
رائحة الموت** قصة قصيرة :** ** عزيز فيالة**
******* ***** * *****
فزع من خوف،ربما يحدث فى اى لحظه.فكرت ان أمضى هذه الليله عند احد اقاربى أو أقاربها،وفى الصباح أغادر هذا المكان،لأتخلص من هذه الرائحه!ليل طويل،وفجر بعيد.خوف،وانتظار،وترقب.. انفرجت دلفتى الدولاب وتمدد الكائن امامى وتشعب!ناحيتى مدت يدها.سحبت الملاءه متخفيا،وانكمشت،تسللت داخلى ،خلف الستائر،فى الحمام خطواتها تلاصق خطواتى، استنشقها...فى كل مكان أبحث عنها بها أعود.شاهدت الموت لنفسى،وللموت رائحه أعرفها جيدا!ولا يعرفها غيرى..صرعتها سيارة وهى تعبر الطريق.كانت معى منذ ساعة،نتحدث عن الماضىى والحاضر والمستقبل.صدرها يتسع باتساع الأفق كطائريحملك على جناحيه ويحلق بك الى عالم جميل يحتويك.ضحكتها أرواح جميلة ترفرف حولك ثم تضمك ،تطهرك لتكون إنسانا ملائكيا. الشعر جدائل من حرير.تعشقه حين تراه.
العينان بيتان بيتا للرب والأخر بستان.
منذ ساعه كانت معى. سمعت الخبر كالصاعقه لم أصدق ،رمحت إلى المستشفى، كل الأقارب والأصدقاء الذين يعرفونها ينتحبون هناك،النساء يولولن ويلطمن الخدود،الرجال يبكون كما لم يبكوا من قبل. لم تسقط من عينى دمعه ، ليس يقين ،أرى بعينى،كانت معى منذ ساعه .امرأة-تحمل- لفافه من القماش الأبيض تحت أبطها،وتخطوا فى اتجاه المشرحه، ومعها المساعد المسئول-عن الموتى.أنا الوحيد من بين الأصدقاء،مشيت خلفهما أرى بعينى حتى أقسم.كانت معى.رغم قرب المسافه اشعر كأنى مشيتها فى سنوات عمرى كله ،و كأنه كابوس" يطاردك عدو لك،تجرى وهو خلفك،وإذا لمسك فتك بك،وتشعر بأنك تعود الى الخلف، وليس بينك وبينه سوى ذراع،وأنت تحاول التملص منه بكل ماأتيت!" فتح-المساعد الباب-وأشعل المصباح، وأنا خلفه-والمرأة –التى سوف تقوم بالغسل والتكفين .تجلدت تجردت من مشاعرى،وهيئت نفسى لأى مشهد مهما كانت قسوته. كانت معى منذ ساعة،بل طرفه عين. أول مره أدخل هذا المكان ،لأى سبب من الأسباب، لا أحاول الاقتراب منه ،حتى من جنب الجدار لا أمشى يتملكنى الرعب وتركبنى العفاريت–جذب المساعد باب الثلاجة-وشد رف من بين الرفوف المستطيله بطول الجثه، ثم ادخله ثانيه وقال: مش دى،وآخر ولا ده ثم قال: أيوه دى. ساعدته فى وضعها على خشبه الغسل. لأول مره فى حياتى أشاهد ماشاهدت!! هل هو حلم، أم كابوس، أم حقيقه؟!لا.لا ليست- هى-الجسد بارد،الوجه أصفر باهت، الأنف والأذن يتسرب منهما الدماء، وبقع من الدم على ملابسى ويدى.الشعر تبدل لونه،والعينين مواربتين وبهما بياض مخيف.مخيف..لا.لا.صراخ مكتوم وبكاء داخلى.لا اعرفها.لا أعرفها، لم أراها من قبل..!!
حبيبتى عيناها جميلتان،ووجها هرمى ،وشعرها شرقى،وضحكتها بلسم،ليس لها مثيل ..دفنت وجهى فى كفى،يكفينى مارأيت رائحه غريبه سكنت أنفى ،لم أشمها من قبل..خرجت إلى الشارع أجرى والدم عالق بملابسى ويدى .اطرق الأبواب،أجرى فى الطرقات،والميادين، والإشارات أفتش السيارات. أبحث عن المجنون- الذى اغتال حبيبتى لعلى اجدها ،تطهرنى من هذه الرائحه، رائحه الموت........
******* ***** * *****
فزع من خوف،ربما يحدث فى اى لحظه.فكرت ان أمضى هذه الليله عند احد اقاربى أو أقاربها،وفى الصباح أغادر هذا المكان،لأتخلص من هذه الرائحه!ليل طويل،وفجر بعيد.خوف،وانتظار،وترقب.. انفرجت دلفتى الدولاب وتمدد الكائن امامى وتشعب!ناحيتى مدت يدها.سحبت الملاءه متخفيا،وانكمشت،تسللت داخلى ،خلف الستائر،فى الحمام خطواتها تلاصق خطواتى، استنشقها...فى كل مكان أبحث عنها بها أعود.شاهدت الموت لنفسى،وللموت رائحه أعرفها جيدا!ولا يعرفها غيرى..صرعتها سيارة وهى تعبر الطريق.كانت معى منذ ساعة،نتحدث عن الماضىى والحاضر والمستقبل.صدرها يتسع باتساع الأفق كطائريحملك على جناحيه ويحلق بك الى عالم جميل يحتويك.ضحكتها أرواح جميلة ترفرف حولك ثم تضمك ،تطهرك لتكون إنسانا ملائكيا. الشعر جدائل من حرير.تعشقه حين تراه.
العينان بيتان بيتا للرب والأخر بستان.
منذ ساعه كانت معى. سمعت الخبر كالصاعقه لم أصدق ،رمحت إلى المستشفى، كل الأقارب والأصدقاء الذين يعرفونها ينتحبون هناك،النساء يولولن ويلطمن الخدود،الرجال يبكون كما لم يبكوا من قبل. لم تسقط من عينى دمعه ، ليس يقين ،أرى بعينى،كانت معى منذ ساعه .امرأة-تحمل- لفافه من القماش الأبيض تحت أبطها،وتخطوا فى اتجاه المشرحه، ومعها المساعد المسئول-عن الموتى.أنا الوحيد من بين الأصدقاء،مشيت خلفهما أرى بعينى حتى أقسم.كانت معى.رغم قرب المسافه اشعر كأنى مشيتها فى سنوات عمرى كله ،و كأنه كابوس" يطاردك عدو لك،تجرى وهو خلفك،وإذا لمسك فتك بك،وتشعر بأنك تعود الى الخلف، وليس بينك وبينه سوى ذراع،وأنت تحاول التملص منه بكل ماأتيت!" فتح-المساعد الباب-وأشعل المصباح، وأنا خلفه-والمرأة –التى سوف تقوم بالغسل والتكفين .تجلدت تجردت من مشاعرى،وهيئت نفسى لأى مشهد مهما كانت قسوته. كانت معى منذ ساعة،بل طرفه عين. أول مره أدخل هذا المكان ،لأى سبب من الأسباب، لا أحاول الاقتراب منه ،حتى من جنب الجدار لا أمشى يتملكنى الرعب وتركبنى العفاريت–جذب المساعد باب الثلاجة-وشد رف من بين الرفوف المستطيله بطول الجثه، ثم ادخله ثانيه وقال: مش دى،وآخر ولا ده ثم قال: أيوه دى. ساعدته فى وضعها على خشبه الغسل. لأول مره فى حياتى أشاهد ماشاهدت!! هل هو حلم، أم كابوس، أم حقيقه؟!لا.لا ليست- هى-الجسد بارد،الوجه أصفر باهت، الأنف والأذن يتسرب منهما الدماء، وبقع من الدم على ملابسى ويدى.الشعر تبدل لونه،والعينين مواربتين وبهما بياض مخيف.مخيف..لا.لا.صراخ مكتوم وبكاء داخلى.لا اعرفها.لا أعرفها، لم أراها من قبل..!!
حبيبتى عيناها جميلتان،ووجها هرمى ،وشعرها شرقى،وضحكتها بلسم،ليس لها مثيل ..دفنت وجهى فى كفى،يكفينى مارأيت رائحه غريبه سكنت أنفى ،لم أشمها من قبل..خرجت إلى الشارع أجرى والدم عالق بملابسى ويدى .اطرق الأبواب،أجرى فى الطرقات،والميادين، والإشارات أفتش السيارات. أبحث عن المجنون- الذى اغتال حبيبتى لعلى اجدها ،تطهرنى من هذه الرائحه، رائحه الموت........