الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في رواية "نطفة سوداء في رحم أبيض" بقلم:رفيقة عثمان

تاريخ النشر : 2019-09-26
رفيقة عثمان:
قراءة في رواية: "نطفة سوداء في رحم أبيض"،
للكاتبة سماح خليفة، 2019، دار كل شيء للنشر- حيفا
صدرت رواية " نطفة سوداء في رحم أسود"، للكاتبة الفلسطينيّة سماح خليفة، وتقع الرواية في 282 صفحة، من الحجم المتوسّط، وصمّم الغلاف الفنّان شربل الياس، عن دار كل شيء للنشر – حيفا.
سردت الكاتبة روايتها الطويلة، والتي حملت قضايا متعدّدة، ذات صلة بمدينة القدس؛ من انتهاكات، واعتداءات، حدثت وما زالت تحدث منذ عام 1967. كان لمدينة القدس حضو بارز على مدى سرد الرواية. تمّ ذكر بعض الأماكن الهامّة مثل: مصر، العراق، رام الله.
في الجزء الأول أجرت الكاتبة حوارًا باللغة الإنجليزية، حبّذا لو تخلّت عن زج اللغة الإنجليزيّة، التي احتوت على أخطاء بالترجمة الحرفيّة وغير المُتقنة، بالإضافة، أنّها تُشوّش القارئ.
تبدو الرواية واقعية، من وحي الخيال، حيث اختارت الكاتبة أبطال شخوصها القليلين، من أسرة مقدسيّة؛ مثل الأمّ أمل وابنتها حرية، ويحيى زوج حرية، ويوسف صديق أمل.
نجحت الكاتبة في تحريك أبطالها خلال السرد؛ لتحقيق إيصال فكرتها للقارئ، في أسلوب فنيّ، باستخدام
– الارتجاع الفنّي . flash back-
تمثّل هذا الأسلوب بواسطة: كتابة المُذكّرات، والرسائل الدائرة بين الشخصيّات الرئيسيّة في الرواية؛ ممّا أدخل عنصر التشويق للرواية، وباستخدام أسلوب الحوار الخارجي، والحوار الذاتي كما ورد صفحة 147.
لغة الرواية سهلة وسلسة، احتوت على المحسّنات البديعيّة، والوصف الجميل للأحداث والأشخاص؛ للأسف هذا الجمال لم يكتمل؛ لوجود أخطاء نحويّة ولغويّة عديدة لا حصر لها، بالإضافة للأخطاء المطبعيّة.
راعت الكاتبة إبراز اللهجات المختلفة، خاصّة: اللهجة العراقيّة، كما ورد صفحة 144-133 اللهجة العراقيّة " وشلون شفتيني وانت غايبة عن الوعي؟ لو انت جنت تختبرين رجولة العراقي بهيج مواقف؟". " بنيتي أمل اشْبيج؟ وش صار معها يا بنيي؟"." على كيفجى بنتي الي صاير؟ اكو احد لاحكج؟". كذلك استخدمت الكاتبة اللهجة المصريّة، كما ورد صفحة 104-105 " اهلا بيك يا حبيبي وبضيوفك كلّهم، ربنا يبارك بفلسطين وبناسها الطيّبين". " أنا كنت أشتغل على بسطة كدة قريبة من قصر البيه... وفعلا صار ووظّفُه."
الوصف في الرواية جميل، ويجذب القارئ نحو الاستمراريّة بالقراءة، وأبدعت الكاتبة في وصف المشاعرالإنسانيّة، وعلاقات الحب والغزل؛ تك النصوص مُطعّمة باستخدام اللغة البلاغيّة الغنيّة، وهذا يُحسب لصالح الكاتبة.
سُردت الرواية ، على لسان الرواي، لسرد الأحداث المتلاحقة؛ حيث احتوت على حبكات عديدة ومفاجآت، وحبكة رئيسية مثل: اغتصاب الجندي الإسرائيلي للمرأة الفلسطينيّة ( أمل).
غلبت على الرواية عاطفة الحزن، والألم، والغضب، تكاد تخلو من الفرح؛ حيث عكست المآسي التي عاشتها وما زالت تعيشها مدينة القدس.
بداية من العنوان: " نطفة سوداء في رحم أبيض"، يبدو العنوان لافتا للإنتباه للوهلة الأولى؛ لكن بعد قراءة الرواية، من الممكن فهم المقصود منه. لا شك بأنّ الكاتبة قصدت عمدا إبراز هذا العنوان الذي يبعث على النفور والاستفزاز؛ لهول الانتهاكات التي تعرضّت لها مدينة القدس.
الاغتصاب في الرواية، من قِبل جندي اسرائيلي؛ تعرّضت له امرأة فلسطينيّة أثناء الأحداث الدامية، وأدّى إلى حملها بطفل أسمته وليد، والذي اختفى إثر صراع دار رحاه في المدينة، وبنهاية الرواية تعرّفت الأمّ على ابنها، من بعيد؛ وقتلها أثناء عبورها المعبر. كما عبّرت عنه الكاتبة صفحة 183 " تحمل في أحشائها حملا غير شرعي من نطفة صهيونيّة سوداء". على كلّ حال يبدو العنوان ثقيلا على مسمع الأذن؛ لقوّة وجرأة لفظه يُعبّر عن الغضب، والسخط، كان من الممكن اختيار عنوان آخر وأقصر؛ لكن تظلّ الحرّية للكاتب في الاختيار. يبدو أنّ الكاتبة قصدت بتشبيه اغتصاب المرأة الفلسطينيّة، باغتصاب فلسطين على أيدي الأعداء. " يا ويلي عليك يا فلسطين ضعتِ واغتصبوكِ الملاعين". صفحة 50.
وردت بعض الأحداث في الرواية التي لم تراعِ الكاتبة فيها عنصر قياس الزمن، مثل: عندما كانت الصغيرة حريّة في العراق مع أبيها جاد، تركتها أمّها في عمر خمس سنوات، ثم لحقت بأمها إلى فلسطين من العراق، دون تمهيد أو أي تطوّر على شخصيّة حرّية، فجأة أصبحت فتاة بجيل اثني عشرعاما؛ وربطت علاقة حب بينها وبين الطبيب يحيى في عمر أربعة عشر عامًا، وبعدها قرّر يحيى الزواج بالفتاة؛ في نفس الوقت اللذي كانت أمّها حاملا بـ ( وليد )، الابن غير الشرعي. استغرب لهذه العلاقة غير المناسبة خاصّة لفتاة قاصر، والفرق بالجيل، هذه العلاقة تدل على الجهل الاجتماعي والعاطفي للمتعلّمين والمثقّفين في مجتمعنا العربي، وخاصّة الفلسطيني.
الفكرة الثانية غير المُقنعة، كيف ولماذا أصبح يوسف عميلا، لا يوجد أي تبرير لذلك، وخاصّة عندما خان ووشى بحبيبة قلبه عند عبورها المعبر، لم تكن الفكرة واضحة بما فيه الكفاية. الفكرة غير مقنعة خاصّة كانت شخصيّة يوسف وطنيّة جدّا، ومخلصة ومُحبّة.
الفكرة الرابعة: عندما عزم يحيى على الزواج من حرّية، قُبض عليه وسُجن لمدّة عشر سنوات، ومن ثمّ قرّرت حريّة الإنجاب من يحيى بتهريب نطفة منه، وهو داخل أسوار السّجن؛ ونجحت بإنجاب طفلين منه: خالد وياسر.
الفكرة الخامسة: عندما قرّرت أمل السفر إلى مصر؛ للمشاركة في جنازة المرحوم الزعيم جمال عبدالناصر؛ تبدو لي هذه الفكرة فيها مبالغة إلى حدّ ما، لفتاة فلسطينيّة تبلغ الرابعة عشر من العمر، وتتحدّى الواقع الاجتماعي والسياسي للوصول لهذا المكان، على الرغم من مساعدة صديقها يوسف.
المرأة الفلسطينيّة في الرواية، وُصفت بالقويّة المناضلة، والمُقاومة متساوية مع الذكور في النضال والمشاركة السياسيّة في الدفاع عن الوطن؛ كما ظهر أثناء الانتفاضة؛ كذلك وُصفت بالوفاء والإخلاص والعطاء للعائلة، والاعتماد على النفس برعاية الأسرة عند غياب الزوج.
حصل تبديل بين أسماء الشخصيّات، أثناء السرد مثل: ذِكر اسم يوسف بدلا من اسم العم سالم، صفحة 186- واسم يوسف بدلا من يحيى صفحة 241، 266، 267؛ كذلك ذكر اسم أمل بدلا من حرّية صفحة ، 270.
خلاصة القول: " رواية نطفة سوداء في رحم أبيض" تُعتبر رواية ذات قيمة أدبيّة؛ تتعمّق أحداثها في القدس بشكل خاص، حيث غاصت الكاتبة في مواضيع شائكة تخص القدس والمقدسيين. تشتمل فيها العناصر الأساسيّة لبناء الرواية، ذات أسلوب فنيّ مُتقن؛ إلا أن هنالك بعض الثغرات التي وقعت فيها الكاتبة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف