الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الوردة الزرقاء ترجمة : حماد صبح

تاريخ النشر : 2019-10-14
قصة قصيرة / الوردة الزرقاء ترجمة : حماد صبح
اتصفت أميرة بكل الصفات الحسنة التي يتمناها أي إنسان . كانت عيناها العميقتا الزرقة تضيئان محياها الفتان ، وكل الناس أحبوا أسلوبها الجذاب في سرد الحكايات . وقد ماتت أمها في المخاض بها ، وأحبها أبوها حبا جعله لا يأبى لها أي رغبة . ومع كل هاتيك المحاسن كان للأميرة عيب وحيد ؛ إذ لما كانت ترى نفسها كاملة الصفات فإنها كلفت كل من حولها أن يكونوا مثلها كاملي الصفات ، ولم تكن تتردد في طرح قطعة حلوى جانبا إذا لم يكن الذي يكسوها في شكلها ولونها ، وكان واضحا أنه ما من خطيب يليق بها لجمال عينيها ، وألح عليها أبوها بأن تتزوج إلا أنها رفضت كل الشبان الذين عرضهم عليها ، وحين توسل إليها يوما أن تتزوج وعدته بأن تتزوج من يأتيها بوردة زرقاء ، فلم يفرحه وعدها لعلمه أنه لا وجود للورود الزرقاء . الورود بيضاء وحمراء وصفراء ، أما الورود الزرقاء ! إلا أنه انقاد لرغبة ابنته المستحيلة ، وأعلن في أنحاء البلاد أن أول من يحضر إليها وردة زرقاء في لون عينيها سيزوجها له في ذات اليوم . فانطلق كثيرون من الشبان بحثا عن تلك الوردة ، وكل واحد منهم يأمل أن يكون زوجا لابنة الملك ، وما لبث كثيرون منهم أن تخلوا عن البحث ، ولم يتابعه سوى ثلاثة بينهم تاجر ثري ، قصد زهارا وطلب منه أن يعثر له على وردة زرقاء وإلا قتله ، فعصف القنوط والخوف بالزهار ، ولاذ بحيلة استبقاءً لحياته بأن غمس وردة بيضاء في سائل أزرق ، فاكتسبت اللون الأزرق المطلوب ، فشكر التاجر الزهارَ ، ووهبه مالا جما حين رجع إليه لمعرفة ما فعل استجابة لرغبته في الحصول على وردة زرقاء ، وهرول من لحظته إلى قصر الملك لتقديم تلك الوردة إلى الأميرة حتى يتزوجها . وسر الملك بها أيما سرور ، وقال لابنته : " ها قد وجب عليك الوفاء بوعدك ! هاهي الوردة التي تمنيتها ! سنستعد للزفاف ."
إلا أنها اكتشفت الحيلة ، فقالت له : " كيف تسمح لنفسك بالوقوع السهل في الخطأ ؟! هذه الوردة اكتسبت زرقتها صباغة ! هذا ليس لونها الطبيعي . " ، وأمرت بالإتيان بعصفور ، ومات العصفور حال وقوعه على الوردة ! أهلكه السم الذي استعمل في صبغ الوردة بالأزرق . وكان الخطيب الثاني جنديا ، فارتحل إلى بلاد الأنهار الخمسة المشهورة بماسها ، وفحص فيها كثيرا من نفائس الحجارة الكريمة ، وانتهى بالعثور على جوهرة صُفير زرقاء كبيرة جدا ، فابتاعها وقصد بها جوهريا ليصوغ له منها جوهرة في صورة وردة . ولما رأى الملك الجوهرة الجديدة انبهر لروعتها ، وشعر شعورا قويا بأن ابنته ستقبل الزواج بهذا الجندي ، فقصدها وقال لها : " ها قد وجب عليك الوفاء بوعدك ! حصلت على الوردة التي تمنيتها ! سنستعد للزفاف . " إلا أنها صاحت حين رأتها : " هذه ليست وردة يا أبي ! ترى تماما أنها ليست سوى صفير صيغ على شكل وردة . عندي كثير من الجواهر أجمل منها ، وأنتظر دائما أن تحضروا لي وردة زرقاء حقيقية . " . وكان الخطيب الثالث نبيلا شابا من أسرة كريمة ، وقد دعا أشهر رسام في البلاد ، وكلفه برسم أجمل وردة زرقاء يمكن لإنسان تخيلها ، وذهب بها بعد رسمها إلى الملك الذي شعر هذه المرة أنها سترضي ابنته ، فتجد في النهاية زوجها المأمول ، فقصدها وقال : " ها قد وجب عليك أن تفي بوعدك ! حصلت على الوردة التي تمنيتها ! سنستعد للزفاف ! " ، فأجابته أنها تريد وردة حية لا صورة وردة حتى وإن كانت جميلة ، ورفضت الخطيب الثالث مثلما رفض سابقيه .

وفي يوم صيفي راق الأميرة غروب شمسه ، سمعت شاعرا ينشد . كان شابا وسيما ذا صوت مطرب عذب ، فهبطت مسرعة من القصر للقائه ، وحين رأته انبهرت روحها به ، وأجابته عندما عرض عليها الزواج : " يا أسفي ! حلفت ألا أتزوج سوى من يأتيني بوردة زرقاء ، وحتى اللحظة لم يأتِ بها أحد . " ، فقال : " سآتيك بها . هذا ليس عسيرا . الورود الزرقاء في كل مكان . " .
وجاء ثاني يوم إلى القصر ومعه وردة بلون الكريمة ( القشدة ) ، قدمها إلى الملك ، فسخر منه إلا أنه نادى ابنته ، وقال : " هو ذا يا ابنتي شاعر يزعم أنه وجد وردة زرقاء . " ،
ولعظيم دهشته ردت : " أجل يا أبي هي زرقاء ، وهي أجمل وردة رأيتها في حياتي . فائقةُ الزرقة ! " .
واعترى الذهول الذي اعترى الملك كل من في القصر . كلهم رأوا وردة بلون الكريمة لا وردة زرقاء ، وصارت الأميرة تقول للناس في كل مكان : " أؤكد لكم أنها زرقاء . أنتم الذين لا ترون ، وزرقتها بديعة جدا ، وأنا سعيدة أعظم سعادة ؛ لأنني سأتزوج من جاء بها إلي ." ، وهذا ما كان ، سعدت الأميرة بزواجها ، وتخلصت من بحثها الدائم عن الكمال المستحيل .
*موقع " قصص وأساطير قصيرة " الفرنسي .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف