الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قصة الابجدية (1) بقلم:د.محمد فتحي عبد العال

تاريخ النشر : 2019-10-01
قصة الابجدية (1) بقلم:د.محمد فتحي عبد العال
قصة الابجدية (1)

 هل راودك التساؤل يوما ما أصل الأبجدية التي نكتب بها اليوم؟

 رحلتنا  اليوم مع  العلامة الفارقة التي غيرت وجه التاريخ على امتداده إلی الابد

 فلنا أن نتخيل أصواتنا وحسب قد صارت السبيل  الوحيد للتواصل ؟!!! بالطبع سيكون وسيلة وقتية تنتهي بأنتهاء اللقاء فكيف نستعيد هذا الصوت وقد أنتشر في الهواء ومن المحال استعادته هكذا كانت حياة الأنسان الأول أيام تمر وتمضي ولكن  بلا رجعة ومحلها النسيان و لاسبيل لتدوينها ولا طريقة لحفظها كأرث للاجيال القادمة .

 قصتنا اليوم ، قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى خاصة وأنها تتعلق بأمر  نسمعه يتردد يوميا علي ألسنة أطفالنا من النشء: ألف باء تاء و A,B,C… لكنها في واقع الأمر، واحدة من أروع  الملاحم البشرية التي صنعت التاريخ الانساني  أنها قصة تستحق أن تروي أنها قصة الابجدية  حيث أولى مراحل تحول البشرية نحو الحضارة  والإنطلاقه نحو  الإنسانية والتي تحققت عبر  التواصل مع من حولنا من جهة والتغلب علي البعد الزمني والتاريخي الذي يفصلنا عن ماضينا ومستقبلنا  ولهذا كان التصنيف التاريخي للمراحل الإنسانية  عبر العصور، إلی  عصور ما قبل التاريخ أي عصور ما قبل الكتابة  وعصور ما بعده .يقول (سقراط) عن سعة أنتشار الافكار بعد اختراع الكتابة  أنه ما أن يكتب شيء ما، حتى تنساب المادة المكتوبة من مكان إلى آخر، بحيث تقع في أيدي من يفهمها ومن لا يفهمها، ومن لا علاقة له بها أيضاً.

 تاريخ ظهور الابجدية:

 تعتبر الأبجدية السينائية والتي أكتشفت في شبه جزيرة سيناء والمعروفة  باسم السينائية الأولى  Proto-Sinatic   أو  الكنعانية الأولى   Proto- Cannaniteهي أول كتابة أبجدية عبر التاريخ ،  ونظرا للعثور علي أقدم نص من هذه الأبجدية في سيناء لذلك سميت الأبجدية السيناوية  حيث عثر علی هذه النقوش في عام 1905 بواسطة العالم الإنجليزي ( فليندر باتري) أثناء عمله في معبد «سرابيط الخادم» وكانت عبارة عن علامات شبيهة إلی حد كبير بالعلامات الهيروغليفية ولم تكن معروفة من قبل إلی أن تمكن عالم المصريات (الن  جاردنر) عام 1916 من فك أولي لرموز هذه الكتابة معتبرا أياها أقدم الأبجديات في العالم وفي عام 1948 تمكن وليم البرايت من فك رموز النقوش السينائية بشكل كامل. وبعد إجراء العديد من الدراسات تبين  للدارسين أن هذه الكتابة بمثابة حلقة الوصل  بين الهيروغليفية والفينيقية وهي أصل الأبجدية الفينيقية،و التي منها نشأت الأبجديات  العربية و الأوربية الحديثة...

ولكن كيف قدر لهذه الأبجدية أن تعبر لقارات العالم وينشأ عنها هذه الأبجديات ؟

 اولا: الأبجدية اللاتينية :

 كانت الكتابة في مصر باللغة  الهيروغليفية  وهی كتابة تصويرية ، ومع عمل الكنعانيين في مناجم سيناء أمكنهم التعرف على الكتابة الهيروغليفية  ومن ثم وضعوا أبجديتهم أعتمادا عليها  وسميت   الكنعانية السينائية كما أشرنا انفا ومنها تحدّرت الأبجدية الفينيقية فبعدما أسس الفينيقيون (نسبة الي اللون الارجواني وهم أحفاد الكنعانيين القدماء ) قرطاجة ، قرروا أن يكون لهم لغتهم الخاصة فحلت  اللغة الفينيقية محل اللغة الكنعانية الشبيهة بالرموز الهيروغليفية والمأخوذة من الابجدية السينائية وبنشأة اللغة الفينيقية أحدثت نقلة نوعية في التحول بالكتابة الي الأحرف الأبجدية حيث اكتفوا بالحروف الاولى من اسماء الصور فأجتمعت لديهم  مجموعة من الحروف كونت الأبجدية الاولى  فحرف الألف اشتق من رسم سينائي بدائي لرأس الثور وحرف "ب" اشتق من رسم سينائي بدائي لبيت ،حرف "م" اشتُق من رسم سينائي بدائي عبارة عن (موجة) ، اشتُق حرف "ك" من رسم سينائي بدائي لكف اليد. فيما اشتُق حرف "ع" من رسم سينائي بدائي للعين وحرف الجيم من الجمل ، وحرف الفاء من الفم .

 ومن  الفينقيين انتقلت الأبجدية إلی اليونانيين ويقول المؤرخ اليوناني هيرودوتس (ابو التاريخ ) أن الكتابة الفينيقية دخلت إلی بلاد اليونان عن طريق رجل فينيقي يدعي كادموس  حيث تزعم الأسطورة الإغريقية, أن كادموس الفينيقي ابن الملك أجينور ملك صيدا  شيد مدينة طيبة اليونانية لينشر فيها الأبجدية  وكان كادموس في رحلته للبحث عن أخته أوربا ( سمّيت القارة الأوربية بإسمها) وتخليصها من خاطفها  (زيوس) كبير الآلهة اليونانية .فضلا عما قاله الجغرافي الإغريقي (سترابون) في (موسوعته الجغرافية الكبرى) نقلاً عن أمير البحر نياركوس قائد أسطول الإسكندر المقدوني, من أن الملاّحين الفينيقيين كانوا المرشد للسفن اليونانية في بحار ديلمون وذلك لخبرتهم الكبيرة بها ومن هنا يتضح ملامح قوة التأثير الذي أحدثه الفينيقيون في  لغة بلاد اليونان ومن الأبجدية اليونانية نشأت أبجديات أخرى، بما في ذلك اللاتينية، التي انتشرت في جميع أصقاع أوروبا، والسيريلية التي سبقت الأبجدية الروسية الحديثة.

 الابجدية العربية :

 يعتبر الباحث الألماني (ثيودور نولدكه) أول من أشار إلی أن الأنباط هم أصحاب الفضل في إيجاد الحرف العربي و  الأنباط هم ورثة الفينقيين في بعض المناطق وعلي الرغم من كونهم شعبا صغيرا إلا أنهم شعبا نشيطا أيضا إستطاع التفاعل مع الشعوب المجاورة تأثيرا وتأثرا كما تمتعوا بموقع استراتيجي متميز على موضع إلتقاء الطرق التجارية العالمية ، التي تربط بين تجارات الهند وفارس والعراق من الشرق ، ومصر من الغرب ، والشام والروم واليونان من الشمال ، والحجاز واليمن والحبشة من الجنوب وكانت أشهر مدنهم هي: البتراء (الرقيم) في الشمال ، والحِجْر (مدائن صالح) في الجنوب.. وعن أصول الأنباط يقول ابن حجر في فتح الباري : (وهم قوم من العرب دخلوا في العجم والروم ، واختلطت أنسابهم وفسدت ألسنتهم ، وكان الذين اختلطوا بالعجم منهم ينزلون البطائح بين العراقين ، والذين اختلطوا بالروم ينزلون في بوادي الشام ، ويقال لهم النَّبَط بفتحتين ... والأنباط ، قيل : سمو بذلك لمعرفتهم بإنباط الماء ، أي استخراجه ، لكثرة معالجتهم الفلاحة) وقد تعلمت  قريش الخط من الأنباط والذي استخدموه بشكل رئيسي لكتابة المعاملات التجارية. ومن أقدم نقوشهم نقش النَّمارة بسوريا  أو  نقش إمرئ القيس أحد ملوك المناذرة في الحيرة قبل الإسلام و النقش الموجود في "معبد نبطي للات، أكبر الآلهة العربية الوثنية  في وادي رم   في الأردن.

وللحديث بقية.

 د.محمد فتحي عبد العال
 كاتب وباحث مصري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف