الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المرأة والطبيعة في قصيدة "أنا زوجي" حسين جبارة بقلم: رائد الحواري

تاريخ النشر : 2019-10-03
المرأة والطبيعة في قصيدة  "أنا زوجي" حسين جبارة بقلم: رائد الحواري
المرأة والطبيعة في قصيدة
"أنا زوجي"
حسين جبارة
موضوع النص الأدبي يفرض على الكاتب استخدام ألفاظ بعينها، لكن في الشعر يكون الشاعر (أسير) عقله الباطن، بحيث تخرج الألفاظ دون وعي منه، فتبدو حرة ومتحررة من هيمنة الشاعر، استوقفتني قصيدة "أنا وزوجتي" للشاعر الفلسطيني "حسين جبارة"، فرغم أن فاتحة القصيدة عادية، حيث يتحدث فيها عن فعل عادي وطبيعي:
"أُفيقُ مُبكرا، فأسرعُ للعملْ
أصَلّي لِربٍّ في السماءِ غَدا الأملْ
ترافقُني قرينتي بفلاحتي
تساندُني في الحقلِ تقبلُ ما حصل"
إلا أن ذكر المرأة: "ترافقني، قرينتي" تحولت القصيدة إلى منحى آخر، بحيث نجد ألفاظ بيضاء: "تساندني، الحقل تقبل" وهذا الاخضرار في القصيدة ما كان ليكون دون حضور تلك التي تبعث الفرح وتنشر البياض في فضاء الشاعر، وإذا علمنا ان استخدام الفعل المضارع غالبا ما يشير إلى الفرح والبهجة، نتأكد أن هناك حالة نشوة يمر بها الشاعر، وسببها (وجودها/حضورها).
قبل الانتقال إلى البيت التالي نتساءل ما سبب وجود الحقل؟، وهل هو (تجميل/تزويق) أم أنه جاء بذاته، ودون تدخل من الشاعر؟، سنجد الاجابة في الأبيات التالية:
" يداً بيدٍ، تلمَاً نَشقُّ ودافئاً
ونبذرُ حَبّاً ، كم يتوقُ إلى البللْ"
وغالبا ما يأتي تكرار اللفظ ليشير إلى حالة الهيام التي يمر بها الشاعر، من هنا نجده يستخدم "يد بيد" والتي أتبعها ألفاظ بيضاء: "تلما، ودافئا، نبذر، حبا، يتوق" وإذا توقفنا عند الألفاظ السابقة نجدها متعلقة بالطبيعة، التي تعد من عناصر التخفيف والفرح التي يلجأ إليها الشاعر، لكن الطبيعة هنا جاءت بأثر المرأة، بمعنى أنها ناتجة عن المرأة، وما كانت لتكون دون حضور المرأة، إذن المرأة هي سبب وجود وخلق الفرح عند الشاعر، لهذا جاءت ألفظ القصيدة بيضاء ومخضرة.
" فنعهدُ أرضَنا، نُتابعُ زرعَها
تهيجُ كَجنَّةٍ يداعبُها الحجلْ"
الطبيعة وقوة حضور المرأة انعكس على القصيدة بحيث أصبح الشاعر يستخدم صيغة الجمع "أرضنا" وهذا ما جعل البيت مطلق البياض بحيث ينسجم اللفظ الأبيض: "فنعهد، أرضنا، نتابع، زرعها، تهيج، كحبة، يداعبها، الحجل" مع المعنى العام للبيت، الذي جاء أخضر ويشع نضارة وبهاء كحال الطبيعة.
والشاعر لا يتناول الجمال المرئي/المُشاهد الثابت فحسب، بل يركز أيضا على الجمال المتحرك، من هنا جاء استخدام "تهيج، الحجل" وبما ان للحركة صوت فهو يأخذنا إلى جمال آخر، جمال الصوت، صوت الطبيعة التي تنمو متألقة بزينتها وخضرتها.
" بِحُبٍّ، نُعَلِّمُ الفتاةَ كما الفتى
ونأبى معاييرَ التلكّؤِ والكسلْ"
تأكيد على أن الشاعر ما زال هائما بها، لهذا استخدم ألفاظ متناظرة "الفتاة، الفتى" واعتقد أن تقديمه للفتاة يعكس انحيازه/حبه لها، فالحب جعل الشاعر يتخلى عن منطق المجتمع الذكوري الذي يقدم الرجل على المرأة، فهو يعلو من مكانتها بهذا التقديم ويؤكد على قوة حضورها ومكانتها.
" ونأبى معاييرَ التلكّؤِ والكسلْ
نوفّرُ قوتاً من عَناءِ سواعدٍ
ومن لقمةٍ
تَرضى الثريدَ مع البصلْ"
الإنسان الهلالي يتأثر بالطبيعة، فكما يفرح بالربيع يحزن في الخريف، هذا ما وجدناه في الأدب الذي خلفه لنا أسلافنا، فندب موت البعل/تموز مازال موجدا في مجتمعاتنا إلى اليوم، وما أحياء أيام كربلاء ومأساة الحسين إلا صورة عن ندب البعل/تموز التي مارسها أسلافنا منذ آلف السنين.
إذن هناك (صراع) أزلي في الطبيعة، بين الخصب والجذب، بين الخير والشر، فالطبيعة لا تكون دائمة الاخضرار، ولا تكون مطلقة البياض، الشاعر الفلسطيني الكنعاني يؤكد على هذا الأمر في قصيدته ـ من المفترض أن تكون مطلقة البياض ـ لكن للطبيعة قوتها وأثرها كحال المرأة تماما، من هنا نقول أن حضور الحقل والأرض والزراعة كلها ادت إلى وجود هذه الألفاظ (الغريبة/المتناقضة) مع ما سبقها: "نأبى، التلكؤ، الكسل، قوتنا".
" نوفّرُ قوتاً من عَناءِ سواعدٍ
ومن لقمةٍ
تَرضى الثريدَ مع البصلْ
كزارعِ غرسةٍ بهمّةِ ناشطٍ
يعيشُ على الآمالِ يغمره الجذلْ"
إذن الطبيعة جعلت القصيدة تأخذ منحى جديد، متعلق بالطبيعة، فهي تمر بمراحل متعاقبة، تلغي كل مرحلة سابقتها، من هنا جاءت ألفاظ متعلقة بها: "نوفر، قوتا، عناء، لقمة، الثريد، البصل، كزرع، غرسة، نهمة، نشاط، يعيش، الأمل، يغمره" فالحياة /الطبيعية/الريفية حاضرة في القصيدة، لهذا جاءت الألفاظ متعلقة بالريف وبحياة الفلاح، فحياته فيها بهجة وفي تعب، لكنه تعب طبيعي ولا يصل إلى حد الإرهاق. من هنا نجد الشاعر يقدم هذه الحياة ـ رغم ما فيها من تعب ـ على أنها طبيعية/سوية.
وإذا أخذنا وجود المرأة بجانبه، فبالتأكيد سيقدم على هذا الحياة بهمة ونشاط، من هناك جاءت ألفاظ "بهمة وناشط، الأمل، يغمره".
" تيتّمتُ من أبٍ ، وكسبِ قراءةٍ
هزمتُ تيَتّمي وجهلي،
وذا المثلْ"
اعتقد أن هذا المقطع زائد/دخيل على القصيدة.
يتقدم الشاعر من وحدة القصيدة من جديد محدثنا عن الريف والزراعة:
" مواسمُ زرعِنا، رِحابُ محبّةٍ
مواسمُ جمعِنا، تُشعشعُ في المُقلْ
خسرنا متاعاً، كانَ لذّةَ زائلٍ
وفُزنا، تعايشنا النجاح وما حملْ"
تركيز الشاعر وحدته مع المرأة "زرعنا، جمعنا، خسرنا، وفزنا، تعايشنا" يشير إلى حيوية المرأة ودورها الإيجابي في مواجهة "خسرنا" التي جاءت بين فرحين، فما سبقها جاء بألفاظ بيضاء: "مواسم، زرعنا، رحاب، محبة، جمعنا، تشعشع، المقل، وبما بعدها أيضا جاء أبيض: "فوزنا، تعايشنا، النجاح"، لكن يستوقفنا لفظ "تشعشع" الذي يتشكل من حروف مكررة ومتصلة "الشين والعين"، والذي يدل على رغبة الشاعر في التماهي مع المرأة، ومثل هذه الألفاظ متماثلة الحروف غالبا ما تدل على حالة النشوة التي وصل إليها الشاعر بحيث تأتي لتشير إلى الرغبة الجامحة في التوحد والتماهي مع الحبيب.
" شعاعٌ تعالى في الرحابِ مبشِّراً
كشمسٍ وراءَ الغيمِ جَمّلَها الخجلْ"
يصل الشاعر إلى الذروة، بحيث يقدم مشهد مطلق البياض، إذا ما استثنينا "وراء، الخجل" بحيث تتوحد فيه الألفاظ والمعنى في خدمة الفكرة، والجميل في هذه الألفاظ انها متعلقة بالفضاء: "شعاع، تعالى، الرحاب، مبشرا، كشمس، الغيم، جملها" وهذا الفضاء جاء بعد توحد الشاعر مع المرأة "تشعشع" وكأن حروف البيت السابق، بقيت عالقة في ـ العقل الباطن ـ فجاء هذه المقاطع لتأكد على حالة الذروة التي وصل إليها الشاعر.
" فُتاتاً شهياً يستطيبُ لُعابُنا
مذاقاً فترياقاً ألذّ من العسلْ"
بعد الحديث عن الفضاء ينتقل الشاعر إلى الفرح الأرضي، لكنه ليس أرضي بمفهومنا، بل هو أرض الجنة، تلك التي يحلم بها كل إنسان، فالمرأة بعد أن أخذت الشاعر إلى الفضاء السماوي، أدخلته الجنة/الفردوس، فأخذ1 يستمتع ب"فتاتا، شهيا، يستطيب، لعابنا، مذاقا، فترقانا، ألذ، العسل" فهذه الألفاظ متعلقة بالحنة والفردوس وليست بالأرض التي نعرفها.

" أعيشُ وزوجتي عهودَ تكاتفٍ
عقودَ تعاونٍ يَسوغُ مع القبلْ"
كما جاءت الفاتحة عادية وطبيعية، جاءت الخاتمة، بحيث تتحدث عن حياة طبيعية/ سوية.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف