الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الغصن اليابس - ترجمة : حماد صبح

تاريخ النشر : 2019-09-29
قصة قصيرة / الغصن اليابس ترجمة : حماد صبح
كان في جزيرة جبل سامق تكسو سفوحه غابة لفاء ، وفوق ذروته بيت فخم تقيم فيه عصبة من الجن ، يتنزهون في الغابة ، ويصيدون من يجتازها من الإنس . وفي يوم بعيد من زماننا هذا ، نزل من الجبل تسعة من أولئك الجن ، وجالوا لاستكشاف شط البحر ، فوجدوا سفينة ، فعزموا على الإبحار فيها ، وحالما أبحروا ألفوا عدة صنارات ، فشرعوا يصيدون السمك . ومنذئذ ، دأبوا كل ليلة على صيده . وحدث أن لحظ مالك السفينة عند ركوبه لها كل صباح للصيد أنها متسخة ومملوءة سمكا ، فانشغل باله واغتم قلبه ، وعزم في ليلة أن يختبىء ليعرف من الذي يأخذها ويصيد بها . وخشية السأم من طول الانتظار ، جلب معه قدرا من الجوز ليتلهى بأكله ، وبعد ساعة من اختبائه وراء بعض شجر الشط ، رأى تسعة الجن يقتربون من سفينته ، فعصف به الرعب حين رآهم يؤمونه إثر استيافهم ريح لحم الإنس ، ولما بلغوه عرض عليهم أن يأكلوا من الجوز استمالة لهم واسترضاء ، فقبلوا عرضه راغبين ، وأكلوا من الجوز ملتذين طعمه ، وقالوا إنهم ما سلف لهم أن طعِموا شيئا في لذة جوزه . وعقب الأكل ، ذهبوا كلهم لصيد السمك ، واقتسموا ما صادوه عند رجعتهم . ورغبت الجن في مُضاف من الجوز ، فأخذهم الصياد إلى بيته الذي يدخر فيه قدرا منه ، فأكلوا كثيرا ، وأرادوا شكر الصياد ورد الجميل إليه بالجميل ، فعرضوا عليه مرافقتهم إلى بيتهم في ذروة الجبل إلا أنه أجابهم بأن بيتهم ناءٍ غاية النأي ، وأن ذهابه إليه سيجهده ، وأنه من ثم لن يكون قادرا في الغداة على الصيد للإجهاد الذي نابه في الطريق . هنالك قالوا له : " الطريق إلى بيتنا يختلف عن الطرق التي تفضي إلى بيوت الإنس . لن تجهد حال وصولك إلى بيتنا " . ووصلوا إلى الغابة ، وتوقفوا عند شجرة ، وأشار أحد الجن إشارة ، فانفتح باب ما لبث أن انغلق بعد دُلوفهم ، وقال أحدهم للصياد : " هذا بيتنا . ربما تقابل فيه أمنا ، فلا تقبل أي شيء تعرضه عليك إلا غصنا يابسا لما فيه من قدرة على شفاء العلل كافة ! " .
وفعلا قابل أمهم بعد قليل من دخول البيت ، وكانت عملاقة بلغت من عمرها عتيا إلا أنها كانت تامة الدماثة والرقة . ولما حان انصرافه عرضت عليه كأسا ذهبية لا يغيض ما فيها أبدا ، فرفضها جازما حازما ، فعرضت عليه في التو ديكا له رأس إنسان ، ويقدم من المال قدر ما يراد منه ، فرفض الديك رفضه الكأس ، وقال : " أعطيني الشيء الكائن في هذا الصندوق الكبير ! "
، ففتحت الصندوق ، وأخرجت منه غصنا قدمته إليه قائلة : " غصن يابس . أحسن حفظه إحسانك حفظ شيء نفيس ! "
وشكر الصياد مضيفيه ، وبارحهم إلى المكان الذي منه أتى ، وحالما انتهى إلى كوخه أخفى الغصن في اهتمام تام . وبعد أيام ، رأى نسوة عابرات باكيات ، فسألهن عن علة بكائهن ، فأخبرنه أنهن ينقبن عن ماء ليستحم به ابن شيخ القبيلة استحمامه الأخير قبل موته ، فأخبرهن أنه ربما يكون قادرا على مشافاته ، فأبلغن ما قاله إلى والد الطفل الذي أمر بإحضاره في الحال . فذهب إليهم ، ولكن بعد فوت الوقت ؛ إذ مات الطفل قبيل وصوله ، فبكاه كل الناس إلا أن الصياد داناه ، ووضع الغصن اليابس على صدره ، فقام فورا ، واندهش كثيرا من بكاء الناس حوله . وابتهج الصياد وازدهى ، وعم نبأ الشفاء المعجز أنحاء البلاد ، وقدم ناس كثيرون حسدا ورغبة في حيازة الغصن اليابس ، وحاولوا مرارا استراقه . وفي يوم ، عند عودة الصياد من الصيد ، رأى لهبا ودخانا ينبثقان من ناحية بيته . كان يحترق . ورأى فوق سطحه _ الذي كان سليما من النار _ غصنه اليابس ، فأنقذه من اللهب إلا أن الحساد لم يقلعوا عن سعيهم لاستراقه . وفي يوم ، بعد أن تجاوز الأمر كل حد ، قال لهم : " لم تريدون أن تأخذوا مني هذا الغصن الذي يحفظ صحتكم في أحسن حال ؟! إن لم تكفوا عن الإلحاح لأخذه فسألقي به في مكان لا يقدر أحد على الاهتداء إليه " إلا أنهم لم يهتموا بما قال ، وتابعوا مضايقته ، فألقى به في الغابة ، وهذا هو سبب خلود شجرها وموت الناس .
*موقع " قصص وأساطيرقصيرة " الفرنسي .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف