(( اللهُ أكبرُ يامآذنُ كبِّري ))
الحقدُ ـ بئسَ الحاقدون ـ تلحَّفا | بحضارةٍ ممقوتةٍ لن تُؤلَفَا |
أركانُها : الظُّلمُ البغيضُ ، وما أتى | في الغزوِ مَنْ سلبَ الحقوقَ وأسرفا |
قالوا : التَّقدُّمُ . قلْتُ : صيحةُ ماكرٍ | ركبَ الخديعةَ كاذبًا ومُزيِّفا |
والغربُ ما انفكَّتْ مكائدُه التي | يأتي بها ثوبُ الرُّقيِّ مُفوَّفا |
تعسَ الفرنجةُ كذَّبتْهُم خِسَّةٌ | فيهم ، تسلُّ الحقدَ عنهم ما انتفى |
وَلَكَم أساؤوا ، واعتدوا ، وإلى الخنا | والموبقاتِ كبيرُهم قد أوجفا |
المكرُ لعبتُهم ، فما حفظوا لنا | عهدَا ، وأفضلُهم أساءَ تَصَرُّفَا |
جاروا على الإسلامِ في حِقبٍ مضتْ | حتَّى التوى بأسُ لهم واحقوقفا |
وتهافتتْ راياتُهم منكوسةً | وارتدَّ شانئُنا المعاندُ مُدلِفا |
هم يعلمون إذا المآذنُ كبَّرتْ | وإذا البطولةُ رجَّعتْ صوتَ الوفا |
ومجاهدونا لوَّحوا يومَ اللقا | سيفًا يُسَلُّ على الطغاةِ ومصحفا |
لم يعرفوا غدرًا ، ولم يرثوا هوىً | يُردي شجاعًا في الوغى ومثقَّفا |
فلأُمَّتي السِّيرُ الكريمةُ : سِفرُها | لم يرضَ ظلمًا للخليقةِ أو جفا |
وإلى مآثرها العبادُ تشوَّقوا | وإلى هداها العاقلُ الواعي هفا |
أغنتْ حديثَ الشَّوقِ بالقيمِ التي | عبقتْ وِدادًا بينهم وتَلَطُّفا |
أنتم أدنْتُم فعلَكم ، وقد انجلى | للناسِ ما أخفى الغرورُ وزخرفا |
حتَّى المآذن !! ويحكم ؟ مابالكم | تتمرَّغون دناءةُ وتخلُّفا !! |
وتعاقرون البغيَ في غلوائِكم | وكأنَّه أمسى لديكم قرقفا !! |
بمقدساتِ الناسِ عاثَ صغيرُكم | وكبيرُكم أحيا الصَّبابةَ مدنفا |
تَبًّا لكم ! تَبًّا لزيفِ حضارةٍ | هي للدمارِ وللفناءِ على شفا |
هذي كنائسُكم يدندنُ بيننا | ناقوسُها برنينَه ما عُنِّفا |
بئستْ مودَّتُكم خلتْ من صدقِها | إذْ سُكَّرُ الأقداحِ جاءَ مخفَّفا |
لمَّا التقتْ أهواؤُكم بهوى اليهودِ ... | ... تهافتَ الرأيُ السَّقيمُ وأُتلفا |
قد صنتُما عبثًا مواثيقَ العداءِ ... | ... لأُمَّةٍ منصورةٍ رغمَ الجفا !! |
وستندمون ولاتَ ساعةَ مندمٍ | إنْ كبَّرتْ هذي المآذنُ ، فاختفى : |
طاغوتُكم وعتوُّكم فالفارسُ المجروحُ ... | ... لم يـكُ في البريَّةِ أضعفا |
الَّلهُ أكبرُ أتحفتْ أرواحَنا | وشموخُ مئذنةِ الهدى ما سوَّفا |
والعصرُ . هذا العصرُ يشهدُ صحوةً | رفستْ هوانَ الخانعين على القفا |
الَّلهُ أكبرُ يامآذنُ كبِّري | ودعي الضَّنينَ بروحِه والمترَفا |
هانحن جئنا ، يشهدُ القهَّارُ أنَّا... | ... لن نهادنَ ظالمًا متعجرفا |
شريف قاسم |