
" خالتي حليمة " قصة قصيرة ..
________
جاءنا الخبر السعيد ,أمي ذهبت لزيارة دار سيدي في غزة ,
لن نستحم اليوم , إنه يوم الخميس , يوم الاستحمام العالمي ,
هذا اليوم في الشتاء وفي البرد القارس كان مخيفا ً لأطفال المخيم..
طرت من الفرح عندما علمت بالخبر ,أطلقت للبلالين العنان
قفز أخي سمير فوق الكنبة , تمايل من النشوة وترنح بإطمئنان
وفجأة.. تك تك تك.. باب المنزل يدق , هرعت ُبسرعة وفتحتُ الباب
تشنجتُ للحظة وأنا أتأمل الليفة الخشنة التي تطل من الباب ,
,إنها خالتي حليمة, . تمسك بيدها ليفة طويلة وكأنها تحمل كيساً
من الكعك ,شعرتُ أن الدنيا كلها بحجم الكف ,هذه اليد التي تحنو علينا
تشبه السكين أحيانا ً,لاأحد يستطيع أن يساوم
خالتي حليمة في النظافة , إنها لا تعرف الرحمة.
تأملت ُوجهها وهي تنظر نحوي بسعادة وكأنها قد نالت حصتها من الإرث ,
صدمة واحدة كفيلة بأن أواجه الرعب وجهاً لوجه, هربت..
خطواتي الصغيرة اندلقت على الكوب المكسور , وقعتُ على الأرض
بينما وقف أخي سمير في زاوية الحجرة وكأنه يلتصق بالعدالة
في أقل من نصف ساعة وأقل مما نتصور , كانت قد جهّزت الحمّام
وأشعلت البابور ثم أخذت تدعك جسدي بقوة ودون رأفة ,
أصرخ _ ..يمّا الحقيني يمّا, أمي لسه أهون منك .
بينما يجلس سمير على "المقعدية" ويصيح
_ أمانة بتوب خلص بتوب ..
خالتي تدعك بإصرار , ترسم بالصابون لوحة فنية وتغني
يا نخلتين في العلالي
يا بلحهم دوا
يا نخلتين على نخلتين طابوا في ليالي الهوى
تغني بمزاجٍ عال وعندما تصل إلى وصلة يا ام العريس زغردي ,
تقوم على حيلها وتزغرد .
مرّت السنين .. ذابت الأيام مثل رغوة الصابون , تهالك الغصن
وانحنى العود الممشوق , خالتي تشق طريقها بصعوبة , تفقد
توازنها , وبالعكاز تدافع عن خطواتها المتهالكة دفاعاً وحشيا ً..
_________
________
جاءنا الخبر السعيد ,أمي ذهبت لزيارة دار سيدي في غزة ,
لن نستحم اليوم , إنه يوم الخميس , يوم الاستحمام العالمي ,
هذا اليوم في الشتاء وفي البرد القارس كان مخيفا ً لأطفال المخيم..
طرت من الفرح عندما علمت بالخبر ,أطلقت للبلالين العنان
قفز أخي سمير فوق الكنبة , تمايل من النشوة وترنح بإطمئنان
وفجأة.. تك تك تك.. باب المنزل يدق , هرعت ُبسرعة وفتحتُ الباب
تشنجتُ للحظة وأنا أتأمل الليفة الخشنة التي تطل من الباب ,
,إنها خالتي حليمة, . تمسك بيدها ليفة طويلة وكأنها تحمل كيساً
من الكعك ,شعرتُ أن الدنيا كلها بحجم الكف ,هذه اليد التي تحنو علينا
تشبه السكين أحيانا ً,لاأحد يستطيع أن يساوم
خالتي حليمة في النظافة , إنها لا تعرف الرحمة.
تأملت ُوجهها وهي تنظر نحوي بسعادة وكأنها قد نالت حصتها من الإرث ,
صدمة واحدة كفيلة بأن أواجه الرعب وجهاً لوجه, هربت..
خطواتي الصغيرة اندلقت على الكوب المكسور , وقعتُ على الأرض
بينما وقف أخي سمير في زاوية الحجرة وكأنه يلتصق بالعدالة
في أقل من نصف ساعة وأقل مما نتصور , كانت قد جهّزت الحمّام
وأشعلت البابور ثم أخذت تدعك جسدي بقوة ودون رأفة ,
أصرخ _ ..يمّا الحقيني يمّا, أمي لسه أهون منك .
بينما يجلس سمير على "المقعدية" ويصيح
_ أمانة بتوب خلص بتوب ..
خالتي تدعك بإصرار , ترسم بالصابون لوحة فنية وتغني
يا نخلتين في العلالي
يا بلحهم دوا
يا نخلتين على نخلتين طابوا في ليالي الهوى
تغني بمزاجٍ عال وعندما تصل إلى وصلة يا ام العريس زغردي ,
تقوم على حيلها وتزغرد .
مرّت السنين .. ذابت الأيام مثل رغوة الصابون , تهالك الغصن
وانحنى العود الممشوق , خالتي تشق طريقها بصعوبة , تفقد
توازنها , وبالعكاز تدافع عن خطواتها المتهالكة دفاعاً وحشيا ً..
_________