الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صالون نون الأدبي في لقاء مع سيدة الأماكن .. الدكتورة هيفاء فهمي الأغا

تاريخ النشر : 2019-10-16
صالون نون الأدبي في لقاء مع سيدة الأماكن .. الدكتورة هيفاء فهمي الأغا
صالون نون الأدبي في لقاء مع سيدة الأماكن .. الدكتورة هيفاء فهمي الأغا
وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية (سابقا)

عند الرابعة والنصف من بعد عصر يوم الثلاثاء الموافق الخامس عشر من أكتوبر 2019م كان اللقاء في صالون نون الأدبي
افتتحت الأستاذة فتحية صرصور الجلسة مرحبة بالجميع فقالت:
الحضور الكريم، رواد صالون نون الأدبي دوما يتألق صالوننا بحضوركم وتنتشي الثقافة بتفاعلكم، واليوم يزاد ضياء شمسنا بضيفة انتظرناها كثيرا، فأكثر من مرة كنت أحاول ضبط جلستنا معها بمواعيد تواجدها في غزة إلا أن كثرة مشاغلها وتعدد سفرياتها كانت تجعل ذلك الأمر صعبا علينا
ضيفتنا قيمة وقامة، تعرفت إليها قبل واحد وعشرين عاما، عندما زارتني في مدرسة هاشم الشوا الثانوية في بداية افتتاحها، ثم توالت اللقاءات بحكم موقعها في وزارة التربية والتعليم التي أنتسب إليها، ثم في وزارة شئون المرأة وجائزة امرأة فلسطين، سواء لفوز أحرزته في المجال الثقافي، أو من خلال مشاركتي ضمن فريق رائع في لجنة التحكيم للمتقدمين للجائزة في العام التالي
إنها الدكتورة هيفاء فهمي الأغا ذات الأثر الطيب والفعل الناجح في كل موقع تواجدت به.
ثم قالت لن أطيل الحديث فأترك للدكتورة هيفاء المساحة كاملة لتعرفنا وتكشف لنا جوانب من حياتها، وبداية
* باختصار من هي الدكتورة هيفاء الاغا؟
بعد أن أحيلت الكلمة لها، وبتواضعها المعهود ابتدأت الدكتورة هيفاء حديثها قائلة: في الحقيقة هذه الكلمات التي قدمتني بها أكبر مني بكثير، وقد أخجلتني كثيرا
ثم توجهت بالشكر لصالون نون الأدبي لهذه الاستضافة، ومن ثم توجهت للجمهور مرحبة بهم وشاكرة حضورهم
وبدأت معرفة بنفسها فقالت: أنا هيفاء فهمي الأغا، الوالد فهمي الأغا يحمل الشهادة العالمية في القانون، كان أول من حاز على هذه الشهادة، وعند عودته نظم له استقبالا حافلا من رفح لخانيونس وعلى الخيول
كنا أربعة شباب أشقاء وأربع شقيقات، أحد الشباب استشهد في لبنان وهو يقوم بتغطية عملية انسحاب زملائه، لم يتم الوصول إليه ولم نستلم جثمانه، فظل الشهيد المفقود.
أنا الرابعة بين أخواتي الإناث، جميعهن متعلمات، فوالدي كان يحب البنات ويهتم بتعليمهن
في أول عام يُفتتح في الأزهر قسم للطالبات كانت أختي التي تكبرني بأربع سنوات أول طالبة تلتحق به
بعد أربع سنوات، وعندما أنهيت الثانوية العامة أخذني والدي إلى عمان، حيث كان السفر لمصر عن طريقها، في مصر مكث معي شهرين رغم الصعوبات والتنسيق لم يتركني إلا وقد التحقت بالجامعة
بعد أن أنهيت دراستي تزوجت وسافرت للجزائر وعملت بالتعليم، إلا أنني كنت أتطلع إلى ما هو أكبر من ذلك
بعد أحد عشر عاما حصلنا على فيزا للدراسة بأمريكا، حصلت من هناك على الماجستير والدكتوراة
وبعد خمسة وعشرين عاما رجعنا للوطن
كانت عودتنا في فترة نهاية الاحتلال الإسرائيلي، تقدمت للعمل بكلية التربية (جامعة الأقصى حاليا) كان ضابط الركن ناحوم شوقي مسئول التعليم في غزة مشاركا في لجنة المقابلة مع عدد من رجال التعليم العرب
قال لي ناحوم: تركت أمريكا وجئت لغزة؟
قلت له غزة بلدي أولا وأخيرا ولابد للمتعلمين أن يرجعوا لغزة
أحد الجالسين في اللجنة قال لي: لكن رواتبنا قليلة!
قلت له ليست المادة هي مطلبي، يكفيني شرفا أن أعلم أبناء شعبي
لم يرق هذا الرد لناحوم فسأل عني وعن عائلتي كثيرا، وبعد سنوات كنت في إيطاليا ضمن وفد فتقدم مني وقال: لكن رواتبنا قليلة
قلت له إذا أنت ناحوم شوقي
قبلت في هذه الوظيفة وعملت عاما دراسيا واحدا، في أغسطس 1994م وبعد مجيء السلطة كنت ممن اختير للعمل بوزارة التربية والتعليم في التخطيط التربوي العام.

وعن أبرز المحطات في حياة الدكتورة هيفاء قالت: في حياة الإنسان محطات كثيرة ومواقف كبيرة بها العديد من النجاحات، شعاري في الحياة (وما توفيقي إلا بالله) فمن يسلك الطريق السليم سيصل بأسرع وقت
كانت طفولتي هادئة، بلا منغصات أو معيقات، ولا يشوبها ما يعكر صفوها
بعد أن أنهيت دراستي الجامعية كانت المحطة الأخرى لحياتي في الجزائر، وهناك كان لنا دورا كبيرا، إذ كان الرئيس هواري بومدين نصيرا لنا ويقول: أنا مع فلسطين سواء أكانت ظالمة أو مظلومة
كنا نعمل معارض وبازارات نعرض بها تراثنا، وكنا نحيي ذكرى انطلاقة الثورة
تلتها مرحلة أمريكا والتي حققت بها نجاحات كثيرة، كنت أحاول أن أعكس الصورة الحقيقية للمرأة الفلسطينية من خلال التعاملات والأخلاق
الأمريكان لا يعرفون شيئا عن فلسطين، - يعرفون إسرائيل - ولا يهتمون بشأن الشرق الأوسط، كانوا عندما يرون في الصحيفة خبرا يختص بالشرق الأوسط يقلبون صفحات الجريدة، لأنه لا يعنيهم
في العام 1988م كانت الانتفاضة بأوجها، حملت لهم من غزة الرصاصات المطاطية التي كانت توجه لصدور أبناء شعبنا العارية، استغربوا من العنف الذي يمارسه الاحتلال ومن سياسة تكسير العظام التي انتهجها اسحق رابين، لقد أزعجهم هذا السلوك السيء، إسرائيل تمتلك الاقتصاد والإعلام، فهي دوما تُجمّل صورتها وصورة جيشها
كنت أتحدث معهم بأريحية، بعدها أصبح أستاذي الذي كان حتى الأمس القريب لا يعبأ بقراءة أخبار الشرق الأوسط يهتم به وبأحداثه، قال لي: لقد أصبحت أقرأ عن الشرق الأوسط بعد ما سمعته منك
لابد للإنسان أن يمثل بلده تمثيلا صحيحا، كنت دوما أعمد لذكر أنني فلسطينية وبالذات من غزة المظلومة، فلابد أن نعلي كلمة الشعب
في أمريكا كانت مدرسة الصدّيق لتعليم الطلاب العرب والناطقين باللغة العربية، كانت المواد العلمية تُدرس في مدارسهم بشكل طبيعي، لكن اللغة العربية والتربية الإسلامية لا يُهتم بها، قمت بوضع مناهج لمبحثي اللغة العربية والتربية الإسلامية وكنا نجعل يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع من صلاة المغرب وحتى منتصف الليل لتعليم الطلاب من الصف الأول وحتى الثاني عشر
كنت أجري بينهم المسابقات الدينية والترفيهية، كما كنا نعقد المحاضرات التوعوية والتثقيفية، كنت آخذ تفسير بعض الآيات وأحاضر بها منبهة لكيفية تنشئة الطفل المسلم، خاصة أنني متخصصة في علم النفس
اشتغلت بأمريكا كمساعد دكتور لثلاث سنوات، تنافست على الموقع مع طالبة يهودية، ولأنهم يتمتعون بالشفافية كان الموقع من نصيب من تميزت فحزت أنا عليه
بعد أن عدنا لغزة، في السنوات من 2008 - 2010م كنت أسير في ميدان فلسطين، رأيت قافلة فك الحصار، نزلت من سيارتي وسلمت على الأجانب وشكرتهم على مشاركتهم في القافلة، أردت من ذلك أن يروا المرأة الفلسطينية المتطورة، فغزة لا تعني الدمار والفقر فقط، بل لها وجه آخر مشرق
وأضافت متحدثة عن محطات أخرى فقالت: في غزة عملت كمحاضرة في جامعة الأقصى، وكانت إحدى المحطات التي غيرت حياتي هي هذه المرحلة، أن أعلم طلبة من فلسطين، كانت أبهج أيام حياتي، أعلم طلبة السنة الثالثة من المرحلة الجامعية، أنا أريد تطوير التعليم في غزة، فعلينا ألا نقف عند حدود حفظ المادة المقررة، فطلبت من الطالبات رسم خريطة فلسطين على السبورة، لم أجد أي طالبة ترسم الخريطة بشكل سليم، وذلك بسبب الاحتلال الذي كان يحظر عليهم دراسة أي شيء يتعلق بالوطن
نحن في الغربة نغرس في نفوس أطفالنا حب الوطن فيصبحوا أكثر تعلقا به، أذكر في يوم كنا في تكساس أمام قبة، فإذ بطفل يقول لي: خالتو هذا الأقصى، ظنا منه أن كل قبة هي الأقصى.
في الجامعة استطعت أن أغير النمط التقليدي للتعليم الجامعي بطريقة مبتكرة.
في العام 1994م شُكلت وزارة التربية والتعليم انتقلت للعمل بها كمدير عام، كنا مجموعة منهم الدكتور عبد الله عبد المنعم والدكتور نعيم أبو الحمص وآخرون، ونحن نشكل الوزارة لم نجد أي معلومات عن المدارس وأعداد الطلبة، اليهود لم يتركوا لنا أي معلومة، فبدأنا نجمع البيانات من المدارس
في تاريخ 24 أغسطس 1994م ولدت وزارة التربية والتعليم، وكان الوزير ياسر عمرو، استطعنا أن نضع النواة الأولى في وزارة التربية والتعليم، واستمر عملي بالوزارة لعشرين عاما مع التدرج في المناصب.
ثم انتقلت لوزارة شؤون المرأة، استطعت أن أعمل شيئا للمرأة التي كانت مغيبة تماما، خلال عملي في الوزارة كنت أتنقل ما بين غزة ورام الله نصف الأسبوع في غزة ونصفه في رام الله، مع مصاعب السفر على معبر بيت حانون، إذ كانوا يتعمدون إهانتنا، لا فرق لديهم بين وزير وغفير
لدي كثير من المواقف التي جعلتني أنفجر في وجوههم، كانوا في كل مرة يعاملوننا وكأننا لأول مرة نمر من هذا الطريق، في إحدى المرات رفضت التفتيش وقررت أن أعود لغزة، فاتصل بي مدير المعبر اليهودي يسأل عن سبب عودتي، فقلت له لن أخضع للتفتيش العاري
فقال: ارجعي وسأدخل معك الغرفة شكليا كي لا نكسر قرار المعبر
رفضت وبشدة، فقال سأسأل وأعود لك، وبعد دقائق رجع لي سامحا بالمرور دون تفتيش، دخلت؛ أغلقت الجاكيت، وفي مشية عسكرية، سرت رافعة رأسي لأنني انتصرت عليهم، قلت لليهودية حتى أنت كامرأة ممنوع أكشف أمامك عن شعري لأنك غير مسلمة
دخلت وجاء شلومو معتذرا ومتعللا بأن المجندة جديدة في هذا الموقع
بعدها اختلفت المعاملة معي بــ360 درجة، أصبحنا لا نخلع جزمنا، فقط الشنطة تمر على الكشف الروتيني
أنا تمسكت بكرامتي، فلست مضطرة للرضوخ لشروطهم
وأضافت: بالنسبة لتصريح الشخصيات المهمة الــ V.I.P فإننا مكثنا في الوزارة خمس سنوات ولم نمنحها
الخلاصة هي أننا كنا نفرض احترامنا على الآخرين
في إحدى المرات وأنا طالعة على المعبر سار معي مدير المعبر وسألني (قولك فتح وحماس بيتصالحوا؟
قلت: ولماذا لا يتصالحون، ليس أمامهم إلا أن يتصالحوا والدم عمره ما بيصير مياه
ظننت أنهم سيمنعوني بعدها من السفر؛ فلا يستصدروا لي تصريحا، إلا أن ذلك لم يحدث
دوما المواقف الشريفة تُحترم حتى من الأعداء

في أمريكا عملت كمحاضرة، كنا أربعة من دول مختلفة كانوا يسألونهن في المقابلة أسئلة عادية مثل: لماذا تركت بلدك؟
هل تأقلمت على الحياة هنا؟ وهكذا، أما أنا فكل أسئلتهم لي كانت تدور حول الدين مثل:
لماذا تغطين شعرك؟
لماذا لا يكون ذلك في بلدك فقط؟
فقلت لهم الله موجود هنا وهناك
سألوني عن تعدد الزوجات، وهم يعتبرون تعدد الزوجات نقطة ضدنا
فقلت لهم: ديننا يأمر الرجل ألا يتزوج إلا لضرورة وبشرط تحقيق العدل فقال: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} النساء: 3
أيهما أفضل أن يتزوج الإنسان وينسب الولد له؟ أم تختلط الأنساب فيتزوج الأخ أخته دون أن يعرف، قلت لهم: بهذه العفة ليس لدينا الأمراض التي تنتقل عبر العلاقات المحرمة لأننا دين طهارة، كما أن المرأة عندنا لا تكون إلا مع رجل واحد
سألوني عن الأب وعن دور الرعاية، قلت لهم ليس لدينا بيوت عجزة لأن ديننا ينهى عن ذلك فقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} الإسراء: 23
كما أن الرسول أوصانا بالأم، بل جعل لها أولوية الرعاية عن الجهاد
وأنا خارجة لحقت بي فتيات وقلن لي: نحن نحسدكم على الإسلام.

وردا عن سؤال عن تنقلها في العمل بين عدة مواقع، من التدريس للإدارات العامة للوزارة
قالت: تنقلت في أماكن كثيرة، لقد كان اختيارك لعنوان (سيدة الأماكن) موفقا، وتوصيفا سليما
فقد تنقلت كثيرا، وزرت نحو ثلاث وعشرين دولة، مثلت المرأة الفلسطينية في أمريكا لأربع سنوات كان آخرها في هذا العام وقبل أشهر قليلة وكانت هي السنة الأفضل، في كل عام كنت أستفيد، لكن هذا العام كان هو الأكثر
كنت في كلمتي في الأمم المتحدة أركز على المرأة الفلسطينية، فكي تكون منتجة لابد من إزالة الاحتلال، تكلمت عن الأسيرات والشهيدات والمبدعات وعن حصار غزة، وفي أثناء إلقائي للكلمة جاءني خبر فوز حنان الحروب فقلت لهم: أبشركم بفوز المعلمة الفلسطينية حنان الحروب متفوقة على ثمان وأربعين ألف معلمة، رغم قهر الاحتلال، فضجت القاعة بالتصفيق.
طلبت الوزيرة اليهودية الكلمة ومنحت الفرصة من قبل رئيس اللجنة وهو برازيلي، فردت عليّ قائلة: الوزيرة الفلسطينية شيطنت إسرائيل، فلتتحدث عن قمع الرجل للمرأة
رغم أنني منحت فرصة الرد إلا أنني لم أرد عليها، وكان عدم ردي بمثابة أبلغ رد
قال لي رئيس اللجنة: خشيت أن تردي عليها، وقال: إن فلسطين في سويداء قلب البرازيل
أيضا في كلمة فلسطين باسم مجموعة السبعة وسبعين والصين كان عليّ أن ألقي كلمة نيابة عن مائة وأربع وثلاثين دولة، تحدثت بكلمتي عن معاناة المرأة في هذه الدول جميعا وركزت على معاناة المرأة الفلسطينية مطالبة برفع القيود عنها، كانت الكلمة رائعة
جاءوا بعدها وسلموا عليَّ، جاءتني الرئيسة معربة عن إعجابها وقالت: إن كان في الشعب الفلسطيني نساء مثلك فأنتم بخير
قلت لها نساء فلسطين جميعهن بخير
كنت أعمد للوصول للإعلام لأعلي شأن المرأة الفلسطينية، قبل أشهر كنت في تركيا، قال لي سقيرنا هناك بأنه سيرتب لي لقاء مع أردوغان، فقلت له لقد قابلته، قلت له أنا هيفاء الأغا من فلسطين، ننتظرك في غزة
قال حياكم الله.

قالت الأستاذة فتحية: شاهدت فيلما قصيرا عنكم في احتفال عائلة الاغا تحت عنوان عودة الملكة، ماذا يعني هذا وما القصد منه؟
قالت الدكتورة هيفاء: السيد ياسر الأغا هو من عمل الربورتاج لهذا الفيلم، أما سر اسم الملكة فيرجع إلى أنه في أمريكا يتابعون خريجيهم بعد عشر سنوات من تخرجهم ليعرفوا المكانة التي وصلوا إليها، بعد تسع سنوات ونصف وصلتني رسالة يطلبوا مني فيها تزويدهم بالسيرة الذاتية لي، ظننت أن ذلك للكتاب السنوي الذي يصدر عن الجامعة، ذكرت مسيرتي منذ تخرجت وحتى يومها إذ كنت في مركز "مدير عام التعليم العام"
بعد شهرين أرسلوا لي رسالة يخبروني بأنه (تم اختيارك كأفضل طالبة شرق أوسطية وصلتي لموقع متميز، ونريد تكريمك عندنا في شهر يناير)
قلت لهم أريد الحضور أنا وزوجي، فقالوا لي: عليك تأمين تذكرة الطائرة له، ونحن نتكفل بالإقامة
سافرت برفقة زوجي رحمه الله، ذهبنا للمدينة التي كنا نقيم فيها أيام الدراسة، استرجعنا ذكرياتنا.
جمعونا مع أساتذتنا وكل من درسنا خلال سنوات الدراسة، وكنا كل ليلة في احتفال وعشاء
كان الاستاد يتسع لثلاثين ألفا، أخذونا بسيارات تراثية مكشوفة وتحت شعار (عودة الملكة لموقعها الأول) هم يفتخرون بمن تفوق من طلبتهم، فهو شرف لهم أن يكون من طلبة جامعتهم رؤساء ووزراء، خاصة أنها من ضمن أقوى مائة جامعة في العالم
خلال مرورنا بالسيارات المكشوفة كانوا ينثرون علينا الورود، ثم وقف كل واحد منا تحت علم دولته، ومن ثم صعدنا للمنصة وسلمت على رئيس البلدية والمحافظ وقد قدموا لنا لوحة ومبلغا ماليا

وعن كيفية قضاء وقتها قالت الأستاذة فتحية: خلال خمس سنوات كنت دائمة الحركة والتنقل والسفر تجوبين الدول للحديث عن المرأة الفلسطينية، ولا وقت لديك لنفسك أو لعائلتك أو للمجتمع، كيف تقضين وقتك الأن؟
قالت: كان جدولي ممتلئا، كنت موزعة بين غزة ورام الله، وبعد ترك الوزارة من العاشر من إبريل 2019م لليوم لم أشعر بالفراغ، لأن وقتي مشغول؛ فأنا مسئولة عن تنظيم محاضرات في مسجد الكامل الذي أقامه أحد أفراد عائلتي وعُهد إليَّ بمتابعته، وكنت ولا زلت منذ العام 2011م أتابع تنظيم المحاضرات والتنسيق مع الداعيات وتنظيم المسابقات وتكريم من أنجزن السند ولمن حفظن القرآن، حتى خلال عملي كوزيرة لم أتخلى عن عملي في المسجد ما دمت متواجدة في غزة
كما أننا قمنا ببناء مدرسة باسم زوجي المرحوم الدكتور سليمان الأغا، أتابع نشاطاتها، وبالأمس كنت في افتتاح المكتبة بها.
الآن يعرض عليّ الكثيرون المشاركة في الجمعيات كجمعية السرطان وغيرها
كما أن كثير من الجامعات طلبت إشراكي بمجلس الأمناء فرفضت لأن لي موقف من الجامعات.

وعن الداعم والمحفز لها لبلوغ المعالي قالت: كنت متفوقة ودوما ترتيبي الأولى على طالبات الفصل، يوم استلام الشهادات لا يسألونني عن ترتيبي، بل كانوا يقولون لي طبعا الأولى!
فأقول صخيخ أنا الأولى ... في شهادة الصف الثالث الابتدائي كتبت لي معلمتي في الملاحظات: (ذكية ونشيطة وكثيرة الحركة)
وقالت: كان أبي من رجال الأزهر الوسطيين، لم يكن متشددا، كان يحب البنات، يحن عليهن ويشجعهن، أنا أقول إن نجاحاتي هي بتوفيق من الله ورضا الوالدين، كان والدي دائم الرضا عني، كلما قدمت له شيئا يُسمعني دعواته والرضا منه عني، بعد وفاة والدتي كنت أحرص على المجيء من الجزائر لأراه ولأسمع رضاه عني، كان هو من الملهمين لي، كان يفرح لنجاحي، فيقول لي رأسي مرفوع عاليا بك، والآن كلما وقفت في محفل بجانب الرؤساء وكبار الشخصيات أتمنى لو أن والدي موجودا ليراني فيسعد بطرح غراسه
ثم كان زوجي رحمه الله داعما لي ومشجعا على تحقيق أعلى المراتب.

بعدها كانت شهادة حيّة قدمتها المهندسة منى سكيك في حق الوزيرة التي عملت معها، بدأت المهندسة منى حديثها موجهة الشكر لصالون نون الأدبي، ثم قالت: إن بصمات وأثر طيب تركته الدكتورة هيفاء عندنا كموظفين وكجزء من الشعب، حتى قبل أن نعرف الدكتورة هيفاء كانت مصدر فخر لنا ونحن نراها كأول سيدة محجبة تحصل على الدرجة العلمية من أمريكا
ثم قالت: سأكشف لكم عن أمر، فمنذ عادت الدكتورة هيفاء للوطن وهي ملتزمة بصلاة ركعتين يوميا شكر لله أن أعادها لأرض الوطن
هي لم تنجب، لكنها كانت ولازالت أم للجميع، تصل للصغير والكبير لتصل لاحتياجاتهم، فكيف بالمرأة التي هي محور اهتمامها.
كانت الدكتورة هيفا دوما تؤكد على أن العنف الذي تتعرض له المرأة هو عنف احتلال وليس عنف رجل .. فكل التحية للدكتورة هيفاء

بعدها كان العديد من المداخلات التي أعرب فيها المداخلون عن إعجابهم وتقديرهم لشخص الوزيرة الإنسانة
والبعض سأل عن المناهج الجديدة ورأيها بها فقالت: لدي بعض التحفظات على المناهج وعلى إلغاء الواجبات البيتية
وقالت: أنا ضد الحفظ، لقد جُعِل أطفالنا لا يمارسون التفكير الإبداعي الناقد.

الشاعر أسامة الدحدوح أبدى إعجابه بشهادة المهندسة منى بحق الدكتورة هيفاء وقال: الإنسان لا يرى نفسه إلا من خلال الأخرين، لقد سعدت بما سمعته من المهندسة منى
وقرأ أبيات من الشعر كتبها خلال استماعه لحديثها جاء فيها:
يا نجمة التنوير فيك بهاء
بتفاوح الإنجاز يا هيفاء
لكأنه ياسمين عمر كامل
أغرست حقا والحصاد عطاء
في كل محفل عز كنت غزتنا
وطني فلسطين بالأخلاق غناء
نحن السلام بنا يشدو لموطنه
هذه فلسطين يا أنت حناء
إن الذين بقدسي خضبوا غدهم
لهم مواويل في الادهاش عذراء
لقد نقشت على التاريخ أسئلة
نحن الإجابات والتحرير اسراء
آل علوت بهم، شرفتهم مجدا يظل على الأيام أنداء
شكرا لأنك قد حملت لنا نبضا من المجد والأنهار غناء

كما تحدث الدكتور عبد الرحمن شحادة عن نضالات المرأة الفلسطينية من قديم السنين، ذاكرا أول شهيدة قارعت الاحتلال البريطاني وهي من عائلة أبو شنب من قرية بيت دراس

سطت عقارب الساعة على جمعنا فاضطررنا لرفع الجلسة ولما ينتهي الحوار مع الدكتورة هيفاء، ولما تتوقف كلمات الاعجاب والامتنان التي أبداها الحضور لشخص الدكتورة ولحسن أخلاقها وجمال صنيعها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف