الوالي
قصة قصيرة بقلم د ميسون حنا /الأردن
1
قال الوالي لخليفته: اعلم أيها الشاب أنك لو بسطت يدك للناس تسلقوا على كتفيك . أمّا لو هززت قبضتك في وجوههم مهددا ، متوعدا، ساخطا، ركعوا تحت قدميك .
قال هذا وانسحب مفسحا مكانه لخليفته الذي استوى جالسا بثقة وخيلاء. بعد مدة من الزمن راودت الوالي القديم رغبة في زيارة الوالي الجديد ليستطلع أمره، وكان يتوق في سره لإطراءات الجديد ومديحه له لأنه قدم له خلاصة تجربته بأمانة وإخلاص . تقدم المخلوع من الوالي وبريق عينيه يفضح رغباته العارمة تلك ... لكن الوالي الجديد بدل أن يرحب به هز قبضته في وجه هذا المتطفل الذي هو الآن من العامة .
2
تسربت إلى الوالي وشاية بأحد رجال بطانته الذي ينقل إليه أخبار عدوه ، ولما كان الوالي يثق بذلك الرجل أراد أن يتحقق من صدق الوشاية قبل أن يوقع العقوبة عليه ، جلس الوالي كعادته في الصباح ، والتف حوله رجاله ، مرّ عليهم بنظراته مرورا سريعا وعندما وقعت عيناه على الموشى به ارتعش الوالي رغم حرصه على كتمان الأمر مما جعل الرجل ينتبه. ابتسم الوالي في محاولة منه لرد زعزعة الرجل، تململ الرجل ليتحين الفرصة للانسحاب ، تشاغل عنه الوالي حتى يعلم ما في نفسه، ولما أعلن الرجل رغبته في الانسحاب تأكد الوالي من صدق الوشاية وأمر بحبسه على الفور . تبادل بقية الرجال النظرات، وبعد ان اقتادوه خارجا ، ابتسم الوالي ليستعيد المجلس هدوءه، ثم جال بنظراته بينهم برغبة منه في استكشاف دخائلهم وما يضمرونه في قلوبهم نحوه ، ولكنه من حيث لا يدري أثناء تمحيصه لهم كان يجد في صفحة وجه كل منهم أمرا مريبا .
قصة قصيرة بقلم د ميسون حنا /الأردن
1
قال الوالي لخليفته: اعلم أيها الشاب أنك لو بسطت يدك للناس تسلقوا على كتفيك . أمّا لو هززت قبضتك في وجوههم مهددا ، متوعدا، ساخطا، ركعوا تحت قدميك .
قال هذا وانسحب مفسحا مكانه لخليفته الذي استوى جالسا بثقة وخيلاء. بعد مدة من الزمن راودت الوالي القديم رغبة في زيارة الوالي الجديد ليستطلع أمره، وكان يتوق في سره لإطراءات الجديد ومديحه له لأنه قدم له خلاصة تجربته بأمانة وإخلاص . تقدم المخلوع من الوالي وبريق عينيه يفضح رغباته العارمة تلك ... لكن الوالي الجديد بدل أن يرحب به هز قبضته في وجه هذا المتطفل الذي هو الآن من العامة .
2
تسربت إلى الوالي وشاية بأحد رجال بطانته الذي ينقل إليه أخبار عدوه ، ولما كان الوالي يثق بذلك الرجل أراد أن يتحقق من صدق الوشاية قبل أن يوقع العقوبة عليه ، جلس الوالي كعادته في الصباح ، والتف حوله رجاله ، مرّ عليهم بنظراته مرورا سريعا وعندما وقعت عيناه على الموشى به ارتعش الوالي رغم حرصه على كتمان الأمر مما جعل الرجل ينتبه. ابتسم الوالي في محاولة منه لرد زعزعة الرجل، تململ الرجل ليتحين الفرصة للانسحاب ، تشاغل عنه الوالي حتى يعلم ما في نفسه، ولما أعلن الرجل رغبته في الانسحاب تأكد الوالي من صدق الوشاية وأمر بحبسه على الفور . تبادل بقية الرجال النظرات، وبعد ان اقتادوه خارجا ، ابتسم الوالي ليستعيد المجلس هدوءه، ثم جال بنظراته بينهم برغبة منه في استكشاف دخائلهم وما يضمرونه في قلوبهم نحوه ، ولكنه من حيث لا يدري أثناء تمحيصه لهم كان يجد في صفحة وجه كل منهم أمرا مريبا .
- رتب حسب
- الأحدث
- الأقدم
التعليقات: 1