الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مع الشاعرة والدرويشة الصوفية علية الجعار، وجوانب روحية مشرقة بقلم:سيد سليم

تاريخ النشر : 2019-10-16
مع الشاعرة والدرويشة الصوفية علية الجعار، وجوانب روحية مشرقة  بقلم:سيد سليم
الدرويش عند أهل التصوف الصحيح هو إنسان صفا لله وجاهد هوى النفس حتى ذاق طعم الحب والإيمان، فهو يعيش الحياة على نور من ربه وحسن سير وإخلاص.

ويطلق على الدرويش أحيانا لقب الفقير والكل فقير إلى الله والله هو الغني الحميد، كما يلقب أيضا بالزاهد؛ فهم أنواع منهم درويش الساحة ومنهم درويش السياحة والشيوخ يقولون: "درويش الساحة أفضل من درويش السياحة". أي المقيم في ساحته يكرم ضيوفه أفضل من الذي يطوف البلاد ويتم إكرامه.

والدرويش ليس انهزاميا، إنما هو مجاهد في مجاله يعيش الآلام والآمال مع الناس، معتمدا على الله متوكلا عليه، فمن الدراويش من هم علماء وفلاسفة ومجاهدون ومرابطون ومقيمون في ساحات يذكرون الله ويكرمون الضِيفان، وليس منهم من يأكلون أو ينافقون بإظهار الدروشة، ورحم الله الدرويش الكبير الفيلسوف المصلح الشاعر محمد إقبال؛ إذ يقول:

فإلى متى صمتي وحولي أمة = يلهو بها السلطان والدرويش
هذا بسبحته وذاك بسيفه = وكلاهما مما تكد يعيش

ومعروف عن دراويش الصوفية حبهم لله ورسوله وأهل بيت النبي والصحابة والعلماء عن طريق سلوك الطرق الصوفية المتنوعة التي تعتمد على التربية الروحية والسلوكية التي دعا إليها شيوخ تلك الطرق الأئمة العلماء، والتي قيدوا السلوك فيها على ما وافق كتاب الله ـ عز وجل ـ وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وكل من خالف فهو درويش مزيف وليس صوفيا سالكا.

وقد عاشت الشاعرة ذات النسب الطاهر والمنبت الأصيل حياة التصوف الأصيل المبني على العلم والصلة الروحية العالية بحبيب الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وآله الكرام والصالحين من عباد الله، كما عاشت الدروشة الروحية الراقية؛ فهي تحضر الحفلات الدينية والمساجد والموالد الصوفية وتشدو بما شاء الله لها من إلهام وإبداع.

ومن جهتي حاولت التواصل مع ابنها المهندس كمال وابنة أخيها الإعلامية هالة؛ لأقف على بعض الجوانب في حياتها وأستفسر عن صحة بعض المواقف التي وصلتني وللأسف لم أستطع، ولكني سأحاول سعيا في المزيد من البحث عن تلك الشاعرة الفذة.

وقد تغنى بشعرها كثرة من المنشدين والمبتهلين، منهم: محمد الكحلاوي وابنه أحمد والشيخ فراج يعقوب والشيخ ياسين التهامي، وغيرهم.

ومن جميل ما رواه لي أحد المحبين عن السمو الروحي والرابط الأبوي بينها وبين مداح النبي محمد الكحلاوي أنهما قد التقيا في المدينة المنورة، وتحاورا عن تأليف السيدة علية قصيدة في حب سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يتغنى بها الكحلاوي مستفيدين من هذا الجو الروحي في رحاب النبي، وقد حاول الكحلاوي أن تكتب الشاعرة مطلعها في الجلسة نفسها؛ فبدأت مطلعها وشطرها الأول بقولها: (حب الرسول يابا دوبني دوب) فإذا بالحكلاوي يجيزها بالشطر الثاني، قائلا: (جاني فـ منامي يابا لبسني توب) فقالت له: يا بابا كيف أقول حاجة محصلتش ونحن عند النبي؟! فرد قائلا: والله حصل معي فعلا؛ ولذلك بارك الله تلك القصيدة وصارت من أشهر ما كتبته شاعرتنا، وتغنى به منشدنا.

وشاعرتنا

ومن الدفق الروحي لشاعرتنا قصيدة (خذ بإيدي) تخاطب فيها جدها النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ اتفقت مع المطربة الشهيرة شادية والتي اعتزلت بعدها الفن وكانت آخر أغنياتها:
جه حبيبي وخد بأيدي...قلت له أمرك ياسيدي...أمرك ياسيدي
جه وعرفني طريقي وسكتي...وفهداه وفنوره مشيت خطوتي
وفحماه هلت بشاير فرحتي...والآمان فرد الجناح على دنيتي...
قلت ياشموع الفرح حواليه قيدي...جه حبيبي وخد بأيدي...
قلت له أمرك ياسيدي...أمرك ياسيدي
لما جه سلمتله عقلي وقلبي ...من حنانه ورحمته وعطفه عليه
هو نعمة من السما ...أرسلها ربي بالهدى...بالخير لكل الأنسانيه
يوم ماجه حسيت بأن اليوم ده عيدي...جه حبيبي وخد بأيدي ...
قلت له أمرك ياسيدي...أمرك ياسيدي
وآدي حالي وحال جميع المؤمنين...اللي آمنوا بالنبي الهادي الآمين
اللي جه رحمه لكل العالمين...يانبينا ياختام المرسلين
خد بأيدي...خد بأيدي...خد بأيدي...

كما أن شاعرتنا تدعو لاتخاذ أمهات المؤمنين قدوة لنسائنا، ففي مدحها ودفاعها عن السيدة عائشة ابنة الصديق ـ رضي الله عنهما ـ تقول:

من مثل عائشة النبوة ؟ من له   في الدين فقه مثلها وعطاء ؟

حسناء في عمر الزهور يزينها      عقل كبير ناضح وذكاء

تلميذة في بيت خير مـعلم        تقتات منه العلم كيف تشاء

جبريل يوحي والنبي مرتل         أي الكتاب وكلها إصغاء

وهي النقاء مجسداً ومؤكداً    فالطهر تاج والعفاف رداء

ولها شعر (حلمنتيشي) رائق ورائع؛ فهي تبدع في صياغة وجهة نظرهاعن عمل المرأة وتسوق حوارا زوجيا يعرض وجهة نظر الطرفين في هذا الموضوع الاجتماعي الشائك:

قال لي لا تعملي       وامكثي في المنزل

واملئي بيتي حياة     واطبخي لي واغسلي

قال أمي عاقلة         فهي ليست عامـلة

تعجن الخبز وتطهو     وتزيد العـــائلة

قلت كن يا زوج أعدل    ومن الأمس تحلل

كان بالأمس حجاب    بقيود الجهل مثقل

كانت المرأة كاللعبة     للطــفل المدلل

كل شيء في فتــاة اليوم يا زوج تبدل

فاترك الأمس ودعني أحملُ العبء وأعمل 

والمرأة لا تخلو من الغيرة على زوجها

والغيرة غريزة فطرية في المرأة كل المرأة مهما كان تعليمها ومهما سلكت طريق الكمال، ولشاعرتنا ـ كما نُسب إليها ـ أبيات تفيض عذوبة تكشف مكنونات المرأة المثقفة وغير المثقفة:

أنا من تغارُ على فتى أحلامها
‏وتودُّ لو تطويه في برديها
‏ولقد علمتُ بأنّ أخرى حاولت ، إغراءهُ صُفِعت على خديها
‏يا ويلها منّي إذا لاقيتها
‏سأدسُّ إبهامَيّ في عينيها
‏وأعضها من نحرها في قسوةٍ ، وأشدّ قرطاً مال من أُذنيها
‏وسأنزع الشعر الذي اختالت به
‏ورمته في دلّ على كتفيها
‏وبكلّ حقدي سوف ألوي جيدها ، وأقيّد الحمقاء من قدميها
‏وأهيل كوماً من ترابٍ فوقها ، لتدوس أقدام الرجال عليها

بحق سعدت باتصال وتواصل المعد المحبوب الأستاذ عبد الناصر أحمد في قناة الصعيد الفضائية عندما طلب مني المشاركة في الحديث عن شاعرتنا الشريفة الدرويشة علية الجعار

وأقول مرتجلا حال ختام المقال:

أفيضي الحب نورا يا عليه = وهات العشق من كأس هنيه

أديري الراح ممزوجا بروح = ومن راحٍ متى مُدت رويه

فنعم سلالة المختار أنت = ومدح الجد أنوار بهيه

فكم خطت يداك الحب صفوا = ومنك الحب ممزوج بنيه

عسى  المختار يشفع يوم حشر = بتقريب تعالي يا بُنيه

وإني قد مدحت الآل أرجو = قبولا في رحابهم البهية

فأهل البيت هم رمز المعالي = وحسن وصالهم فرض عليه

وصغت الدر أهديه لقومٍ = كرام خير من قبلوا الهديه

على قدري أبث المدح شعرا = ونثرا في ذواتهم العليه

فهم سفن النجاة وهم أمانٌ = وهم أهل التقى خير البريه

صلاة الله يتبعها سلامٌ = على خير الورى أحلى تحيه
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف