الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نظرية الطاقة في التحليل الابداعي.. أفق جديد في النقد الأدبي بقلم:كامل وفيق وافي

تاريخ النشر : 2019-10-06
نظرية الطاقة في التحليل الابداعي.. أفق جديد في النقد الأدبي بقلم:كامل وفيق وافي
نظرية الطاقة في التحليل الابداعي .. أفق جديد في النقد الادبي بقلم : الاستاذ كامل وفيق وافي

ملامح نظرية جديدة في النقد الأدبي يطرحها الدكتور محمد البوجي الناقد الفلسطيني الكبير حيث يطل علينا الدكتور محمد البوجي بكتاب جديد موسوم بعنوان الطاقة في التحليل الابداعي ، مقدماً بذلك طرحاً جديداً لتذوق العمل الابداعي قاصداً بذلك كل عمل انساني يحقق غاية تعبيرية سواء كان كتابة نظما ونثرا أو عمل فني موسيقي أو تشكيلي وما إلى ذلك من فنون أخرى . ويتخذ الدكتور البوجي من الطاقة المكتنزة في العمل الأدبي أساسا لنظريته الجديدة ، على اعتبار أن النص الابداعي هو عبارة عن طاقة تعبيرية تنبعث من مبدع نتيجة عوامل ناجمة عن الاحتكاك بالواقع ساعدت في توليدها ، ويمكن الكشف عن هذه الطاقة من خلال ما يصدر من اشعاعات منبثقة عنها تتجسد في تفاعل المتلقي معها . حيث عرف الابداع على أنه " طاقة انسانية قادرة على خلق روح جديدة تنتقل للمتلقي على هيئة اشعاع يوقظ فينا أحاسيس شفافة تثير الفعل نحو صناعة جديدة ".

ويُقر الكاتب في المقدمة أن هذا الكتاب يقدم طرحا أوليا لتصور ربما يولد نظرية جديدة دفعة لذلك الغيرة والقلق وهذا مما تتسم به شخصية الباحث الجاد الحر .. وقد حمل النقاد الشباب مسؤولية تطوير النظرية إيماناً منه بالطاقات الشابة . وقد يكون ذلك انذار ببداية حقبة جديدة الأدب العربي خصوصا بعد حالة التردي التي يمر بها الأدب المعاصر .

يؤسس الكتاب لخطاب نقدي متكامل يقوم على تكامل الأدوار بين المبدع والمتلقي وما ينتج من طاقة ناتجة عن الاحتكاك بين المبدع والمتلقي من جانب وبين المبدع والبيئة المحيطة من جانب أخر ، كما يأخذ بعين الاعتبار الناتج الابداعي الجمعي كقوة فاعلة في بناء المجتمعات الانسانية، ويتسم الطرح بالشمولية التي تبرز في تكامل الأدوار بين المبدع والمتلقي واعتبار النص أو الرسالة تحصيل حاصل .. كما تنظر لجموع المبدعين على أنهم كتلة واحدة تشكل قوة ضاغطة في المجتمعات الانسانية .

كما تتسم الدراسة بالديناميكية والحيوية كونها قابلة للتنفيذ وليس مجرد اطار نظري حيث قام الباحث بتحليل نماذج أدبية تؤكد ذلك وهذا قليل ما نلمسه في المنظرين الآخرين .. ويعد طرح الدكتور محمد البوجي طرحاً حقيقياً فعالاً كونه اعتمد على نصوص من عصور مختلفة ومتنوعة الشكل والمضمون .

وعن أهمية الطرح فيمكن القول إن ما أوصلتنا إليه اللسانيات والمدارس النقدية المستوردة من تشوة فكري وتخلف متوارث جعلت من نظرية الطاقة في التحليل الابداعي مخرجا حقيقيا من ذلك .. حيث إن الطاقات الابداعية الحقيقية تكمن في الأثر الذي يتركه العمل الابداعي حيث لا قيمة لعمل ابداعي لا يترك أثرا ، ويعد الأثر أهم ركائز النظرية الجديدة .. نعم إننا بحاجة إلى نظرية جديدة لتحليل النص الابداعي لتنشلنا من حالة الجمود والانحطاط والتخلف التي تمر بها الحالة الأدبية في الوطن العربي عموما ، وقد نستدل على ذلك بمقدار الانحدار الذي وصلت إليه الحالة الأدبية في الوطن العربي وخير مثال على ذلك ما يسمى "بقصيدة النثر" هذا المصطلح المشوه يعبر وحده عن حالة الافلاس الشعري والهبوط الفكري في الوطن العربي، وهو أهم مخرجات الغزو الثقافي اثر الحملة الفرنسية بقيادة بونبرت .. وقوفا عند المصطلح يمكن القول إننا بعد تجربة محمود درويش وصولا إلى ادونيس ان القصيدة العربية في طور التطور نحو شكل أدبي ينسجم مع الحالة المجتمعية وفق متطلبات العصر الفنية كون تلك التجارب تطورت تلقائيا ولكن سوء التلقي والانحطاط جعل العقل العربي عاجز على تحديد مصطلح مناسب . وبالنظر في مراحل شعرية درويش أخر شعراء العصر يمكن تلخيص الحديث في أن درويش يستخدم أشكال تعبيرية تنسجم مع الواقع من خلال التجريب في الايقاع الموسيقي الذي هو أحد أركان القصيدة ولم يكن التجريب اعتباطا بل وفق قوالب مبتكرة؛ هذا السبب جعل كتير من المتسلقين على حواف الكلم اسرى في شباك درويش الأمر الذي سمح بالكثير من الهواة والمطبلين الذين يزمرون لقصيدة النثر ويزينوها جهلا وامعانا في الجهل ..في حين لو أن هذه القوالب وجدت اهتماما لكانت نظرية أدبية تؤسس لمرحلة جديدة كذلك الحال في النصوص السردية ومحاولات التجريب في السرد الروائي وابتكار تقنيات سردية وقوالب سردية تتناسب أحيانا مع متطلبات العصر . فالمراد من ذلك هو ضرورة اعادة النظر في انتاجنا الادبي ودراستنا النقدية في سياق الطاقة الجمعية الناجمة عن عملية الابداع وهو ما يهدف إليه الكتاب.

تناول الكتاب موضوعين غاية في الاهمية وهما موقع النظرية من عناصر العمل الأدبي "الصورة واللغة والايقاع والسرد وغيرها "، والامر الثاني هو الطاقة الجمعية وما قد ينتج عن التجمعات والاتجاهات الابداعية من أثر على المجتمع .. حيث يقف الكاتب عند حدود وظيفة الابداع الامر الذي تجاهلته الكثير من النظريات التي كان لها الاثر الاكبر في تحجيم العقل العربي .

إن كتاب الطاقة في التحليل الابداعي هو حجر أساس لمرحلة النهضة وصولا لتحقيق أهداف الامة .. حيث يطرح الكثير من القضايا الأدبية والاشكاليات التي تثير التساؤلات والشكوك في الكثير من التجارب الادبية .

إن القارئ للكتاب يلمس شخصية الكاتب التحررية ، وهذا ما يجعل القارئ يشعر بالدفء والاطمئنان عند القراءة لما يحمله الكتاب من صدق التجربة ومصداقية الانتماء ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف