الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحاسه السادسه للحمار!!بقلم: ياسر رافع

تاريخ النشر : 2019-09-25
الحاسه السادسه للحمار !!
بقلم / ياسر رافع
أمام العرين وعلى مسافه ليست بالبعيده عنه ، وتحت شجرة وارفة الفروع والأوراق تمدد الأسد تحتها واضعا رأسه على مقدمه رجليه الأماميتين فيما يوحى بحالة إسترخاء كامله ، خصوصا بعدما تناول الأسد وجبته ، ولكن عينى الأسد لا توحى بذلك ، فهى تتجول فى كل إتجاه وكأنما تبحث عن شئ غيرمحدد فى الفراغ ، وأستمر الأسد على هذا الوضع طيلة فترة القيلوله وحتى بدا أن ضوء النهار على وشك الإنقضاء معلنا دخول الليل ، وفجأه وقف الأسد وأخذ يزأر بأعلى صوته فيما يشبه الغضب فلفت هذا الزئير العالى كل المتحلقين حول الأسد من الفهود والنمور والثعالب والذئاب الغير بعيدين عنه فأخذوا يتوافدون لمكان وقوف الأسد الذى ما أن رآهم حتى أمرهم بالدخول معه إلى عرينه للتشاور فى أمرا خطير .
وبينما بدأ الجميع يأخذون أمكانهم حول الأسد الذى جلس على العرش ، دخل الحمار للعرين وسلم على الجميع وحيى الأسد " مولاى " .. فأشار الأسد له وللجميع أن يجلسوا وسط دهشة الحيوانات الأخرى التى لم تعتاد حضور الحمار مع كبار الغابه داخل العرين .

الأسد : من بضعة أيام صحوت على كابوس جعلنى خائفا مرتعبا !! وهو ما جعلنى أخشى النوم للدرجه أننى أصبحت أخاف أن أنام ليلا أو نهارا !!
النمر : مولاى ! لابد وأنها أضغاث أحلام !
الثعلب : مولاى ! كيف كان ذلك الكابوس ؟ إحكى لنا لعلنا نستطيع أن نزيح عنك الهم !
الأسد متنهدا : بعدما أكلت وجبة الغداء منذ يومين ! وملئت معدتى بوجبه شهيه ، ثقلت جفونى ، فقلت أذهب لأنام تحت الشجرة الكبيرة التى أمام العرين ، وما هى إلا دقائق حتى ذهبت فى نوما عميق ، وهنا بدأت المأساة ، فقد حلمت بأن النار تحيط بى من كل جانب ففزعت وصعدت إلى أعلى الشجرة لعلنى أحتمى من تلك النيران التى تحيط بى ، وما أن صعدت إلى الأعلى حتى بدأت أتبين مصدر النيران ، فإذا بحيوانات الغابه كلها تحمل مشاعل نيران وتحيط بالشجرة من كل إتجاه ، وكانت الثعالب والذئاب محموله على أعناق الحمير، يهتفون بأن أرحل لخارج الغابه وجميع الحيوانات تردد وراءهم الهتافات ، وبدأوا يقذفوننى بكل ما تطاله أيديهم حتى سقطت من على الشجرة على الأرض وهنا صحوت من النوم مفزوعا مرتعبا ، خصوصا وأن صوت الغربان فوق الشجرة كان عالى جدا مما أصابنى بالرعب . ما رأيكم فى هذا الكابوس المرعب ؟!

لحظات من الصمت والحيرة ! أخذت فيها الجميع الدهشه ونظروا إلى بعضهم البعض ، ولكن الثعالب والذئاب كانت وجله وخائفه ، فقد كانوا متوجسين من أن الأسد قد يرى فيهم متمردين محتملين على سلطة حكمه وأنه قد يكون فكر أيضا فى إفتراسهم وما تلك الجلسه إلا تمهيدا لقتلهم !

الثعلب مصطنعا التبسم : يا مولاى ! هل لى بسؤال ؟
الأسد : إسأل !!
الثعلب : ماذا أكلت على الغذاء يا مولاى ؟
الأسد : لحم خنزير !! ومال هذا والحلم المفزع ؟

هنا لمعت لأحد الذئاب فكرة رآها من الممكن أن تلهى الأسد عن حلمه المفزع الذى من الممكن أن يطيح برؤوس الثعالب والذئاب إذا لم يقتنع الأسد الخائف على عرشه

الذئب : يا مولاى ! لقد عرفت سبب ذلك الكابوس المرعب والذى أفزعك من نومك !
الأسد منتبها : قل ما عندك ! أرحنى وهات ما عندك !
الذئب : إن لحم الخنازير هو السبب ! فهو لحم سيئ الهضم لا يناسب سموك ! وأن لحوم الحمير هى المفضله لجلالتك ! ولهذا لا تأكل الخنازير مرة أخرى
الثعلب : فعلا يا مولاى! لحوم الخنازيرهى السبب !

وساد العرين نوع من التبسم والهمهمه ونظر الجميع إلى الأسد الذين رأوة وقد بدا عليه أن ذلك التفسير قد راق له ، وهو ما جعل الثعالب والذئاب تتنفس الصعداء فقد بعد عنهم ظل الغدر من أسد خائف على عرشه ، ولكن فجأه أشار الأسد إلى الحمار بأن يقول رأيه فيما قاله الذئب والثعلب !

تلفت الحمار حوله ورأى المكر والخديعه من الذئب والثعلب تقربه من أن يكون وليمه وتفسيرا لكابوس صراع على السلطه أخاف أسدا يريد أن يطمأن على عرشه ، فقام ومشى جيئة وذهابا ثم إتجه إلى الأسد الجالس على العرش

الحمار : يا مولاى ! إن ما رأيته فى الحلم المفزع إنما يدل على الحاسه السادسه المتوقدة لديك والتى تجعلك قائدا لنا جميعا ، وأن ما رأيته دليل على هواجس من منازعه على السلطه ممن ترى فيهم أنهم من الممكن أن ينازعونك الحكم
هنا ذهل الجميع من رد الحمار وأصبح الجميع يتحاشى النظر إلى الأسد خوفا منه ، خصوصا وإنه قد بدأ ينظر إليهم بعين الإرتياب وصاحوا

النمر : أنت مولانا وسيدنا ! ولا أحد يقدر أن ينازعك الملك
الفهد : يا مولاى ! من يقدر أن يقف فى وجهك ! كلنا رهن إشارتك
الأسد : وما بال الذئاب والثعالب ؟!
الثعالب والذئاب فى صوت واحد : أنت مولانا وسيدنا ! عاش الملك ! عاش الملك !
الأسد موجها كلامه للحمار : ماذا تقول فيما سمعت ؟
الحمار : يا مولاى ! هذا ما تخبرك الحواس الخمسه ، فأنت ترى وتسمع وتشم وتلمس وتتكلم مع من هم أمامك وتريد أن تصدقهم ، فيما حاستك السادسه تخبرك بعكس ذلك
الأسد : ماذا تعنى بكلامك هذا ؟!
الحمار: الحلم ! هو هواجسك ممن ترى فيهم أنهم قد ينازعونك السلطه ، الذين لهم مثل حاستك السادسه ، أما نحن الحمير فقد تعلمنا أن تكون حاستنا السادسه هى طاعتك فقط ! وأن تكون لحومنا تضحيه من أجل ملكنا العظيم
الذئب : ماذا تقول أيها الحمار اللعين !
الثعلب : يا مولاى ! أسكت هذا الحمار الغبى الذى يريد أن يوغر صدرك تجاهنا !!

الأسد مزمجرا وزأر زئيرا عاليا أخاف الجميع ، ونزل من على العرش وأخذ يلف حول الحمار وسط العرين ، والحمار يتعرق بشده خوفا من أن يهجم عليه الأسد ويفترسه ، ولكن الأسد رجع مرة أخرى إلى كرسى العرش وجلس وصمت قليلا ثم أشار للحمار !

الأسد : وما الحل إذا أيها الحمار الفصيح !
الحمار متنفسا الصعداء : أرى يا مولاى أن تقوم بجمع كل من تشك فى أن تكون لديهم حاسه سادسه تجعلهم منافسين لك ، وتحبسهم وتمنع إختلاطهم بحيوانات الغابه الأخرين الذين يدينون بالولاء لك .
الأسد واقفا : يا معشر الفهود والنمور عليكم بالقبض على كل الذئاب والثعالب وأن يحبسوا ولا يختلط بهم أحدا حتى يموتوا جوعا .
ولم تنفع صيحات الثعالب والذئاب التى ترجوا الأسد أن يعفوا عنها ، وهنا كانت ضحكات الحمار عاليه ومسموعه فقد أوقع بمن كانوا يريدون التضحيه به ، وظن أنه بذلك قد يحظى بمكانه عاليه لدى الملك الأسد ، خصوصا وقد برع فى تفسير الحلم الكابوس الذى أرقه لأيام . دقائق معدودة حتى خرج الجميع من القاعه ولم يبقى إلا الأسد والحمار فى العرين
الحمار : أيأذن لى مولاى بالإنصراف ؟
الأسد : إلى أين ؟
الحمار : إلى بيتى وأولادى !
الأسد : إنى لدى شعور كبير بالجوع !
الحمار مرتجفا : فداك نفسى يا مولاى !
الأسد : ولكن يا حمار لم تفسر لى معنى أن تحمل الحمير ! الذئاب والثعالب فوق ظهورها وهى تهتف ضدى
الحمار : أضغاث أحلام يا سيدى

لحظات مرعبه وفظيعه ، الدماء بدأت تسيل على أرضية العرين ، ولحم الحمار بدأ يتمزق بين فكى الأسد الذى بدأ يأكل بنهم وشهيه كبيرة ، وما هى إلا دقائق حتى إنتهى من وجبته ونظر إلى رأس الحمار الملقاة بجانبه على الأرض وقال " ما أشهى حاستك السادسه يا حمارى " ، وراح فى نوما عميق .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف