الأخبار
علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقطأبو ردينة: الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل لا يقودان لوقف الحرب على غزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اما اّن للفنان الفلسطيني ان يستقيم ؟! بقلم:رياض سيف

تاريخ النشر : 2019-10-17
اما اّن للفنان الفلسطيني ان يستقيم ؟! ....
رياض سيف *

بالامس قرات لاحد الفنانين الفلسطينيين ان العديد من الفنانين الفلسطينيين تواجدوا من أجل حلم طال انتظاره وذلك لرسم نظام داخلي لنقابة فنانين (مسرح وسينما ودراما تلفزيونية). من اجل المطالبة بالحقوق المشروعة للفنان الفلسطيني , ووقف المتطفلين عن الاساءة للفن الفلسطيني .
اعادني هذا الخبر الى سنوات طويله , كنا كلما هممنا ان نفعل شيئا ما في هذا الاطار , تراجعنا وانفض جمعنا , وعدنا كما كنا اشتاتا كل يبحث عن طريقه وسط تهميش وانكار متعمد من قبل مؤسسات الدولة التي لم تؤمن يوما بالفن والفنان الفلسطيني , بل تجعل الافضلية لما هو غير الفلسطيني لاسباب كثيرة منها عدم الايمان بالفنان الفلسطيني . ومنها ماهو مخفي واعظم .
وانا لا الوم المؤسسة الاعلامية الرسمية والوطنية لهذا التجاهل والانكار للفنان الفلسطيني , لان وضعا مشتتا هزيلا عديم الحيلة لايفرض رأيا ولا يُستمع لشكواه . بل يجعل المسئولين في حل من اي التزام ادبي او اخلاقي تجاه الاجسام الفردية الضعيفه في غياب جسم فني قوي فاعل ومؤثر ..
في كل مرة نجتمع فيها ينفض العقد لاسباب عديدة اساسها الفنان نفسه , وبعد التجارب المريره استطيع تصنيف الفنانين الفلسطينيين الى ثلات فئات :
1- فنانون عازمون ان يكون لهم كيان ووجود على خارطة الوطن , ليس لهم مصلحة مع اي جهة كانت سوى الايمان بابداعهم وقدراتهم حتى لو على حساب قوتهم وتهميشهم, وهم قلة قليله ,
2- فنانون يخافون ان يُغضبوا بعضا من مسئولي النظام ولايهمهم سوى الارتزاق من الفتات الذي تمن به عليهم المؤسسة الرسمية وهو نذر قليل لايعادل عُشر ماتدفعه لمثيله غير الفلسطيني الذي يتم متابعه تصويره بالتقارير التلفزيونيه وشراؤه على ارضه قبل اكتماله . على عكس المنتج الفلسطيني الذي يرضخ للرقابة الدقيقه في كل مشهد فيه .وياليته في النهاية يعجب المتحكمين .
3- فنانون نأو بانفسهم عن ما يوجع رؤوسهم , فاتخذو سبيل الحياد يتفرجون من بعيد لبعيد وكأن الامر لايعنيهم مطلقا ..
في وضع كهذا فلا أرى ان من حق الفنان الفلسطيني ان يعترض او يرفع صوته , لانه قرر المعادلة لنفسه , ووضع نفسه في موضع رخيص لايستحق معه ان يجهر بالصوت , لان صوته في حالة تفرقه سيكون نشازا ونعيقا لايستحق الانتباه .
في كل بقاع الدنيا ثمة كيانات وروابط ونقابات للفنان تفرض نفسها ومنتجها وارادتها .. في السودان ارتيريا الصومال وافقر دول الدنيا اتابع اعمالا محلية تبث في ساعات الذروة , معظمها صورت بكاميرا فيديو تداخلت فيها الالوان والظلال , واختل الصوت والموسيقى , ولكونها منتج وطني فهي لدى المشاهد في تلك البلدان تضاهي الالياذة , وان كنا لا نرضى بهذا المستوى من الانتاج او نقره كوننا تجاوزناه الى ما يضاهي المواصفات الفنية المقبولة والجيدة على الاقل ,لكنه فى رأي تلك البلدان مصدر فخر واعتزاز واحترام لفنها وفنانيها ..
في كل اقطار الدنيا اجسام نقابيه وروابط ومقرات يجتمع اليها الفنانون , الا فلسطين التي ابتلاها سبحانه وتعالى باتحاد محسوب علينا يسمى اتحاد الفنانيين التعبيرين وهو الجسم الذي لا علاقة له بالدراما او الصوره وهو من بقايا مؤسسات منظمة التحرير شاخ من فيه من الشعراء والزجالين ( الذين نحترمهم لشخصهم )والذين لم يتغيروا على مدى الزمن , ومع انتمائهم لمؤسستهم الهرمة الا انهم لايجدون ثمن فنجان القهوة لضيوفهم . فكيف يستقيم هذا الحال مع واجباتهم التى لايعرفونها اصلا , ولايعرفون سوى انهم هيكل من هياكل السلطة لا ينشطون الا في المناسبات السياسيه ولفريق واحد ينتمون له .وكفا الله المؤمنين القتال . واتحدى ان يتدخل اتحاد كهذا لفرض مسلسل فلسطيني على التلفزيون الفلسطيني حتى بالتوسل.
فكيف اذا افترضنا انه من الممكن له ان يعقد ميثاق شرف مع المؤسسه الوطنيه من اجل انتاج او تبني او شراء عمل فلسطيني .وهذا من سابع المستحيلات فهو لا يملك من امره شيئا كونه مأمور وساقط الشرعية منذ دخوله ارض فلسطين .
منذ قيام السلطة ونحن نسمع بصندوق الدراما وما من وفد او زائر للمقر الرئاسي الا ويخرج علينا بالبشرى , فا المانع من قيام هذا الصندوق ورفده وتطوير الدراما الفلسطينيه التى لم ولن تشهد لها الشاشات العربية مثيلا في حدثها واحداثها. والتى هي حاجة نضالية ووطنية في اعلى مراتب الحاجة كونها تغني عن الف خطابة والف مخطوط . وتغير في الرأي العام الذي شوهت افكاره حتى اصبح يقبل بفكرة القدس عاصمة للدولة المزعومه ..ناهيك عن المستوى العربي والعالمي الذي يشهد للفنان الفلسطيني حضوره وبقوة منافسا ومبدعا .
الجواب هو بعدم وجود ذلك الجسم الحقيقي المطالب بحقه وحق وطنه اولا . وثانيا تحكم السياسي بقرار الفن والثقافة بحيث اصبح السياسي اكبر من الوطن واصبح المبدع والمثقف اصغر ما في الوطن .فمتى تستفيق فلسطين كل فلسطين من غفلتها بمثقفيها وفنانيها ..ومتى يصبح لدى فلسطين جسما فنيا مشرعا وقانونيا يفرض اجندته ويجبر اعلامه على السير في طريق الوطن .هذا سؤال برسم الفعل على عاتق مبدعي فلسطين ومثقفيها ..والى ان يتم ذلك نقول لن تقوم للابداع قائمة الا بالاستفاقة من الغفله , وهي غفلة قاتلة لامحالة .
مطالب كبيرة واماني اكبر والاهم احترام الاخرين للفنان والفن الفلسطيني هو ما يفرض على الفنان ان ينهض ويقف على قدميه يوحد صفوفه وان ينفض عن نفسه غبار التواكل ويكون لنفسه كيانا نقابيا يفرض من خلاله الاحترام لنفسه ولفنه في زمن بات فيه احوج ما يكون الى استرداد حقوقه واحترامه . وهي دعوة الى كل الفنانين الفلسطينيين الى التلاقي والاجتماع وتقرير المصير ..


*كاتب وسيناريست
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف