الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ابنة الإسلام وشاعرة أهل البيت علية الجعار بقلم:سيد سليم

تاريخ النشر : 2019-10-15
ابنة الإسلام وشاعرة أهل البيت علية الجعار بقلم:سيد سليم
تعد قناة الصعيد الفضائية نافذة مشرقة، ورافدا هاما من روافد الثقافة والتثقيف بصفة عامة، والثقافة الصعيدية والفنون الشعبية بصفة خاصة، وكان لي شرف لقاء نجمين من أهم نجومها في أكثر من حوار ديني وثقافي: الإعلامي المميز الدكتور شوقي سباعي، وكبير الإعلاميين المثقف الأستاذ عاطف المليحي.

ومن الجمال بمكانٍ أن تحتفي القناة بشاعرتنا في هذا التوقيت حيث يجتمع شهر ذكرى مولد النبي ربيع الأول في بدايته مع شهر ذكرى نصر أكتوبر في نهايته، وقد تغنت شاعرتنا بالحدثين عن حبٍ، وهذا شيء مما كتبته وشدا به مداح النبي المحب محمد الكحلاوي:

حب الرسول، يا با، دوبني دوب
عن المعاصي، يا با، توبني توب
جاني في منامي، يا با، لبسني توب
دوبني دوب
شاهدت نوره على بابه
صليت عليه وعلى أصحابه
منايا افضل في رحابه
ودموعي تروي أعتابه
طه حبيبي
حبه نصيبي
ياشمس يا منورة غيبي
كفاية نور طه حبيبي
ياعيني صلي عليه وزيدي
واتملي من نوره وطيبي
كما تغنت بقصيدتها (سمينا وعدينا) المطربة شهرزاد، والتي ارتجلتها؛ فرحا بساعات نصر أكتوبر الأولى مبينة أن هذا النصر باسم الله وهو نصر عربي مصري عام:

جمعنا كل قوتنا و ساندتنا عروبتنا
و سمينا و عدينا و إيد المولى ساعدتنا
و سمينا و عدينا و شقينا طريق النصر
و إيد المولى ساعدتنا و رجعنا ابتسامة مصر
و شقينا طريق النصر ... و رجعنا ابتسامة مصر

خيوط الفجر بتنور .. و كل الشعب بيكبر
و في رمضان و بالإيمان أراضينا بتتحرر
و سمينا و عدينا و شقينا طريق النصر
و إيد المولى ساعدتنا و رجعنا ابتسامة مصر
و شقينا طريق النصر ... و رجعنا ابتسامة مصر

وقد سعدت بدعوة القناة للحديث عن (ابنة الإسلام) الشاعرة الواعية والمفكرة النبيلة السيدة علية الجعار سليلة بيت النبوة (1935ـ2003)

وكنت قد التقيت بالشاعرة علية الجعار ـ رحمها الله ـ في القاهرة أثناء حضوري لمؤتمر عالمي أقامته رابطة الأدب الإسلامي العالمية ـ التي هي عضو فيها وأشرف أيضا بعضويتها ـ وفرحت بوجودها مع وفد أديبات مملكة المغرب؛ لأني كنت أبحث عنها لأستجيزها قصيدتها (على أعتاب الحسين) لتكون ضمن مختاراتي: (أحلى عشرين قصيدة في حب أهل البيت) وقد اهديتها ديواني: (نفحات قلب في حب أهل البيت) فشكرتني وقالت لي: "إني من أهل البيت" ففرحت بها؛ لأني كنت أعلم انها شاعرة إسلامية أصيلة تحب أهل البيت ـ على جدهم وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام ـ ولم أكن أعرف أنها من هذا النسب الشريف المبارك.

وشاعرتنا كالحديقة المتنوعة ظلالا وثمارا، والبستان البهيج رياحين وأزهارا؛ فهي تفخر بإسلامها، فتقول في قصيدة بعنوان (ابنة الإسلام) وقد حمل أحد دواوينها الننوان نفسه:

يا سائلاً عني وعن آبائيا = أو ليس أصلي كالحقيقة زاهيا

إني ابْنَةُ الإسلام أكرم والدٍ = حسبي من الدنيا به نسباً ليا

فى الجاهلية كنت كما مهملا = وأنوثتى عارٌ يسير ورائيا

أحيا مضيعة الحقوق ذليلة = إن لم يئدنى فى الطفولة آليا

فرفعت كفى للسماء لعلها = تحنو وتشرق بالضياء سمائيا

حتى أضاء الكون نور محمد = صلى عليه الله نورا هاديا

كما أنها شدت بما أُلهمت عن أقدس وأكرم ثلاثة أماكن وما فيها من عطاء روحي ونفحات إيمانية حين تصف حالها عند رؤية الكعبة المشرفة (في رحاب الكعبة)

ووقفت أرقبها وكلُّ جوارحي = تهتزُ في شوقِ وفي إيمان

ونسِيتُ ابني والخلائقَ كلها = وذهلتُ عن أهلي وأوطاني

ونسِيتُ حتى النفس كلَّ غرورها = وطموحِها سبحانَ من أنساني

وتصف زيارتها لجدها سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فتقول:

دعاني فأسرعتُ إلى الموعدِ = وذوب القلب شوقٌ إلى أحمدِ

أتيتُ بحب ٍ كضوءِ النهار = ينير الطريق إلى سيدي

وأحلامي الظامئاتُ ارتوينَ = من المنهل الطاهر الموْرد ِ

وقد لقبوها بشاعرة أهل البيت؛ لكثرة ما كتبته في أجدادها، فهي تعنون قصيدة رائدة عن مولانا الإمام الحسين أحد سيدي شباب أهل الجنة (عـــلـى أعتـــاب الحســــين) فتقول:

أتاني الشعر بسامَ الْمُحَيَّا

وأهداني القوافي والرَّوِيَّـا

توضأ من سنا الإيمان حتى

تبدّى في خيالي لؤلؤيا

ورحت أصوغ من أسمى المعاني

نشيداً صادق النجوى شجيا

وجئتك سيدي أشدو وأشدو

ويعلو في المدى صوتي قويا

وقد أوقفت بالأعتاب قلبي

حسينيّ الهوى صبّا وفيا

كما خاطبت سيدتنا السيدة زينب ابنة الإمام علي وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بقولها:

إني أحبك أنت يا بنت أكرم بنت
يا زهرة قد تسامت في نور أطهر بيت
يا بضعه من علي وللبتول أنتسبت
فى نور طه نشأ ت ومن هداه أرتويت
فالنور بنور يسقى والخير بالخير يأ تى
يا بنت بنت حبيبى وسيدى يا ستى
أقبلت والشعر نسعى إليك لما أشرت
إنى على الباب أرجوا فضلا فهلا منحت
فأستقبلينى خذينى منى إلى حيث كنت
وفي الحمى أدخلينى ياعز من قد حميت
وفى سناك أغمرينى حولى وفوقى وتحتى
يا من تملكت منى سرى وجهرى وصمتى
هذا أنا فأ قبلينى يا بنت بنت حبيبى

ولم تنسَ هم احتلال الأرض المباركة وما فعله الصهاينة في الأرض المقدسة والمسجد الأقصى المبارك:

القـدسُ في أيدي اليهـود سليبـةٌ = تشكـو الهـوان وذل الاستعمـارِ

والقبلـةُ الأولـى تنـادي ربَّـهـا = قـد دنَّستْـها عصـبـةُ الأشـرارِ

قد أحرقوا الحرم الشريف وخرَّبـوا = مسـرى النبي المصطفى المختـارِ

والعـابدون السـاجدون بسـاحِـهِ = صرعـى بمقذوف السلاح النـاري

والصبيـةُ الأبـرار كالطيـر الـذي = يرمـي اليهـود بوابـل الأحجـارِ

إنها تناجي ربها الله؛ شاكرةً له ما وهبها من علم، طالبة المزيد ؛ ففي قصيدتها (مناجاة) توقفنا على حالها مع الله؛ فتقول:

علمتني ما لم أكن أعلمْ = وجلوت لي يارب ما أبهم

أطلقت إدراكي وذاكرتي = ووهبتني عقلاً به أفهم

زدني بهذا الكون معرفةً = وافتح على عقلي لكي أفهم

وتحاكي أيضا عباد الله الصالحين في نجواهم:

يا من خزائن جوده لا تنـفد = وعطاؤه ونواله يتجــدد

هذي يدي تمتد نحوك ترتجي = فضلاً ولا أرجو سواك وأقصد

أنت الكريم وباب فضلك واسع = وأنا على أعتاب فضلك أسجد

إنها بحق ريحانة الإسلام كما وصفوها ووصفت نفسها:

أنــا ريـحانة يعلو جبـيـني في حمي ديني

وفي ظل مـن الإسلام رب الـناس يحيـيـني

ونور الحق يـرويني وخير الخلق يهديـني

أنـا ريـحانـة تـسمو عـلى كـل الرياحين

وأقول لها وعنها ارتجالا:

فرعٌ من أصل الأطهار = نسبٌ تكسوه الأنوار

جاءت علوية دوحتنا = ترنيمة حبٍ ووقار

طافت برياض أحبتها = رشفت من صفو الأنهار

وشدت بجمالٍ محسوسٍ = بمذاق رحيقٍ معطار

لم تنس هموم عروبتنا = وبكت أحوال الأمصار

كم نادت تنشد وحدتنا = كم صاحت في وجه الأشرار

أكرِم بسليلة أطهار = أنعم بعليه الجعار

رحم الله شاعرتنا التي عاشت قضايا دينها ووطنها وأمتها وجمعها مع أجدادها في الفردوس الأعلى.


الكاتب والداعية الأزهري
سيد سليم
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف