الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحمد لله ! رئيس عربي منتخب، وعالِم، وفصيحٌ مبينٌ عربياَ بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2019-10-16
الحمد لله ! رئيس عربي منتخب ، وعالِم ، وفصيحٌ مبينٌ عربياَ بقلم : حماد صبح
بفوز قيس سعيد بانتخابات الرئاسة التونسية تكون ثورة تونس ، ثورة الياسمين المطهرة من العنف والدم والخراب ، قد وصلت مرحليا إلى بر الأمان . كانت أول ثورة بدءا ، واستقرت أول ثورة نجاحا بانتخاب رئيس للبلاد بإرادة شعبية في انتخابات حرة نزيهة ، وشخصية الرئيس أصدق تجسيد لهذه الإرادة ، فهو مستقل لم يعتمد في فوزه على حزب أو جهة سياسية أو دينية أو طبقة اجتماعية ، ورفض حتى تمويل الدولة لحملته الانتخابية ، وهو نزيه متعفف لا يستثمر أي نقطة ضعف في منافسه ، وأكد هاتين الصفتين في شخصيته حين رفض متابعة حملته الانتخابية بعد سجن منافسه القروي رئيس حزب " قلب تونس " تخوفا من إخلاله بمبدأ تكافؤ الفرص معه ، والمعتاد المتكرر حتى في الديمقراطيات العريقة أن يستثمر المتنافسون بحماسة وقوة نقاط ضعف منافسيهم ، بل ربما يشوهون سمعتهم دون برهان قاطع . والرئيس قيس سعيد أستاذ قانون وعلوم سياسية واجتماعية ، وهو ثاني أستاذ جامعي في العالم العربي يصبح رئيسا منتخبا ، والأول محمد مرسي الذي انتهت رئاسته بمأساة شخصية ووطنية حرمت مصر أن تكون رائدة الديمقراطية في العالم العربي . وقيس ، فوق أكاديميته الرفيعة ، مفصحٌ مبينٌ عربياً ، يتكلم العربية دون لحن ، أي دون خطأ في الإعراب ، وهو في هذه المزية العظيمة يفترق افتراق الأرض و السماء عن الرؤساء والملوك والأمراء العرب الذين لا تستطيع كثرتهم المتعاقبة قراءة خطبهم المكتوبة قراءة قريبة من الصحيحة بعد تدريبهم على هذه القراءة مرات ، وقدرتهم على الحديث الشفوي عربيا تشهد بالدليل الحاسم أنهم محرومون من أدنى درجات الحس اللغوي ، وأحدهم لا يحسن الكلام حتى بلهجة بلده . ولا نظن الرئيس قيس سيكلف أحدا بكتابة خطبه الرسمية ، سيكتبها بنفسه ، وسنلقى فيها من مُحْكَم العبارات ما يؤْثر ويحفظ وتعيده الألسنة والأقلام ، وهو في هذه المزية اللغوية يعيد إلى بالنا رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرتشل الذي حاز جائزة نوبل في الأدب على كتابه " تاريخ الحرب العالمية الثانية " ذي المجلدات الستة ، وكان شفيع فوزه بالجائزة روعة العرض اللغوي وقوته . وعلينا أن نقدر علم الرئيس قيس حين نقرأ تبريره لرفضه المساواة بين المرأة والرجل في الميراث ، وتبريره أن هذه المسألة " محسومة في القرآن ، وهو واضح وصريح ولا يحتاج للتأويل " ، وأساس دعوتنا لتقدير علمه أن آيات الميراث من آيات الأحكام ، وآيات الأحكام واضحة قاطعة لكونها أم الكتاب ، وينبني عليها التشريع الإسلامي بخلاف الآيات المتشابهات التي يكثر فيها التأويل والاجتهاد والاختلاف حسب الناظرين فيها وحسب تعاقب الأزمنة . ورد انتخاب قيس لرئاسة تونس شعورا غابرا فقده المواطنون العرب ، وقوامه أن في العالم العربي رئيسا يجسد تطلعاتهم القومية مثلما كانوا يشعرون نحو عبد الناصر . غاب هذا الرئيس المجسد للتطلعات القومية العربية عقودا بعد عبد الناصر ، وها إن الرئيس قيس يجسد هذه التطلعات من بداية ظهوره طامحا للرئاسة من أجل شعبه وأمته لا من أجل ذاته ، وما قاله عن عدالة القضية الفلسطينية وتأييده لها ، واعتباره التطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة ؛ تجسيد لشخصية الرئيس القومي العربي العابر لحدود التجزئة الجغرافية والسياسية .والمواطنون العرب إذا أحبوا رئيسا سموا مواليدهم باسمه ، وبادر مواطن يمني بتسمية مولوده الجديد باسم قيس ، وسيتوالى مواليد جدد بهذا الاسم العربي الأصيل . وسيجلب تأييد الرئيس قيس للقضية الفلسطينية ، ومحاربته للتطبيع مع إسرائيل ، أعداء كثيرين له في الخارج والداخل . ستتحرك ضده إسرائيل وأميركا وكل القوى الغربية المعادية للعرب والمسلمين ، وسيعززها في تحركها قوى عربية كثيرة يرعبها أن تنجح ثورة شعبية في تونس أو أي بلد عربي آخر ، وأن تأتي برئيس يعادي تطبيعها مع إسرائيل . وأثني المواطن اليهودي اليمني عاموس قباص آل سالم على تفرقة الرئيس قيس بين الصهيونية وبين اليهود ، قال : " الرئيس الجديد قيس سعيد أكثر ما أعجبني في كلامه أنه يعرف الفرق بين اليهود والصهاينة " ، وأضاف منبها إلى وجوب الحيطة من رد فعل الصهاينة : " استعجل بهكذا تصريح ، الله يستر لا يعمل اللوبي الصهيوني عليه انقلابا " . تونس الخضراء ، تونس البهية ، منحت العرب شاعرا عظيما هو أبو القاسم الشابي الذي لو لم يقل سوى البيتين : " إذا الشعب يوما أراد الحياة * فلابد أن يستجيب القدر "
" ولابد لليل أن ينجلي * ولابد للقيد أن ينكسر "
لكفاه قولهما خلودا ، وهما بما فيهما من ثقة كبرى في فاعلية الإرادة الشعبية في تحقيق الغايات الجماعية ؛ كانا حاضرين حضورا لا واعيا في أول شعار رفعه الشعب التونسي في ثورته " الشعب يريد إسقاط الرئيس " الذي اتخذته الشعوب العربية الأخرى لازمة تُتبعها بمطالبها من إسقاط رئيس ، أو إزاحة مسئول فاسد ، أو تحسين حال ما . وتونس اليوم تمنحنا بالصوت الشعبي الحر النزيه رئيسا عالما في القانون والسياسة والاجتماع ، موفور النصيب من النزاهة والنبالة ، وفصيحا مبينا عربيا إذا تكلم وإذا كتب . الحمد لله !
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف