الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ضرباً يا عصا ضرباً !ترجمة: حماد صبح

تاريخ النشر : 2019-10-07
ضرباً يا عصا ضرباً ! ترجمة " حماد صبح
كان لأسرة فقيرة ثلاثة أبناء ، هم بيير وجاك وجان ، ويوما قال بيير البكر : " سأسافر طلبا للعمل ، وسأعود حين أغتني " ، ومضى على الطريق العريض ، وفي عشية ، حين لم يكن معه ما يأكله سوى كسرة خبز ، لقي عجوزا قالت له : " ترشدني إلى الطريق المؤدية إلى شاتوجيه ؟ " ، فأرشدها فقالت : " معك ما تقدمه إلى عجوز فقيرة ؟ " ، فقدم لها كسرته ، فأخذتها وقالت : " أنا جنية ، إليك هذا السماط الأبيض عرفانا برقتك ! وليس عليك إلا أن تقول : " أعد الطعام يا سماط ! " ، وفي التو ستكون فوقه كل ألوان الطعام منفردة عن بعضها بعضا " ، فقال بيير : " آه ! شكرا لك ، شكرا لك " ، وسارع بالعودة إلى أهله مسرع الخطا إلا أن الليل جَنَه بعد أن أعياه المسير ، فدخل نُزُلا ، وكان جائعا ، فأخرج السماط قبل أن ينام ، وقال له : " أعد الطعام يا سماط ! " ، وفي اللحظة انفرد السماط أمامه فوقه أطعمة لذيذة وفواكه شهية . ورأى مالك النزل الطعام ، فسرق السماط ليلا ، ووضع مكانه آخر يشبهه . وصباح الغد بارح بيير النزل آما بيته . وحين وصل إليه عاجل أهله قائلا : " انظروا ! جئت بسماط عجيب يأتي بالطعام وبالفواكه اللذيذة " ، وأخرجه من حقيبته وقال : " أعد الطعام يا سماط ! " إلا أنه لبث مطويا لا يظهر منه شيء ، ففرده وفحصه ، فاكتشف أنه ليس سماطه العجيب ، فصاح خجلا مضطربا : " لابد أن مالك النزل سرقه " ، عندئذ قال أخوه جاك مباغتا الأسرة : " سأذهب أنا أيضا طلبا للعمل ، وسأجد سماط بيير " ، ومضى في الطريق من فوره ، وانتهى صباح يوم بهي زهي إلى عُدوة نهر ماؤه ثَمَد ( قليل ) قد جلست عنده عجوز أحنت السنون ظهرها ، فنادته حالما رأته ، وقالت : " تساعدني في عبور النهر ؟ " ، فوافق دون تردد ، حتى إذا كانا على العدوة الأخرى قالت : " أنا جنية ، إليك هذه الدجاجة عرفانا بفضلك في إنقاذي " ، وأخرجت من معطفها دجاجة ، وأردفت : " قل لها : " بيضي ذهبا ، فتبيض ذهبا ! " ، فسر جاك ، وشكرها ، وأسرع عائدا إلى أهله . سار وقتا طويلا حتى توقف للمبيت في النزل حيث توقف أخوه بيير وبات ، وصعد إلى غرفته ، وقال لدجاجته : " بيضي ذهبا يا دجاجة ! " ، فباضت ثلاث بيضات ، دفع إحداها أجرا لمالك النزل الذي ارتاب في مصدرها . وفي الليل ، دخل غرفة جاك ، وسرق الدجاجة ، ووضع محلها دجاجة تشبهها أتم الشبه . وفي اليوم الثاني ، وصل جاك إلى البيت ، وقال محبورا إلى أهله : " انظروا إلى دجاجتي الجميلة ! تبيض ذهبا ! تأملوها جيدا ! " ،
وجعلها فوق المائدة ، وقال : " بيضي لي ذهبا يا دجاجة ! " ، فما زادت على أن حركت رأسها ، وصاحت : " كاك ! كاك ! " ، فاهتز جاك وجعا ، وصاح : " آه ! سرق مالك النزل الشرير دجاجتي " ، حالئذٍ قال جان أصغر الإخوة : " حان دوري لتجربة حظي . سأسافر طلبا للثروة " ، وسار في الطري العريض سير أخويه قبله ، وانتهى مغربَ الشمس إلى طرف غابه عنده عجوز قالت له : " أيْ صغيري ، تعينني في عبور هذه الغابة ؟ الليل يظلم ، وأرهب اللصوص . "
فقال : " حبا وكرامة . " ، وأخذ بيدها ، وقادها إلى طرف الغابة المواجه ، فتوقفت وقالت : " أنا جنية . أقدم لك هذه العصا هدية جزاء لرقتك ، وما عليك إلا أن تقول : " ضربا يا عصا ضربا ! " ، فتشرع في اللحظة في ضرب من تشاء . " ،
فسر جان ، وشكرها على هديتها القيمة ، وبادر عائدا إلى البيت حيث ينتظره أبواه وأخواه . وجنه الليل في الطريق ، فتوقف للمبيت في النزل الذي توقف عنده أخواه وباتا فيه . وبعد ليلة من الاستجمام والمنام ، سأل مالك النزل : " أنت الذي سرقت سماط أخي ، السماط الذي يعد الطعام ؟ " ،
فأجاب : " بتاتا ، لم أسرق أي شيء . " ،
فقال جان : " تعيد السماط أم أضربك بعصاي ؟ " ،
فاحتج : " ليس عندي ما أعيده إليك . " ،
_ " ليكن ! ضربا يا عصا ضربا ! " ،
فبادرت تضرب كتفيه ، فبكى وصرخ : " أوقف ، أوقف عصاك ! " ،
فرد جان : " لن أوقفها حتى تعيد إلي سماط أخي . " ،
كانت الضربات عنيفة مروعة ، فأخرج سماط الطعام الأبيض ، وأعاده إلى جان ، فأمر عصاه بوقف ضربه ، وسار في طريق العودة إلا أنه ما لبث أن عاد مساء ذلك اليوم إلى النزل لينام فيه ، وصباح اليوم التالي قال لمالكه : " والآن ، أعد الدجاجة التي سرقتها من أخي ! " ،
فاحتج : " لم أسرق أي دجاجة . "
فهدده جان : " إن لم تعدها فسأضربك بعصاي . "
فصاح محاذرا خائفا من شدة الضرب : " لا ، لا ، دجاجتك ليست عندي . " ،
فاقتربت منه العصا مسرعة ، ووثبت فوق ظهره ، وأخذت تضرب كتفيه ، فبكى وتلوى على الأرض إلا أنها لم تكف عن ضربه حتى إذا عجز عن تحمل المضاف من ضربها ذهب يبحث عن الدجاجة ، وأعادها إلى جان الذي أوقف عصاه عن ضربه ، وسار في طريق العودة ، وفجأة عرض له ثلاثة لصوص ، قالوا : " هات دجاجتك وكل أموالك وإلا علقناك في أعلى غصن في هذه الشجرة ! " ،
فرد : " خلوا سبيلي وإلا صنعت لكم مجزرة بعصاي هذه ! "
، فضحكوا من كلامه ، وقالو ا : " سنعلقك " ،
فصاح : " ضربا يا عصا ضربا ! " ،
فانهالت على أكتافهم ضربا متتابعا في غزارة حب البرد ، وفورا هربوا هلعين تلاحقهم ضربات العصا الغاضبة . وناداها جان ، وتابع سيره . وعندما بلغ البيت صاح محبورا : " جئت بكل شيء : السماط والدجاجة وعصا تضرب من شئت متى شئت . ها هو السماط ! " .
عندئذ أمر بيير : " أعد الطعام يا سماط ! " ، فانبسط السماط في اللحظة ، وتكدس فوقه الطعام وألوان الفواكه الشهية . وقال جاك : " بيضي يا دجاجة لي ذهبا ! " ،
فباضت ثلاثا . كان ذلك في بيت الأسرة الفقيرة أمسية سعيدة تشبه مأدبة ملكية بهيجة الزينات . وصار بيير وجاك وجان أغنياء حقا ، وجعلوا حياة أبويهم رخية ناعمة ، وعاش خمستهم في سعادة ورضا حتى ختام أعمارهم .
*موقع " قصص وأساطير قصيرة " الفرنسي .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف