خَريف العمر
بقلم: محمد زهدي شاهين .
19/9/2019
في فصل الخريف تبدأ اوراق الاشجار بالتساقط عن اغصانها بسبب فقدانها نضارتها وحَيَويتُها ، مما يؤدي الى تعريتها من لباسها الذي كان ستراً وحجاباً وغطاءً لها، ومع تقدم عمر الإنسان تتعرى صحة جسده من نضارة الشباب وحَيَويته هو الأخر، وفي الغالب يزداد رشداً وحكمةً لكُثرةِ تجارب الحياة التي قد مر بها، اما في حال أن يفقد الإنسان أخلاقه والقيم الفاضلة فإنه يتعرى تماماً من انسانيته ويفقد اتزانه ويفقد جمال العقل ورونقه.
خَريف العُمر يتشابه كثيراً مع ميزات كثيرة يتميز بها فصل الخريف عن باقي فصول السنة، احداها اعتبار فصل الخريف فصلاً وسطاً ليس بحرارة الصيف ولا ببرودة الشتاء.
إن انتشار الأنانية والغيبة والكذب والنفاق والظلم والغش والرياء يعود بالضرر على المجتمع. إن هذه الجراثيم والآفات المجتمعية مثلها كمثل الجراثيم التي تعود بالضرر على الإنسان وتقوم بتدمير صحته وبنيته الجسدية ، ومن المعيب جداً أن يصل الإنسان الى خَريف العمرِ وهو ما يزال يمارس هذه الآفات.
إن الإنسان يقف امام خيارين، إما أن يكون طيباً حسناً لين العريكة ، سلس الخُلق في تعامله ومعاشرته للأخرين، وهذا يعتبر سنام رأس الفضائل التي تكون اما ضمن طبع الإنسان وما جبل عليه خلال نشأته، وإما عن طريق التعلم وصقل الذات والتعود وتدريب النفس عليها الى حين اكتسابها. فالإنسان يجب أن يكون من هذه الناحية كالماء الذي يتواءم ويأخذ شكل كل ما يحتويه، لا أن يكون كالصخر الأصمِ الذي يصعب التأثير فيه.
والخيار الأخر أن يكون الإنسان وبال على نفسه وأهله ومجتمعه، لهذا فليختر كل واحد منا سبيله وطريقه في هذه الدنيا محدودة وقصيرة الامد.
بقلم: محمد زهدي شاهين .
19/9/2019
في فصل الخريف تبدأ اوراق الاشجار بالتساقط عن اغصانها بسبب فقدانها نضارتها وحَيَويتُها ، مما يؤدي الى تعريتها من لباسها الذي كان ستراً وحجاباً وغطاءً لها، ومع تقدم عمر الإنسان تتعرى صحة جسده من نضارة الشباب وحَيَويته هو الأخر، وفي الغالب يزداد رشداً وحكمةً لكُثرةِ تجارب الحياة التي قد مر بها، اما في حال أن يفقد الإنسان أخلاقه والقيم الفاضلة فإنه يتعرى تماماً من انسانيته ويفقد اتزانه ويفقد جمال العقل ورونقه.
خَريف العُمر يتشابه كثيراً مع ميزات كثيرة يتميز بها فصل الخريف عن باقي فصول السنة، احداها اعتبار فصل الخريف فصلاً وسطاً ليس بحرارة الصيف ولا ببرودة الشتاء.
إن انتشار الأنانية والغيبة والكذب والنفاق والظلم والغش والرياء يعود بالضرر على المجتمع. إن هذه الجراثيم والآفات المجتمعية مثلها كمثل الجراثيم التي تعود بالضرر على الإنسان وتقوم بتدمير صحته وبنيته الجسدية ، ومن المعيب جداً أن يصل الإنسان الى خَريف العمرِ وهو ما يزال يمارس هذه الآفات.
إن الإنسان يقف امام خيارين، إما أن يكون طيباً حسناً لين العريكة ، سلس الخُلق في تعامله ومعاشرته للأخرين، وهذا يعتبر سنام رأس الفضائل التي تكون اما ضمن طبع الإنسان وما جبل عليه خلال نشأته، وإما عن طريق التعلم وصقل الذات والتعود وتدريب النفس عليها الى حين اكتسابها. فالإنسان يجب أن يكون من هذه الناحية كالماء الذي يتواءم ويأخذ شكل كل ما يحتويه، لا أن يكون كالصخر الأصمِ الذي يصعب التأثير فيه.
والخيار الأخر أن يكون الإنسان وبال على نفسه وأهله ومجتمعه، لهذا فليختر كل واحد منا سبيله وطريقه في هذه الدنيا محدودة وقصيرة الامد.