غابة ورد!!
بدأت أخشى أن تخونني ذاكرتي؛ فأخذت أدوّن بعض الذكريات:
عن عصفور تائه رأيته مرة يطارد الفضاء، وفي كل محاولة يصطدم بلوح زجاج؛ يظنه الفضاء، ويسقط… فأحزن كثيرا... فصرت أنقل خطواتي بحذر فلا يخدعني شيء يبدو شفافا، وأنّ هناك احتمالات كثيرة!!
وعن أول مرة أنظر للمرآة، فظننت أنّ شخصا آخر يقف خلفي ويسخرمني، فألتفت خلفي، فيلتفت معى... وأمي تضحك وتضحك؛ فتعلمت أن البصر قد يخدعك قليلا أو كثيرا!!
وأن فتاة احتلتني ذات ربيع بقسوة كغزاة العصور الوسطى، وأنّي كنت طيّبا؛ وأعلنت استسلامي بكامل عدتي وعتادي!!
وعندما رحلتْ فجأة كأنها كذبة ذكية، تركتني مفخخا... كلما خطوت نحو فتاة أخرى أسمع دوي انفجار!!
وأني في أول طفولتي أمضيت يوما كاملا تحت زخات المطر… أكتشف المطر، كنت أظنها دموع السماء!! لماذا السماء حزينة؟!ولم أتوقف بعدها عن الأسئلة المحيّرة، مثلا: لِمَ السماء زرقاء؟!
وأني حين كنت طفلا حفرت حفرة صغيرة؛ لأغرس وردة أمام بيتنا، فتعلمت شيئا معكوسا!! أنّ هناك أشياء كلما أخذتُ منها تكبر!! هكذا علمتني الحفرة!! وأنّ أعمارنا تشبهها تماما… من يومها أشعر أني أكبر وأكبر.. وأني أغرس في عمري كل يوم وردةً حتى صارعمري غابة ورد!!
بقلم:محمود حسونة (أبو فيصل)
بدأت أخشى أن تخونني ذاكرتي؛ فأخذت أدوّن بعض الذكريات:
عن عصفور تائه رأيته مرة يطارد الفضاء، وفي كل محاولة يصطدم بلوح زجاج؛ يظنه الفضاء، ويسقط… فأحزن كثيرا... فصرت أنقل خطواتي بحذر فلا يخدعني شيء يبدو شفافا، وأنّ هناك احتمالات كثيرة!!
وعن أول مرة أنظر للمرآة، فظننت أنّ شخصا آخر يقف خلفي ويسخرمني، فألتفت خلفي، فيلتفت معى... وأمي تضحك وتضحك؛ فتعلمت أن البصر قد يخدعك قليلا أو كثيرا!!
وأن فتاة احتلتني ذات ربيع بقسوة كغزاة العصور الوسطى، وأنّي كنت طيّبا؛ وأعلنت استسلامي بكامل عدتي وعتادي!!
وعندما رحلتْ فجأة كأنها كذبة ذكية، تركتني مفخخا... كلما خطوت نحو فتاة أخرى أسمع دوي انفجار!!
وأني في أول طفولتي أمضيت يوما كاملا تحت زخات المطر… أكتشف المطر، كنت أظنها دموع السماء!! لماذا السماء حزينة؟!ولم أتوقف بعدها عن الأسئلة المحيّرة، مثلا: لِمَ السماء زرقاء؟!
وأني حين كنت طفلا حفرت حفرة صغيرة؛ لأغرس وردة أمام بيتنا، فتعلمت شيئا معكوسا!! أنّ هناك أشياء كلما أخذتُ منها تكبر!! هكذا علمتني الحفرة!! وأنّ أعمارنا تشبهها تماما… من يومها أشعر أني أكبر وأكبر.. وأني أغرس في عمري كل يوم وردةً حتى صارعمري غابة ورد!!
بقلم:محمود حسونة (أبو فيصل)