الأخبار
تصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونس
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ما طار طيرٌ وارتفع إلا كما طار وقع بقلم:د. يسرا محمد سلامة

تاريخ النشر : 2019-10-13
ما طار طيرٌ وارتفع إلا كما طار وقع بقلم:د. يسرا محمد سلامة
ما طار طيرٌ وارتفع إلا كما طار وقع

    التفوق في معناه العام ليس بالضرورة أنْ يكون دراسيًا، فكم من امرئٍ لم يكن في يومٍ ما متفوقًا في دراسته، ثم أصبح فيما بعد نابغًا في تخصصه، أفاد بلده على الصعيدين المحلي والدولي، ولمع اسمه بشكل بارز في الأوساط المختلفة، المهم أنه قام بتعلم ما يُفيده في مُستقبله العملي الذي يُحبه فأثمر ذلك شخصية رائعة تحاكى بها الجميع.

    عندما يتخرج الطالب من الجامعة يفكر في اتجاهين لمستقبله، إما الدخول مباشرة في مُعترك الحياة العملية والبحث عن وظيفة تتناسب مع مؤهله، أو لا تتناسب لا يُهم طالما ستكون مصدر رزق جيد له يُعينه على تكوين مستقبله، وإما التريث قليلاً والبدء في تكملة دراساته العليا؛ ليقوم بتحسين وضعه الوظيفي أو لحبه الشديد في العلم، وسعيه للنهل منه للمدى الذي يريده، ولا أُخفي سرًا حين أقول أنَّ الهدف من الدراسات العليا في معظمه يتجه نحو السبب الأول، ألا وهو تحسين الوضع الوظيفي؛ لأنَّ الشباب – الرجال -  همهم الأول والوحيد تقريبًا الحصول على وظيفة محترمة تصلح كواجهة اجتماعية.

    والنوع الثاني الذي يجتهد حُبًا في العلم لا من أجل مصلحة أخرى هو من يُعاني في مصرنا العزيزة؛ لأنهم – للأسف – ليسوا بالكثيرين، فمعظم الباحثين أو الباحثات في وقتنا الحالي يسعون / يسعن إلى اللقب فقط (دكتور)، ومن أجله يقومون بعمل أشياء ما أنزل الله بها من سلطان، مثل تصميمهم على مُناداة الجميع لهم بدكتور – من قبل حصولهم على الدكتوراه، ويتعمدون كتابة ذلك على ما يقدمونه من إنتاج – يصفونه هم بأنه إنتاج علمي – إلا أنه في حقيقة الأمر إنتاج تجاري لا يمت للعلم بصلة لا من قريب ولا من بعيد، أو أنه إنتاج "مسروق" من أشخاص أُخر على قدر كبير من العلم، يستغلونهم من أجل تأليف كتاب أو رسالة علمية دون تبليغ هؤلاء العلماء بحقيقة نواياهم فيتفاجئون بتقديمهم لأعمال أُخذت مادتها العلمية منهم، فكيف يحدث ذلك؟!!

    وهؤلاء أيضًا – الذين لا يستحقون أن يوصفوا بكلمة باحث من الأساس – يُلصقون بأنفسهم ألقاب هم أبعد ما يكونوا عنها، مثل لقب عضو اتحاد كذا ... وهذا الاتحاد مثلا لا يقبل بمثلهم إلا بعد حصوله على الدكتوراه، أو أنه ينشر بين ذويه من باحثي الجامعات الأخرى أنه مدرس مساعد في جامعته، وبالطبع هو ليس في هذا المنصب أصلا، وقد يذهب إلى أن يكذب الكذبة ويُصدقها! حين يتوهم أنه قام بعملٍ علمي استحق عليه جائزة ما، وهو لم يستحقها ويعلم بينه وبين نفسه ذلك لكنه يتوهم العكس فيقوم بالجهر بذلك على الملأ، أنه صاحب الجائزة واستحقها، وهكذا .... وفي هذه الحالة "الميئوس منها"، يصبح البحث العلمي بالنسبة لهم مهنة احتيال ونصب على الجميع.

    مشكلة هؤلاء الباحثين أنهم يأخذون في أرجلهم – كما يقول المثل الشعبي "بياخد في الرجلين" الباحثين الجادين المحترمين، الذين لا يقبلون بمثل هذه الأفعال أو التصرفات، وقد يُلصقون هذه التهمة البشعة على جامعاتهم الموقرة وهي بُراء منهم، والكارثة الأكبر أنهم مستمرون في تصرفاتهم المشينة هذه دون أنْ يوقفهم أحد، وإلا لكانوا توقفوا فورًا عن أفعالهم تلك، فما الحل مع هؤلاء الذين يتخذون من العلم "سبوبة"، أو اقتحموا المجال لمجرد إحساسهم بالنقص فأرادوا لفت الأنظار لهم، والحصول على أشياء ذات قيمة لا يستحقونها على الإطلاق.

وأقول لمثل هؤلاء "الوقحين"، ما طارَ طيرٌ وارتفع إلا كما طار وقع، ونهايتكم معروفة تمامًا طال الوقت أم قصر، فلا يصح إلا الصحيح، وأن تكون من ورثة الأنبياء ليس بالأمر السهل، فعليك أنْ تتعب وتسعى كثيرًا كثيرًا؛ لكي تحظى بهذا الشرف الذي ليس بعده شرف، فليس كل طالب علم نواياه مرتبطة بالعلم حقًا، وليس كل من يكتب "مؤلف" على كتابه يُطلق عليه عالم، ارتقوا يرحمكم الله فالقاع ازدحم بكم 

د. يسرا محمد سلامة 
عضو اتحاد المؤرخين العرب
عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف