الأخبار
معظمهم أطفال.. استشهاد وإصابة عشرات المواطنين في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة بقطاع غزةالولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروط
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإنتخابات حق للشعب بقلم:د. مصطفى البرغوثي

تاريخ النشر : 2019-10-17
الإنتخابات حق للشعب بقلم:د. مصطفى البرغوثي
الإنتخابات حق للشعب
بقلم د. مصطفى البرغوثي

الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

هناك ستة أسباب على الأقل تحتم بذل كل جهد ممكن لإجراء الإنتخابات في فلسطين.

أولها أن الانتخاب حق مهضوم للشعب الفلسطيني منذ تسع سنوات على الأقل، ولا يستطيع أحد أن ينكر على الشعب الفلسطيني حق إختيار قياداته.

ورغم أن الإنتخابات وحدها لا تضمن وجود الديمقراطية، فلا يمكن الحديث عن أي ديمقراطية، بدون انتخابات دورية تجري في موعدها.

السبب الثاني، أن النظام السياسي برمته يعاني من أزمة عميقة، لأسباب عدة أولها الانقسام المستمر والمؤسف، ولكن أيضا لعدم وجود مجلس تشريعي فاعل، مما أدى إلى زوال الفصل بين السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية.

السبب الثالث، أن غالبية الشعب الفلسطيني ممن هم اليوم في سن الانتخاب، أي جيل الشباب، لم تتح لهم يوما فرصة المشاركة في أي إنتخابات ديمقراطية، وغياب المشاركة السياسية ووسائلها، جعل كثيرون منهم ينكفئون عن العمل الوطني والسياسي، لشعورهم بالتهميش وانعدام فرص المشاركة في المواقع القيادية.

ولا يمكن إعادة اجتذاب الطاقات الشابة للمشاركة في الكفاح الوطني دون إشعارهم بحقهم في المشاركة، وحقهم في المنافسة على المواقع القيادية.

رابعا، إن التحديات السياسية التي تواجه الشعب الفلسطيني وأخطرها محاولات تصفية قضيته الوطنية، بما في ذلك عبر ما سمي بـ صفقة القرن، تتطلب تفعيل وتوحيد الطاقات الوطنية، وتمكين البنيان السياسي الداخلي، وذلك مستحيل بدون تمكين وتفعيل مشاركة الشباب والشابات.

خامسا، إن حالة الانفصال والانقسام بين الضفة والقطاع وصلت إلى مستوى خطير للغاية، ولا يخفي فريق ترامب نواياه تكريس إنفصال القطاع عن الضفة لكسر المعادلة الديموغرافية، ولتسهيل ضم وتهويد الضفة الغربية، وقتل فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقانونيا هناك اليوم حوالي 150 قانون أُصدرت في الضفة ولا تطبق في غزة، وعشرات القوانين التي أُصدرت في غزة ولا تطبق في الضفة، وكل ذلك يكرس عملية الفصل الإجتماعي والقانوني، ولا يمكن معالجة ذلك إلا بانتخاب مجلس تشريعي موحد، يراجع كل هذه القوانين ويوحدها في إطار الممارسة الديمقراطية.

سادسا، إن إستمرار غياب المجلس التشريعي بعد حله، وعدم إجراء إنتخابات رئاسية وتشريعية منذ سنوات يضعف الجانب الفلسطيني أمام المجتمع الدولي، ويستخدمه حكام إسرائيل كالعادة للترويج لإدعاءاتهم الكاذبة بأنهم الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأنه لا يوجد من يستطيع تمثيل كل الفلسطينيين.

إن الحل الأمثل لإنهاء الإنقسام القائم وإستعادة الديمقراطية هو تنفيذ اتفاقات المصالحة، دون إبطاء، ولكن إذا كان ذلك مستحيلا، فليتم التوافق الوطني، عبر حوار وطني يضم كافة التيارات الفلسطينية، على آلية وطنية موحدة لإجراء الإنتخابات بحيث تشمل القدس والضفة الغربية والقطاع دون إستثناء.

وهذا أمر لا تستطيع تحقيقه لجنة الإنتخابات المركزية وحدها، مع التقدير الكبير لدورها، ولا يمكن أن يتم إلا عبر الدعوة للقاء وطني جامع يوفر التوافق الوطني وربما يفتح الطريق لإنهاء الانقسام واستعادة وحدتنا حول إستراتيجية موحدة.

هناك أربعة تحديات كبرى تقف أمام، إنجاز الانتخابات الديمقراطية بنجاح.

أولها الانقسام والذي يمكن التغلب على معضلته إما بالمصالحه أو التوافق الوطني.

وثانيها، معارضة الإحتلال لإجراء الإنتخابات في القدس، أو محاولته عرقلة الانتخابات بشكل عام، وذلك يمكن التغلب عليه بجعل الانتخابات في القدس معركة مقاومة شعبية تتوحد فيها كل القوى الفلسطينية وتجرى من خلالها الانتخابات رغم أنف الاحتلال.

وثالثها، ضمان نزاهة العملية الإنتخابية، وهو أمر لن يتحقق إلا بالقبول الحاسم لمبدأ سيادة القانون وتطبيق ذلك فورا، وبضمان حرية الرأي والتعبير والتنظيم والدعاية السياسية، مع تحريم مطلق لأي شكل من أشكال قمع حرية التعبير أو الإعتقال والقمع لأسباب سياسية.

ورابعها، ضمان احترام نتائج الانتخابات وإرادة الشعب، وذلك أمر نستطيع فرضه دوليا وإقليميا إن توافقنا جمعيا على احترام تلك النتائج، وأغلقنا الأبواب أمام أي تدخلات إسرائيلية أو إقليمية أو دولية خارجية في شؤوننا الداخلية.

هناك أمران محرمان، ولا يجوز القبول بهما مهما كانت الظروف، الأول إجراء إنتخابات في الضفة دون القطاع بحجة الانقسام

، لأن ذلك سيعني تنفيذ صفقة القرن، وتحويل الانقسام إلى انفصال تام ودائم.

والثاني عدم إجراء الإنتخابات في القدس، وذلك أمر في غاية الخطورة لأنه سيعني الرضوخ لضم القدس وتهويدها.

يمكن للانتخابات، إن صدقت النوايا على إجرائها، أن تمثل رافعة لاستنهاض المشاركة الشعبية، وكسر حالة الإحباط، كما أن إجراء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية، يفتح الباب لاستكمالها بإجراء باقي إنتخابات المجلس الوطني لمنظمة التحرير بإعتبار أن أعضاء المجلس التشريعي المنتخبين سيصبحون أوتوماتيكيا ممثلي الضفة والقدس والقطاع في المجلس الوطني، وذلك من شأنه تفعيل الدور الوطني الجامع لمنظمة التحرير الفلسطينية.

الإنتخابات حق للشعب، وهي في ظروف الشعب الفلسطيني مهمة وطنية وكفاحية، بقدر ما هي مهمة ديمقراطية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف