الأخبار
"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاقجامعة النجاح الوطنية: الجامعة الفلسطينية الوحيدة في تصنيف U.S. News لأفضل الجامعات العالمية 2025/2026
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الصّالحُ بقلم: صلاح بوزيّان

تاريخ النشر : 2019-10-14
الصّالحُ بقلم: صلاح بوزيّان
الصّالحُ 

قصّة قصيرة بقلك الكاتب الأستاذ: صلاح بوزيّان / تونس 


أشرقت الشّمسُ ، وطلعت من أحضان البحر ، فتمزّقت السُحب الدّاكنة و تتطايرت أشلاء ، وعادت رائحة الجدود ، وبرزت سنابك خيلهم وسيوفهم وقلاعهم وحصونهم ، أطلّ الهدوء بعد غياب طويل ، يال الروعة اختف الكلبُ منذ أمس ، غادر الحقل و السّباسب ، ونفذ من ثقب إبرة ، أسقطه مكرهُ ، وقدرتْ عليه يد الله ، آخر الكلاب التي عشّشت في القرية و أفسدتها وعكّرت صفو الحياة فيها ، لا يأتي دكاكين الجزّارين ولكنّه يذهبُ إلى المسلخ وإلى مصانع النّبيذ و سواقي البيترول وشرائط الغسيل الخشبية ، و أهل القرية لم يتبيّنوا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ، فيسرق ويخطفُ ويأكلُ أنواع اللّحوم المختلفة ، ويفعل أشياء كثيرة خلسة ، وجراؤه تنسجُ على منواله ، و النّاس في حيرة من أمرهم ، الآن خَلت القرية من مهالك الكلب ، وارتاح النّاس من نُباحه ، ومن  جرائه السّمينة اللّعينة ، كأنّ شيئا لم يكن ، تبخّر الغيظ الدّفين ، انتهى النُّباح و الضّجيج  مع هبوب الرّيح . تبدو القرية ناعمة ، خرج من بيته كعادته ، ولكنّه منشرح الصّدر ، فَهمَ الوقتَ ، وتطهّر من حيرة الأمس ، كان على علم باختفاء الكلب الكبير والجراء ، وأصغى بالأمس إلى  همس و حديث أهل القرية عن غياب الكلب و جرائه ، سمع مسعود يقول: { نحن لسنا متأكّدين من اختفاء الجراء ولكننّا متأكّدون من موت الكلب ، ربّما دهسته سيّارة فهو كثير ما كان يلاحق السيّارات والشاحنات ، ويقتفي أثر الرعاة و يشاكس قطعان الماشية  ويعبث }  انزعج العربي بما قاله مسعود ، و خامره شكّ وأوجس خيفة ، وأخطر هذا الكلام في باله معاني وذكريات فقال في نفسه :{ وإذا بقيت الجراء مجهولة المصير فماذا فعلنا ؟ ربّما تظهرُ من جديد . ولكن العجمي أخبرني أنّه رأى الجروَ الكبير يركب سفينة إلى فرنسا . وإذا اختفى الجرو الكبير هناك فبقية الجراء ستتيه ، في فرنسا ناس يحبّذون هذا النوع من الجراء ، يطعمونهم و يدرّبونهم ويؤوونهم ، ولكن اختفاء الكلب والجراء خليق بأن يغييّر كلّ شيء في القرية ، ستهدأ القرية  } . وفجأة سمع صوتا هاتفًا من أقصى المدينة :{ الكلاب أعمارها قصيرة } . فضحك ودخل إلى دكّانه وسط سوق القرية والزّغاريدُ تملأ المكان والطّبول تدقٌّ والمزامير و الفتية يرقصون ظهر الصّالح بعد اختفاء الكلب و طول انتظار . 
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف