إنه يخترق كل الشارات الحمراء بقلم : حمدي فراج

تاريخ النشر : 2019-10-18
إنه يخترق كل الشارات الحمراء بقلم : حمدي فراج
إنه يخترق كل الشارات الحمراء 18-10-2019
بقلم : حمدي فراج
اختلف الناس بين مؤيد لضرب الاولاد في المدرسة كما حصل مؤخرا في احدى مدارس الخليل ، وبين معارض ، بمعنى انهم اختلفوا ان كانت "العصا من الجنة" ام لا . وعندما جاءت اللجنة التحقيقية المكلفة من وزارة التربية والتعليم لتنظر في القضية ، ازداد اختلاف الناس ، لأنها قررت بعد أن اوقفت المدرس عن العمل يوم او يومين ، عادت وقررت ارجاعه الى عمله وكأن شيئا لم يكن . فأدركت ان المشكلة المعضلة تكمن اولا وأخيرا في اننا ما زلنا لا نعرف التعاطي مع القوانين والانظمة ، فبدلا من تأييد الضرب في المدارس من عدمه ، كان يجب ان نسأل إن كان هذا مسموحا ام محظورا ، وكما يقال في الفقه : لا إجتهاد في نص .
شاهدت شريط فيدو بعث لي به أحد المعارف عن عملية الضرب المزعومة التي استغرقت حوالي دقيقتين ، استخدم فيها المدرس يديه ثم عصا "خشبة" تبلغ حوالي مترا في طولها وخمسة الى عشرة سم في عرضها ، وعندما حضر شخص آخر كأنه مدرس زميل لكي "يحجز" لجأ الى البصق في وجه التلميذ .
تكمن المشكلة المعضلة الثانية في بلادنا أن الذين يتكلفوا ويتكفلوا بتطبيق القوانين والانظمة انهم اول من يقوم بخرقها ، فمثلا يتقرر حصر شارع كطريق باتجاه واحد ، فترى من يخرقه سيارة الامن التابعة للجيش او للشرطة او لسيارة ذات لوحة تسجيل حمراء . لكم من شخص قتل في التحقيق رغم ان التعذيب ممنوع . قال لي عقيد متقاعد انه لا يملك لسيارته ترخيصا ولا تأمينا ، فسألته لماذا : فأجاب ان دوريات الشرطة تعرفه ولا تسأله عن ترخيصه وتأمينه . فقلت له انك اذن تستطيع ان تخترق الشارة الحمراء بسهولة .
ومنذ ان حل هذا العقيد مسؤولا في بلادنا ، واصبح يخترق كل الشارات الحمراء في الوطن ، اصبح المعلم في المدرسة مدرسا لا معلما ، وهذا هو جوهر المسألة ، عندما كان معلما "كاد يكون رسولا" كما قال احمد شوقي ، حتى لو لجأ الى الضرب أحيانا ، ولكن عندما تحول الى مجرد موظف فإنه كما عارض ابراهيم طوقان امير الشعراء : "لو جرب التعليم شوقي مرة ، لوجدته بين الصفوف قتيلا" حتى ولو إلتزم بإجراءات منع الضرب ، فقد سأل مدرس رياضة لطالب في الثانوية العامة لم يحضر "شورت" الرياضة ، لماذا لم يحضره ؟ فأجابه الطالب انه كان ما يزال مبلولا ، فقال له المدرس : لماذا لم تحضر بدلا منه كلسون امك . الحط من كرامة الطالب لا تقتصر على الضرب واستخدام العصا ، ولا على الصراخ والزعيق حيث لا تتحفظ مديرة المدرسة ان تتوعد تلميذاتها الوسخات المليئة رؤوسهن بالقمل عبر مكبرات الصوت ، الحط من الكرامة لا ينحصر في التلميذ المضروب او المعنف ، بل يطول كل الطلاب في الصف والمدرسة والناس بشكل عام في المجتمع .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف