الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تركيا.. سوريا، قراءة تاريخية في أصل وجُذور الصِّراع..!!بقلم:م. صلاح أبو غالي

تاريخ النشر : 2019-10-14
تركيا.. سوريا، قراءة تاريخية في أصل وجُذور الصِّراع..!!بقلم:م. صلاح أبو غالي
تركيا.. سوريا، قراءة تاريخية في أصل وجُذور الصِّراع..!!
بقلم الكاتب والباحث/ م. صلاح أبو غالي
تحريراً في: 14/10/2019
لتتفهَّم وتتعرَّف على خلفية الصراع التركي السوري، عليك بدايةً القيام بمراجعة “اتفاقية سايكس بيكو 1916” بين بريطانيا وفرنسا لتقسيم إرث ما يُسمَّى سابقاً بالدولة العثمانية، وكذلك الاطِّلاع على “اتفاقية أضَنَة 1998” بين تركيا وسوريا في عهد حافظ الأسد الأب، وقراءة سياسية عميقة لتحالفات تركيا الجديدة، عندها ستصل لإدراك شمولي وواضح، بأن تركيا تتحرَّك كرأس حربة وبإيعاز من أمريكا وروسيا انطلاقاً من مصالحها، ووفق تبدُّلات الأحلاف الجديدة، والتي هي مُكوِّن أساسي فيها لاستمرار سيطرتها على أراضي “لواء الاسكندرون” التي تقع على “خليج الاسكندرون”، والبالغ مساحتها 4800 كيلومتر مربع، وانشاء مساحة آمنة في العمق السوري للمحافظة أمنياً وعسكرياً على هذا الموروث التاريخي الاستراتيجي..
ولأنَّ ذاكرة التاريخ لا تنسى، فقد ضم السلطان سليم الأول “لواء الإسكندرون” للحكم العثماني عام 1516م وألحقها بولاية حلب، وظلَّت خاضعة للحكم العثماني حتى عام 1918م حين وقعت تحت حكم الاحتلال الفرنسي لسوريا مع نهاية الحرب العالمية الأولى..
وفي 29 مايو 1937 أصدرت “عصبة الأمم” قراراً بفصل “لواء إسكندرون” عن سوريا وعُيِّن عليه حاكم فرنسي، وفي 15 يوليو 1938 دخلت القوات التركية مدن اللواء وتراجع الجيش الفرنسي إلى أنطاكية، وفي 1939 نظَّم الفرنسيون استفتاءاً في الإقليم، أيَّد المشاركون فيه الانضمام إلى تركيا في ظل مقاطعة السكان العرب للاستفتاء، وبذلك ضمَّته تركيا رسمياً عام 1939 بهذا التنازل السَّخِيّ من الاستعمار الفرنسي، وبمباركة دولية، وأطلقت عليه اسم “محافظة هتاي”، بعد أن كانت ولا زالت تسميه سوريا “اللواء 15” المُحتل..
وإثر اندلاع الثورة السورية عام 2011 ظهر في المناطق السورية القريبة من منطقة “لواء الإسكندرون” تنظيم مسلح موالٍ للنظام السوري بقيادة بشار الأسد، ويُسمَّى “المقاومة السورية-الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون”..
ويتزعَّم التنظيم أحد أبناء الطائفة العلوية يدعى “علي الكيالي”، واسمه الصحيح “معراج أورال”، ويُتَّهم بتدبير عدَّة مجازر بحق الشعبين السوري والتركي، أهمها مجزرة البيضاء التابعة لمدينة بانياس في محافظة طرطوس الساحلية السورية في الثاني من مايو 2013، وتفجير مدينة الريحانية التركية في 11 مايو 2013، وبذلك ازدادت حدَّة الصِّراع والتوتُّر بين سوريا وتركيا، وتدرَّج حتى أن قامت تركيا بالدخول للعمق السوري قبل أيام بحجة حماية مصالحها وأمنها الاستراتيجي، وتبرير القيام بهذه العملية العسكرية، أنه لمقاومة ومواجهة ما يسمَّي “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تقول تركيا إنها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، والذي تعتبره منظمة “إرهابية”، ويقوم بعملياته ضد تركيا ومصالحها في المنطقة انطلاقاً من الأراضي السورية، وبأنها استندت في ذلك “لاتفاقية أضنة” الموقعة عام 1998 بين الرئيس السوري حافظ الأسد والنظام التركي..
لم تضم تركيا “لواء الإسكندرون” وتستمر بالاستيلاء عليه من فراغ، فهو يتكوَّن من تضاريس مختلفة يغلب عليها الطابع الجبلي، وأشهر جباله الأمانوس والأقرع والنفاخ وجبل موسى، كما يضم سهولاً خصبة أهمها سهل العمق، وتمر منه أنهار العاصي والأسود وعفرين..
كما يتمتَّع “لواء إسكندرون” بأهمية اقتصادية كبرى كونه يضم ميناء إسكندرون الذي تستخدمه تركيا لتصدير النفط، كما يعمل سكانه في قطاع السياحة المزدهرة في مدنه التاريخية، وتعد الزراعة من أهم مصادر دخل السكان الذين يزرعون القطن والحبوب والتبغ والمشمش والتفاح والبرتقال والزيتون، وفيه أيضاً قطاع صناعي نشط خاصة في صناعات النسيج والزجاج..
وتوجد في لواء إسكندرون معالم أثرية وتاريخية عديدة، أهمها: قلاع كورشات وباكراس وباياس ومانشيليك وأرسوز وبرج الجن..
اقرؤوا التاريخ بتجرُّد بعيداً عن العاطفة، فليس من قدَّم قليلاً من الدَّعم لشعبنا هو صاحب حق، وليس من الواجب علينا القوف والاصطفاف الأعمى خلفه..
فخلف الستار، هناك تقاطعات مصالح دولية، أقيمت على إثرها قواعد أمريكية واسرائلية في تركيا وقطر..
والأصل ألا تنغمس الفصائل الفلسطينية في الأحداث الاقليمية الدائرة من حولنا، وتجنُّب الوقوع في فخاخ السياسة القذرة، وليست أزمة العراق والكويت عنَّا ببعيد..
وبعيداً عن الدِّين والسياسة والعاطفة، فمن دخل أراضي الغير واقتطعها لنفسه دون وجه حق فهو صائل، ولا يطلق عليه سياسياً سوى مُسمَّى احتلال.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف