الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شرائط ملونة فاطمة عبد الله سلامة بقلم: رائد الحواري

تاريخ النشر : 2019-09-26
شرائط ملونة فاطمة عبد الله سلامة بقلم: رائد الحواري
شرائط ملونة
فاطمة عبد الله سلامة
أدب الفتيان له عدة مقومات، منها ما هو متعلق بالشكل وطريقة التقدم، ومنها بأسلوب وباللغة، ومنها بالفكرة والمضمون الذي يقدمه الأدب، إضافة إلى ذلك يحتاج إلى حجم يتناسب والفئة العمرية المستهدفة، بحيث يمتع المتلقين له ولا يرهقهم، وما يميز هذا الأدب أنه يستمتع به من الفتيان والراشدين معا، في "شرائط ملونة" نجد العديد من العناصر الجاذبة للمتلقي، فاللغة جاءت سلسة وسهلة وتتناسب الفئة الموجه لها الكتاب، أن كانت لغة السرد أو لغة الشخوص، وإذا أخذنا الفكرة التي تحملها القصة فهي فكرة نبيلة تتركز على فعل الخير ومساعدة الآخرين، أما الطريقة التي اعتمدتها القاصة فكانت استخدام الخيال "الجنية نور" التي سافرت مع "أحمد وندى" إلى مناطق تحتاج إلى المساعدة، فأخذهم إلى حدود احدى الدول العربية، التي يستبيحها القتلة والمسلحون، ـ دون أن تسميها، وهذا أعطا الحدث مساحة أكبر وأوسع، حيث يمكن لأي قارئ في المنطقة العربية أن يسقط الأحداث على منطقته، ثم تنقلنا إلى البحر، حيث يخوض المهاجرون أهول البحر بقارب أضعف من مواجهة الأمواج، وتأخذنا إلى لندن للمساهمة في إخماد حريق نشب في أحد المباني، ثم تعود إلى الحي الذي يعيش فيه أسرة "أحمد وندى" ويقومان بإنقاذ جارتهم "الجدة".
إذن المكان متعلق بالمنطقة العربية وفي لندن وفي المكان الذي تقطنه أسرة "أحمد وندى" وكأن القاصة من خلال هذا التعدد للأمكنة تريد أن تقول أن كل الناس وكل الامكنة تحتاج إلى المساعدة، لكن بنسب متفاوتة، فالأخطار على الحدود كانت أكبر منها في البحر، وفي البحر كانت أكبر من لندن، وفي لندن أكبر الحريق الذي نشب في الحي، وفي الحي اكبر من منزل الجدة، واعتقد ان القاصة كانت موفقة في تقديم الأماكن التي تتعرض للأخطار، فبدأت بالأكثر خطرا ـ وهذا يتناسب ويتوافق مع أولوية المساعدة ـ ثم انتقلت إلى الأقل، إلى أن أوصلتنا إلى منزل الجدة.
فاتحة الكاتب مهمة وهي أما أن تدفع القارئ ليتقدم من الكتاب أو يتركه إلى حين، فقد استخدمت القاصة فكرة عادية، صناعة طائرة ورقية للمشاركة في المسابقة، لكن الأبداع كان من خلال خروج "الجنية نور" من ثوب كان لجدة "أحمد وندى" كان قد اشتراه جدهما للجدة، لكنها لم ترتديه ووضعته في صندوقها، إلى أن جاءا أحمد وندى وأرادا أن يستخدمانه لتزين ذيل طائرتهما، وهذا ما أعطا الأحداث صفة الخيال، لكنه خيال محلي، معتمد على التراث الشعبي، وليس خيال وراد من الخارج، وبما أن الجنية كان اسمها "نور" فهي كائن محلي، رغم أنها من نسيج الخيال.
والملفت للنظر أن سبب تخفي "نور" في ألوان ثوب الجدة يخدم فكرة اجتماعية ـ تزويج الفتاة رغما عنها ودون رضاها ـ "أنا من بلاد بعيدة، أراد أهلي إجباري على الزواج من جني كبير في السن، كان سيد عشيرتي وكبيرهم، ولا يستطيع أهلي أن يرفضوا له طلبا، فهربت منهم ودخلت السوق وهم في أثري... لفت انتباهي الثوب الجميل المعلق في واجهة أحدى محلات الملابس، دخلت فيه بسرعة وبدأت في تذويب نفسي في ألوانه والتماهي به" ص20 و23، وكأن "فاطمة عبد الله" بهذا الأمر تؤكد على حالة القهر التي تتعرض لها الأنثى في المجتمعات الذكورية، فحتى عالم الجن هناك ظلم لها، بما بالنا في عالم الإنس؟.
وإذا تتبعنا الطريقة التي استخدمها "أحمد وندى" في التعامل مع من قدموا لهم المساعدة أو الذين ساهموا في انقاذ الناس نجدها واحدة، فكنا يعطيا الشخص قطعة ملونة من ثوب الجدة، لكن وضع هذا الشريط اختلف حسب الأشخاص، فالأم التي يتعرض طفلها للغرق تعطى شريط بلون برتقالي، وتعص به رأسها، وهذا له دلالة رمزية، أولا الشريط كانت تسكنه "الجنية نور" وفيه قوة غير عادية، قوة سحرية، وثانيا عصبه على رأس أم الطفل يشير إلى الجزء الأكثر تعبا والذي يحتاج إلى الراحة، وعندما منح لقائد فريق الانقاذ في لندن، وإلى قائد الدفاع المدني في مدينتهما وضعاه على ذراعهما، وهذا ايضا يشير إلى قوة الذراع التي تعمل لمساعدة الأخرين.
الأفكار الأخلاقية التي جاءت في القصة مهمة وضرورية، فهي لم تأتي بطريقة مباشرة، بل من خلال قص الأحداث، فمثلا، يتم أيصال فكرة التعاون في أعمال البيت بهذه الطريقة: "مضت الام وندى في اتمام ترتيب البيت، بينما توجه الأب وأحمد إلى المرآب حيث قاما بتنظيفه وإخراج الأكياس التي تحتوي على ملابس قديمة والكراتين التي لا يحتاجونها، حيث قرر الأب إرسالها إلى جمعية خيرية تتكفل بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين" ص80، فالأعمال البيت موزعة الجميع، ولا تقتصر على الإناث دون الذكور، وأيضا نجد ربط نتيجة هذه الأعمال بتقديم خدمة للآخرين، وهذا الشكل من التقديم يخدم أكثر من فكرة نبيلة، وأيضا لم يأتي من خلال قول مباشر، بل من خلال سرد الأحداث، لهذا يكون أثرة أقوى على المتلقي، وبما ان الكتاب موجه للفتيان، فإن سيكون له قوة فكرية اجتماعية أقوى.
فكرة القصة تتمحور حول مساعدة الأخرين، إن كانوا أفرادا أم جماعات، وأيضا على المساعدة يمكن أن تأتي بطريقة فريدة "أحمد وندى" أو جماعية "نور وندى وأحمد وفرق الإنقاذ" فتم ختم القصة بهذا المشهد: "كان أحمد قد شاهد رجلا عجوزا يجر خلفه برميلا كبيرا على عجلات يجمع أكياس النايلون والعبوات الفارغة التي خلفها الحضور والمشاركون في السباق، انضم إليه أحمد وندى طالبين منه أن يسمح لهما بمساعدته، شكرهما وأثنى على تربيتهما، وهما في غمرة انشغالهما لاحظا زوبعة صغيرة تحركت في أطراف الحقل وقد جمعت كل ما غفي الحقل من اوراق متطايرة وأكياس بلاستيكية وعلب فارغة في مكان واحد، .. ليجدا نور هي من سبب تلك الزوبعة" ص87، مثل هذه الخاتمة بالتأكيد سيكون لها أثر إيجابي على القراء/الفتيان وتجعلهم يقدمون على المساعدة لكل من يحتاجها ودون ان يطلبوها، وهذا هو الأهم في القصة، تقديم المساعدة لمن يحتاجها وليس لم يطلبها فحسب.
القصة من منشورات دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 2020.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف