الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التغيرات في الخارطة السياسية الاسرائيلية في ضوء النتائج النهائية لانتخابات الكنيست 22

تاريخ النشر : 2019-09-22
التغيرات في الخارطة السياسية الاسرائيلية في ضوء النتائج النهائية لانتخابات الكنيست 22
التغيرات في الخارطة السياسية الاسرائيلية في ضوء النتائج النهائية لانتخابات الكنيست 22

       د. حازم الشنار

ينطبق على بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود "التكتل" ورئيس وزراء إسرائيل لأربع ولايات المثل الذي يقول "كالمستجير من الرمضاء بالنار". فإذا كان نتنياهو قد لجأ للدعوة الى انتخابات عامة مرة ثانية خلال هذا العام للتخلص من مأزق عدم قدرته على تشكيل الحكومة والحصول على ولاية خامسة، فقد وقع في ورطة نتيجة لها، من المؤكد انها ستحرمه الاستفراد بالحكم على الأقل.  فنتنياهو الذي فشل في تشكيل حكومة عقب انتخابات الكنيست في نيسان، ودعا بنفسه على أثرها الى انتخابات جديدة في أيلول مني فيها بهزيمة كبيرة قلبت مهمة تشكيله حكومة من غير ممكنة الى مستحيلة.

أبرز التغيرات

خسر معسكر اليمين نتيجة للانتخابات الأخيرة مقعدين لصالح معسكر "اليسار والوسط" حيث هبط تمثيل اليمين من 65 الى 63، علما ان اليمين كان قد خسر مقعدان اخران في انتخابات الكنيست 21 حيث هبط تمثيله فيها من 67 الى 65. إضافة الى انه في كلتا جولتي الانتخابات خسرت قائمة اقصى اليمين المتطرف، ولم تتعد نسبة الحسم. وعلى ذلك يبدو ان الشارع الإسرائيلي بدأ ينحاز قليلا عن اليمين واليمين المتطرف باتجاه "الوسط واليسار" مع الاخذ بالاعتبار ان المصطلح الأخير هو المتداول في إسرائيل وبشكل خاص تجاه القضايا الاجتماعية ولا يعكس بالضرورة التعريف المتعارف عليه سياسيا وخصوصا بما يتعلق بالموقف من القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي. 

 وقد حصلت تغيرات داخل معسكر اليمين حيث خسر الليكود المندمج مع حزب كولانو "كلنا" بزعامة موشيه كحلون 8 مقاعد (نحو 20% من قوته) يعتقد ان 3 منها ذهبت لصالح حزب ايسرائيل بيتينو"إسرائيل بيتنا" بزعامة افيغدور ليبرمان واثنين منها ذهبت لصالح اتحاد اليمين يمينا "الى اليمين" بزعامة ايليت شاكيد واخر لصالح حزب المتدينين السفارديم (الشرقيين) شاس بزعامة اريه درعي اما المقعدين الاخرين فقد ذهبا الى معسكر "اليسار والوسط" وحافظ حزب يهوديت  هتوراة بزعامة الرابي شاش على قوته دون تغيير.

كما حصلت تغيرات داخل معسكر "اليسار والوسط" اذ ان حزب كحول لابان "ازرق ابيض" بزعامة بيني غانتس خسر مقعدين يعتقد ان أحدهما ذهب لصالح المعسكر الديمقراطي بزعامة نيتسان هورفيتس والأخر مع المقعدين المكتسبين من معسكر اليمين وبالتحديد من الليكود قد ذهبت لصالح القائمة العربية المشتركة بزعامة ايمن عودة اما حزب العمل بزعامة عمير بيرتس الذي تحالف مع حزب جيشر (الجسر)اليميني برئاسة اورلي ليفي فقد حافظ على قوته معه.

أبرز الأسباب

كما توقعنا في مقالنا غداة انتخابات الكنيست 21 فإن خسارة معسكر اليمين لمقعدين لصالح معسكر "الوسط واليسار" وتمتع ليبرمان بوضع بيضة القبان فيه قد جعل وجوده في الحكم أكثر حرجا وعرضة لابتزاز الاخير وشكل الخلاف داخله حول الخدمة العسكرية للحريديم محورا اساسيا للشقاق فيه ولتعثر جهود نتنياهو لتشكيل الحكومة وبالتالي الى لجوئه للدعوة الى انتخابات مبكرة في غضون خمسة شهور. ولكن ما هي العوامل التي أدت الى هذا تقلص قوة الليكود واليمين عموما وزيادة قوة معسكر الوسط اليسار ولو بشكل محدود على الرغم من العوامل الداخلية والخارجية التي لعبت لصالح نتنياهو ليس اقلها النجاحات الدبلوماسية والاقتصادية والتكنولوجية والسياسية.


العوامل المثبطة لقوة نتنياهو والليكود في قيادة معسكر اليمين

1.     عدم نجاحه في تشكيل حكومة في الكنيست السابقة والخلافات داخله والتي ظلت مستعرة بينه وبين ليبرمان والتي أدت الى الدعوة لانتخابات جديدة.

2.     قيام تكتلات جديدة مثل المعسكر الديمقراطي والقائمة العربية المشتركة واعادة تنظيم حزب العمل صفوفه.

3.     عدم نجاحه في تسويق وقطف ثمار النجاحات الاقتصادية والدبلوماسية والتكنولوجية والتشريعية التي سبقت الانتخابات.

4.     تخبطه على الجبهة العسكرية والأمنية وفقدانه لقوة الردع خصوصا مع حزب الله.

5.     وضع نتنياهو القانوني المتأزم وهو زعيم أكبر حزب داخله.

6.     محافظة حزب ابيض ازرق على تماسكه رغم عدم تفوقه في الانتخابات السابقة وضبابية موقفه من التسوية السياسية و القضية الفلسطينية.

7.     عدم قدرته على تمرير صيغة لحل سياسي على الفلسطينيين

8.     تحريضه العنصري ضد الفلسطينيين تم استخدامه كأداة لتعبئة الناخبين العرب للتصويت ضده.

9.     فشله في توحيد صفوف اليمين واسترضائهم بمشاريع الاستيطان وضم الاراضي الفلسطينية وسقوط كتلة اليمين "عوتسما يهوديت" الكهانية المتطرفة مما أدى لحرق نحو 83 الف صوت. وعلى العكس فقد أدت العوامل أعلاه الى خسارة الليكود ل 6 مقاعد لصالح الأحزاب اليمينية الأخرى بعكس ما حصل في الانتخابات التي سبقتها حيث كسب الليكود خمسة مقاعد من تلك الأحزاب.

الاثار والانعكاسات المحتملة

1.  سقوط نتنياهو من قيادة الليكود وتعرضه للملاحقة القانونية وربما حصول انشقاقات وخلافات  داخل الحزب خصوصا نتيجة صفقة اندماج كولانو التي سبقت الانتخابات مما قد يؤدي الى انهياره.

2.   رغم محاولة نتنياهو تشكيل كتلة مانعة من مكونات معسكر اليمين لتكليف غانتس بتشكيل الحكومة الا انه لا يستبعد من بروز تعارضات بين تلك المكونات نظرا لفقدان السلطة.

3.  تأجيل او تجميد صفقة القرن وربما بدء مبادرات للقاء بين القيادة الفلسطينية والإسرائيلية الجديدة.

4.  في حال عدم نجاح مشروع حكومة الوحدة الوطنية احتدام الحلبة السياسية الإسرائيلية بين المعسكرين وتعمق الخلافات بين مختلف القوى.

5.  احتمال توفر قوة برلمانية كافية لإلغاء قانون القومية والقوانين العنصرية الأخرى التي سنتهم الكنيست العشرين.

الاحتمالات المستقبلية

1.     تشكيل حكومة ائتلاف وطني يتناوب على رئاستها غانتس ونتنياهو ويكون مكوناها الرئيسيان ازرق ابيض والليكود وقد ينضم اليها ايسرائيل بيتينو واي حزب صهيوني اخر ولكن إذا شارك المتدينون لن يشارك ليبرمان دون الموافقة على التجنيد والعكس صحيح. وهذا الاحتمال يواجه عدة مشاكل ابرزها قبول ازرق البيض بالدخول في ائتلاف مع حزب يرأسه من جعل هدفه الرئيسي الإطاحة به بسبب تهم الفساد وبالمقابل فإنه ليس سهلا على نتنياهو ان يقبل ان يكون في حكومة هو ليس رئيسها على الأقل في المرحلة الأولى لكي يضمن عدم تقديمه للمحاكمة اما باقي الأحزاب مثل حزب العمل وحزب المعسكر الديمقراطي من ناحية اليسار فستون معظم مطالبهما تتعلق بحصتهما من كعكة الحكومة وسيحاول حزب "يمينا" من جهة اليمين إضافة الى ذلك الضغط باتجاه سياسة اكثر يمينية وتطرفا.

2.     تشكيل حكومة ضيقة بالاعتماد على الكتلة المانعة لأي من المعسكرين وقد تشهد الساحة البرلمانية انتقال بعض مؤيدي أحد المعسكرين فرادى او جماعات الى المعسكر الاخر، كأن ينضم حزب كولانو مثلا الى معسكر "الوسط واليسار" ولربما يقبل حزب العمل الذي دخل في تحالف مع حزب جيشر اليميني التحالف مع نتنياهو مقابل اثمان مصلحية أكثر منها سياسية. وهذا الاحتمال لو تم ستواجه الحكومة بمعارضة شديدة كما ان الائتلاف سيكون هشا وضعيفا.

3.     الدعوة لانتخابات جديدة للمرة الثالثة على التوالي وهي عدا عن كونها مكلفة ومرهقة لكل

اللاعبين فيها نتيجتها ربما لن تغير شيئا.

ولاختتام المقال لا أجد ابلغ من الخلاصة التي كنت قد نشرتها لتوقعاتي قبل شهر عن نتائج الانتخابات المنتهية حيث كتبت: إن الاحتمال الأكبر محافظة معسكري اليمين واليسار على قوتيهما ان لم يتمكن الوسط واليسار من قلب الميزان لصالحه. وسيكون الخاسر الأكبر من الانتخابات هو نتنياهو بينما سيتعزز دور ليبرمان. وسوف تحصل تغيرات داخل كلا المعسكرين بحيث يصبح اليمين أكثر يمينية والوسط واليسار أكثر تنظيما وفعالية ويتوقع خسارة الحزبين الكبيرين لصالح التكتلات الجديدة في معسكريهما والاحتمال الارجح ان تقوم حكومة وحدة وطنية تعكس حالة التوازن النسبي بين المعسكرين. بقي ان نقول ان الغائب الرئيسي عن الحلبة الانتخابية الأخيرة كان هو القضية الفلسطينية والتي عاجلا ام اجلا ستعود لتفرض نفسها هي ومواضيع إيران و سوريا وحزب الله وحماس بقوة على الساحة السياسية الإسرائيلية بعد انجلاء غبار المعركة الانتخابية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف